|
السلطات الأمنية المصرية تقتحم كرداسة بعد أسابيع من خروجها عن الدولة.
|
بعد غزوة حربية جديدة السلطات الأمنية المصرية تقتحم كرداسة بعد أسابيع من خروجها عن الدولة. الخرطوم- القاهرة: صباح موسى اقتحمت قوات الأمن والجيش المصرية أمس ( الخميس) مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة للبحث عما اسموه مسلحين وإرهابيين، واعتقلت القوات 48 شخصا أثناء مداهمتها المدينة، وأعلنت وزارة الداخلية أن العملية أسفرت عن مقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج وإصابة خمسة ضباط وأربعة جنود، وبدأت العملية بتطويق مداخل المدينة الأربعة بما فيها مدخل صحراوي يؤدي إلى منطقة جبلية، وبعدها انتشرت أعدادا كبيرة من قوات الأمن لتمشيط المدينة لاعتقال المطلوبين ومنهم قادة التيار عاصم عبد الماجد، والدكتور عصام العريان وعبود الزمر، ولكنها لم تعثر على أحدهم وقت الإقتحام حتى الآن، فقد زعمت قوات الأمن أن هؤلاء القادة يسيطرون مع مجموعة من الشباب على مدينة كرداسة منذ عدة أسابيع، وأعلن التلفزيون المصري أن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة من "المخططين والمنفذين الرئيسيين لحادثة اقتحام قسم كرداسة الشهر الماضي، والتي زامنت فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة". وذكر مصدر أمني أن الهدف من العملية هو توقيف "140 شخصا مطلوب القبض عليهم" والعثور على منفذي "مذبحة" كرداسة التي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة ضباط وأفراد للشرطة، وتضاربت الأنباء حول منفذي الهجوم وقتها فمنها من قال أن أهالي المدينة هم الذين نفذوا الهجوم، ومنها من اتهم غرباء بتدبير الحادث، وتعتبر مدينة كرادسة من المدن المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، ومنهم أقارب لطارق وعبود الزمر وبعض أعضاء حزب الحرية والعدالة، وتشهد منذ المدينة منذ عزل مرسي خروج مسيرات رافضة للانقلاب العسكري بصورة شبه يومية، من جانبهم ويقول أنصار مرسي إن قوات الأمن تستهدف المدن والقرى المؤيدة لمرسي والرافضة للانقلاب لكسر إرادة الأهالي فيها، وهو ما تنفيه السلطات الأمنية المصرية قائلة إنها "تستهدف المتورطين في حوادث جنائية"، وقال شهود عيان من المدينة أنه بعد ساعة قام بعض الإخوان بتنظيم مظاهرات تجوب القرية ترتب عليها بعض الاشتباكات من الأهالى فقام الجيش بإطلاق النار فى الهواء وفرض حذر تجوال داخل"، فيما ذكر "محمود الزمر" أحد أفراد عائلة الزمر قائلا"لن أترك منزلى فأنا لست إرهابيا ولقد تم تفتيش المنزل ولم يجدوا سلاحا ولا أى شىء وتركونى، وأرفض تماما هذا الأسلوب من قبل قوات الأمن وأعتبر هذا عملية عقاب جماعى ردا على موقفنا المناهض لـ"الانقلاب العسكرى" فكل الإسلاميين الذين تركوا القرية كان خوفا من انتقام الشرطة منهم، وذلك للثأر لزملائهم الذين سقطوا فى الهجوم على مركز شرطة كرداسة، في الوقت نفسه رحبت بعض الجهات المصرية بما حدث في كرداسة ووصفته بالاقتحام النظيف، وكانت القوات المصرية قد اقتحمت أيضا قبل أيام قرية دلجا بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وفرضت حظرا مؤقتا للتجوال، واعتلقت عشرات المطلوبين في اعتداءات وقعت على كنائس ومنشآت قبطية، واستخدمت القوات في هذا الاقتحام مروحيات، وأطلقت قنابل الغاز في العملية، مما أسفر عن وقوع إصابا، وتم القبض على العشرات المتهمين باقتحام وحرق كنائس وأقسام شرطة، رغم أن القس أيوب يوسف راعي كنيسة مار جرجس بالمنيا، كان قد أكد في أغسطس الماضي أن البلطجية هم الذين أحرقوا الكنائس في المنيا، وقال في مداخلة هاتفية له مع إحدى القنوات المصرية الخاصة، إن الأحداث التي تقع في قريته لا صلة لها بالإسلاميين، وقال إنهم بلطجية يستغلون الأحداث الجارية للنهب والسلب، مضيفا أن البلطجية اعتادوا الاعتداء على الكنائس منذ الأحداث التي أعقبت الثالث من يوليو الماضي، مؤكدا أنهم نهبوا ديرا أثريا عمره 1500 عام. ويبدو أن قوات الأمن المصرية ستظل في هذه المعركة المستمرة غزوة تلو الأخرى ولن تلفت بالا لأن هذه العمليات لن تحل الأزمة، فقد أثبت التجربة من قبل أن الحوار وفقط هو الذي سيحل الأزمة، ولعل لقاءات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل مع قادة من حزب الحرية والعدالة والاخوان يعطي ضوءا في نهاية النفق بأن السلطات بدأت تعي ولو جزئيا ذلك، فتحرك هيكل في هذا الاتجاه لا يمكن أن يتم إلا بموافقة الجيش على وجه التحديد، ويظل الحوار الذي تم مع الرئيس المخلوع مبارك والذي تم اجراءه بواسطة طبيبة الخاص دون علمه ونشره أحد المواقع المصرية، يظل هو الأبرز على الساحة رغم اختلاف الأراء حول الطريقة التي تم بها، فهناك من يجرمها، وهناك من يقول أنها جريمة أخلاقية، ولكنها لا تدين من فعلها، وبين هذين الرأين يظل طرح مبارك في هذه الأيام وخروجه بتصريحات عن الأوضاع مؤشرا لأن الرجل مازال موجودا بطريقة أو بأخرى فيما يحدث بالبلاد، ويضاف إلى ذلك إعلان مقربين من الفريق أحمد شفيق الموجود بدبي حاليا رجوع الرجل الشهر القادم، وكانت قد خرج من المحروسة بعد فشله في انتخابات الرئاسة.
|
|
|
|
|
|