لهذه الأسباب اتخذت قرار الاستقرار في السودان (....)
الحياة ليست بالسهولة الورقية التى يظهرهابعض كتاب اليسار
andnbsp;
اتخذت مغامرة كبرى عندما دخلت المجلس الوطني الانتقالي
andnbsp;
السياسة نشاط ممنوع ولا أريد أن أجازف في هذه السنandnbsp; بالدخول في نشاطات ممنوعة
andnbsp;
(حتى في جيب بدلتك محفظتك في الناحية اليمين وقلبك على ناحية الشمال).
andnbsp;
أرجو أن لا أكون قد خذلت أي صديق لي.
andnbsp;
andnbsp;
andnbsp;
في سلسلة حلقاته الحوارية عبر برنامج (فوق العادة) بقناة "الشروق" الفضائية؛ أجرى رئيس التحرير ضياء الدين بلال حواراً مع الشاعر والدبلوماسي الأستاذ/ محمد المكي إبراهيم، العائد للبلاد بعد فترة غياب قرابة الربع قرن...محمد المكي شاعر الأكتوبريات وبعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت والغابة والصحراء.
andnbsp;
andnbsp;
==
andnbsp;
أخيرًا قرر السفير محمد المكي وضع عصا الترحال ولكن المفارقة كانت في حي المغتربين؟!ّ
أنا في حي المغتربين ضيف على صهري الأستاذ تاج السر الحبر المحامي وزوج شقيقتي الوحيدة، وإذا شوهد في هذا الاسم ( المغتربين)أي نوع من الترف أو الثراء فهو ليس لي.
كنت أقصد مؤشر الغربة في السفر والسكن والإقامة؟
ضحك
سأسكن في شقة صغيرة في الرياض عن قريب وانتظر زيارة من زوجتي وأبنائها لكي استقر هناك.
هل قرار الاستقرار في السودان هو خيار شاعر أمandnbsp; قرار سياسي أمandnbsp; حنين مواطن عادي؟
اثنان من التي تفضلت بذكرها.. وليس سياسي لأن السياسي نشاط ممنوع ولا أريد أن أجازف في هذه السنandnbsp; بالدخول في نشاطات ممنوعة ولكن كشاعر ولا أدري سابق أو مازلتandnbsp; حتى الآن،andnbsp; وكمواطن محتاج لدفء العشيرة وقبيلة الكتاب ولكل هذه الأشياء التي لا تتاح في الخارج اتخذت هذا القرار، وكنت أحكي لبعض الإخوة من قبل أن هذا القرار ليس بالسهل وينازعني فيه كثيرون ويراهنون أنني لن أستقر.
أستاذ محمد المكي كانت لديك نصيحة اطلعت عليها مرة في أحد مقالاتك المشرقة اسديتها للشباب مفادهاandnbsp; لمن يدخل يده في جمر السياسة لابد من الصبر على الجمر، وإذا أنتجنا هذه المقولة من جديد: فالأستاذ محمد المكي أحوج لهذه النصيحة؟
ابتسم:
بكل أسف لم أجد من ينصحني بها واتخذت مغامرة كبرى عندما دخلت المجلس الوطني الانتقالي وكنت أظن أنني سأحمل راية المعارضة والنصح المتجرد الذي لا يؤذي أحداً ولكني وجدت ليس من السهل أن تجد الفرص لإسداء النصح، وكان ينبغي لي أن أعرف ذلك لأن فى السياسة كل طرف لديه مرتكزات عقيدية فلا سبيل أن تأتي من الخارج وتبدل المواقف وتلطف الأجواء.
هل الفكرة فى حد ذاتها كانت فكرة حالمة تصور أن في إمكانك-كفرد- تغير فيandnbsp; طبيعة نظام جديد؟andnbsp;
جداً جداً كنت أظن فى وجودandnbsp; أنصار لفكرة الإصلاح.
قد يكون ذلك تبريراً للذات؟
-واصل حديثه-
الوحيد الذي وجدت منه العون مؤسس صحيفة السوداني محجوب عروة وكان بيننا لقاء فكري وتآمر مستمر..
andnbsp;تقصد تآمر في الخير؟
ضحك:
- نعم تآمر في الخير ، تكلم وأنا سأتكلم ، وهذا أسلوب من أساليب الضغط معروف.
