|
ثورة السودانيين رهينة «شيطان الخلاف»
|
ثورة السودانيين رهينة «شيطان الخلاف» الخرطوم - طارق عثمان يبدو أن «شيطان الخلاف» أصبح رهين كل مسعى سياسي لإخراج السودان من النفق المظلم، حيث إنه رغم نجاح ثورة الجماهير السودانية في شوارع الخرطوم وعدد من المدن السودانية ردا على ارتفاع الأسعار بتشكيل تنسيقية للثورة السودانية عسى ولعل تنظم وترتب غضب الجماهير المتعطشة للتغيير، غير أنه وما أن أعلن عن التنسيقية حتى ودبت الخلافات في مكوناتها سيما اكبر أجسامها والمتمثل في هيئة قوى الإجماع الوطني التي تضم غالبية أحزاب المعارضة السودانية، والتي صرح عدد من قادتها بأنهم لم يعلموا بالتنسيقية هذه إلا من خلال وسائل الإعلام.
وقال قيادي رفيع بتحالف قوى المعارضة لـ«البيان» إن «لكثير من الاصوات داخل الجسم المعارض ظلت وطيلة أيام الاسبوع الماضي الذي شهد تظاهرات الشارع تدعو بضرورة الاتفاق ولو على الحد الأدنى وذلك مراعاة لحساسية الظرف وحتى لا تذهب غضبة الشارع وأرواح من أريقت دماؤهم سدا، غير أن هناك جهات داخل تحالف المعارضة سعت بقصد أو بغير قصد إلى اجهاض ما ظلت ترتب له المعارضة طيلة الفترة الماضية من خلال حملات التعبئة التي أطلقتها مثل حملة المائة يوم التي دشنها التحالف لأسقاط النظام».
وأوضح القيادي الذي رفض الكشف عن هويته أن «هناك أحزاب لم يشهد لها أي نشاط في أروقة المعارضة طيلة فترة الخمسة أعوام الماضية ولا تمتلك الثقل الجماهيري ظهرت للوجود فجأة ووقعت على ميثاق تنسيقية الثورة باسم التحالف دون أن يكون للاحزاب المؤثرة فيه دور أو علم حتى، وتساءل أين وقع على ميثاق التنسيقة ومن هم الذين وضعوه». وظهر الخلاف في أوجه خلال الحشد الذي دعا له حزب الامة أكبر أحراب تحالف المعارضة لتأبين ضحايا التظاهرات حيث غاب عن الحشد قادة التحالف.
خوف من اختطاف الثورة
وأرجع مصدر مطلع صرح لـ«البيان» غياب قادة المعارضة عن اللقاء الذي عقد بدار حزب الأمة مساء الثلاثاء الماضي إلى خشيتهم من اختطاف الثورة من قبل زعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي دائما ما يصف أحزاب التحالف بالضعفاء إضافة إلى موقف المهدي الداعي للتغيير السلمي عبر الاعتصامات العامة والعصيان المدني بديلا للعنف، وكثيرا ما يردد بأن الجهاد المدني هو طريق الخلاص، كما أن الكثير من أحزاب المعارضة تعتبر أي حديث للمهدي في مثل الظروف الراهنة تنفيسا للثورة وتخذيلا للجماهير، وكثيرا ما تتهمه بضبابية الموقف وعدم وضوح الرؤية.
سحابة الخلاف
من خلال خطاب المهدي يستشف بأن سحابة الخلاف بين مكونات المعارضة لم تزل غائمة حيث ألمح المهدي إلى أن حزبه هو الرائد لمعارضة النظام وأنه ليس في «سنة أولى سياسة» كما قال وأنما يحسب كل خطواته، وأضاف «أتحدى كل القوى السياسية بأن تكون أشد معارضة من حزب الامة فهو الحزب الوحيد الذي ناصب هذه الحكومة العداء طيلة فترة حكمها ولم يشارك معها في الحكم». ويرى الخبير واستاذ العلوم السياسية د. حسن الساعوري لـ«البيان» أن «المعارضة السودانية لم تتفق أصلا فيما بينها عدا في إسقاط النظام غير أنهم لم يتفقوا على كيف يكون النظام البديل بعد إسقاط النظام، بل لم يتفقوا على إسقاط النظام خلال التظاهرات التي شهدها السودان الاسبوع الماضي والتي اعتبرها فرصة ذهبية ضيعتها المعارضة بخلافاتها هذه، وأضاف «أحزاب المعارضة غابت خلال اليوم الأول للتظاهرات حيث شهد ذلك اليوم حشدا لو استغلته المعارضة استغلالا صحيحا لحققت هدفها بأسقاط النظام». البيان الامارتية - الجمعة 4 اكتوبر 2013
|
|
|
|
|
|