حاوره - عزمي عبد الرزق** لا أعرف على وجه الدقة كيف يمكن أن تحاور شخصاً حاصلاً على جائزة رفيعة للتو، مثل (جائزة نجيب محفوظ)، ولذا كنت م" /> حاوره - عزمي عبد الرزق** لا أعرف على وجه الدقة كيف يمكن أن تحاور شخصاً حاصلاً على جائزة رفيعة للتو، مثل (جائزة نجيب محفوظ)، ولذا كنت م /> حمور زيادة.. السوداني الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: أنا طفل وحيد في منزل كبير ولا أنيس سوى أحاجي حمور زيادة.. السوداني الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: أنا طفل وحيد في منزل كبير ولا أنيس سوى أحاجي

حمور زيادة.. السوداني الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: أنا طفل وحيد في منزل كبير ولا أنيس سوى أحاجي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2014, 03:23 PM

صحيفة اليوم التالي السودانية

تاريخ التسجيل: 03-29-2014
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمور زيادة.. السوداني الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: أنا طفل وحيد في منزل كبير ولا أنيس سوى أحاجي

    size=article_medium" alt="حمور زيادة.. السوداني الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب: أنا طفل وحيد في منزل كبير ولا أنيس سوى أحاجي جدتي">

    حاوره - عزمي عبد الرزق

    ** لا أعرف على وجه الدقة كيف يمكن أن تحاور شخصاً حاصلاً على جائزة رفيعة للتو، مثل (جائزة نجيب محفوظ)، ولذا كنت مملوءاً بالاستفهامات، أحوال الفكاك من وطأتها ليكون الأولى بها الروائي حمور زيادة، ومع ذلك بدا لي (حمور زيادة) كأنه يحاول أن يختزل أكبر همومه وهموم الناس بجملة واحدة، أشبه ما تكون بالمينشيت الساخن.. على كل حال، (حمور) شاب مجتهد، باع روحه للقارئ عوضاً عن الحرف المبذول.. في الحقيقة، هو يتوسم في الكتابة متعة وشفاء، ومتى هبطت في القاهرة، ورنا لك وجه (بلال فضل) في المقاهي الكبيرة، أو نهض (أحمد فؤاد نجم) من غفوته الأخيرة، سيقولون لك إن (حمور) اشترى كتاباً جديداً ولاذ بالفرار، سيقولها لك عم أحمد بخفة دمه المصرية. هنا في الخرطوم، يتذكر الكثيرون أن (حمور) كتب قصة قصيرة في أحد الملفات الثقافية أثارت جدلاً طويلا.. بعدها غادر الخرطوم! منذ (سيرة أم درمانية) اخترع معادلة جديدة للكتابة تخصه وحده، وربما تخص آخرين، لكنها سمة لخطواته في المحاولات السردية على العموم، هو متمرد على كل حال، متمرد بشكل وحشي، يتوغل في الأفق وحيداً مثل نجمة هاربة، ويتجلى في لحظة ما بأصابع مخضبة بالحبر، ومعطف لا يظهره بالوسامة الخاطفة التي يتمناها، ولذا لا تجد لحمور معجبات كثر، أو حتى ملهمات، مثل نزار وكازانوفا وأنطونيو، حضور حمور هذه الأيام في الأوساط الأدبية طاغٍ، وقد مثل فوزه بجائزة الروائي العالمي نجيب محفوظ حالة من الفرح والحفاوة متصلة في أكثر من قطر، حمور هو ابن وحيد لمحامٍ وسياسي قديم، وأمٍّ مثقفة مهتمة بالأدب، منذ صغره في حواري (أم درمان) كان يعشق الرسم ويحاول الكتابة، ثم هاهو ذا يحاول أن يكون روائياً فحسب. أو كما قال، لعلها سانحة لنقلب معه ما تيسر من صفحات حياته وحكاية الجائزة نفسها، لنطالع الحوار .

    * من أنت وكيف ترى ذاتك؟andnbsp;

    هذا سؤال عسير.. أنت تعرف أنه سؤال احتار فيه الفلاسفة! من هو أنا، وما هي الذات! لا أظنك تتوقع مني الرد الفلسفي، لذلك فإن الإجابة الأمثل هي إجابة البطاقة الشخصية التقليدية.andnbsp;

    * ابتداءً يا حمور، هل يصح الوصف بأنك أحد كتَّاب المهجر؟andnbsp;

    إن كنت تعني الذين يكتبون من المهجر فأنا منهم. لم أكتب داخل السودان إلا عملي الأوَّل (سيرة أم درمانية)، وحتى هذا طبع في القاهرة، ثم كتبت أعمالي التالية كلها هنا، في القاهرة، ونشرتها أيضاً.

