د. مصطفى عثمان إسماعيل .. عن الحوار (2-2(
اتحدى من يقول إن الوطني لا يلتزم بالاتفاقيات
سنبدأ الحوار الوطني خلال هذا الشهر
المؤتمر الوطني جمل الشيل والناس (بتتكلم ساكت(
الشيوعي لن يدخل معنا في حوار إذا لم توافق الجبهة الثورية
andnbsp;ضحكت جداً من الحديث عن اختراق الوطني لحركة الإصلاح الآن
andnbsp;حاوره : فتح الرحمن شبارقة
andnbsp;لأنه ممسك بملف الحوار الوطني الذي يراوح مكانه، ولأنه الأمين السياسي في الحزب الحاكم وعضو لجنته العليا المعنية بالحوار مع القوى السياسية، ولأنه أيضاً الممسك بملف العلاقات الشائكة مع القوى السياسية، وعليم ببواطن الأمور داخلها. جلست (الرأي العام) إلى الوزير د. مصطفى عثمان إسماعيل في مكتبه الأيام الفائتة، وقتها، كان قادماً للتو من لقاء مع الإمام الصادق المهدي بشأن الحوار الذي سئم البعض الطريقة السلحفائية التي يمضي بها، فكان هذا الحوار حول (الحوار الوطني) الذي يبدو أن قطاره سينطلق بمن حضر بعد طول تمترس و مماطلة، فإلى إجابات د. مصطفى الوافية على تساؤلات (الرأي العام).
* برأيك، هل سيكتب النجاح للحوار الوطني من غير أن تشارك فيه الجبهة الثورية أو الحركة الشعبية قطاع الشمال على الأقل؟
- الحوار إذا اختصر فقط على أحزاب الوحدة الوطنية فلن يكون حواراً، فنحن ما عندنا مشكلة في أن نتحاور مع بعض. وكانت عندنا مشكلة في الحوار مع أحزاب المعارضة، فالمؤتمر الشعبي نحن لـ (16) سنة كنا (لا بنتلاقى لا بنتحاور لا بنتكلم) فكنا نتحاور ثنائياً مع حزب الأمة لكن في كل مرة ننتهي إلى أن حوارنا هذا لابد أن يتحول إلى حوار جماعي. وكنا نتحاور ثنائياً مع الحزب الشيوعي ومع أحزاب البعث، والآن عندما طرحنا هذا الحوار كتبنا أول خطاب لأحزاب المعارضة باسم قوى (الاجماع الوطني) حتى لا يقولوا نحن نريدهم كل حزب بشكل ثنائي وقلنا أحسن ندعوهم كلهم ونتحاور معهم. وأنا رأيي إن كلمة (اجماع وطني) هذه يجب أن يراجعوها، فالاجماع الوطني هذا هو الذي نسعى له الآن، و من هذه المجموعة خرج حزب الأمة وهو أكبر الأحزاب، وخرج الشعبي والعدالة الأصل والمجموعة الوطنية فهل ما زالت تشكل اجماعا وطنيا ؟. أنا أعتقد يجب إعادة النظر في هذا الاسم حتى يكون هناك وضوح في المسائل وعدم استغفال لأحد.
*المحبوب عبد السلام قال إن هناك تيارات داخل الشعبي والوطني ضد الحوار، فهل يمكن لهذه التيارات أن تفلح في عرقلة الحوار الوطني؟
- أنا لا أستبعد أن تكون هناك عناصر كهذه في الشباب والطلاب، لكن نحن حزب مؤسسي، فقرار الحوار هذا صدر من المكتب السياسي، ثم عرض على المجلس القيادي الذي يشمل الولاة وأُجِيز، ثم عُرِض على مجلس الشورى وتمت إجازته أيضاً، ثم عُرِض على مجلس شورى الحركة الإسلامية وأُجِيز، فهو لم يجز بأغلبية بل بالاجماع، عندئذٍ لو كانت هناك أصوات أخرى هنا وهناك فهي مقبولة في إطار الحريات المتاحة وفي إطار الحراك الموجود في الساحة.
