|
مجلس الكنائس: الانتهاكات كثيرة وتصلنا شكاوي عديدة
|
الخرطوم:حسين سعد
أعلن مجلس الكنائس السوداني إستلامه لعدد من الشكاوي الخاصة بالانتهاكات التي طالت الحرية الدينية وكشف عن مشاورات له لعقد إجتماع موسع خلال الايام المقبلة لمناقشة ذات القضية،وقال الامين العام لمجلس الكنائس القس كوري الرملي في حديثه الايام إنهم استلموا العديد من الشكاوي الخاصة بالانتهاكات والتمييز ضد المسيحيين وكنائسهم وذلك من خلال إستهداف وصفه بالممنهج لمنع وعرقلة اداء العبادات واوضح (وصلتنا شكوي خاصة بمنع النشاط والعبادة بالكنيسة الخمسينية بالخرطوم )وقال انهم في مجلس الكنائس سوف يحددوا مواعيد لاجتماع موسع مع رؤساء الكنائس ومجلس الامناء لتحديد الخطوة القادمة والعمل علي حل تلك الصعوبات والانتهاكات التي ظلت تواجه المسيحيين بشكل متكرر،وطالب كوري الجهات المختصة بالتصديق بقطعة ارض لكنيسة المسيح السودانية التي تمت ازالتها مؤخراً بمنطقة العذبة بالخرطوم بحري وتسأل القس كوري قائلاً:اين يؤدي المسيحيين عباداتهم وشعائرهم الدينية التي كفلها لهم الدستور الانتقالي والمواثيق الدولية . وكان مجلس الكنائس قد أشار الي إغلاق مكاتبه بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور وتشريد الموظفين البالغ عددهم حوالي(28)والتعدي علي ممتلكات واصول المكتب ومصادرة سياراته البالغة حوالي ستة سيارات واثاثات مكتبية وكراسي ودولابيب وترابيز واجهزة كمبيوتر ولا بتوب ،ومولد كهربائي وغيرها.وقال المجلس انه خاطب الجهات المعنية بالولاية من خلال القانونيين التابعيين للمجلس لاسترداد ممتلكات المجلس. ولفت المجلس الي نمازج أخري للانتهاكات والتعدي مثل لها بعدم التصديق لبعض الكنائس بقطع سكنية اوتشيد الكنائس،وقال الامين العام للمجلس القس كوري الرملي في حديث سابق لي معه ان السلطات رفضت منح المواطنيين قطعة ارض والتصديق لهم بالتشيد بعد ان اشتري المواطنيين القطعة السكنية من تبرعات شخصية لهم،بامدرمان وتابع(هذه مضايقات وتصلنا شكاوي عديدة ماذا نفعل) وقال انهم كمسيحيين يحترموا السلطات ويصلوا من أجل السودان حتي يعم السلام واضاف ان الكنائس بحاجة عاجلة لدعم الحكومة،وقال انهم في مجلس التعايش الديني (مسلميين ومسيحيين) يحترموا عقيدة كل شخص.وشدد علي ضرورة توفير الحريات بما فيها حرية الأديان لكي يمارس الأخرين عقائدهم بأمان.وكانت السلطات قد اغلقت المبني الرئيسي للكنيسة الخمسينة في السودان احدي اهم الطوائف المسيحية في السودان ، ومنعت اقامة اي نشاط بالمبني الذي مر عليه أكثر عشرين عاماً مركزا مسيحياً نشطاً و دارا للعبادة و التعليم و مكاناً لصنع السلام و التسامح الاجتماعي و دارت فيه لقاءات كثيرة جمعت الشمال و الجنوب قبل ان يختار جنوب السودان الانفصال وأعتبر مراقبون الكنيسة الخمسينية بإنها (بيتاً سودانياً) يصنع قادة من كل انحاء السودان يرفضون العنصرية والتطرف الدينى والاثني وينشرون رسالة المحبة والسلام والتعايش وقبول الاخر.