    * الغربة مريرة، وهي (هجرة أخرى، فلا تذهب تماماً) بتعبير درويش؟andnbsp;

    الأستاذة عبلة الرويني (الناقدة وأرملة الشاعر أمل دنقل) كتبت مقالاً يوم الإثنين 15 ديسمبر تلومني فيه على إحساس الغربة في مصر، وقالت فيه مصر هي بلدك أيضاً، وأنا أحب أن أستعير تعبير (ماركيز) عن المكسيك، حين قال عنها إنها وطن آخر، وليست وطناً ثانياً. هكذا أحس بمصر، أو للدقة، مصر الخاصة بي، أي الأصدقاء والمثقفين والكتاب، وأماكن منتقاة من وسط البلد.

    * لم غادرت الخرطوم منذ فترة طويلة؟andnbsp;

    andnbsp;لم أشعر أنها طويلة إلا يوم فوجئت باكتمال السنوات الخمس، لقد مرَّ الزمن من الثقب مسرعاً، ولم أغادر بقرار مكتمل، إنما غادرت شاعراً بالضيق وعدم الأمان، وشيء من اللاجدوى، قررت الكمون بالقاهرة قليلاً لأسترجع نفسي، ثم وجدت أني قادر على العطاء، والتفكير، والتعلم.

    * والخرطوم كيف تبدو؟andnbsp;

    الخرطوم (في كناية عن السودان لكونها العاصمة، وإلا فإن حبي الأوحد هي أم درمان) أحب البقاع لقلبي، مازلت أسيتقظ ويهزني الحنين لرائحة الصباح بها، وصوت الإذاعة، وربما ضجيج أواني اللبن. لكنها ضاقت عليّ. قبيح جداً إحساس أن تشعر ببلدك ضيقاً لا يُرحَّب بك، هذا هجرٌّ مُر، فحملت حقيبتي وركبت طائرة الخطوط الإثيوبية إلى القاهرة.

    andnbsp;* هل تتذكر أنك نشرت قصة في ملف ثقافي وأثارت جدلاً لدى المصنفات؟andnbsp;

    أتذكر طبعاً، هذا من العنت الذي يشعرك أنك لا تقدر على الاستمرار، مناخ محاكمة النوايا، وتفتيش المآلات بكل سوء ظن ممكن. لقد قيل لي بشكل واضح يومها "نخشى عليك أن تصبح مثل الطيب صالح". تخيل أن يصبح الطيب صالح نهاية سيئة يُخشى عليك منها!

    * andnbsp;وأنت تدفع (بشوق الدرويش) إلى جائزة نجيب محفوظ، هل طاف بخيالك أنك ستحصل على الجائزة؟andnbsp;

    أنا لم أتقدم بالرواية للجامعة الأميركية، إنما لجنة الجائزة هي التي اختارتها، مشكورة، ومنحتها الجائزة، التقديم تمَّ من قبل الناشر لجائزة بوكر العربية بالإمارات، ومازلنا ننتظر نتائجها، أما جائزة نجيب محفوظ فقد منحت للرواية دون طلب.

    * الرواية تنتقل في أكثر من حيز زمني، وهناك أزمنة لم يعاصرها الكاتب، فكيف اتسعت له الرؤية؟andnbsp;

    كيف أجيبك عن هذا السؤال العسير؟ نجيب محفوظ قال في نصيحة لشباب الكُتَّاب "لا تكتبوا عن ما لا تعرفون"!! أنا أحاول الالتزام بهذه النصيحة قبل أن أسمعها. الكتابة عن ما لا تعرف يفضح العمل بسهولة، لكن أظن أني صاحب تماس مع التاريخ السوداني إلى حدٍّ كبير. لقد أنفقت زماناً في القراءة والبحث فيه، جالست د. أبوسليم (رحمه الله) في دار الوثائق لفترة، وسكنت داخل الدار لنحو عامين، أذهب من الصباح ولا أخرج إلا مع خروج الموظفين. وحينها لم يكن في ذهني خاطر كتابة رواية، لكن بعد سنوات أتت الرواية.andnbsp;

    * ثمة من يقول إنك صورت الجيش المصري الغازي مخلصاً وواهباً للحرية، ولذا حصلت على الجائزة؟andnbsp;