فكرة الإصلاح من الداخل عبر الانخراط في الأنظمة العسكرية للسعي لإصلاحها andnbsp;من الداخل، البعض يراها تبرير يمكن أن يوصف في أشد درجة العدوانية بالسلوك الانتهازي؟!
بحزم:
لا أبعد ما يكون عن الانتهازية ولكن أفضل كلمة الحالم لأن الداخل له داخل آخر وآخر وأنت إذا دخلت البرلمان هنالك ماهو داخل أكثر من البرلمانandnbsp; هو الحلقة التي تقر السياساتandnbsp; وبعد هذه الحلقة التي لن تدخلها هنالك حلقة أصغر تنفذ في كل نظام سياسي وهنالك الحلقات المتراكبة التي لايمكن أن تدخلها جميعاً.
هل بذات andnbsp;المبدأ الإصلاحي كان استمرارك في الخارجية السودانية طوال فترة عهد نميري؟
لا أنا لم أكن متضايقاً من عهد نميري إلا في أيامه الأخيرةandnbsp; ومن قبل سرنا مثل كل السودانيين في مواكب التأييد والفرح والتهليلandnbsp; وشهدنا مع النظام أشياء كثيرة وأنا من غرب السودان لايمكن أن أعارض نظام ينظم حملة للقضاء على العطش مثلاًً ويعمل من أجل الإعمار وغيره، ولكن حينما دخل النظام فى دورته الأخيرة في حياته وأصبح فاسدًا وبدأ المسؤولون يستغلون هذهandnbsp; الأوضاع للغنى الشخصي ...
-مقاطعة-
إلى أي فترة كنت راضياً عن نظام نميري؟
منذ 1974 بدأنا ننتقد.
andnbsp; رغم أن هذا العام لم يكن النظام فيه سيئاً؟
نعم ولكن كنا نشعر أن النظام بدأ يشتغل على هواه واستلف أموالاً أكثر من اللازم ولم يكن لدينا الكوادر...
andnbsp;البعض يرى أن عملك مع النميري كان فيه خذلان للأكتوبريات و لديوان أمتي؟
في مرة قالت جولد مائير تعبير (لاتفاوض) وبعد فترة فأوضت وسألوها لماذا فقالت لاتفاوض هذه عبارة، شعار، فأنا أعمل كما أشاء بالشعار، وكذلك فقصائدي يدخل فيها عامل السن والمراجعة وملتزم بمبادئها العامة وليس بحرفيتها.
الأستاذ محمد المكي إبراهيم ظل دائماً عرضة للابتزاز السياسي من قبل اليسار؟
عندي صداقة مع اليسار واليسار بالمعنى السياسي بالذات في التعبير الفرنسي هو جناح كبير يمتد من الوسط إلى مالانهاية فيشمل العدميين، واليمين متنوع andnbsp;كذلك بنفس التركيبة،andnbsp; والوسط مركز التفاعلات وأنا معهم في اليسار بشكل عام، اليسار الجديد واليسار القديم واليسار العتيق الذي يمثله الماركسيون.
هل هي صداقة مع أشخاص أم صداقة مع تنظيمات أم اقتراب من فكرة؟
تقارب فكري ولكن لكل صداقة حدود وأنا شخصياً تفكيري مستمد من الاقتصاد الرأسمالي وأرى في التطور الرأسمالي أحسن شيء يمكن أن يحدث في السودان وفي كل العالم الثالث.
شعرك في اليسار وتصوراتك الاقتصادية في اليمين؟
ضحك:
(حتى في جيب بدلتك محفظتك في الناحية اليمين وقلبك على ناحية الشمال).
أعتقدandnbsp;أن اقتصاد التنمية يجب أن ينهض على أسس واقعية والأساس الواقعي هو ما نراهandnbsp; وما نشهد...
تبدو أكثر تديناً؟
هذه نقطة أخرى وأنا صوفي، إرثي وتاريخي قائم على الصوفية وهي من الخطوط التي أقف عليها.