*لكن هناك من يرى أن من يقفون ضد الحوار هم الكبار الذين تردد أن ابعادهم كان لتهيئة الأجواء للحوار مثل علي عثمان محمد طه و ربما د. نافع نفسه وليسوا طلابا أو شبابا؟
- ما هي اللجنة التي تدير الحوار نيابة عن المكتب القيادي؟.. هذه اللجنة مشكلة من عشرة أشخاص فيها رئيس الجمهورية، والبروفيسور إبراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب، والأستاذ علي عثمان، والدكتور نافع علي نافع، والبروفيسور إبراهيم أحمد عمر، وأحمد إبراهيم الطاهر، وسيد الخطيب، وأمين حسن عمر، ومصطفى عثمان إسماعيل، وفيها حسبو محمد عبد الرحمن رئيس القطاع السياسي .. والكرة الآن في ملعب المعارضة.
* بعد مفاصلة الإسلاميين وإبعاد الترابي أرسلت الحكومة والحزب الحاكم وفوداً للخارج وذهبوا لمصر والسعودية لشرح الأوضاع في السودان بعد ذلك لماذا لم تقوموا بجولات وحملات كهذه لكي تبشروا بتحولات الحوار وأنكم أصبحتم جزءاً من كل مثلاً؟
- هذا شغل مفروض تتبناه الجهات التي تتولى العمل الخارجي سواء أكانت الجهات الرسمية ممثلة في وزارة الخارجية و رئاسة الجمهورية، أو الجهات الحزبية ممثلة في قطاع العلاقات الخارجية، وهذه هي الجهات المسؤولة عن عكس هذا الجهد للخارج، وأنا معك فنحن محتاجون لـ (هجمة) للخارج حتى نستطيع أن نكسر كثيرا من المحاصرات التي نواجهها في الاقتصاد والسياسة أو غيرها، لكن هذه مسؤولية الجهات المسؤولة عن العلاقات الخارجية، وأنا مسؤوليتي فيها السياسة الداخلية.
* أليس من المناسب ربما أن يدار أو يراقب الحوار من منظمات دولية كالأمم المتحدة مثلاً؟
- نحن من حيث المبدأ ليست لدينا مشكلة في جهات تراقب الحوار سواء أكانت الإتحاد الأفريقي أو الإتحاد الأوروبي أو الجامعة العربية أو أمبيكي، فليست لدينا مشكلة من وجهة نظرنا كمؤتمر وطني، ولكن لابد أن يوافق الآخرون. وعندما تتشكل الآلية هي التي ستحدد من الذي سيراقب، و وجهة نظرنا هذه ستكون ضمن وجهات النظر الأخرى وما نتفق عليه سنلتزم به، فإذا رأت الأحزاب أنها لا تريد مراقبين أو قبلت بهؤلاء المراقبين أو أضافت إليهم سنلتزم بذلك أيضاً.
* هل تعتقد أنه توجد جهة الآن عندها فيتو على الحوار الوطني سواء أكانت الأحزاب المعارضة أو الحركات المسلحة؟
- طبعا المعارضة الموجودة هنا عندها علاقة وطيدة جدا بالحركات المسلحة بالذات الحزب الشيوعي، وبالتالي الفيتو يجيئهم من الخارج وهذا الإرتباط هو الذي يخلق الفيتو بالنسبة للحزب الشيوعي، فهو لا يمكن أن يقبل يدخل معنا في حوار إذا لم توافق الجبهة الثورية .
* متى ينطلق الحوار الوطني على وجه التحديد، فمن الواضح أنكم (ممهولين) جداً؟
- اليوم، (السبت الماضي)، وقبل مقابلتك هذه جئت من لقاء مع السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، وهو أكثر شخصية وحزب حريص بالاتصال بأحزاب المعارضة. وأبلغني أنهم خلال أسبوعين سيحسمون موقفهم، أسبوعان من تاريخ انعقاد الاجتماع السابق الذي عقدته أحزاب المعارضة الموافقة على الحوار، فأنا أتصور حسب ما سمعته من السيد الصادق المهدي أننا في خلال هذا الشهر سنحسم موضوعنا وسنبدأ الحوار. وهذا هو الوضع، لكن السؤال الذي أمامنا هو هل نمضي بدون القوى المترددة؟ فنحن بالنسبة لنا منتظرون قوى المعارضة التي وافقت على الحوار في أن تحسم موقفها، وإن حسمت موقفها غداً، فنحن بعد غدٍ سنبدأ الحوار.