    مبدئياً، إن أمر استنطاق دوافع خفية لدى لجان الجوائز هذا أمر شائع ولا يقلقني. نجيب محفوظ قيل إنه حصل على نوبل لموقفه من اتفاقية السلام الإسرائيلية ! وقيل إنه حصل عليها بسبب رواية (أولاد حارتنا) المصنفة عندهم مسيئة للإسلام. من يقولون هذا لا يهتمون بتقرير لجنة الجائزة، ومهما تقل، فهم لديهم تفسيراتهم الخاصة.. قبل أسبوعين حصلت (إيزابيل الليندي) على جائزة من البيت الأبيض، فاتهمت بالتفريط في دم عمها الذي اغتيل بتدبير من المخابرات الأميركية قبل سنوات.andnbsp;

    * ماذا عن (شوق الدرويش) مثار الجدل؟andnbsp;

    هذا من حيث العموم. أما عن الراوية فلا أفضِّل أن أقول هل فعلاً صورت الجيش المصري الغازي كمخلص أم لا، أفضل أن يقرأها الناس ويحكموا. وفي النهاية الكاتب لا يملك أن يحاكم تأويلات القراء. هذا حق مطلق للقارئ، ولا يجب مصادرته. ولا يجب أن ينشغل الكاتب به. في تقديري، لا يصح أن يعامل الكاتب القراء كأطفال، ويمشي خلفهم يشرح ويقول: لم أقصد كذا، إنما قصدت كذا، ولم أكتب كذا، إنما كتبت كذا.

    * هل ثمة نصح مبذول بين يدي هذه الشكوك الكثيفة؟andnbsp;

    نعم، أنصح من يقولون قولك المذكور أن يقرأوا الرواية مع قراءة تقرير لجنة الجائزة كاملاً على موقع الجامعة الأميركية، فقد علمت إن بعض الناس ساءهم وصف د. رشيد عناني (الناقد ومدير مركز الدراسات العربية والإسلامية) للثورة المهدية بأنها انتفاضة دموية وقارنها بداعش، هذه قراءة واحدة من 5 أعضاء في اللجنة جميعهم وصف المهدية بالثورة، ووصفوا الحكم التركي المصري بقولهم "غزو السودان في نهاية القرن التاسع عشر من قبل الإنجليز والمصريين والأتراك، وقيام الثورة المهدية الدينية السودانية لمواجهة هذا الغزو". فلو كان الأمر يقف على العبارات، فهناك عبارات مرضية لهؤلاء في تقرير اللجنة لو قرئ كاملاً. أما ما في دواخلهم فلا أعرفه. فأنا لم أتشرف بمعرفة أحدهم قبل ليلة الجائزة، ولا أعرف عن رؤيتهم للعالم أو السودان شيئاً.

    andnbsp;* عفواً، ولكن على الأقل تماهى البطل مع الفاتحين، ولم تتجلَّ فيه روح المقاومة؟andnbsp;

    وهل البطل بدع من أهل ذلك الزمن؟ الشيخ البنا معلم أبناء الخليفة التعايشي، وصاحب القصيدة الشهيرة (الحرب صبر واللقاء ثبات..) أصبح موظفاً مرموقاً في الدولة الجديدة. ومدح نظام التعليم الذي أدخلوه في موقف شهير حكاه بابكر بدري في مذكراته، بابكر بدري نفسه كان من المجاهدين، ثم اقرأ موقفه في مذكراته عن ما بعد ذلك.

    * ثمة من وصف الرواية بأنها مصممة لإرضاء النخب المصرية.. بم ترد؟andnbsp;

    * كما قلت سابقاً، هذا حق كامل للقارئ، لو كان أحدهم وصفها بأنها الرواية الأعظم في تاريخ البشرية واستخرج منها تأويلات عظيمة ليست فيها هل كنت سأغضب؟ هذا أمر لا يزعجني البتة، لقد كتبت، وللقراء حق التأويل، والظن، والاستنتاج.

    * ولو سألتك بشكل مباشر؟andnbsp;

    andnbsp;إذا كنت تسألني بشكل مباشر لأعترف بهذا أو أنكره؛ فبالتأكيد أنكره تماماً.

    * الرحلة من سجن العبودية الجبري، إلى أسر الحب الطوعي، لا تتسق مع الروح الوطنية؟andnbsp;

    من زعم هذا؟ ومن قال إن الحب يخالف الوطنية؟andnbsp;

    * بطبيعة الحال؟andnbsp;

    وهل كان مفهوم الوطنية متبلوراً في السودان في نهاية القرن التاسع عشر أصلاً؟

    * بالمناسبة، هل (شوق الدرويش) رواية تاريخية؟andnbsp;

    هناك خلاف حول تعريف الرواية التاريخية. الرواية عموماً فيها نوع من (التأريخ)، لو كتبت رواية عن مجتمع 2014 فإنها حين تنشر في 2015 أو تقرأ في 2016 هي رواية تاريخية، (امبرتو ايكو) لديه مفاكرات رائعة في مقالات كتبها عن روايته (اسم الوردة) حول هذا الموضوع.