منذ أيام الديمقراطية الثانية فى 66 وانقلابandnbsp; نميري في 69 ، اليسار يعتبرك ابنه المدلل نتيجة لأشعارك الثورية لكن بعد 71 تعرض الأستاذ محمد المكي لعزلة معنوية وأدبية من قبل منابر اليسار؟
إذا نظرت الآن إلى تلك المنابر تجدها قد تلاشت.
أنا أقصد في ذلك الوقت قد مورست ضدك حرب، حين andnbsp;توقع الشيوعيون أن تتخذ موقفاً يتماهى andnbsp;مع موقفهم من نظام نميري؟
ليس مفروضاً أن يتوقعوا ذلك، أنا لست عضواً بالحزب الشيوعي.
بحكم القرب وهم مثخنون بالجراح؟
أرجو ان لا أكون قد خذلت أي صديق لي واليسار بالنسبة لي الرغبة في إحداث التغيير واليمين هو مقاومة التغيير وناس الوسط يأخذون من هنا وهناك.
ولكن مواقفك العملية أقرب إلى الوسط خلافاً لأشعاركandnbsp; وتعاملك مع الأنظمة andnbsp;العسكرية يشير إلى مزاج وسطي يميل إلى الموافقات أكثر من الثورة.
أستاذيandnbsp; الحياة ليست بالسهولة الورقية التي يظهرهابعض كتاب اليسار وقد يكونوا في اليمين، فمثلاًً إن أعادت الحكومة علاقتها مع أمريكا تكتب استقالتك من العمل، في فترة رئاسة منصور خالد لوزارة الخارجية حينما قال سنعيد علاقتنا مع أمريكا وإن لم أكن راضياً فهل سأقدم استقالتي؟ وأنت في السودان ليس لديك وظيفة مضمونة بعد استقالتكandnbsp; وضمان اجتماعي يدفع لك.
هل الاختيارات الحياتية تشكل ناظماً مركزياً لمواقفك؟
_طبعاً ولمواقف كل الناس والطبقة التي أنتمي إليها وكلهم يشتغلون مع الحكومة. وأنا طلعت من 20 سنة من شغلي وقاسيت الأمرين.
هل يمكن أن تحدث في لحظة ما مساومة ما بين الاحتياج الحياتي والمواقف والقناعات؟
الرجل عندما يكون مسؤولاً عن عائلة وأطفال لازم يعقل.
يعقل بمعنى أن يتوافق مع الواقع؟
نعم.
andnbsp;ولكن هذا المعيار يمكن أن يلائم المواطن العادي، ولكن الناس يفترضون في النخبة مواقف بها قدر من التسامي.
كلمة التسامي ليست في محلهاandnbsp; وإنما الناس يفترضون في النخبة نوعاً من الهبل ..نوعاً من الجنون.. نوعاً من الهوائية.
بعد فترة اختفاء كان ظهورك بعد فترة من الانقطاع بقصيدتك الداويةandnbsp; بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت؟
أنا تخرجت من الكليةandnbsp; ومن طيش الشباب ودخلت في عالم المسؤولية وعالم الانضباط من خلال الخارجية التي لم يكن التعيين فيها إلا بعد أن تبرهن على كفاءتك.
لقد لاحظت في بعض مقالاتك لديك حب خاص لباكستان؟
لأننا خلقنا فيها سعادتنا الخاصة ومجموعتنا الخاصة من السفراءandnbsp; واستطعنا أن نسعد فيها بالفعل وأحببتها جداً.
مقاطعاً، لا أريدك مغادرة محطة باكستان، فهل فعلاً مناخات باكستان الإسلامية في أيام ضياء الحقandnbsp; جعلت تصوراتك ومزاجك الإبداعي أقرب لليمين؟
لا أدري ماذا تقصد باليمين، فلو كنت تقصد به الإسلاميين مثلاًً فكنت أقرب إليهم وأنا في باكستان وكنت على صلة بالبروفيسور خورشيد أحمد ومجموعة من تلاميذه وهم أناس مهذبون فحينما تنهض للأكل يسارعون لغسل يديك.
هذا على المستوى الاجتماعي، فهل كذلك على المستوى الفكري؟
andnbsp; نعم كذلك على المستوى الفكري والخلقي وهؤلاء القوم دعاهم ضياء الحق للدخول معه في الحكومة فرفضوا وقالوا نحن مسؤولون عن البرنامج الإسلامي ولا نعطيه لأحد لتطبيقه.
سعادة السفيرandnbsp; .. ماهو تأثير الأمكنة على تصوراتك وخياراتك، أنت على المحيط الهادئ في أمريكا ، تبدو متطرفاً يسارياً وأكثر عدائية ضدالإسلاميين وفي باكستان أقرب للإسلاميين؟!
أنا ضد الجهالة والترهل وغياب النهضة في بلدي ولاتنسى أنا الآن أزيد سناً وأرغب أن تعيش بلادي ولو لسنة واحدة في التقدم والرخاء وهو ليس رخاء رفاهية وإنما مجرد أسعار معقولة، فمتى يأتي هذا للبلد، ومن فرط الاستعجال قد أبدو لك أخشن مما أنا عليه.
من قبل سألتك عن مسألة الابتزاز وفي ندوة في مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، تم ربطandnbsp; عودتكandnbsp; بالظرف السياسي؟
هنالك دائماً بعض الأصوات النافرة وهنالك اليسار الماركسي ونظرياته في المؤامرة والرغبة في إيذاء الناس ...
هل يمكن اعتبار ثورية محمد المكي إبراهيم لم تعد ذات ثقل بالنسبة لليساريين؟
لايهمني ذلك، ولكن أنا في هذه السن المتقدمة أصبحت لا أسلم قيادتي لأحدandnbsp; أو أن أخبئ أفكاري، وأنا مؤمن بطريق معينة للنهضة، خذ مثلاًً أمريكا فهي ملاهاة للعروبيين واليساريين عبر دعواهم المتكررة بأنها صيهونية غير أن هذا الواقعandnbsp; التاريخي نشأ لأنها كانت في مواجهة الاتحاد السوفيتي ....
مقاطعة
andnbsp; هل يمكن اعتبارك من المبشرين بالحلم الأمريكي ؟
بقوة وشدةandnbsp; وطبعاً ليس لأن أمريكا آوتني حين لفظتني بلادي وعززتني وأكرمتني ويسرت لى السبل لتعليم أبنائي.
وذات الود يمضي في اتجاه قطر؟
اشتغلت في سفارتهم وأحبهم كثيراً وأتعاطف معهم كثيراً.
لماذا مواقفك من الدول ترتبط بتجربتك الشخصية؟
andnbsp; هل من سبيل لإلغاء التجربة الشخصية؟..هل من سبيل؟، لا أعتقد، كل إنسان يتأثر. وهنالك بلاد زرتها زيارات خفيفة وأخرى أقمت فيها ، فمثلاً السويد ثالث محطة أشتغل فيها قضيت فيها وقتاً سعيدا والتقيت فيها بشخصيات مرموقة وتجولت في أنحائها وأحبها كثيراً.
andnbsp;
أصبحت شديد الحساسية تجاه النقد؟!
صمت
ثم قال:
والله ربما، من يدرى.
andnbsp;لقد عودني المثقفون السودانيون على قدر كبير من الاحترام والمودة فحين اجد مثل هذه الأصوات اغضب .
هل في فترات تصبح عدوانياً؟
لا أعتقد إلا أن يُعتدى عليَّ والشاعر قال: كاليث معدوٌّ عليه وعادياً، وانا لست عادياً إلا حين يُعتدى علي.
فى فترات زمنية صبرت على كثير من الأذى في الهجوم والانتقاد ولكن في الفترة الاخيرة اصبحت قليل الاحتمال للنقد!!
andnbsp;
ربما.
andnbsp;يمكن للانسان أن يتغير مع الزمن ولكن الناس الذين بدأوا في انتقادي وانتقاد افكاري في (الغابة والصحراء) اراهم أصابهم خفوت مستمر وتقلص وتركت الامور على عواهنها لأني شعرت بظهور قوة جديدة تبنت افكار (الغابة والصحراء) لدرجة التشنج.
andnbsp;
هل أوجعك مقال دكتور حسن موسى (أشغال العمالة)؟
andnbsp;بشدة لان مناسبته كانت كريهة، سمعت أن احد الاصدقاء مريض واحببت أن ارفع معنوياته واعاوده معاودة المريض وهي من سنن السودانيين، فقام هذا الشخص وقال كلاما لعلك تذكره ، قال أنني أطمع في أن أصبح وزيراً في الحكومة.
