|
هيئة شئون الأنصار تشيد بوزير العدل و تطالب بمحاكمة مختلسي ولاية الخرطوم و مروجي المخدررات
|
هيئة شئون الأنصار تشيد بوزير العدل و تطالب بمحاكمة مختلسي ولاية الخرطوم و مروجي المخدررات فخر الدين آدم موسى – ودنوباوي أشاد مولانا آدم أحمد يوسف نائب الامين العام لهيئة شئون الأنصار بموقف السيد وزير العدل وثمن دوره في كشف المخبأ في قضايا الفساد وقال ان ولاية الخرطوم ضربت الإرقام القياسية في الفاساد إذ بلغ حجم الاختلاس في مكتب الوالي وفي مرفق واحد فقط ( الأراضي ) بأكثر من 690 مليار جنيه سوداني وأشارت أصابع الاتهام إلى بعض الموظفين الذين هم قيد التحقيق الآن و تسال عن بقية المرافق و المحليات الأخري و التي لم يعلن عنها . ودعا مولانا ممثلي الشعب في القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني لاسراع الخطى للوصول لحلول لكافة القضايا التي تهم المواطن وأهمها الحوار الوطني داعيا أن ان يفضي الحوار لتكوين حكومة قومية لا تعزل احد تعمل على معالجة الاقتصاد و الامن و تحارب الفساد و تنظم انتخابات حرة و نزيهة جاء ذلك في الخطبة التي القاها اليوم بمسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي و قال أننا منذ مجيء هذا النظام ظللنا نطرق أبواب الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات وبحمد الله قد كللت مساعينا بالنجاح حيث أصبح الحوار . وفيما يلي نص الخطبة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم هذه الخطبة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي يوم الجمعة 25 جمادي الآخر 1435هـ الموافق 25 أبريل 2014م الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم. قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). ميز الله الإنسان على سائر مخلوقاته بالعقل وكرمه لمجرد أنه من نسل ...آدم عليه السلام وجعله حرا ذا إرادة يختار بإرادته ما يشاء ومن ثم أرسل له الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وما كان الله معذب الناس حتى يقيم عليهم الحجة. قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا). والحكمة من خلق الناس أن يعبدوا الله مخلصين له الدين قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). ولما كان الأمر كذلك ينبغي على الناس أن يعرفوا معنى العبادة معرفة حقيقية. العبادة لا تعني الانقطاع عن المجتمع ولا تعني التنسك والتبتل والانكفاء على الذات داخل البيع والصلوات والمساجد وإنما تعني قوله سبحانه وتعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). تعني قوله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع سمحا اذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضي). أي أنه مستحضر عظمة الله جل وعلا في كل حين وطرفة قال تعالى مخاطبا موسى وهارون (إنني معكما أسمع وأرى). وقال تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابِعُهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم يُنبئُهم بما عملوا يوم القيام إن الله بكل شيء عليم). وعندما نزل القرآن ذُكر التدبر والتفكر والتعقل في أكثر من سبعين موضع في القرآن الكريم. القرآن حث الناس لاستعمال العقل حتى يصلوا إلى معرفة الله بيقين وثبات قال تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت). لفت القرآن انتباههم إلى المخلوقات حولهم فالإبل التي يركبونها ويحملون عليها امتعتهم ويأكلون لحمها ويشربون ألبانها ويتخذون من أوصافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا. والسماء التي تظلهم والجبال التي تحيط بهم والأض التي تقلهم كلها مخلوقات ينبغي عليهم أن يتفكروا فيها حتى يصلوا إلى حقيقة الخالق الأكبر البديع السميع البصير مالك الملك ذو الجلال والإكرام. ويظل التحدي قائماً إلى يوم الدين فمهما مرت الأيام والشهور وانقضت السنون والقرون فالتحدي ماثلا أمام الإنسان ليُعمل عقله ويحرك تفكيره ليصل إلى حقيقة الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لفه كفواً أحد والقرآن مستمر في لفت أنظار الناس إلى مخلوقات الله التي هي خير وسيلة لمعرفة الله قال تعالى: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون* وفي الأرض قطع متجاورات وجناتُ من أعناب وزرعٌ ونخيلٌ صنوانٌ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون). وعلينا أن نفكر في مخلوقات الله ولا نفكر في ذات الله لأن العقول مناطها محدود والله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقديما قال أحد العرب: البعرة تدل على البعير والطريق يدل على المسير الشمس والقمر ألا يدلان على السميع البصير!؟ والقرآن ينبهنا إلى أن لقمة العيش التي نأكلها مرت بمراحل علينا أن نتأملها قبل أن نضعها في فمنا قال تعال: (فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقطبا * وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبا* متاعا لكم ولأنعامكم). إذا هذه البذرة التي هي الثمرة مرت بمراحل حتى صارت ثمارا كثيرة مستصاغة سواء كانت متاعا لنا أو لأنعامنا والحصيف العاقل هو الذي يشكر الله على نعمه المتواترة آناء الليل وأطراف النهار فشكر النعم هو الذي يضاعفها. (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). والقرآن يذكر لنا أن العرب في جاهليتهم كانوا يتحايلون على الأحكام التي كانوا يقرونها فهم كانوا يحرمون القتال في الأشهر الحرم ولكن إذا كانت لهم حاجة في القتال في تلك الأشهر تحايلوا عليها. قال علي بن أبي طلحة عن بن عباس أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم في كل عام وكان يُكنى أبا ثمامة فينادي ألا إن أبا ثمامة لا يُجاب ولا يُعاب ألا وأن صفر العام الأول العام حلال فيحله للناس فيحرموا صفرا عاما ويحرموا المحرم عاما فذلك قول الله (إنما النسيء زيادةٌ في الكفر يُضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله). ويهود كانوا هم أيضا أكثر تحايلا والتفافا على الأحكام الشرعية حيث حُرم عليهم العمل في يوم السبت فكانت مخالفتهم قال تعالى (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت). وجاءت قصتهم في قوله تعالى: (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون). نقول ذلك والشيء بالشيء يذكر عندما أرادت الحكومة بناء سد مروي دار لقط في البرلمان عن القروض لبناء السد ولبعض مشاريع التنمية فكانت الفتوى التي أحلت القروض الربوية بحجة فقه الضرورة وهذا يقودني إلى الحديث عن النظام المصرفي المسماة إسلاميا فتلك المصارف أكثر استغلالية للعميل وأكثر ربوية في التعامل حيث أن أسعار الفائدة المسماة بصيغ إسلامية تفوق النظام المصرفي المعمول به أضعافا مضاعفة وفي نهاية الأمر نجد أن تلك المصارف والتي تدعي أنها تعمل بصيغ إسلامية تتعامل عالميا مع المصارف العالمية وعلى صعيد التعامل مع العملاء الصغار فقد أفقرت تلك المصارف الناس واضطرتهم لبيع عقاراتهم وممتلكاتهم حتى يسددوا ما عليهم من ديون وإذا قارنا بينها وبين المصارف الأخرى نجد أن تلك المصارف تعمل بصيغ أقرب إلى النظام الذي دعا إليه الإسلام. أولا: أنها لا تستغل حاجة العميل ولا توجد حالة واحدة أن العميل اضطر لبيع عقاره أو بعض ممتلكاته حتى يسدد ما عليه من دين كما هو الحال في المصارف المسماة إسلامية. ثانيا: التعامل يكون ما بين مجموعة شركات أو بيوتات تجارية وبين أفراد مما يؤكد عدم استغلال حاجة الفرد. ثالثا: استثمار المال وذلك ينعكس على حياة المواطن بصورة وأخرى مما يستنهض سوق العمالة ولا شك سيعود ذلك على البلاد بخير ونعمة. إننا في حاجة لمراجعة التعامل المالي بالصيغ التي سُميت إسلامية والإسلام منها براء وأكثر الفئات حاجة للتعامل مع النظام المصرفي هم المزارعون وواقع الحال يؤكد أنهم تضرروا كثيرا في معاملاتهم وخاصة مع المصارف الإسلامية، عليه نأمل من الدولة أن تُعير شأن المزارعين أكبر اهتماما ونحن مقبلون على الموسم الزراعي فالتحضير للزراعة ينبغي أن يكون مبكرا لأنها المعول عليه في إنقاذ حياة الناس وبلادنا زراعية في المقام الأول. على الدولة أن تصب كل اهتماماتها في المجالين الزراعي والرعوي فهما قضيبا القطار اللذان يسير عليهما فهلا استجابت الدولة أم على قلوب أقفالها. أيها الأحباب ونحن نتحدث عن أهمية الزراعة في البلاد نفاجأ بحجم الفساد الذي أصاب هذا المجال الحيوي وذلك بالفساد