* كيف تحاورون الأحزاب، وتعملون على اختراقها في نفس الوقت فقد ذكر د. أسامة توفيق القيادي بالإصلاح الآن أن الوطني اخترقهم بعدد من عناصره في مؤتمر الحركة العام، وقال إنهم سيبقون تلك العناصر على المستوى القاعدي ولن يتم تصعيدهم؟
- أنا عندما قرأت هذه الحكاية فعلاً ضحكت جداً، وبصراحة أولاً أنا ذهبت وحضرت مؤتمر الإصلاح الآن وظننت خيرا وقلت إن هؤلاء يمكن أن يشكلوا طليعة وممكن يشكلوا بديلا آخر للناس الذين يريدون أن يخرجوا من المؤتمر الوطني أو من حزب الأمة مثلاً، لكن أن يأتي شخص في قيادة الحزب و يقول والله المؤتمر الوطني اخترقنا، فيمكن على هذا الأساس أن أقول إن أي منسوب للإصلاح الآن لم يصعّد لمستوى القيادة هو مشكوك فيه، والنقطة الثانية لو الإصلاح الآن قال عضويتنا ما شاء الله ألفين أو ثلاثة آلاف، فيمكن أجئ وأقول لهم أبداً نحن موجودون فيهم بشهادتكم أنتم.
وأنا صراحة عندي ثقة كبيرة في الدكتور غازي، وأفتكر أنه من الشخصيات الساعية فعلاً للإصلاح، وأعتقد أنه لا ينبغي أن يترك عناصر من المؤتمر الوطني موجودة حتى ولو على مستوى القاعدة.. فإما أن تكون العناصر معه بنسبة (100%) أو ليست معه وتخرج من الإصلاح الآن. وأنا نصيحتي لأسامة: (طالما أنت عارف هذه الأسماء فأرفدها عشان تطلع وتأخذ صف نظيف وتمشي من غير ما يكون فيandnbsp; عضوية مؤتمر وطني موجودة عندهم).
=يضحك=
* المؤتمر الوطني أثبت من التجربة أنه ليست لديه مشكله في التوصل لإتفاق مع أي جهة ولكن المشكلة في إلتزامه بما يتفق عليه.. هذا ما قاله عرمان بعد أن أحصى نحو (43) اتفاقاً من سياسي إلى خدمي لم ينفذ؟
- أنا أرد هذا السؤال على عرمان، وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه أتمنى أن تُعمل دراسة توضح لنا أية إتفاقية كان المؤتمر الوطني هو البادئ بخرقها. فأنت أعطيني أمثلة وأنا سأعطيك أمثلة.
* سؤالك هذا بحاجة إلى إعادة صياغة فيما يبدو ليكون (أية اتفاقية لم يبدأ المؤتمر الوطني بخرقها وليس العكس كما يقول البعض)؟
- سأجاوب على هذا السؤال، ولكن دعه يجيبني هو ويقول لي أية اتفاقية أنا بدأت بخرقها؟.. فنحن وقعنا أول اتفاقية عندما جاءت الإنقاذ مع الشريف زين العابدين الهندي، وهذ الإتفاقية منذ أنandnbsp; وقعت في بداية التسعينيات - و أنا كنت شريكا فيها - حتى الآن منفذة بدليل وجود الحزب الإتحادي الديمقراطي في الحكم، والإتفاقية الثانية التي وقعناها كانت اتفاقية جيبوتي، واتفاقية جيبوتي وقعتها أنا والشخص الوقّع عن حزب الأمة كان مبارك الفاضل..
