|
هذا السوداني.. الجنوبي الهوى .. السفير الشعبي السوداني بأثيوبيا
|
+ للرجل قدرة عجيبة على التعامل مع (الإخوة الأعداء الجنوبيين) بدون أن يكسب هؤلاء على حساب أولئك ، أو يخسر هذه المجموعة خصما على كسبه لتلك المجموعة
+ صديق كوراك ابن (كلي) أضحى اليوم واحدا من أكبر المعالم السودانية بأديس أبابا ، وأصبح يمثل واحد من مزارات السودانيين بقدومهم لمطعمه
+ تجد في مطعمه الجنوبيين الذين ينتمون لــ (جماعة سلفاكير) بمثل ما تجد في ذات اللحظة قيادات من (جماعة مشار) يجلسون في ذات الصالة بالمطعم
+ قال أن أول من أظهر قضية التجار الشماليين بالجنوب عبر الصحف والفضائيات هو الأستاذ الكبير أحمد البلال الطيب ، ذلكم الاعلامي الفذ الشجاع
+ مدينة ياي بالنسبة له عمره وحياته ، وإليها أحضر الفنان النور الجيلاني وفيها وعنها كتب رائعته(يا مسافر جوبا) ، وكان في معيته الفنان الكبير المخضرم الراحل خضر بشير
أديس أبابا : أسامة عوض الله
صديق كوراك ، وهو رجل الأعمال والتاجر السوداني الذي تزعم وقاد قضية التجار السودانيين الشماليين بجنوب السودان قبل وبعد إنفصال الجنوب ، هذا الرجل الذي ينتمي لمنطقة كلي بالقرب من مدينة المتمة بـــ (دار جعل) بولاية نهر النيل وتجمعه صلات قديمة ومتجذرة مع أهلنا في أمدوم فالمنطقتان (كلي) و(أمدوم) بينهما وثاق تاريخي لا ينفصم مع الجنوب ومع الدول الأفريقية .
ورغم أن صديق كوراك نقل بعض استثماراته إلى أثيوبيا خلال الأعوام الثلاث الأخيرة أو تقل إلا أنه استطاع أن يبني له أرضية صلبة وسط الأثيوبيين ، وقام بتأسيس وافتتاح ــ (مطعم الخرطوم) الشهير بوسط أديس أبابا ، وهو المطعم (الفاخر) الذي يوجد بمنطقة (بولي أوليمبيا) على (شارع بولي) أشهر وأفخم وأحدث شوارع أديس أبابا والذي يؤدي مباشرة للمطار ــ وخلال فترة وجيزة أضحى (مطعم الخرطوم) (قبلة) يقصدها كل سوداني شمالي ، أو سوداني جنوبي .
أكبر المعالم السودانية بأديس أبابا
فهذا الرجل الممتليء (قبول) و(أريحية) و(طيبة سودانية) ، أضحى اليوم واحدا من أكبر المعالم السودانية بأديس أبابا ، وأصبح يمثل واحد من مزارات السودانيين بقدومهم لمطعمه، وهو فوق هذا وذاك صديق لكل السودانيين في أثيوبيا ، بمختلف اتجاهاتهم وتوجهاتهم السياسية والرياضية والاجتماعية والايدولوجية ، وكذلك تجمعه علاقات وطيدة ووثيقة بإخوتنا الجنوبيين بجميع سحناتهم وأعراقهم وقبائلهم وتنظيماتهم وأحزابهم وطوائفهم ، ذلك لأنه عاش غالبية عمره بالجنوب (دولة جنوب السودان الحالية) ، فالرجل ينتمي لعائلة جعلية شهيرة (عائلة كوراك) هاجر عميدها (كوراك) منذ العام 1905م إلى جنوب السودان ، ولهذا لا غرو أن أصبح الحفيد (صديق) يتمتع بهذا (التميز) الكبير في علاقته بالجنوبيين جميعهم رغم اختلافاتهم العميقة والمتجذرة تجده صديقا لهم وبإمتياز .