    * كأنك تعترض على فكرة التصنيف بالأساس؟andnbsp;

    مسألة تصنيف الرواية أتركه للنقاد، لكني أحرص على القول إن (شوق الدرويش) andnbsp;ليست وثيقة تاريخية، فرغم زعمي أني اجتهدت في البحث التاريخي، وتقصي الوقائع، والبيئة، والجغرافيا، لكنها في النهاية رواية وليست بحثاً تاريخياً، ولا أنصح قط باستقاء معلومات تاريخية من أي رواية.

    * في انتصاف يوم الجمعة (غبَّ إعلان الجائزة) كنت مريضاً بلا جدال، أنت الذي قلت ذلك أو ثمة فرحة قاسية؟andnbsp;

    هل رأيت صور الاحتفال وفيدوهاته؟ هل تعتقد أن هذا منظر شخص به فرحة قاسية؟ الحقيقة أني مريض قرحة مزمنة ومصران عصبي. وضغط الاستعداد للحفل، والتزامات عملية سبقته، والضغط العصبي في التعامل مع وسائل الإعلام عقب الحفل، والحشود، أنا شخص أعتبر اجتماع سبعة أفراد مظاهرة، هذا دون أن أذكر عناء ارتداء البدلة لشخص يكره التأنق مثلي، كلها أمور أودت بي إلى المستشفى في اليوم التالي.

    * لو رجعنا بك إلى الوراء كثيراً، من الذي شحذ خيالك وعلمك الحكي والموانسة؟andnbsp;

    جدتي لأمي، وظروف الوحدة.. أنا طفل وحيد في منزل كبير في أم درمان، ليس لي أنيس سوى أحاجي جدتي، ثم مكتبة أبي وأمي بعدها.

    * هل ثمة ملهات أخريات؟andnbsp;

    الإلهام حولنا في كل مكان. قيل إن الأشياء تحدث لمن يستطيعون حكايتها.. نحن نعيش في عالم من الحكايا، إنها حولنا في كل مكان. فقط بعضنا يراها وبعضنا لا. لكن في العموم، نحن في مجتمع حكاء بطبعه، اهتممت بأن أذكر ذلك في كلمة الجائزة. إن المجتمع السوداني مجتمع يقدس الحكي؛ ففي كل شيء حولنا إلهام للحكي.

    * لو قدر لك أن تهمس في أذن نجيب محفوظ فما الذي ستقوله له؟andnbsp;

    مازلنا ننتظر العدل، ونعيش في زمن الفتوات.

    * كيف تشعر بالرضا في مدينة كالقاهرة، يتجمد في رصيفها الشعراء والمغنون؟andnbsp;

    في القاهرة يموت أهلها أنفسهم برداً وحرقاً. هذا عالم قاس. دلني على بلد أخرى لا يوجد بها مثل هذين ربما تنصحني بالسويد أو النرويج أو نيوزيلندا! لكن بلادنا كلها منكوبة. هل تذكر الرجل الذي مات داخل صهريج أحد المستشفيات في السودان قبل سنوات. أراد الاحتماء من البرد فتسلق الصهريج ومات بداخله. ربما أشعر بالرضا أني استطعت النجاة حتى الآن ولم أتجمد.

    * بهنس في ذكراه الجنائزية المؤلمة؟andnbsp;

    بهنس (رحمه الله). لم أكن أعرفه شخصياً، إنما هي مصافحة عابرة قبل أكثر من 10 أعوام، لكن ما عرفته من صحابه أن حياته كانت أشبه بالأساطير، وانتهت كذلك.andnbsp;

    * أي مدينة هي القاهرة يا حمور؟andnbsp;

    لقد بحثت عن القاهرة التي أريد، ووجدتها في دار (ميريت) مثلاً. في ليالي بصحبة (أحمد فؤاد نجم)، و(خيري شلبي)، و(إبراهيم أصلان)، و(مجدي أحمد علي)، و(لطفي لبيب)، و(أحمد عبد العزيز). لقد وجدت القاهرة المحبة التي تقبلني. ربما حين أخرج إلى الطريق يضايقني أحدهم في المترو، أو عابر عابث بمزاح متجاوز في الطريق. لكني لا أعبأ. لو كنت في ألمانيا ربما ضايقني نازي عنصري، ولو كنت في السودان ربما استظرف أحدهم وناداني بأني أصلع. أنا رجل متصالح مع العالم في هذه الصغائر.