* عفواً .. يبدو أنك اخترت المثال الخطأ يا دكتور فإتفاق جيبوتي لم ينفذ؟
- لا.. أنا سأتي إليك، فالصادق المهدي كان في الخارج وجاء نتيجة لجيبوتي واتفق معنا أن نتحاور في القضايا الوطنية، وإذا اختلفنا (يبقى معارضة ترعى بقيدها ونحن كسلطة نرعى بي قيدنا) حسب العبارة التي قالها. وأنا أتحدى أي شخص يقول لي إن الصادق المهدي منذ أن دخل نحن عرقلنا حركته أو مخاطبته لجماهيره.. صحيح نحن نختلف ونتفق في المشاركة في السلطة وفي بعض القضايا لكنه ظل وهو معارض يرفض العنف ويرفض الاستعانة بالأجنبي وظللنا نحن في الحكومة نقدر له ذلك. والقنوات مفتوحة، فالرئيس يمشي له في بيته و يتحاور معه في القضايا الوطنية و يأخذ منه مقترحات وينفذها. وظل هذا ديدننا مع حزب الأمة منذ اتفاقية جيبوتي.. بعد ذلك، جاء الاتفاق مع مني أركو مناوي، فبعد أن وقعنا الإتفاق جاء واستلم موقعه لكن قبل أن يوقع الإتفاق كان مني أول متمرد يمشي و يلتقي برئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهذه كانتدلالة و رسالة من بوش ـ وفي ذلك الوقت كان قرنق حيا ـ بأن لا يتخلى مني عن قواته ولا يسلم سلاحه أصلاً. والإتفاقية تقول إن مني ليمارس نشاطه السياسي لابد من أن تحدث الترتيبات الأمنية، ولكنه رفض تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وعندما جاءت الانتخابات قال له مسجل الأحزاب السياسية لا يمكن أن نسجلك إلا بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، لذلك ذهب إلى جوبا، ومنها تمرد. فهل نحن الغلطانين أم هؤلاء؟
و يمكن أن تأخذ اتفاقية سلام شرق السودان، فإتفاقية سلام شرق السودان في جانب المشاركة السياسية فيها ووجود قيادتها في السلطة انتهت بنهاية الانتخابات، لكن وفاءً منا لأن هؤلاء الجماعة مضوا معنا وينفذون في الإتفاقية معنا ظلوا مشاركين معنا في السلطة حتى الآن، والناس لا يتذكرون هذه الأشياء وكان ممكن بنهاية الانتخابات نقول خلاص الإتفاقية انتهت، فمعظم الإتفاقيات هذه تنتهي بالانتخابات، وعندما تأتي الانتخابات يكون الوضع الإنتقالي قد انتهى، والآن اتفاقية الدكتور التيجاني السيسي مدتها محددة، وعندما تنتهي مدتها، تنتهي التعيينات السياسية، وبنهاية المدة المتفق عليها تتحول بعد ذلك إلى اتفاق سياسي بين الحزب الغالب (المؤتمر الوطني) والحزب الثاني.
*وماذا عن إتفاقية (نافع - عقار)؟
- اتفاقية نافع عقار أصلاً وقعها د. نافع ولكن الجهة التي توافق على هذه الإتفاقية هي المكتب القيادي، والمكتب القيادي رفضها. فنافع كقيادي في المؤتمر الوطني وقع الإتفاقية ولكن نافع وحده لا يقر الإتفاقية، وعندما جاءت للأجهزة لكي تقرها رفضتها. فنحن في وقتها رفضناها فكيف نلام الآن على أننا لم ننفذها، وكيف ننفذها ونحن أصلاً رفضناها؟!
ولذلك أنا أقول لياسر عرمان مثل ما يقول الناس الآن (إنو ناس المؤتمر الوطني ملأوا البلد كلها واغتنوا وبنوا العمارات والشقق، أنا أتمنى تشكيل لجنة لكي تعرف أكثر العمارات عند منو؟، وتشوف الشقق البرة في مصر وفي لندن عند ناس المؤتمر الوطني ولا عند آخرين؟.. الناس بتكلموا ساكت وبقولوا ليك المؤتمر الوطني ما بيوفي، ولكن المؤتمر الوطني بيوفي والآخرون هم الما بوفوا، لكن نحن جمل الشيل).
andnbsp;
andnbsp;
andnbsp;