وتلقت الكنيسة انذاراً بالإخلاء من قبل السلطات الامنية . وأعتبروا التعدي علي مبانى الكنيسة الخمسينية بإنه إنتهاك واضح وفاضح لنص المادة (and#1638;) من العهد المدنى الخاص بالحقوق المنية والسياسية وأشاروا الي أن الأديان السماوية وكريم المعتقدات هي جزء أساسي من التكوين الثقافي والاجتماعي لشعوب السودان وان السودان لم يختلف في تركيبته المجتمعية والبنيوية كثيرا بعد الواقع الجغرافي الجديد الذي تبع انفصال السودان والذي أنجب دويلتين رغماً عن ذلك مازالت سمات التعدد الثقافي والاثنى والعرقي والديني موجودة وشددوا علي ضرورة أن يحظي ذلك بالاحترام من قبل الكافة وليس الاحترام فقط بل يجب المحافظة على هذا التنوع الثقافي والديني من خلال خلق وصناعة دستور وقوانين تتيح المساواة للجميع وضمان حرية العقيدة والاعتقاد والممارسة الدينية كحق دستوري وإنساني لكل المواطنين ورفض اضطهاد أي مواطن على أساس عقيدته الدينية أو تقليص حقوقه الدستورية بسبب تلك العقيدة، وضمان حرية تغيير العقيدة وحرية تبني افكار فلسفية غير دينية، وضمان حرية البحث الفلسفي والعلمي والإبداع دون ضغوط أو شروط مع ضرورة إجازة قانون ديمقراطي لتنظيم وممارسة الحريات الدينية وتسجيل المنظمات والمؤسسات الدينية، و إقامة جهاز متخصص للأشراف على هذه المؤسسات والرقابة المالية والإدارية والقانونية عليها، بما يكفل لها حقوقها الدستورية والقانونية، وكانت لجنة التضامن السودانية قد دفعت في اغسطس الماضي بمذكرة الي المفوضية القومية لحقوق الانسان بالخرطوم بشأن الانتهاكات التي طالت حقوق الانسان ومن ضمنها عملية الهدم والازالة لكنيسة المسيح السودانية بمربع (19) بمنطقة العزبة (طيبة الاحامدة) بالخرطوم بحري. النمازج التي تكشف معاناة المسيحيين في السودان عديدة ويمكننا ان نشير الي قضية (مريم يحي ) وتداعياتها الكبيرة لاسيما ايام المحاكمة وعندما داهمت الام المخاض والولادة السيدة مريم يحي التي وضعت مولودة انثي بالسجن،اوضاع المراة وهي في حالة الوضوع والنفاس معلوم انها تتطلب ترتيبات صحية واجتماعية عديدة،وبالنظر الي استهداف المسيحيين ومضايقاتهم فاننا يمكن ان نحصي مئات الحالات التي تتنتهك فيها اوضاع المسيحيين بالسودان لاسيما عقب انقلاب الجبهة الاسلامية في العام 1989 حيث عاش المسيحيين تنكيلاً وعنفاً ممنهجا فرضته ومارسته الحكومة عليهم وهنا يمكن ان نشير الي ما أكده ووثق له القس اسماعيل بدر كوكو في كتابه (تاريخ كنيسة المسيح السودانية 1913-1997) الذي كتب قائلاً :لقد عاني بعض المبشرين من أبناء جبال النوبة المرارة والاضطهاد عندما عبرت الحرب الي منطقة الجبال وفي منطقة (تبانيا) بمناطق الكرونقو تم تعذيب المبشر جبرائيل توتو وذلك بربط يديه وحرقهما لدرجة الشواء .وفي عام 1989 تم تعذيب المبشر جيمس حسين في دلامي ولم تنتصب يداه الا بعد شهور من العلاج المتواصل .بجانب تعذيب المبشر موسي جميز في الدلنج 1996 لانه سافر من الدلنج الي دلامي ليزور رعيته ويصلي معهم .ويضيف الكاتب أما الشاب سعيد قديل فقد تعذب ايضا في دلامي عام 1994 لانه أحضر كتب الاناجيل من الأبيض ليوزعها للمؤمنين في كدبر.وكان قبل ذلك في عام 1994 قد خرج الشيخ متي بوش من ابناء تبانيا خرج من سجن كادقلي بعد ما قضي به وقتاً طويلا لانه كان يواصل خدمة التبشير وسط أهله، وفي المقابل حذر ناشطون من الفتنة الدينية ومن استهداف المسيحيين الذي بداء منذ مطلع التسعينات الماضي –إي- في السنين الأولي للانقاذ لكنه تطور بشكل مقلق عقب حديث الرئيس عمر البشير في القضارف والذي حسم فيه هوية السودان (اسلامية عربية)وعدم الاعتراف بالتعدد الديني وقوله(تاني دغمسه مافي)وقالوا ان تلك المضايقات التي يتعرض لها المسيحيين وكنائسهم تصادم واقع التعدد الديني الموجود في السودان.