|
حوار مثير مع كمال عمر حول نداء السودان
|
كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي.. عن نداء المعارضة الأخير: ما تمّ في أديس زواج متعة لن يستمرّ طويلاً لا جديد في نداء السودان وهو (مشروع ملتّق ساي) اعتقال المجموعة المُوقعة سيعطي قيمة لنداء لا قيمة له القوى المُوقعة أقرب لليسار وتريد سنداً من الحركات المسلحة النداء يربط التحوُّل الديمقراطي بالعمل المسلح ويكرِّس لمزيد من الاحتقان المعارضة تريد تصفية مؤسسات الدولة على طريقة بول بريمر في العراق المقصود بهذا الحشد إجبار الوطني على الموافقة لإجراء حوار بالخارج حاوره: فتح الرحمن شبارقة اختلف الناس أو اتفقوا مع الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، إلا أنه يظلُّ واحداً من أكثر السياسيّين جرأة في التعبير عن مواقفه وتقديم قراءات لا تنقصها المباشرة ولا الجرأة للراهن السياسي.. راهنٌ كان نداء المعارضة الأخير - أو بالأحرى- نداء السودان أبرز عناصر تفاعلاته منذ توقيع ذلك الميثاق قبل أيام بأديس لتدشين معارضة جديدة أبرز أطرافها حزب الأمة القومي برئاسة الإمام الصادق المهدي والجبهة الثورية التي وقع عنها مني أركو مناوي، وبعض تحالف قوى الإجماع الوطني رغم توقيع فاروق أبو عيسى إنابة عن الجميع إلى جانب منظمات مجتمع مدني وقّع إنابة عنها د. أمين مكي مدني ليدشنوا جميعاً مرحلة جديدة، وإن شئت الدقة معارضة جديدة بحاجة لقراءة لحيثيات تكوينها وفرص نجاحها في تفكيك النظام وإسقاطه، فضلاً عن التأثيرات المحتملة لهذه الخطوة التي شغلت مجالس المعارضين والمهتمين في الخرطوم وأديس.. (الرأي العام) طرحت الكثير من التساؤلات بشأن ذلك النداء على الأستاذ كمال عمر بحكم موقعه القيادي المتقدم في المؤتمر الشعبي ومعرفته العميقة بتكتيكات واستراتيجيات المعارضة التي عمل في قيادة تحالفها لنحو (15) عاماً ، فإلى إفاداته: * الوحدة المُعْلن عنها في وثيقة نداء السودان بين الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي وتحالف قوى الإجماع والمنظمات.. هل هى برأيك وحدة شكلية أم حقيقية؟ - واضح جداً أنها وحدة شكلية ومحاولة لعب فيها ياسر عرمان دوراً كبيراً لإنقاذ المعارضة من الخلافات التي ضربتها في الفترة الفائتة، ومن الصعب جداً أن تتوصل المعارضة لاتفاق في ظل انعدام القواسم المشتركة وتقديم أيدلوجيتها على مصلحة الوطن. وكل ما يجمع المعارضة الآن هو كراهية هذا النظام. وهناك أحزاب معارضة صغيرة لديها أصوات عالية وتطلعات كبيرة. وهناك أحزاب أخرى ترى أن هنالك فرصة لكى تكون في قيادة المعارضة، ولعلّ الانتقال السريع من إعلان باريس إلى نداء السودان، ومن موقف لآخر يكشف عن الحالة النفسية التي تعيشها المعارضة، فما تمّ هو عبارة عن زواج متعة لن يستمرّ طويلاً. *ماهى قراءتك لنداء السودان وهل تمّ الإتصال بكم؟ - نحن كنا موجودين في أديس لغاية قبل يوم من الإعلان عن هذا النداء، ولم نكن مشغولين بذلك وكان عندنا علم بأن هنالك محاولات جارية لتجميع المعارضة في ورقة واحدة.. والمعارضة بعد إعلان باريس أصبحت منقسمة فهناك مجموعة هى مجموعة الحركة الإتحادية وهؤلاء (رابطين) في التوم هجو وقّعوا مع حزب الأمة على إعلان باريس مع الجبهة الثورية.. وهناك قوى أخرى في تحالف قوى الإجماع الوطني ترى إن إعلان باريس ماركة تجارية مسجلة لحزب الأمة، وبالتالي هم ليس عندهم رغبة في أن يصبحوا مقطورة لحزب الأمة فرفضوا أن يوقعوا على إعلان باريس. ونحن نفتكر إن هذا الإعلان هو مستوى لخط جديد في الحوار مختلف تماماً عن الحوار المطروح في الداخل، لذلك نحن لم نكن مشغولين بالتوقيع ولا يعنينا ولم نكن جزءاً من هذا النداء وليس لدينا رغبة في أن نكون جزءاً منه. *لماذا لم يتمّ الإتصال بكم للمشاركة في نداء السودان؟ - لم يتم الإتصال بنا لأنهم عارفين موقفنا تماماً، وطبعاً جرت إتصالات مختلفة بنا في الماضي من الجبهة الثورية ومن مجموعة من حزب الأمة والحركة الإتحادية في نداءات مختلفة مثل توحيد المعارضة في دعوة أزرق طيبة، ولبَّيْنا كذلك الدعوة الثانية في جنينة الهندي وكنا نأمل في خلق قاعدة وفاق سياسي كبير تجمع القوى السياسية، وخطنا الإستراتيجي في الوفاق السياسي الكبير أن نمشي كلنا في إتجاه الحوار المطروح الآن. *تجاوزكم في الدعوة ألا يجعلكم معزولين وخارج حسابات المعارضة ربّما؟ - نحن لسنا معزولين، فالعزلة في العمل السياسي تأتي من التّخَندُق في مربع واحد، وأنا أرى أن هذا النداء تكرارٌ لمواقف عملتها المعارضة في الفترة الفائتة ويبدو عليها أنها هى واقفة في موقف واحد، فهى المعزولة ونحن لسنا معزولين.. *ماهو اعتراضكم تحديداً على نداء السودان؟ - الإعلان في مقدمته هو أقرب للسرد التاريخي ويتكلم عن قضايا إنسانية وعن حروب ونزاعات وعن قضايا المعيشة وعن سيادة حكم القانون وهذه أبجديات موجودة في كل أدبيات المعارضة ، والاعتراض الأساسي في قضايا الحوار والحل السياسي فنحن لم نشعر أصلاً أن هنالك أملا أو رجاءً في هذه القوى المُوقعة عليه أن تنضمّ لمسيرة الحوار. ونحن كانت عندنا تجربة وحاولنا في لجنة (7+7) أن نلتقي بقوى الإجماع الوطني فرفضوا لقاءنا تماماً وكا ننتظر أن يهيئ لنا أمبيكي لقاءً مع الجبهة الثورية في أديس لكن هناك جهات نعرفها عرقلت هذا اللقاء، وواضح أنه أصبح هناك معسكران الآن.. والمعسكر المُوقع على هذا الإعلان هو أقرب إلى معسكر اليسار. ونحن ما كنا نريد هذا الاصطفاف بين يساريّين وإسلاميّين ولكن هذا النداء قنَّن فكرة الإصطفاف الأيدلوجي وأصبحت هناك مجموعة أقرب لليسار وتتكلم بشكل واضح عن فصل الدِّين عن الدولة.. * أين تحدثت عن ذلك بشكل واضح فلا يوجد شئ كهذا في وثيقة نداء السودان؟ - صحيح أنه لم يُكتب في الوثيقة والمقصود بعدم كتابته هو أن يتجاوزوا الهجمة لو كانت هنالك هجمة إعلامية عليهم بأنه لم يُنص تحديداً على مسألة فصل الدين عن الدولة، وفي قضايا الحوار والحل السياسي ذكروا بشكل محدد: (نؤكد أن الوثائق الحاكمة والمُتّفق عليها لقوى نداء السودان تمثل المرجعية الرئيسية لعملها المشترك) وهذه عندها وثائق ويمكن أن ترجع لها سواء أكان ذلك في وثيقة الفجر الجديد - ونحن عملنا موقف تجاهه- أو في ورقة إعادة هيكلة الدولة السودانية واضح جداً الكلام عن فصل الدين عن الدولة وفصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات العامة لذلك فنحن اعتراضنا الأساسي على هذه المطبوعة أنها تريد أن تعمل كل شىء فهى تريد أن تعمل الدستور الدائم، ومافي أحزاب بتعمل الدستور الدائم فالدستور الدائم والثابت