صديق الاخوة الأعداء الجنوبيين
الشاهد أن صديق كوراك تجد في مطعمه الجنوبيين الذين ينتمون لــ (جماعة سلفاكير) بمثل ما تجد في ذات اللحظة قيادات من (جماعة مشار) يجلسون في ذات الصالة بالمطعم ، وتجده يتنقل بين هذه المجموعة وتلك في أريحية ، فللرجل قدرة عجيبة على التعامل مع (الإخوة الأعداء الجنوبيين) بدون أن يكسب هؤلاء على حساب أولئك ، أو يخسر هذه المجموعة خصما على كسبه لتلك المجموعة.
أحب البلاد إلى نفسه .. ياي الجميلة
صديق كوراك ما زال يحن للجنوب (جنوب السودان) ، لا سيما مدينة (ياي) التي يسميها (ياي الجميلة) ، ومن خلال (ونستي) معه في رحلتي الأخيرة إلى أديس أبابا لتغطية (المفاوضات) للتوصل والوصول إلى السلام بين الحكومة وكل التيارات المعارضة سواء الحركة الشعبية قطاع الشمال من جهة ، والحركات المسلحة بدارفور من جهة أخرى ، تلك المفاوضات التي ذهبت إليها موفدا من صحيفة (أخبار اليوم) ورئيس تحريرها أخي الأكبر الأستاذ أحمد البلال الطيب ، أعود وأقول من خلال (ونستي) مع الأخ صديق كوراك كان يقول لي : أريد أن أعيش في بلدي ياي الجميلة مع مزارع البن والباباي، ومضى الرجل يقول لي في (شجن عظيم) أقول لك من أحب البلاد إلى نفسي في كل العالم هو (جنوب السودان) ، والاستوائية خاصة ، ومدينة ياي بصفة أخص .. ياي هذه قضيت فيها ريعان الصبا .. وتعلمت فيها التجارة وزرعت فيها البن والشاي ، وأتيت بالفنان العظيم النور الجيلاني ــ شفاه الله ــ وفيها (في ياي) كتب النور الجيلاني أشعار أغنيته (يا مسافر جوبا) ، وكان في معيته الفنان الكبير المخضرم الراحل خضر بشير ــ عليه الرحمة ــ ، وكان معهم ابن جوبا وعازف الماندلين سليمان زين العابدين ــ أمد الله في عمره ــ ، كانت تلك أيام خوالد في ياي لا أنساها ، هي بالنسبة لي عمري وحياتي .
وفاء إلى أحمد البلال الطيب
حملني الأخ صديق كوراك كثير تحياته للأستاذ أحمد البلال الطيب ، فالرجل يحمل وفاءا كبيرا لابن البلال الأكبر ، حيث قال لي وهو يعود بذاكرته لقضية التجار الشماليين بجنوب السودان ــ والرجل الأمين كان وما زال الأمين العام لشعبة التجار الشماليين بجنوب السودان وقاتل قتالا مستميتا من أجل انتزاع حقوق هؤلاء التجار ــ قال لي : الحق يقال أن أول من أظهر قضية التجار الشماليين عبر الصحف والفضائيات هو الأستاذ الكبير أحمد البلال الطيب ، ذلكم الاعلامي الفذ الشجاع ، ونحن نشكره شكر جزيل وكبير وكثير ، لك التحايا والود الخالص الأخ أحمد البلال الطيب ، ونشكره كذلك أن يحاورنا أيضا ابن من أبناء التجار الشماليين في الجنوب وهو الصحفي المميز الأستاذ أسامة عوض الله ابن (أمدوم) توأم (كلي) ، وسوف يذكر لكم التاريخ وقفتكم هذه معنا .
أسامة عوض الله
مستشار التحرير بصحيفة أخبار اليوم
mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|