ولكن ردك كان قاسياً وعنيفاً في مقال (آية اللؤم العظمى)؟!
ولكن الذي رد نيابة عني ومسح به الارض هو اخونا عبد العزيز البطل وواحد من اصحابه (تكلم في اشياء ما اقدر اتكلم عنها).
تقصد محمد عثمان ابراهيم؟
نعم.
andnbsp;
قرأت لك مقالاً به قدر من الشجن لعبود في بعده الابوى ، لم يظلم احد ولم يعاقب احدا ولم يسجن احدا، هل هذا خصماً على الاكتوبريات؟
ليس شجناً وإنما إنصاف للغريم ، إذا كنا في حلبة ملاكمة وسقط غريمك فيجب أن تساعده في النهوض.
المجاملة جزء أساسي في مواقفك من خلال حديثى معك!!
لم اجامل عبودا وإنما انصفته.
تنظر بشكل من الاحترام بما اسميتها بالديكتاتورية الأبوية لضياء الحق!!
نعم ولكن مسكين كانت نهايته مؤلمة...
صمت ثم قال ممازحاً:
andnbsp;
andnbsp;(وأؤكد لك ولا اتمنى لك ذلك المصير ولكن إذا صرعت ستجدني أعترف بفضائلك).
andnbsp;
على مبدأ (اذكروا محاسن موتاكم) ؟
-ضحك-
نعم ..نعم ، ويزخرفوها شوية كمان.
-أكمل ضحكته-
andnbsp;من رائعتك (جيلي أنا )، هناك من يقول أنت تنتمي لجيل مصاب بالهزائم الكبرى والانكسارات!!
والله إن تهزم فليس من صنع يديك وهذا من صنع الظروف المحيطة بك وجيلي انا على وجه التحديد لم يستلم اي راية، فحين آن الاوان قفزت قوة أخرى للسلطة وجاءت من خارج اللعبة السياسية.
البعض يعتقد انك مدحت جيلك بما هو نقيض لما عليه في الواقع؟
-متعجباً-
لما؟
فالجيل لم يستلم مقاعد السلطة في أي وقت من الأوقات.
اي بطولات حققها جيلكم ؟
(بطولة الثورة فالناس حقيقة خرجت للقاء الموت وجامعة الخرطوم في تلك الايام وفي وصفي لها حيث الظلام دامس دارت معركة اكتوبر داخل السكن الجامعي ولا مفر ومهرب وفي العادة كنا نخرج للمحطة الوسطى في الخرطوم وابو جنزير ونعمل مظاهرة إلى أن ندخل السكن الجامعي).
أنت من خريجي مدرسة خور طقت، ومدارس خور طقت ووادي سيدنا وحنتوب يتهمها البعض بأنها خرجت أجيالا ذات مزاج صفوي ومتعالٍ على المزاج العام!!
-مستنكراً-
andnbsp;
andnbsp;قال :من هذا البعض؟
andnbsp;
-وجه اصبعه نحو المُحاوِر-
andnbsp;
أنت ولا احد سواك.
لست انا ولكن هذه الاتهامات متداولة وقرأت دراسة رفيعة لعصام همت استشهد فيها بالمنازلة بينك وحسن موسى وتطرقت للمزاج الصفوي في هذه النخبة؟
نعم عرفته وليس عصام همت ، اسمه الفكي البشير يعيش في قطر وهو مؤلف اضخم كتاب في تاريخ السودان عن الشهيد محمود محمد طه.
هو عبد الله البشير ؟
andnbsp;نعم ، ولكن هذا المقال استقبحته لانني لا اشاجر الناس ومعروف عني..
هو كان يحكي بطريقة توفيقية يريد إرضاء الطرف الآخر في القضية بينما كنت مدفوع دفعاً، ولم اقض اي شطر ذي أهمية من حياتي في الرد على الآخرين أو منابذتهم .
