|
حوار صحفي مع...اللواء / تلفون كوكو أبوجلحة
|
بتاريخ 9/7/2014م أجراه الصحفى /محمد على محمدو بصحيفة الأخبار السودانية:.... س :ـــ ما هو السبب الذى قاد إلى أعتقالك من قبل الحركة الشعبية والجيش الشعبى فى عام 2010م قبل إنفصال الجنوب وكنت فيها قائد بل وتم ترقيتك إلى رتبة اللواء من قيادتها . حدثنا عن ذلك ؟ ج :ــ حقيقة إن السبب الذى قاد إلى إعتقالى لم يكن سبباً واحداً ، بل هى مجموعة أسباب من إتجاهات مختلفة ذات مصالح ومنافع مشتركة .. فبالنسبة لبعض القيادات فى الجيش الشعبى من طرف جنوب السودان وعلى رأسهم الفريق أول / جيمس هوث ماى الذى تعاون مع أطراف من قيادات الجيش الشعبى فى جبال النوبة وعلى رأسهم الفريق /عبدالعزيز آدم الحلو "السخيل الضائع" . فالأطراف الجنوبية تصفنى بالمهدد الأمنى لدولة الجنوب وذلك لما كنت أكتبه من مقالات فى صحيفة رأى الشعب فى الخرطوم منذ 2006م ــ 2008م ،حيث كنت ولا زلت أنتقد قيادات الجيش الشعبى والحركة الشعبية فى إستغلال أبناء جبال النوبة فى الجيش الشعبى فى تحرير كثير من المدن التى كانت بها قوات الشعب المسلحة فى الجنوب على حساب العمليات فى جبال النوبة ... وإستغلالهم بخدعة الحرب من أجل السودان الجديد الموحد . لينتهى المطاف بالإنقلاب على الشعارات وتغييرها من النضال من أجل السودان إلى النضال من أجل الجنوب ومن دون إى إخطار أو إستشارة الأطراف الأخرى التى تناضل معهم بفهم السودان الجديد فى خطوة لا يوجد لها أى وصف غير الخيانة وعدم إحترام العهود وعدم الإلتزام بها.. بل وتدل على الكبرياء والإستحقار . فعندما كنت قد إلتقيت برئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ونائبه حينذاك ريك مشار تنج فى يوم 29/6/2009م بحضور المهندس/ أبو القاسم أبوشنب قال لى سلفاكير :ـ أنت أحسن من باقى النوبة لأنك تتهمنا بأننا ظلمنا النوبة بينما الآخرون يقولون أننا بعنا النوبة .. فحقيقة بعد مقابلتى لرئيس حكومة الجنوب ونائبه إتفقنا على بعض نقاط الخلاف وطرق معالجتها .. ولكن للأسف عندما شعرنا بأن هنالك عدم إلتزام وعدم الجدية من جانب حكومة الجنوب فعليه قمت بحملة نشطة،وذلك بإقامة إجتماعات مع الضباط وصف الضباط والجنود فى الجيش الشعبى من أبناء النوبة فى كل من جوبا ، ياى ، مريدى .. حيث شرحت لهم بأن الإتفاقية التى وُقعت بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى "حكومة السودان" عن قضية جبال النوبة /جنوب كردفان تمثل النموذج الأسوأ فى تاريخ الإتفاقيات فى السودان.. وذلك لما تضمنتها من نص فى الترتيبات الأمنية ينص على إخلاء الجيش الشعبى فى جبال النوبة لمواقعهم التى فشلت وإنهزمت قوات الشعب المسلحة بتحريرها بالسلاح ليتم إخلائها بالكلام !! على أن يتحركوا ويعاد إنتشارهم جنوب خط 1/1/1956م أى فى شمال جنوب السودان "حول بحيرة الأبيض" (كُولو) مقابل إخلاء قوات الشعب المسلحة لجميع مواقعها فى جنوب السودان خلال ثلاثين شهراً وتحريكها إلى شمال خط 1/1/1956م فى شمال السودان وإعادة إنتشارها .. وبالطبع فإن هذه العملية لا توجد لها تفسير أو أى مسمى غير أنها هى المقايضة فى لغة التجارة ــ المستفيد فيها طرف واحد والخاسر كذلك طرف واحد على النحو التالى :ـ *قوات الجيش الشعبى فى جبال النوبة ــ المناطق المحررة فى جنوب كردفان = خسارة فادحة جداً للجبال . *قوات الشعب المسلحة فى الجنوب ــ المناطق التى تم إخلائها = تحرير الجنوب من