وشهدت الفترة القليلة الماضية انتهاكات عديدة شملت اعتقال بعض القساوسة والمبشرين وإغلاق بعض المراكز الثقافية والتعليمية التابعة لكنيسة بالاضافة الي منع الاحتفالات الدينية وعرقلتها والنموزج هنا هو تعرض قافلة الشباب المسيحي الذين كانوا في طريقهم خارج العاصمة الي المعايدة.الي جانب حرق بعض الكنائس بالعاصمة والولايات والشاهد هنا(حرق مجمع كنائس الجريف قبل نحو عاميين) والتي وجدت إدانة واسعة من كافة مكونات الشعب السوداني باحزابه ومنظماته ونسائه وشبابه.وفي العام الماضي تم أغلاق المركز الثقافي الأنجيلي بالخرطوم ومصادرة الكتب والوثائق والأدوات الإعلامية .بجانب التعدي علي مكاتب كلية جيدون لعلوم اللاهوت ومكاتب الجامعة مصادرة سيارة خاصة بها.وكان اسلاميون متطرفون قد احرقوا في العام 2011مبانى كنيسة تابعة للكنيسة الانجيلية اللوثرية بالسودان بأم درمان.وفي ذات الاتجاه يقول تقريرلمنظمة الابواب المفتوحة نشر العام الماضي ان حكومة الخرطوم تأتي في المركز رقم (12)من ضمن(50)حكومة حول العالم تمارس التمييز والاضطهاد ضد المسيحيين.وأوضحت المنظمة ان حكومة السودان تضطهد وتضيق الخناق على المسيحيين وخاصة بعد إنفصال الجنوب.وكان مجلس الكنائس العالمي ومقره جنيف قد قال أن العديد من المؤسسات المرتبطة بالكنيسة في السودان مثل دور الأيتام أو المدارس أغلقت أيضا وتم ترحيل أجانب كانوا يعملون بها.وقال دانيال دنج بول وهو كبير الأساقفة وزعيم الكنيسة الأسقفية في السودان التي تشمل الشمال والجنوب ومقره جوبا المسيحيون في الشمال في خطر لأنهم لا يلقون اي احترام الان. لا يمكنهم الان حتى الاحتفال بعيد الميلاد..لكن الحكومة السودانية نفت بشدة وجود اي تمييز ضد المسيحيين وقالت (يمكن لاتباع كل الاديان ممارسة دينهم بحرية كاملة ولا توجد قيود علي الاطلاق)غير ان جيهان هنري وهي باحثة في شؤون السودان بمنظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك قالت ان السلطات لم تحقق كما ينبغي أو تحاكم المسؤولين.. رأينا علامات واضحة على تنامي عدم قبول التنوع الديني والعرقي منذ انفصال جنوب السودان. وفي أعياد الكريسماس قبل الماضي تحدي مجلس الكنائس السوداني الذين يرددون بان السودان دولة اسلامية ويجب ان تحكم بالشريعة الاسلامية وأكد المجلس وجود أعداد لايستهان بها من المسيحيين في السودان،وقال المطران حزقيال كندو رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالية الموسعة التي نظمها مجلس الكنائس السوداني قبل نحو عامان بعنوان (قمة وحدة الصلاة)تحت شعار(مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح برباط الكمال)قال نحن سعداء في هذا اليوم الكبير يقصد يوم الاحتفال باعاياد الكريسماس الذي نحتفل فيه بميلاد الرب يسوع ونحن نحتفل مع بعض كافة الكنائس السودانية.وأوضح حزقيال هذا الاحتفال يعتبر الثاني بعد انفصال جنوب السودان وهدفنا من هذا الاحتفال دحض التصريحات التي تقول بان السودان خالي من المسيحية بعد انفصال الجنوب وأكد المطران (سنظل موجودين في بلادنا والكنيسة موجودة وستظل موجودة)
|
|
|
|
|
|