انا أتكلم عن الاثر النفسي والمجتمعي والثقافي الذي ترتب عن خروجكم من مدارس خور طقت ووادي سيدنا وحنتوب وكنتم في حالة عزلة شعورية .
ما وقع مقالات بروفيسور عبد الله علي ابراهيم (تحالف الهاربين) عليك؟
كنت ممتعضا اشد الامتعاض لأن رجلا اقبل على جهالات كثيرة جدا وأوقعته في موقع الجاهل.
ولكن هل كانت فعلاً مدرسة (الغابة والصحراء) هي رد فعل دون تأسيس نظري ؟
هى ليست نظرية وانما واقعية وقد عشنا في المانيا ورأينا حيرة الانسان السوداني والمثقف السوداني حيال العملاق الاوربي ، المدرسة ينقصها التنظير وقد نبعت من أرض الواقع .
لكن في كتابك (في ذكرى الغابة والصحراء)، كان عبارة عن مراجعة خجولة!!
لأن الناس تحاول أن تحملنا وتضع في افواهنا ما لم نقله، ولقد لاحظت في حديثك أنك تظن أننا نحن ضد العروبة، نحن نفخر بالعروبة وانا شخصيا اعرف الفرق تماماً ..
-مقاطعة-
المزاج العام لـ(الغابة والصحراء) كان كأنه هروب من الموروث الثقافي العربي!!
نحن أحسن ناس نفهم اللغة العربية في ذاك الجيل ونحن الثلاثة ومن التف حولنا كنا احسن معرفة بالعروبة والدين .
هل كان الانسان السوداني المثالي بالنسبة لـ(الغابة والصحراء) هو ذلك الذى يغني بلسان ويصلي بلسان؟
ليس مثالياً وكان من باب الانتقاد وإظهار التناقضات .
هل كان هو انسان (الغابة والصحراء)؟
نعم هو شيخ المشائخ السناريين وانت تعرفهم جميعاً، مثل الشيخ مكي والشيخ فرح ود تكتوك.
متى شعرت أن هذا المشروع قد فشل؟
(حينما انفصل الجنوب وراح، راحت الغابة).
متى يهرب الاستاذ محمد المكي ابراهيم الى الغابة في داخله؟
أنا لا اهرب اولاً وانا متوطن في هذه الارض واعرف عنها خيرا من اي آخر خاصة من مدعي المعرفة والذين يسودون صفحات الصحف يومياً بهراء وغثاء لا يؤمنون به.
ومتى تستجير بالصحراء؟
يوميا تقريباً وملاذي الاكبر الشعر العربي القديم وصداقاتي مع العرب الحقيقيين سواء قطريين أم سوريين .
andnbsp;كان لك عمود شهير في صحيفة ظلال الاسبوعية حمل عنوان (ظلال وأفيال)، متى يضطر الاستاذ محمد المكي الى الطعن في ظل الفيل؟
حينما تكمم الأفواه، وأنت كصحفي وكاتب مؤكدا قد مررت بهذه الأشياء فأحيانا تكمم الأفواه ولا تستطيع القول فتلجأ الى أساليب طعن الظل، وانا لست غريبا على هذه المسألة، ففي الجامعة وانا طالب كتبت قصيدة وادعيت انها عن الكنغو وعن شومبي ونشرت في جريدة الثورة ولم يعرف المقصود بها عبود وزمرته إلا عندما نشرتها الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم في (صوت المرأة).
ومتى تطعن عين الفيل؟
فى الظروف الملائمة إن شاء الله، وطبعاً قرأت الالياذة وفيها هذا الحيوان الخرافي الذى له عين في جبهته وعندما ضربه اليوس في هذه العين تخلص منه.
فى فترة ربطت الشعر بالشباب وقلت إن اجمل الشعر شعر الشباب بينما شعر الكبار أميل الى التأمل الفلسفي وفي فترة من الفترات بدأت قصائد محمد المكي ابراهيم اقرب للهتافيات؟
ليس قريبا ، بعيدا جدا وكأي مبتدئ كنت متحمسا ومنفعلا.
هل الآن تعود الى البدايات؟ قصائدك (سلم مفاتح البلد، الجنجويد)، تبدو وكأنها ارتداد للبدايات ؟
ابداً بالذات قصيدة الجنجويد على مستوى فني مختلف وهي عبارة عن فيلم سينمائي في 12 سطرا وكل الناس لاحظوا ذلك وكذلك قصيدة طفل الكراكير قصيدة سينمائية .