دون طلقة وربح مركب للجنوب . *خسارة قوات الجيش الشعبى لمواقعها فى جنوب كردفان + خسارة قوات الشعب المسلحة لمواقعها فى الجنوب = قيام دولة الجنوب . هذه العملية خسارتها واضحة وضوح الشمس ولكن عندما يرضى المرء بأن ينفذ مصالح الآخرين على حساب مصالح شعبه فهكذا تكون النتائج .. اللواء/ دانيال كودى أنجلو + العميد /عزت كوكو أنجلو = الإنسحاب من جبال النوبة إلى جنوب حدود 1/1/1956م بحيرة الأبيض (كُولو) ومن دون مقابل .. بالأضافة إلى نص ما يسمى بالمشورة الشعبية .. فالمشورة الشعبية كلمتان مطاطتان غير محدودتين وبالتالى هما عديمتا القيمة و المعنى .. ومن الأنشطة التى بموجبها وجهت التهم لى هو أننى قمت بتعبئة وتحريض أبناء النوبة فى الجيش الشعبى فى جنوب السودان بمقاطعة السجل الإنتخابى مطالباً بترتيب أوضاع أبناء النوبة بالجيش الشعبى فى جنوب السودان حال الإنفصال إى قبل ممارسة شعب جنوب السودان لحق تقرير المصير 2011م وقبل إنتخابات الولاية "ولاية جنوب كردفان" حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم لممثليهم فى البرلمان القومى والولائى ـ وإنتخابات منصب الوالى .. وقد قمنا بهذا العمل مع اللواء/ دانيال كودى أنجلو بعد أن إعترف لأبناء النوبة فى الجيش الشعبى فى إجتماع تفاكرى بياى ديسمبر 2009م بأن إتفاق السلام الشامل عن منطقة جنوب كردفان/ جبال النوبة لم يحقق للنوبة أى مكاسب أو أى أهداف .. وعليه عندما قررنا التحرك إلى جبال النوبة بغرض القيام بمهمة تنوير الضباط وصف الضباط والجنود والقيادات السياسية والإدارات الأهلية والشباب ورجالات الأديان والمرأة والطلاب بخطورة المرحلة القادمة والتى حتماً سوف ينفصل فيها شعب الجنوب بغرض تدارك تداعياتها من الآن ووضع الإحتمالات وترتيب مواقفنا بغرض الدخول مع حكومة الجنوب فى حوار قبل ممارسة شعب الجنوب لحق تقرير المصير .. وحتى لا يكون مستقبل جبال النوبة تحت رحمة شعب الجنوب .. وبينما كنت أنا أجهز للمامورية بطلب وقود ومركبات إضافية وأذونات للضباط و صف الضباط المتحركين معنا فى المامورية .. وعندما تم تصديق كل هذه الطلبات وأخذت شهادة الإجازة الخاصة بي ووضعتها فى جيبى.. إذ برئيس هيئة الأركان الفريق أول/ جيمس هوث ماى يصدر أوامر بوضعى فى الحبس المقفول على ضوء معلومات منقولة إليه بواسطة الفريق/ عبدالعزيز آدم الحلو "السخيل الضائع" على أنى بحوزتى ستة دبابات فى جوبا وكتيبتين من أبناء النوبة وأربعين عربة تاتشر محملة بالراجمات والمدافع . وكذلك بحوزتى أثنين سرية من أبناء النوبة فى الجيش الشعبى فى منزلى بياى، بالإضافة إلى إثنين شُنط حديدية مليئة بأوراق مالية تحت سرير نومى فى أوضتى فى ياى ... هذه هى المعلومات المفبركة التى خدع بها عبدالعزيز آدم الحلو القيادة العامة للجيش الشعبى جوبا لكى يتم وقف ماموريتى إلى جبال النوبة . أما حكاية أنه تم ترقيتى إلى رتبة اللواء فهذا لا علاقة لها بإعتقالى لأن الترقية أو الرتبة لا تمنع الإعتقال.. فحسنى مبارك اليوم ليس فى الإعتقال بل هو فى السجن وهو مشير وكان رئيس جمهورية .. س :ــ هل طلبت اللجوء إلى الدول الاوربية عقب إطلاق سراحك ؟ ج :ــ لم أطلب اللجوء إلى أى دولة أوربية أو غيرها .. ولكن عندما حاولت بعض الجهات المتورطة والمتآمرة فى عملية إعتقالى فعندما فشلوا بمخارجة أنفسهم من قضيتى لجأوا إلى التحقيق الوهمى والمحاكمة الهزلية وكذلك التخلص منى عبر ممثلة الصليب الأحمر فى جوبا فى 3/7/2012م ورفضت كل هذا العروض.. وعندها تدخل وزير العدل مولانا جون لوك بصحبة صديقى بروف/ بيتر أدوك نيابا وزير التعليم العالى يرافقهم أجنبى يدعى د/ اُسترو ويسكى فهنا دارت بينى وبينهم مفاوضات بخصوص قبولى الخروج من المعتقل إذ أن صديقى البروف بيتر أدوك نيابا لعب دوراً مهماً فى هذا الحوار حيث قال لى أنه أتى مع وزير العدل ليس بصفة رسيمية فهو جاء إلىَ من زاوية صداقتنا فى ثمانينات القرن الماض فى إثيوبيا ، وعليه قدم لى نصيحة مفيدة جداً كانت السبب لقبولى عرض إطلاق سراحى من المعتقل.. حيث قال لى أننى أضع فى إعتبارى أنه من الواجب أن تقوم السلطات التى إعتقلتنى بإجراء مكتب عسكرى لى ، وأننى أعتقد أن هذه القيادات لها ضمائر وروح الزمالة والنضال .. بينما فى حقيقة الأمر فهذه القيادات حسب قوله فاقدة للضمير وروح الزمالة والنضال .. وهى قد خندقت نفسها وعملت بينها وبينى ساتراً إسمه إنفصال الجنوب ولا شيئ يوجب عليهم إجراء مكتب لمواطن شمالى حسب زعمهم .. فقال لى لا تنتحر فى المعتقل عليك بالخروج من المعتقل على أن أبدأ برنامجى النضالى بدلاً من المكوث فى المعتقل.. وقال لى أننى سوف لن أبدأ من الصفر لأنه يعرف أن لى رصيد نضال تاريخي لا أحد يمكنه حرمانى منه .. وبعده جاء دور المرافق الأجنبى الذى قدم رؤيته قائلاً لى إن كنت لا أرغب فى البقاء فى شمال السودان أو جنوبه فلقد تم منحى من دولة ألمانيا ودولة فرنسا حق اللجواء إليهما ..وهنا وافقت للإلتجاء إلى فرنسا ... س :ــ ترددت الأنباء عن لجوءك إلى فرنسا إلا أنك لا زلت متواجد فى جوبا هل أتخذت من جوبا ملتجئاً ؟ ج :ــ صحيح لقد قُدم لى عرض موافقة السلطات المختصة بفرنسا وألمانيا بقبولها منحى حق اللجوء السياسى لدواعى إنسانية . إلا أن كل من نظام وزارة الخارجية السودانية بالإضافة إلى التشويش والإتصالات التى قام بها كل من ياسر سعيد عرمان وعبدالعزيز آدم الحلو عرقل إتمام عملية اللجوء السياسى ... لذلك أنتهى بى التآمر إلى جوبا ...حيث قال ياسر للفرنسيين أنني من الدينكا لا النوبة... س :ــ هل تُعتبر جوبا ملجأ آمناً لك بعد كل ما عانيته من إعتقال وتآمر من سلطاتها ؟ ج :ــ حقيقة أن الكثيرين مثلك مشوشين وغير قادرين على إستيعاب لماذا أنا هنا بعد كل الذي حدث ..ولماذا لم أغادر إلى الخرطوم بعد إطلاق سراحى فى 19/4/2013م ؟ أنا حقيقة عندما غادرتُ إلى الخرطوم بغرض الحج من عام 2006م ومنه مكثت فى الخرطوم أعرض آرائى فى صحيفة رأى الشعب عن فشل إتفاق السلام عن قضية جبال النوبة . فأنا عندما ذهبت الي هناك لم أصل الخرطوم على ضوء إتفاقية خاصة بينى وبين نظام الحكم فى الخرطوم بل إنما وصلت الخرطوم على أساس السلام الموقع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى يناير 2005م والذى بموجبه وصل جميع من وصل إلى الخرطوم من جبال النوبة أو من الجنوب .. ولم أكوَن حزب خاص .. وإنما كان لى رأى عن إتفاق السلام الشامل ..لذلك فإن وجودى الطبيعى يكون بطرف الحركة الشعبية والجيش الشعبى مهما حدث من خلافات أو إختلافات... فأنا من المؤسسين للحركة الشعبية فى جبال النوبة فلمن أترك الحركة الشعبية ؟! ولو إفترضنا جدلاً أننى ذهبت إلى الخرطوم .. أذهب إلى هناك على أى أساس ؟ لأسلم نفسى ممثلاً لنفسى ؟ وماذا عن الآلاف من الشباب الذين حشدناهم وجندناهم وقدناهم إلي الحركة الشعبية ؟ بالإضافة إلى ذلك ليس قيادات الحركة الشعبية أو الجيش الشعبى فى جنوب السودان كلهم علي عداء معى.. ولكن ثُلة فاقدة للضمير هم من تآمروا مع عبدالعزيز السخيل ضدى ، فلدي علاقات ممتازة جداً مع غالبيتهم وكما أن سلطات الجنوب إعتقلتنى فقط .. بينما عمر حسن أحمد البشير وزمرته يدمروننا فى جبال النوبة بالرجم بالطائرات والراجمات ولم يتركوا إنساناً أو حيواناً أو طائراً أو جبلاً أو شجراً إلا ودمروه فى عملية تدمير شاملة... فأين الأنكأ والأمر ؟؟!! س :ــ أما زلت تنتمى للحركة الشعبية وملتزماً فيها ؟ أم لديك موقف مختلف ؟ ج :ــ نعم أنا لا زلت حركة شعبية 100% وملتزم ببرنامج الحركة الشعبية الذي بموجبه دفع تنظيم كمولو بشبابه للنضال من أجله وهو تحقيق مصالح شعب جبال النوبة المتمثلة فى السلطة والثروة والتنمية .. وأما فيما يختص بالبرنامج الجديد الذى وضعه القيادة الثلاثية الشيطانية فلا شأن لى به .. لأنه لا علاقة له بقضية جبال النوبة ..لأن برنامجهم هذا يخدم مصالحهم الخاصة والحزب الشيوعى فقط... س :ــ ما هى حقيقة الخلافات داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال والتى بصددها أدى إلى إبعاد اللواء إسماعيل خميس جلاب وتجريده وطرده من الحركة ؟ ج :ــ حقيقة توجد هناك خلافات داخل الحركة الشعبية ما تسمى بقطاع الشمال . فأنا وإسماعيل خميس جلاب جزء من هذه الحركة الشعبية وأنا أحد المؤسسين الأربعة وإسماعيل خميس جلاب أحد القيادات التاريخية للجيش الشعبى بجبال النوبة هو أقدم من القيادة الثلاثية الحالية . فتدهور الحركة الشعبية فى جبال النوبة الآن يرجع للإختلافات فى الرُؤئ والأهداف فبينما القيادة الثلاثية تعمل من أجل أجندات لا علاقة لجبال النوبة بها لذلك هم يرفضون وجودنا كقيادات مؤسسة وتاريخية فى جبال النوبة ممتمسكة بالمبادى والآهداف... لأن وجودنا يعنى مغادرتهم فوراً إلى حيث أتوا ـ إذا حضر الماء بطل التيمم .. هذه هى الأسباب الحقيقية وراء محاولة التخلص من جلاب بإجراء مسرحية هزلية له بأنه جُرد من رتبته ثم أنه طُرد من الحركة الشعبية ، تصرف كهذا قرنق دمبيور لم يقم به حتى لاقى ربه فهؤلاء كلهم ملكيون لا يفقهون فى العسكرية شيئاً بينمااللواء/إسماعيل خميس جلاب عسكرى بالمهنة.. فهو يتفوق عليهم من جميع الجوانب العسكرية .. لذا كان لا بد لهم من عملية التخلص منه .. أما عدم مقدرتهم للتخلص منى هو ببساطة لأنهم أخلوا طرفهم منى وتبرءوا منى فى أكثر من مؤتمر فى كاودا.. وذلك عندما كان يطالب اللواء إسماعيل خميس جلاب واللواء دانيال كودى بضرورة تكوين لجنة للنظر فى موضوع كوادر الحركة الشعبية الستين المفصولين وكذلك تكوين لجنة للتحرك إلى جوبا لمعرفة أسباب إعتقال شخصى الضعيف ومقابلة حكومة الجنوب لإطلاق سراحى .. ولكن الإجابة دائماً وأبداً فى كل المؤتمرات كانت تأتيهم من واحدة سجيمانة تدعى بثينة إبراهيم دينار نيابة عن عبدالعزيز السخيل على أن موضوع تلفون كوكو لا شأن لهم به ... وموضوعه هذا عليه أن يعالجه هو مع حكومة الجنوب.. بمعنى أننى خارج نطاق إختصاصهم.. أما عن إجابتها عن موضوع كوادر الحركة الشعبية الستين المفصولين فقالت الحركة فى الوقت الحالى لا حوجة لها بهم ومنه ذهب عبدالعزيز السخيل فى نفس الموجة التى ردت بها هذه السجيمانة ..ونحن نعلم جيداً العلاقات المتميزة النوعية التى تجمع هذه السجيمانة بالقيادة الثلاثية ... س :ــ هناك مفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية هل ستفضى إلى السلام والإستقرار فى المنطقة وما هى العقبات ؟ ج :ــ هذه المفاوضات سوف لن تفضى إلى سلام حقيقى دائم لأن أطراف وأصحاب القضية الحقيقيين مغيبين عن التفاوض .. فلا نتوقع لها أى نجاح وحتى لو تم ذلك سوف يكون سلام أهش من سلام نيفاشا ويمكن أن تندلع الحرب فى نفس السنة لأننا طالما موجودين وخارج هذه المفاوضات بقصد الإقصاء.. فنحن قادرون لكي نولع نيرانها فى نفس العام .. لأننا أسسناها ونعرف أهدافنا من هذه الحرب ومتى وكيف نوقفها إن شاء الله ... فأما العقبات فالثلاثي الشيطاني لا توجد عقبة غيرهم... س :ــ هل جرت بينك والمسئولين فى الحكومة حوار حول الأوضاع فى المنطقتين ؟ ج :ــ لم يجر أى حوار بينى وبين أى مكلفين من الحكومة بطريقة رسمية حول الأوضاع فى المنطقتين ولكن كان يجرى بيننا مع بعض الوزراء من أبناء النوبة عبر الهاتف فقط ولم يصل إلى درجة الجلوس فى مكان معين .. وكنا دائماً نناقش الأوضاع فى جبال النوبة فقط وطرق معالجتها... س :ــ هل لك إتصالات مع الجبهة الثورية وخاصة الحركة الشعبية قطاع الشمال بشأن الحوار؟ ج :ــ لا توجد أى علاقات أو إتصالات بينى والجبهة الثورية بما فى ذلك الحركة الشعبية شمال سواء على مستوى الحوار أو غيره فهم بعد تآمرهم ضدي أدخلوا أنفسهم فى خانة الأعداء فهم في عقدة نفسية... س :ــ من يعرقل الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية شمال فى أديس أبابا ؟ ج :ــ من يعرقلون قضية التفاوض معروفين للجميع . فما هى علاقة مالك أقار بقضية جبال النوبة ؟ وما هى علاقة ياسر سعيد عرمان بقضية النوبة ؟ وما هى علاقة عبدالعزيز آدم الحلو بقضية النوبة ؟ أليست هذه هى المشكلة الحقيقية في حد ذاتها!!فأبناء النوبة قادرون للتفاوض عن قضيتهم .. هنالك أحزاب سياسية يقول بعض ممثليها فى منبر جنوب كردفان أنهم لا يهمهم من يمثل الحركة الشعببية فى المفاوضات ولكن يهمهم الوصول إلى سلام .. فلهؤلاء الإنتهازيين أقول أنكم بفلسفتكم هذه ستنتجون سلام نـى.. وأنتم تعلمون جيداًعندما يتم طبخ طعام نـى ماذا يحدث للبطون ؟ فأى سلام يتم الوصول إليه من دون الممثلين الحقيقيين للنوبة سوف لن يعمر لأكثر من ستة أشهر إن شاء الله ... س :ــ بإعتبارك من المؤسسين للحركة الشعبية فى جبال النوبة ما هو الدور الذى يمكن أن تلعبه لوقف الحرب في جبال النوبة جنوب كردفان ؟ ج :ــ أنا كأحد المؤسسين الأربعة للحركة الشعبية فى جبال النوبة لدى الإلتزام الأخلاقى الصادق والتاريخى والثورى مما يجعلنى الأقدر على تحقيق مطالب شعب جبال النوبة من دون خيانة ومن دون مماطلة وفى ثلاث جولات فقط ، لأننا نعرف ماذا يريد النوبة من هذه الحرب.. لأننا الذين أشعلنا هذه الحرب من أجل مظالم جبال النوبة ..حيث الجولة الأولى ستكون لعرض وطرح الأراء والإتفاق على الأجندة.. والجولة الثانية للتفاوض حول الأجندة.. والجولة الثالثة الترتيبات الأمنية .. هؤلاء الذين يتلاعبون بمعاناة شعب النوبة معظمهم لا وجود لذويهم فى جبال النوبة .. ويفتقدون للشجاعة والمبادرات الخاصة بشعب جبال النوبة .. وتركوا القضية لياسر سعيد عرمان الذى يريد أن يحقق بها طموحاته فى المركز على حساب قضية النوبة.. كما أن أصحاب القضية الأصليين فى وفد ياسر عرمان مثل د/ أحمد عبدالرحمن سعيد أو العميد/ نيرون فيليب أو اللواء/ جقود مكوار .. فمن منهم يمكن أن يقدم طرح أو مبادرة من بنات أفكاره ويعرضها على الآخرين بغرض المناقشة والموافقة عليها ثم يقدمها كورقة حوار مع طرف الحكومة ؟ هم كلهم يعتمدون على أطروحات مصنوعة من أفكار هؤلاء الثلاثى الشيطانى ...فأنا لدى أطروحات ومبادرات جاهزة متى ما وجدت الطريق إلى قاعات التفاوض... وهى لا تحمل أى أجندات غير أجندة مظالم جبال النوبة ومعالجتها .. ولا تخدم أى أغراض إستراتيجية لأحزاب سياسية غير مصالح شعب جبال النوبة المتمثل فى جميع الإثنيات التى تقطن جبال النوبة منذ مئات السنين وهى نوبة ومسيرية حوازمـة أولاد حميد ، كنانة ، برتـى ، برنـو، برقو ، فـلاته ، كواهلـة ، شنابلـة ، حمــر ،وجميع سكان جبال النوبة .. وأنا على يقين تام أن الحكومة ستوافق على مطالبنا مهما كان حجمها لأنها تعرف أننا أصحاب المصلحة وأصحاب القضية ولا يوجد لدينا أجندات تخدم مصالح خارجية أو داخلية غير مطالب شعب جبال النوبة/جنوب كردفان ... س :ــ ماهى رؤيتك للحل بشأن الحرب الدائر الآن فى الجنوب بين رفاق الأمس وهل قدمت أى مبادرات بهذا الإتجاه ؟ ج :ــ إن رؤيتى للحل بخصوص الحرب التى تدور رحاها الآن فى الجنوب بين رفاق الأمس هى ليست من السهولة كما يتصور الناس ...فهى حرب تحمل الكثير من الأسباب ، فمنها الوراثية التى يرجع تاريخها إلى مئات السنين .. ومنها المستحدثة والتى يرجع تاريخها إلى عشرات السنين .. فالمسألة إذاً ليست بين رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار تينج وإنما المسألة تتعداهما إلى القيادات من المستويات الأخرى وحتى القواعد .. ثم أن هناك أمران .. الأمر الأول هو فقدان الثقة تماماً بين الطرفين وهذا بالطبع ربما يحتاج لمعجزات تصنع الثقة بين الأطراف .. أما الأمر الثانى هو أننا لم نشهد نزاع أو قتال من هذه الدرجة تم إحتوائه فى فترة زمنية قصيرة ذلك لأن مرارات الجراح لاتزال حاضرة فى العيون والعقول والقلوب .. أما عن ما إذا كنت قدمت أى مبادرة فى هذا الأتجاه . فحقيقة كانت الفكرة حاضرة خاصة أن المثقفين من الجالية النوبية المتواجدون هنا طلبوا منى والأخ إسماعيل خميس جلاب بالقيام بذلك.. وبينما كنا نجهز المبادرة إذ باللواء جيمس كونق شول القائد العسكرى للجبهة الرابعة يتهم النوبة بالتورط فى هذا النزاع مع الحكومة ضدهم وتوعد النوبة بالإنتقام فكان هذا الإتهام منذ إنفجار الأزمة لذلك وبديهى أننا أصبحنا طرف غير مرغوب فيه .. مع أننا قمنا بوساطة بين قرنق وكير فى 2004م وتم قبولها ... س :ــ ماهى رؤيتك للحكم فى الجنوب بعد الحرب التى إنعكست بظلالها على المستوى القبلى وأصبح حرب الكل ضد الكل ؟! ج :ــ صحيح نحن والأصدقاء من الجنوبيين صنعنا دولة الجنوب من خلال النضال المشترك.. ولكننا بالإتفاقية تفرقت بنا السبل .. فصار سبيلنا لدولة شمال السودان بينما صار سبيلهم لدولة جنوب السودان الوليدة .. فيصبح بالمنطق الحديث عن أى رؤية للحكم فى جنوب السودان هو تطاول على سيادتها ... س :ــ فى الفترة السابقة تحدثت عن الحل الشامل من خلال سلسلة مقابلات فى بعض المواقع الإلكترونية ، والحكومة أيضاً طرحت الحوار الوطنى ، وتركت الباب مفتوحاً لكل القوى السياسية والحركات المسلحة مع توفير الضمانات للحركات المسلحة ، ماهى رؤيتك وتوقعاتك للحوار الذى يحقق السلام ؟ ج :ــ حقيقة أنا لم أتحدث عن الحل الشامل كمبادرة منى إنما كنت أنتقدها وهى مقدمة من الإنتهازى ياسر سعيد عرمان ، وسبب نقدى لها لأنها تلغى مطالب شعب جبال النوبة التى حارب من أجلها لأكثر من عشرين عاماً لتحتوى مطالب ومظالم المناطق الأخرى التى لم تثور أو ترفع السلاح ليوم واحد . وهذا فى حد ذاته عدم إعتراف بنضال شعب جبال النوبة وبشهدائهم ... وأما فيما يختص بالحوار الوطنى المقدم من قبل المؤتمر الوطنى فهو حوار يقفز فوق الواقع ليهبط على أرض الخيال ... كيف بربك تطالب من مقاتلين قاتلوا ولازالوا يقاتلون ويناضلون من أجل حقوقهم لسنوات عديدة وفقدوا آلاف الشهداء ليأتوا إليك فى عقر دارك وكأنه لا توجد عداوة ليجلسوا معك ومع ممثلى الأحزاب الأخرى وهم على درجة واحدة معهم كيف يستقيم ذلك ؟! هذا إختزال لنضال المقاتلين لا فرق بينه وبين ما يسمى بالحل الشامل .. فالحل الشامل + الحوار الوطنى = وجهان لعملة واحدة = فشل تام .. الحل الشامل – حل قضايا المناطق التى تدور فيها الحرب أولاً = فقدان للمسئولية ومنتهى الإنتهازية .. الحوار الوطنى – حل قضايا المناطق التى تدور فيها الحرب أولاً = ضياع للوقت وضياع لموارد الدولة .. حل قضية المنطقتين أولاً + حل قضية دارفور = بداية الطريق للحوار الوطنى = نجاح .. س :ــ كيف قضيت فترة الإعتقال الذى طال مدته أكثر من ثلاث سنوات وكيف كان طريق التواصل مع الأسرة ؟ ج :ــ لم أواجه أى صعوبات نفسية فى ذلك لأنها ليست المرة الأولى بالنسبة لى فى معتقلات الحركة الشعبية . بل فهى هذه المرة تحولت من معتقلات بقوانين الغابة إلى معتقلات بقوانين دولة حديثة وخدمات جيدة وكما وجدت تعاون جيد جداً من المكلفين بحراستى وهذا لا يعنى أنه لا توجد بعض الأشياء الأخرى التى تمثل الجوانب السيئة ..فهم قد منعوا جميع منظمات حقوق الإنسان العالمية من زيارتى وكذلك قبل إحتفالات إنفصال الجنوب بخمس أيام منعوا أسرتى وأى نوبى من زيارتى لأربع شهور ..وأما كيف قضيتها فحقيقة هى كانت فرصة ذهبية لى لقراءة بعض الكتب النادرة التى لولا هذا الإعتقال لم وجدتها ولما قرأتها فكانت فرصة لقراءة جامع البيان عن تأويل القرآن لجعفر جرير الطبرى ، الذى أهداه لى اللواء الله جابو عبدالله ككى ، فالشكر له وكما أن شيخنا الأكبر أبوعبيدة كوراك قدم لى من الكتب النادرة وقدم لى دعم معنوى بزياراته المتكررة .. والأخ آدم جمار وزوجته مُنى فضلهم علينا كبير من الكتب والدعم المعنوى واللواء/ إسماعيل خميس جلاب بزياراته المتكررة منذ اليوم الرابع لإعتقالى وحتى الأسبوع الأخير من إعتقالى واللواء/ دانيال كودى ، والعقيد/ المك بشير تاور رمضان والسلطان السمانى أقار إير وبزيارتهم لى . ود/ عبدالله أدم كافى بزيارته المتكررة وبكتبه القيمة .. فبإختصار وقتى كان مليئاً بزيارات الأخوة والأخوات والزملاء والقراءة . فهذه المدة مرت من دون أن أكمل قراءة بعض الكتب .. س :ــ ما حقيقة أنك أحد مؤسسى الحركة الشعبية والجيش الشعبى فى جبال النوبة ؟ لأن هناك من يقول أن يوسف كوه مكى وعبدالعزيز آدم الحلو هما المؤسسان؟! ج :ــ حقيقة أننى من المؤسسين للحركة الشعبية فى جبال النوبة فهذا لا جدال فيه ولقد كتبت عدة مقالات وذكرت هذا فى عدة مناسبات ولم أجد شخص واحد كذبنى فى هذا.. غير أنهم دائماً وأبداً يحورون حديثي من تأسيس الحركة فى جبال النوبة إلى تأسيس الحركة فى الجنوب ـ بينما أنى لم أذكر ولو مرة واحدة أننى من المؤسسين فى الجنوب وهؤلاء هم كلهم زمرة الخط الشيوعى الذين يريدون أن يعطوا لعبدالعزيز آدم الحلو ما لم يعطيه أياه التاريخ . فمسألة تأسيسنا للحركة الشعبية فى جبال النوبة يحفظه لنا التاريخ والشعوب والسجلات . فيمكنك