يعمله الشعب السوداني، وتريد أن تعمل الحكومة الإنتقالية دون أن تُحدِّد لها أجلاً يعني يحكموا كده إلى أن يعملوا الدستور الدائم وهو غير معروف كم يحتاج من الزمن، يعني أنا لم أشعر أن هذه المعارضة تحركت نحو القضايا الأساسية للشعب السوداني فهى ثبتت في مكانها وكأن القضية قضية حُكم فقط.. فهم وضعوا كل قضايا الحوار كاشتراطات. وبالتالي أنا وصلت لقناعة أنه ليس هناك إمكانية أن تأتي هذه المجموعة التي وقعت هذا النداء للحوار . * حديثك عن أن القوى المُوقعة أقرب لليسار يُفَنِّده وجود المهدي في جانب المُوقعين؟ - وجود الإمام لإخفاء الشكل الحقيقي لهذا التحالف حتى لا يقولوا تحالفاً علمانياً أو اصطفافاً يسارياً.. واليسار يُجيد هذا النوع من الالتفاف منذ ثورة أكتوبر التي تحرك فيها اليمين واليسار قبل أن يلتفُّوا عليها فيما بعد. * ألم يقترب أجل النظام برأيك بعد هذا النداء؟ - سبق للمعارضة أن طرحت مشاريع كثيرة من هذه الشاكلة، وأن لا أرى في النداء الأخير رؤية يمكن أن تُهدِّد الحكومة أو إشارة لإقتراب موعد نهاية النظام، وهذا النداء لا يذهب بنا لشكل ديمقراطي وإنما يقودنا لديكتاتورية جديدة تتكشّف من مهام الفترة الإنتقالية ومن أهمها وضع الدستور الثابت، فهم يريدون أن يضعوا الدستور الدائم الذي يجب أن يضعه الشعب. *كيف يُوقع الأستاذ فاروق أبو عيسى باسم تحالف قوى الإجماع الوطني دون الرجوع إلى مُكوِّنات التحالف ولكم أنتم في الشعبي على نحو خاص لجهة أن لديكم رأياً مغايراً في النداء الذي تمّ؟ - هم اتخذوا قراراً بتجميدنا في مرحلة من المراحل و(ما حاسبننا جزء من ناس التحالف، ونحن ذاتنا ما حاسبين أنفسنا جزء من هذا التحالف). وأنا أريد أن أقول لك كلام ستظهر إشكاليات هنا في الداخل، فتوجد قوى موجودة في داخل التحالف ستسمع بأنها غير موافقة على الإعلان.. *طالعت اليوم بياناً لحزب البعث ممهوراً بتوقيع الأستاذ محمد ضياء الدين انتقد فيه إعلان نداء السودان بشدّة؟ - الآن هنالك إعتراض من قوى أساسية في هذا الإعلان، فهنا يوجد حزب البعث العربي الإشتراكي الأصل، وهناك يوجد عبد الواحد، وتوجد قوى أخرى في داخل تحالف قوى الإجماع الوطني لها رأي في هذا الإعلان وأنا لا أريد أن أسبق الأحداث، وواضح أنه تم بهذا الشكل ليُزَيِّنوا الصورة وليُقال أن هنالك تحالفاً عريضاً ضد الحكومة.. *هل تدافع عن الحكومة أم أنك مع وحدة المعارضة ربما؟ - نحن لا ندافع عن الحكومة، ونحن مع وحدة المعارضة.. *كيف تكون مع وحدة المعارضة وتنتقد في نفس الوقت نداء السودان الذي يعتبر شكلاً من أشكال تلك الوحدة؟ - أنا قعدت (15) سنة في تحالف المعارضة ولو كنت أشعر أن في هذا النداء أي شكل من أشكال الوحدة كنتُ سأؤيدُه وسأكونُ سعيداً جداً به. لكن لا أرى فيه شيئاً جديداً وليس فيه شكل وحدة، فهذا مشروع (مُلَتَّق ساي). *نداء السودان مُوَجَّهٌ لمن؟ - واضح جداً أن قطاع الشمال أو الجبهة الثورية أو الحركات المسلحة تريد سنداً سياسياً من هذه القوى، وواضح كذلك أن هذه القوى تريد سنداً من الحركات المسلحة.. فهما الإثنان محتاجان لبعضهما فحاولوا يعملوا هذه التوليفة ليقولوا إن هذه هى القوى الشرعية التي تُمثل الشعب السوداني، فالشعب السوداني مسكين لأن كل ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب ما عندها أي وجود في الشارع تدّعي أنها تُمثل الشعب السوداني، فنحن كنا نريد انتخابات حقيقية لتكشف وزن هذه القوى.. *برأيك من استفاد من الثاني أكثر.. هل الحركات المسلحة التي كسبت المهدي، أم رّبما المهدي الذي تمكن من فرض أطروحته فيما يبدو ليأتي النداء يتحدّث عن تفكيك النظام دون الإشارة للخيار العسكري؟ - كلهم مجتهدون في أن يقولوا أنهم استفادوا، لكن أنا أعتقدُ أنّ الخاسر في هذا الإعلان هو الشعب السوداني. *كيف؟ -لأن هذا الإعلان يضع متاريس في قضية الحوار الوطني ويربط التحول الديمقراطي بالعمل المسلح ولا يفتح أي مجال للتحوّل الديمقراطي بسبب الاشتراطات التي وضعها، وهذا النداء ليس فيه أية رؤية للخروج من الأزمة. بل العكس هذا النداء يُكرِّسُ لمزيد من الاحتقان في الساحة السياسية، لذلك أنا لا أرى فيه رجاءً.. *هل ماتمّ التعبير عنه وورد في وثيقة نداء السودان في العلن هو كل شىء أم ربما كان هناك ما هومسكوت عنه؟ - طبعاً هنالك أشياء كثيرة مسكوت عنها ولم توضع في الوثيقة.. *مثل ماذا؟ - هنالك قضايا مثل قضية علاقة الدين والدولة غير متفق عليها فيما بينهم، وهنالك قضايا أخرى متعلقة بالفترة الإنتقالية لم يُشَرْ إليها هنا، وهنالك قضايا أخرى متعلقة بتصفية مؤسسات الدولة على طريقتهم هم، أى يصفوا مؤسسات الدولة بشكل أقرب للشكل الذي فعله بول بريمر في العراق.. *من في تحالف المعارضة على وجه التحديد كان يتحدث عن تصفية مؤسسات الدولة على طريقة بول بريمر في العراق؟ - كلهم يتحدثون عن ذلك، ونحن كنا جزءاً من هذا التحالف وكان عندنا إعتراض أساسي على تصفية مؤسسات الدولة، والناس الذين كانوا متفقين معنا في عدم تصفية مؤسسات الدولة بشكل أساسي هم حزب البعث العربي الإشتراكي الأصل الذي يقوده علي الريح السنهوري فهذا حزب محترم وظلت لديه مواقف ثابتة تجاه الإتفاقات في الخارج وتجاه العلاقة مع المجتمع الدولي وتجاه تصفية مؤسسات الدولة. * هل المؤتمر الشعبي قلِقٌ على الدِّين أم الوطن بعد نداء السودان الأخير؟ - والله شوف.. المؤتمر الشعبي قلق على المصير الشعبي كله، فنحن بعد إطلاعنا على هذا النداء بتنا على قلق كامل على المصير الوطني في ظل التخندق حول الأفكار ومحاولة الإستعانة بالمجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي في قضايانا الوطنية هذه مشكلة كبيرة. * برأيك.. هل سيكون نداء السودان الأخير للمعارضة هو النداء الأخير لإسقاط النظام أم ربما كنا على موعد مع نداءات أخرى؟ - أنا لا أعتقد أنه سيكون النداء الأخير، ونحن سمعنا قبل ذلك بإعلان شمبات وإعلان سبتمبر وإعلان باريس وإعلانات ونداءات أخرى.. والنداء لا يصبح نداءً حقيقياً إذا لم يستصحب إتفاقاً سياسياً وكانت فيه رؤية ، وأنت لتعمل نداء لابد أن تكون مؤهلا لذلك حتى يصبح مسموعاً ولا يكون نداء طرشان ونداء ينطلق من رؤية مجروحة فهذا نداء لن تسمعه الحكومة لأنها ترى أنه دُبِِّرَ من هذه القوى بليل واستعانت فيه بالحركات المسلحة لذلك هى غير مهمومة وغير منشغلة به. لكن لو جاءوا ودخلوا للحوار الوطني وفي أول جلسة عملوا هذا النداء كان سيكون أوقع لأن هناك عقداً كبيراً جامعاً للناس. أما هذا النداء فأنا أعتقد أنه (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وأنا أفتكر أنه ما بقدم حاجة). *هل أبو عيسى مفوّضٌ للتوقيع باسم تحالف قوى الإجماع الوطني على ميثاق نداء السودان بوصفه رئيساً لتلك الأحزاب؟ - أنا ما عارف الخلفية والطريقة التي تم بها التفويض، وكنت أتوقع أن تدرج هذه القوى أسماءها فهناك ممثلون للقوى السياسية كان مفترضا أن يوقعوا هم لكن التوقيع تم باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، وأستاذ فاروق ليس رئيساً للأحزاب، هو منسق.. * ولكن الجميع يتعاملون معه بوصفه رئيساً لأحزاب تحالف الإجماع الوطني وحتى الإعلام يتعامل معه بذات الخلفية.. فما هى صفة أبو عيسى إذن إن لم يكن رئيساً؟ - صفته أقرب للمُنسّق لعمل هذه الأحزاب يرأسُ الإجتماعات وينسّقُ تداولها ويُعبِّرُ عنها ولكنه لا ينوب عنها في المواقف السياسية، وإلا تكون الأحزاب قد ألغت نفسها وصارت حزباً واحداً. *إلى أي مدى يؤثر هذا النداء برأيك على عملية التفاوض بأديس في مساري دارفور والمنطقتين؟ - نفس هذه المجموعة احتشدت في منبر دارفور واحتشدت في منبر المنطقتين ثم احتشدت بعد ذلك مع بعضها لتُكَوِّن هذا النداء، وواضح جداً أن المقصود بهذا الحشد محاولة تشكيل قوة ضغط ويعتقدون بذلك أنهم سيجبرون المؤتمر الوطني للموافقة على إجراء حوار بالخارج تحت القرار 456 برعاية الإتحاد الأفريقي ليفرضوا رؤيتهم في شروط الحوار مثل تشكيل حكومة إنتقالية ووقف الحرب والعدائيات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وهذه شروط فيها أشياء غير موضوعية وليس فيها منطق أصلاً.. فنحن في هذا الحوار نطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين سياسياً ونطالب بوقف الحرب والعدائيات ومعالجة القضايا الإنسانية ونتكلم في كل هذه القضايا لكن لا يمكن أن نطالب الحكومة بإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتشكل لك حكومة إنتقالية، فإذا عملت لك كل هذه الأشياء فما هى ضرورة الحوار؟!.. ونحن قلنا لهم إن هذه قضايا الحوار، وأقولها لك يا شبارقة بصدق نحن شعرنا أنه من غير المفيد نتكلم معاهم. فالذي يضع شروطاً كهذه لا يريد حلاً ومافي حوار في الدنيا يتم بهذه الطريقة. *هم تحدثوا عن إدارة محايدة للحوار واعتبروا الرئيس غير محايد؟ - هذا كلام غير مُنْصف، فالرئيس هو الذي أطلق مبادرة الحوار الوطني وهو الملتزم بإنفاذ مقررات الحوار، وإذا كنا نتكلم عن لجنة محايدة فمن ينفذ مقررات الحوار؟.. فنحن عقدنا عدة إجتماعات ولم نلحظ أي شكل من أشكال الهيمنة من الرئيس على الحوار فهو يترأس اللجنة من ناحية إشرافية فقط. * ألا ترى بعد هذا التوقيع على ميثاق نداء السودان أننا مقبلون على صدام ومواجهة جديدة بين الحكومة والمعارضة؟ - هذا النداء فيه روح إحتمالات المواجهة بين هذه القوى والحكومة.. ونحن كقوى قبلت الحوار سنعمل بكل ما نملك لمنع هذه المواجهة، وسنمضي في هذا الحوار المطروح لأنه هو الذي سيحل الأزمة السياسية. *بالنظر لتجارب ماضوية لا يستبعد الكثيرون أن يتم إعتقال المجموعة التي وقعت على نداء السودان فور وصولها لمطار الخرطوم؟ - رسالتي للحكومة أن تترك الباب مفتوحاً لهذه المجموعة، وأية محاولة لاعتقالهم تعطي قيمة لهذا النداء الذي لا قيمة له، فهو عبارة عن شراكة ستنْفَضُّ سريعاً جداً.
|
|
|
|
|
|