الذي طال الشركة السودانية للأقطان ففي الأسبوع المنصرم تناولت الصحافة قضية فساد الشركة السودانية للأقطان فكان حجم الاختلاس أرقام فلكية بالعملات الأجنبية الدولار واليورو وهي عبارة عن أموال من بنك التنمية الإسلامي بجدة 26 مليون دولار وبنك IDC الفرنسي 126 مليون يورو وكان من المفترض أن تمول هذه الأموال مدخلات زراعية وتؤهل الزراعة في البلاد إلا أن بعض ضعفاء النفوس حولوا هذه الأموال الهائلة إلى مصالحهم الخاصة وعندما افتضح أمرهم فوجئ الناس بتكوين لجنة تحكيم برئاسة رئيس المحكمة الدستورية السودانية ووزير العدل السابق والمدعي العام السابق. والغريب في الأمر أن أعضاء اللجنة أخذ كل واحد منهم مبلغ مليار جنيه سوداني عبارة عن رسوم استشارية وعندما طُلب منهم رد المبالغ قال أحدهم هذا استهداف لقادة المشروع الحضاري، وقامت هذه اللجنة بالتسوية وإخماد القضية في مهدها إلا أن السيد وزير العدل قام بإجراءات تحريك القضية جنائيا وتقديم المجرمين للعدالة ونحن نشيد بموقف السيد وزير العدل ونثمن دوره في كشف المخبأ من الفساد وثلاثة الأسافي أن الفساد طال مكتب السيد والي ولاية الخرطوم حيث كان حجم الاختلاس يقدر بأكثر من 690 مليار جنيه سوداني وأشارت أصابع الاتهام إلى بعض الموظفين الذين هم قيد التحقيق الآن والصحافة تقول لنا أن كميات هائلة من المخدرات تقدر بأكثر من 300 مليار جنيه سوداني ضبطت بميناء بورتسودان داخلة إلى البلاد وهكذا انتظمت الفوضة واستشرى الظلم وعم الفساد أرجاء القطر. الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من إقتطع حق إمرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنه فقال رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن كان قضيبا من أراك)
الخطبة الثانية قال تعالى: (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قومِ إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا أمركم وشركائكم ثم لا يكن أمرُكم عليكم غُمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون). (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين * فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين). وقال تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودا قال يقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون * يقوم لا أسألكم عليهم أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون* ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين). وقال تعالى: ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب). رسل الله جميعهم جاءوا بالحجة والبيان والحوار بينهم وبين الذين أًرسلوا إليهم كان الفيصل وبعد إقامة الحجة على الذين أرسلوا إليهم يجيء العذاب، هكذا كل القصص التي حكاها الله لنا في القرآن الكريم. وينبغي علينا أن نتخذ القرآن دليلا ومنهاجا نقتبس منه في أمور دنيانا ولا شك أنه هو الهادي إلى صراط الله المستقيم إلى جناة الخلد في يوم النعيم . أيها الأحباب ونحن نترسم خطى القرآن الكريم كان الحوار سبيلنا إلى حل الأزمات والمعضلات التي اكتنفت بلادنا منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا. ومنذ مجيء هذا النظام ظللنا نطرق أبواب الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات وبحمد الله قد كللت مساعينا بالنجاح حيث أصبح الحوار هو مبتغى الجميع وعليه أخواني في الوطن العزيز أن نخلص النوايا ونشمر عن ساعد الجد ونترفع عن الصغائر في سبيل الوطن العزيز الذي يسع الجميع دونما تمييز لأحد فالكل سوداني والجميع متساوون في الحقوق وعليهم واجبات والسبيل إلى سدة الحكم هو صندوق الاقتراع الذي يتفق عليه الجميع بعيدا عن الشبهات فعلى أحزابنا السياسية ومنظمات مجتمعاتنا المدنية والجماعات الدينية أن يعلموا جاهدين في توجيه ممثلي الشعب لإسراع الخطى في سبيل الحوار الوطني حتى يفضي ذلك الحوار إلى حكومة قومية تمثل كل ألوان الطيف السياسي السوداني لتنظم انتخابات حرة ونزيهة ومبرأة من كل العيوب والله نسأل أن يوفق الجميع للوصول إلى كلمة سواء. (قل إن هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)
|
|
|
|
|
|