الآن فى الخرطوم أن تتجه إلى مطار الخرطوم وتعمل بحث فى الأرشيف لفتح سجل المغادرين يوم 2/1/1985م إلى كينيا ستجد هناك ثلاثة أسماء (1) عوض الكريم كوكو (2) تلفون كوكو (3) يوسف كره . ولو حاولت تعثر على مغادرة عبدالعزيز الحلو فسوف لن تجد إسم بهذا المسمى حتى لو بحثت لعشرسنوات ذلك لأن عبدالعزيز الحلو لم يخرج كمناضل وإنما خرج كفار هارب من إحتمال الإعتقال.. وذلك بعد أن وصلت معلومات من كادقلى تؤكد إعتقال ملازم يدعى يوسف كندة وهو يحمل معه جهاز إتصال 340 طويل المدى .. فما كان منه إلا وأن فر عبر القضارف إلى أثيوبيا .. وهكذا فر وهرب عبدالعزيز آدم الحلو إلى أثيوبيا وهكذا حوَل نفسه من فار وهارب إلى مناضل ..فهى نفس الطريقة التى هرب بها رفيقه ياسر سعيد عرمان .. هؤلاء هم مناضلي أخر الزمن الذين يتلاعبون ويتاجرون بقضية النوبة . س :ــ اللواء تلفون كوكو من خلال تجربتك لتأسيس تنظيم كمولو الذى يعنى الشباب وهو التنظيم السرى لتغيير الأوضاع داخل الحزب القومى أنذاك بقيادة المطران المغفور له فيليب عباس غبوش فى سبعينات القرن الماضى ما مدى الدور الذى لعبه الشباب فى إحداث التغيير ؟ ج :ــ هذا سؤال ممتاز جداً ولكن به أخطاء كثيرة .. فأولاً أنا لست من المؤسسين لتنظيم كمولو ولم أذكر هذا ولو مرة واحدة أننى منهم ، حتى اكتوبر 1984م فكنت الأخير قبل الطيش فى التنظيم حيث كان الطيش هو عبدالباقى على قرفة إذ أدينا قسم الولاء معه فى لحظة واحدة ولكنه وصل الخرطوم بعد مغادرتنا لها وضم نفسه لتنظيم الأخوان وكذلك أدى القسم وأصبح من وقتها يعمل ضد المؤيدين للحركة الشعبية فى الداخل ـ الأمر الثانى هو أن تنظيم كمولو لم يقم من أجل تغيير الأوضاع فى الحزب القومى السودانى بزعامة فيليب عباس غبوش ، وإنما قام من أجل تغيير أوضاع النوبة فى السودان ... الأمر الثالث الحزب القومى السودانى لم يكن موجوداً من سبعينات القرن الماضى بل كان ذلك هو إتحاد عام جبال النوبة . فالحزب القومى السودانى كوَن فى عام 1984م ، أما عن الدور الذى لعبه الشباب فى إحداث التغيير ، نعم لقد لعب الشباب دور مهم فى تاريخ النوبة منذ سبعينات القرن الماضى حتى تسعيناته ، حيث كما قلت وكررت من قبل فهم من نقل مظالم النوبة من لا شئ إلى أي شئ.. وهم من رفعوا الروح المعنوية للنوبة بفضل رفع السلاح.. ، وإكتسحوا الإنتخابات ..، وأصبح إسم النوبة ظاهر ككيان فى أروقة دول العالم .. وهم من جمعوا النوبة علي كلمة سواء .. س :ــ هل فكرت فى العودة للداخل من أجل الحوار ؟ ما هى المطلوبات لإنجاح الحوار الوطنى فى البيت السودانى ؟ ج :ــ لا على الإطلاق لم أفكر فى العودة للداخل من أجل الحوار لأن الطريقة التى يُراد أن يتم بها هذا الحوار غير صحيحة.. فالحركات المسلحة تحتاج إلى مفاوضات منفصلة أولاً ثم تليها المرحلة الثانية مرحلة الحوار ، فمطلوبات الحوار من زاويتنا الخارجية هى إجراء مفاوضات جادة مع الحركات المسلحة ومنها عندما يكون الجميع فى الداخل سننظر إلى مطلوبات الحوار من الزاوية الداخلية .. س :ــ السودان يعج بالكثير من التطورات كيف تتابعها ؟ ج :ــ أتابعها بصورة متواصلة عبر الراديو ، التلفاز والنت والهاتف لأننا من المكونات الأساسية لدولة السودان ونتأثر بأى حدث كان سلبى أو إيجابى لذلك نحن على إتصال دائم مع أخوتنا وأهلنا بالداخل مع علمنا التام أن هواتفنا مراقبة من أجهزة متعددة ولكن لا سبيل لنا غير التواصل ..
|
|
|
|
|
|