اي المدن السودانية أحب اليك يا استاذ اضافة للابيض ؟
احب بورتسودان وكذلك قرية ام دقرسي في الجزيرة.
andnbsp;
ناس الجزيرة زعلانين منك في (قطار الغرب)!!
لا اعتقد انهم زعلانين، ولكن الزعلان الآن روح الجهوية والقبلية المنتشرة في السودان، بدليل كتبت قصيدتي المعنية في عام 1959 وانا طالب لم يرتفع أي صوت يعترض عليها ولكن الآن في هذا الزمن شديد الوطأة على الناس قام احد اساتذة جامعة الخرطوم وقال عنها كلاما وكتب ارجوزة يحاول فيها أن يعلمني ما هي الجزيرة بالنسبة للسودان، وانا أعرفها خير منه واعرف ناسها .
ولكن كنت قاسيا بعض الشيء في وصفهم بأنهم ملحاحون ويسمعون وقع القرش في المريخ؟
انا قلت الباعة ملحاحون وحلافون، تحدثت عن الباعة.
ألا تشعر بحاجة للاعتذار لناس الجزيرة؟
لا ابداً هؤلاء أهلي ، وارى أن سائق الركشة وعربة الامجاد يشغل في مسجله نكات عن الرباطاب وادروب وليس هنالك من يعترض ، غير أن هؤلاء الافاضل وهم اساتذة الجامعات ليس لديهم حس و...
-مقاطعة-
ولكن صديقك البوني دافع عنك؟
هذا رجل عظيم لانه فاهم وكتب عن القصيدة بأنه سعيد لأن هذا الغرباوي عرف بأن اهل الجزيرة ايضا فقراء مثله والبوني يشكر لانه مزود بحس فكاهي ويمكن يمرر حاجة زي دي.
andnbsp;
اطلب منك تعليقات مختصرة :- اهانات شخصية لقيس بن الملوح؟
قصيدة احتجاج على الخنوع العاطفي الذي يفرق الأحبة إذا خنع احد الاطراف يفقده الآخر.
يختبئ البستان في الوردة، أين يختبئ الاستاذ محمد المكي ابراهيم؟
-ضحك-
أنا لا اختبئ ، أنا الآن في برنامج ثوري.
هل هناك لحظات تحتاج أن تختبئ من نفسك؟
لم يمر بي هذا الشعور ابداً.
استاذ محمد المكي ابراهيم ، رسائل على بريد هؤلاء:-
andnbsp;الاستاذ كمال الجزولي:
أخي وصديقي وارجو أن يسامحني لعدم إغلاظي عليك اليوم .
-ضحك-
الدكتور عبد الله ابراهيم :
نصب من نفسه عدواً لي، عدواً فكرياً.
عبد الله بولا؟
نسيته.
صلاح أحمد ابراهيم للذكرى والتاريخ؟
حبيبي ومعلمي ومشى على درب الشعر قبلي وابدع فيه.
رغم موقفه من (الغابة والصحراء)؟
نعم وانا أعتبره واحدا من آبائها.
هل هي الاقدار أن تعملا في ذات الوظيفة في السفارة القطرية؟
ليست ذات الوظيفة، هو كان ملحقاً ثقافيا وانا كنت مستشاراً سياسياً.
رسالة الى الأسرة
تعالوا الى السودان في فصل الشتاء وانا في شوق اليكم.
ونحن كذلك كنا في شوق اليك استاذ محمد المكي ابراهيم ونحن نلتقي بك في السطور والشعر والمقالات والاطلالات واعذرنا إن اغلظنا بعض الشيء في بعض التساؤلات ولكنها هي غلظة محبة لقيمة ورمز وهرم وسعيدون جداً بهذا الحوار رغم كل هذا القلق وهذه الاتهامات؟
andnbsp;كنت اعتقد انها طريقة لتسخين المقابلة وإحماء الحوار، وبيني وبين نفسي لا اعتقد انك تقصد كل ما وجهته لي من اتهامات .
andnbsp;
/:
ع