أصدرت محكمة جنايات الحاج يوسف برئاسة القاضي عباس الخليفة قرارها بخصوص القضية المرفوعة ضد المواطنة السودانية مريم يحي ابراهيم البالغة من العمر 27 سنة يقضي بالحكم بإدانتها بجريمتي الزنا و الردة و الحكم باستتابتها او اعدامها.
إن تفاصيل هذه القضية تفضح تدخلات النظام السافرة في الحياة الشخصية للمواطنين السودانيين بشكل مقصود يتعمد الادانة لتهييج المشاعر الدينية للناس. مريم يحي نشأت وتربت بالأساس على الديانة المسيحية ولم ترتبط بوالدها المسلم لتعتنق ديانته. ثم عاشت وتزوجت بعد ذلك حسب التقاليد الاجتماعية والاعراف السائدة، وان محاولة وصمها بالزنا وتجريمها بهذا الشكل يعكس ما في داخل النظام من دوافع التمييز الاجتماعي ضد المرأة وضد الفئات الاجتماعية والطوائف الدينية التي تنتمي اليها مريم
بالإضافة الي ذلك التزوير الواضح في ملابسات القضية المرفوعة نفسها فان مسألة الدين واعتناقه هي امر شخصي تماما يعني كل فرد ومعتقداته وليس للنظام السياسي او القانوني حق التدخل فيه ما دام الفرد لم يتعدى على حريات و حقوق الاخرين. والجرائم التي ترتكب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وفي كل أصقاع البلاد اولى باهتمام الضمير القضائي والانساني من محاكمات السلوك الشخصي و قمع الحقوق الفردية التي تنشغل بها مؤسسات عصر الانقاذ. وان ما تعكسه ملابسات القضية هو اعدام كامل لسيادة القانون وتسيس لمؤسسات القضاء لخدمة اغراض النظام
اننا نطالب بأطلاق سراح مريم يحي ابراهيم فورا والاعتذار لها ولعائلتها الكريمة ورد الاعتبار لهم عن هذا التدخل المعيب في شئون حياتهم الشخصية. وندعو جميع الشرفاء من اهل السودان للاحتشاد لرفع راية هذه المطالب في جلسة الإستتابة التي ستعقد بمجمع محاكم الحاج يوسف يوم الخميس 15 مايو 2014 الساعة 11 صباحاً.
التغيير الان ... حق، واجب وضرورة حركة التغيير الان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة