|
جوبا تؤكد حرصها على تحقيق السلام والمصالحة وتدعو الطرف الآخر الى الإلتزام بوقف العدائيات
|
القاهرة : أكدت حكومة جنوب السودان حرصها على تحقيق السلام المستدام والمصالحة بأسرع ما يمكن، وأشار السفير أنتوني كون سفير جمهورية جنوب السودان في القاهرة الى توجيه صدر من رئيس الجمهورية الفريق أول سلفا كير ميارديت لكافة أجهزة الدولة بالتوصل الى حلول لوقف الإقتتال بين أبناء الوطن الواحد ووضع خارطة الطريق، وأبان خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم (الخميس) بمقر السفارة بضاحية المعادي بالقاهرة أن خارطة الطريق تتضمن وقف العدائيات، وتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين أينما وجدوا وتركيز الجهود لإعادة النازحين الى مناطقهم، وإجراء حوار سياسي للوصول الى سلام مستدام بمشاركة المشتبه ضلوعهم في المحاولة الإنقلابية الفاشلة على أن تستمر التحريات حول أسباب الأزمة وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي أرتكبت خلال هذه الفترة للمحاكمة وأن يشمل ذلك العفو العام الرئاسي كجزء من مجهودات إحلال السلام وفقاً لقوانين جنوب السودان وإنشاء مجلس وطني للسلام والمصالحة، وإعادة النظر في المؤسسات الحكومية خاصة الجيش وهيئات فرض القانون والقضاء ومحاربة الفساد وتقوية هذه المؤسسات، والتحضير للإنتخابات في العام 2015 وذلك بإجراء التعداد السكاني أولاً ووضع الدوائر الجغرافية والسجل الإنتخابي، وأخيراً إعادة تنظيم الحزب الحاكم ( الحركة الشعبية) والتحضير لمؤتمرات الحزب بدءً من القواعد الى المؤتمر العام، مؤكداً إلتزام حكومة جنوب السودان بتنفيذ كافة بنود إتفاق وقف العدائيات والوصول الى سلام مستدام ومصالحة مع كل الأطراف، وطالب الطرف الآخر بضرورة الإلتزام. وسرد السفير كون تفاصيل الأحداث التي شهدتها بعض المناطق في جنوب السودان في العاصمة جوبا وولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، وأشار الى أنه ونتيجة للإقتتال في الأيام الأولى من المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي قادها رياك مشار يومي (15 – 16 ديسمبر) فقد الكثير من الأرواح والممتلكات وجرح بعض المواطنين، كما هرب العديد من أبناء النوير من المدينة وإحتموا بمقر الأمم المتحدة في جوبا حيث لا يزال بعضهم هناك، وهرب العديد من المواطنين الى خارج مدينة جوبا، وأبان أن مشار وبعد أن تيقن بفشل الإنقلاب قام بإثارة النعرات القبلية لإستمالة أفراد قبيلة النوير المتواجدين في الجيش والشرطة والمثقفين للإنضمام إليه، ونجح في إستمالة الفريق بيتر قديت قائد الفرقة الثامنة في منطقة جونقلي العسكرية حيث قام الأخير بتجريد أبناء قبيلة الدينكا الذين تحت إمرته من السلاح وقام بقتلهم ونجأ من هذه المذبحة الذين رفضوا تسليم أسلحتهم ثم قام بإحتلال مدينة بور وإنضم إليه آلاف من شباب قبيلة اللاو نوير في مناطق أكوبو المعروفين بالجيش الأبيض ونفذوا مجازر ومذابح ضد أبناء قبيلة الدينكا في كل من بور وبانتيو وملكال والناصر وأكوبو وكذلك اللواء جيمس كونق شول قائد الفرقة الرابعة في منطقة ولاية الوحدة العسكرية الذي قام بإحتلال مدينة بانتيو، وكشف عن ضبط وثائق وعلم جديد للدولة حيث كان مشار يريد تغيير علم الدولة الحالي. وأكد سعادته أن الأحداث الأخيرة في جنوب السودان ليست بين النوير والدينكا، مبيناً أن قبيلة النوير بريئة من مزاعم مشار، وأشار الى أن ما حدث هو إنقلاب فاشل قام به مشار مع مجموعة من السياسيين الذين فقدوا مناصبهم في التشكيل الوزاري الأخير وأغلبهم ليسوا من النوير وينتمون الى عدة قبائل منهم الدينكا وقبائل الإستوائية والشلك والنوير، وأضاف أن مشار قام بإستمالة القرويين من أبناء النوير تحت أوهام تحقيق نبوة نون دينق الزعيم الروحي للقبيلة مما جعل أبناء النوير يقفون معه وكذلك بعض العسكريين القلائل الموجودين في الجيش، مشيراً الى أن أكثر من 75% من جيش جنوب السودان من النوير وهم الذين يقاتلون مشار وقواته ونجحوا في إستعادة االمناطق التي تم إحتلالها. وأوضح السفير كون أن الأحداث تسببت في تدمير كامل للبنية التحتية في بانتيو وبنسبة 70% في بور وفوق الـ50 في ملكال، ونهب المتاجر والبنوك ومقرات الأمم المتحدة ممتلكات المواطنين من الأبقار والأغراض الشخصية، وفقد أكثر من 5000 شخص أرواحهم حتى الإسبوع الماضي، وعبر الحدود الى أوغندا وكينيا أكثر من 45000 شخصاً ونزح حوالي نصف مليون شخص منازلهم الى القرى المجاورة والغابات، واشار الى تضرر منشآت البترول في ولاية الوحدة في كل من ربكونة وثارجاس وفاريانق وتم إجلاء المواطنين الأجانب قبل إحتلال المتمردين لآبار البترول والتي طردوا منها فيما بعد، وقال أن الإنتاج لا يزال متوقفاً في هذه المنشآت البترولية لحين عودة العاملين الأجانب وإصلاح بعض الأضرار التي لحقت بها، وأضاف أنه نتيجة لهذه الأحداث فقد جنوب السودان إستحقاقه من البترول ما يعادل 60 مليون دولار من حقول ولاية الوحدة، وفي منطقة فلوج في ولاية أعالي النيل حيث توجد معظم الآبار غادر 500 من العاملين من العمالة السودانية بالإضافة الى الصينيين خوفاً على أرواحهم وأدى ذلك الى إنخفاض الإنتاج الى 160 ألف برميل في اليوم من 200 ألف برميل، إلا أنه أشار الى أن إستحقاق حكومة جنوب السودان من عائدات البترول في حقول ولاية أعالي النيل والبالغ 280 مليون دولار لشهري يناير وفبراير لم يتأثر. إعلام سفارة جمهورية جنوب السودان بالقاهرة
|
|
|
|
|
|