|
أتفاق سلام جنوب السودان ... هدنة وبنادق مشرعة
|
تقرير / منى البشير فى خطوة متجددة وقع فريقا الحرب فى جنوب السودان أمس الأثنين بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا اتفاقا لإنهاء النزاع الذى استمر لثمانية اشهر ونصف ، وعززت الايقاد الاتفاق هذه المرة بالتهديد بفرض عقوبات في حال انهيار الاتفاق الجديد . أتفاق سلام جنوب السودان بين سلفا ومشار فى مظهرة جيد واذا تم تنفيذه سيؤسس لأرضية سياسية جديدة تخرج البلاد من نفق الحرب الى آفاق السلام ، ولكن الخبر غير السار ان هذه الاتفاقا ت التى تأتى تحت الضغوط الدولية دائما ماتكون هشة ولا تبشر بمستقبل طالما ان طرفا الصراع لم يقتنعا بعد بضرورة ايقاف الحرب ، اتفاق سلفا مشار الحالى جاء بعد 15 يوم من انتهاء المهلة التى حددها المجتمع الدولى بضرورة الوصول لسلام ، وكانت واشنطن قد نددت فى وقت سابق من هذا الشهر بما وصفته مماطلة الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إثر عدم توصلهم إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمن المهلة المحددة، وفي بيان شديد اللهجة انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجانبين لفشلهما في تسوية خلافاتهما ولعدم الوفاء بالمهلة التي انتهت في 10 أغسطس آب، لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية. وقال كيري في بيان بواشنطن لم ينخرط الطرفان في محادثات السلام بجدية ونحن ندين هذه الإخفاقات، وأوضح أن المهل تنقضي والموت يواصل حصد الأبرياء. لقد حان الوقت لوضع حد للممطالة والتأخير. وأضاف أنه رغم الجهود القصوى التي بذلها فريق الوساطة من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيقاد»، فإن أياً من الطرفين لم يبدأ مفاوضات سلام بشكل جدي. وتابع قائلاً إنها فضيحة وإهانة لشعب جنوب السودان، يخذلهم قادتهم مرة تلو الأخرى . تفاؤل حذر :-
بتفاؤل حذر ينظر المراقب السياسى لمستقبل هذا الاتفاق لجملة معطيات وشواهد تمور فى مسرح الحرب فى جنوب السودان أهمها على الأطلاق طموحات الزعامة التى فجرت هذا الصراع منذ البداية والتى لن يتنازل عنها المحارب الافلج رياك مشار ولن يهدا حتى تتحقق نبوءة اجداده بحكمه لهذه البقعة من الأرض ، لذلك اى تسوية سياسية سيقبلها مشار كسبا للوقت ليس الا لأن اى مصالحة لاتكون نهايتها رئاسة الدولة لن ترضى طموحه ولن تهدأ هذه الحرب ، وسيكون مصير الأتفاق الانهيار كسابقه فى التاسع من مايو من العام الحالى . المشهد العسكرى فى جنوب السودان اصبح يميل اكثر الى كفة رياك مشار خاصة بعد انسحاب القوات اليوغندية وتحولها الى قوات حفظ سلام ، وبحسب مراقبين عسكريين فان الأوضاع على الميدان ترجح كفة مشار وقواته تعادل «70%» من القوة العسكرية الجنوبية الآن ، ولذلك ليس من المضمون التزام اى من طرفى الصراع بالاتفاق وحتى ان وصلوا الى ال45 يوما سيبرز الصراع مرة اخرى فى تشكيل الحكومة الانتقالية ومحاولة كل طرف ان يكون صاحب الثقل الأكبر فيها . عقوبات :- ايقاد استخدمت سلاح التهديد والوعيد فى مواجهة اطراف الصراع الجنوبيين وقال رئيس وزراء اثيوبيا هايلا مريام ديسالين في قمة زعماء دول شرق إفريقيا "كمنطقة علينا أن نقرر أن أي طرف ينتهك الاتفاقات سيتحمل عواقب سوء سلوكه". وأضاف "نحن نبعث برسالة واضحة إلى قادة جنوب السودان، ولذلك فإن تأخير العملية لن يكون مقبولا. وإذا حدث فان المنطقة ستتحرك". بحسب مراقبين فأن الحرب فى جنوب السودان والتى تفجرت منذ منتصف شهر ديسمبر من العام المنصرم حصدت آلاف المدنيين وشردت أكثر من 1,8 مليون مواطن جنوبى هذا اضافة الى انهيار وشيك فى القطاعات الحيوية التى تغذى الاقتصاد الجنوبى فان فرض اى عقوبات من المجتمع الدولى تضاف الى الاوضاع الراهنة لاشك ان ذلك سيمثل نهاية هذه الدولة ، واستخدام سلاح العقوبات فى التوصل لاتفاق بين طرفى الصراع جائز ولكن العقلية الجنوبية لاتستوعب كثيرا فرضية العقاب والحساب وانهم لو كانوا يفكرون من الاصل لما اندلع الصراع لأن الدولة اصلا كانت تعانى من تمردات جنرالات فى الجيش وحروب قبلية انهكت الاقتصاد الجنوبى وقتلت الكثير من المواطنين ، ولذلك يرى محللون سياسيون ان فرض العقوبات لن يكون الرادع لعدم تجدد الصراع بعد هذا الاتفاق اذا لم يصاحب ذلك قناعة وارادة حقيقية بضرورة انهاء هذه الحرب واستئناف بنا الدولة الوليدة .، والا سيتكرر سيناريو اتفاق التاسع من مايو الذى انهار بعد عدة ساعات من توقيعه .
|
|
|
|
|
|