    * لمن تكتب، ولماذا تكتب بالأساس؟

    جان ماري لوكليزيو، الأديب الفرنسي الحائز على نوبل عام 2008 قال عن سؤال كهذا في صدر كلمته أمام لجنة نوبل "لماذا نكتب؟ أتصور أنّ لكل شخص إجابته عن هذا السؤال البسيط. هناك المؤهلات، والوسط، والظروف. وغياب القدرات كذلك. إذا كتبنا يعني ذلك أننا لا نعمل. وأننا نشعر بصعوبة أمام الواقع ونختار ردة فعل أخرى، طريقة أخرى للتواصل، مسافة، وقت للتفكير".

    * وماذا عنك أنت.. أخشى أنك تكتب لتسلية الرجال المحترمين، كما قال أحدهم؟

    اعتقد أن الظروف التي ذكرت لك بعضها عن نشأتي، وغياب القدرات، هي إجابتي.

    * هل لحمور أعداء؟ andnbsp;

    شخصياً، لا. أنا شخص انعزالي جداً. حتى من أرتاح له قد لا أعامله. دائرة المقربين مني لا تزيد عن خمسة. فمن الصعب أن أعامل شخصاً لا أرتاح له، أو لا يرتاح لي بذلك.

    * بصراحة؟andnbsp;

    andnbsp;بصراحة لا يوجد حولي أعداء بشكل شخصي، ربما لأني لا أراهم.

    * هل يستمر الوجود بإحساس روائي يترقب السفر والهجران على الدوام؟

    دعني أجيبك بشكل غير مباشر.. في 2010 سألت الأديب طارق الطيب، هل يكتب بدافع الحنين مثل الطيب صالح؟ أم بدافع البحث عن هوية بين مصر والسودان والنمسا، لفتني طارق إلى أن الكُتَّاب يختلفون. كل يكتب بما يحفزه، الفقر محفز لإبداع البعض، والكفاية وسترة الحال محفز للآخرين، طول السفر وترقب الهجران أمر مقلق لي. لا يحفز على كتابة، لكنه واقع يجب أن أقاومه، لو هزمني فلن أكتب.

    * هل تشعر بأنك في حاجة للبكاء؟andnbsp;

    هل نظرت من النافذة اليوم؟

    بالتأكيد، وماذا عنك أنت؟andnbsp;

    أي نظرة للطريق تجعلك تشعر بحاجة للبكاء، لكننا تربينا بشكل عجيب يقول البكاء ليس للرجال، بارك الله في الليل وستره داخل الغرف المغلقة.

    ما هي نقطة الضعف التي لم تتمكن من مقاومتها؟andnbsp;

    هذا سؤال شديد الخصوصية. عادة يحب الناس هذا النوع من الأسئلة للتجمل بها، فيذكرون محامد لتبدو عيوباً أو نقاط ضعف. كان سيسرني أن أتجمل وأقول لك "دموع المستضعفين" مثلاً. لكني لا أريد أن أتجمل ولا أجرؤ على الصراحة. ربما لو سألتني بعد عشرين عاماً سأجيبك بلا تردد.

    * متى يطمئن القلب في الخفقان؟andnbsp;

    لقد سُئل أمل دنقل هذا السؤال، وأظنه لم يطمئن إلا حين صمت عن الخفقان!!

    * تدعي أن علاقتك بالناس العاديين أكثر وأعمق، ومع ذلك كتاباتك غير محايدة؟andnbsp;

    لا أذكر أني أدعيت ذلك! هل حقاً قلته؟ غريب! أنا شخص نفور، من الصعب أن أصف علاقات واسعة بالعمق. لو قلت علاقتي بفلان لكان أقرب لي. على كل، أنا أحاول دائماً أن آخذ مواقف منحازة لما أظنه الصواب، بقدر الإمكان. ولكني لا أحب الصدام.. لا أسعى اليه.

    ماذا يخبئ حمور زيادة في جرابه من مفاجآت؟andnbsp;

    لا أخبئ مفاجآت. دائماً ما أقول عن المستقبل إني رجل ثرثار لن أصمت قريباً، ولدي مشروع روائي طويل، أريده أن ينضج على مهل، ولست على عجالة، أمامي عمر بحاله. طال أو قصر، وربما يوم يأتني الموت وينزل بي كما نزل بـ (خيري شلبي) وهو يكتب.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de