|
الى متى حرب الوكالة !! فى جبال النوبة أتحاد شباب جبال النوبة الحر
|
الى متى حرب الوكالة !! فى جبال النوبة
أتحاد شباب جبال النوبة الحر
لن تولد حرب الوكالة بالأمس بل قديمة لربما جاوز عمرها الان عشرة ألف سنة. ولكن فى الواقع لن تكن أوروبا مسقط راسها كما يعتقدوا الكثيرين. بل ولدت من جديد فى أوروبا بعد موتها فى أفريقية مسقط رأسها الاول قبل خمسة قرون حيث نشأت وترعرعت فى احضان الجبابرة من الملوك والاقطاعين والكنيسة ومجموعات اخرى ذات النفوذ المدمرة فى المجتمعات الاروربية فى تلك المرحلة من مراحل التاريخ. أذاً حرب والوكالة هى حرب تقوم بها دولة اومجموعة عرقية بالوكالة اى بالأنابة لخدمة أهداف ومصالح دولة او مجموعة او أقطاعين او مستعمرين. عندما أندلعت حروب الوكالة فى أوروبا فى أواخر القرون والوسطى فى عهد الاقطاعين والكنيسة ومروراً بالحربين العالميتين كانت الشعوب تحت سيطرة واستعباد الاخرين مسلوبى الحقوق والارادة. لذلك تمكنت الدول الامبريالية الاستعمارية العالمية من استعمال شعوب مستعمراتها فى القرن الماضى وقوداً لحروبها. لأجل مصالحها وايضا الابقاء على جنودها أحياء او تقليل الخسائر فى الارواح بين جنودها الى الحد الأدنى. ولكن حروب الوكالة لن تنتهى بأنتهاء عهد الاقطاعيين او الحربين العالميتين. بل لاتزال موجودة فى انحاء كثيرة من العالم اليوم. جبال النوبة أعظم مثالاً حياً لحرب الوكالة اى ان شعب النوبة يحارب بالانابة عن مجموعة عرقية استعمارية دخيلة لاينتمون الى النوبة عرقياً او تاريخياً او حضارياً. خلقت حرب الوكالة أزمات كثيرة فى جبال النوبة لاحصر لها الى الان. وأبرزها الازمة السياسية والاجتماعية الاقتصادية والفكرية فى ظل غياب الرؤية المشتركة لأبناء النوبة. لأجل تحمل المسؤولية التاريخية لقضيتهم بأنفسهم دون الذين خطفوها وتاجروا بها هنا وهناك. بغية تحقيق مصالحهم الشخصية وأجندتهم السياسية ضاربين بمصالح النوبة وأجيالهم أرض الحائط. بالضبط كما فعلت الدول الاستعمارية بشعوب مستعمراتها فى الحربين العالميتين. لانه لن تكن أرواح هذه الشعوب تهمهم بقدر ما تهمهم مصالحها وأهدافها واستراتيجيتها ليس الا. فاذا كانت حرب الوكالة التى يخوضوها النوبة اليوم حقاً حرباً لتحرير النوبة من التخلف والجهل والفقر والحصول على مطالبهم وحقوقهم بناءاً على أدعاء منسوبى الحركة الشعبية من ابناء النوبة. فلماذا لم يتولوا هم قيادة حرب التحرير هذه بأنفسهم بدلاً ان يكونوا تابعين منقادين أزلا وراء الانتهازين. ان غياب المعلومات الكافية عن النوبة وايضا القيادة الرشيدة هو سبب ما ألت عليه جبال النوبة من العبث بارواح النوبة تحت مايسمى بتحرير السودان او بناء السودان الجديد انه لهذيان كبير. كيف نسمى او نحلل ما يجرى فى جبال النوبة اليوم. حتماً سنسميها مؤامرة تريد أقتلاع عرق النوبة من الجذور. فاذا كان منسوبى الحركة الشعبية من ابناء النوبة يعتقدون فى ياسر عرمان ووليد حامد والعزيز الحلو قاداتهم الملهمين فى تحرير السودان. فلماذا لم يجلبوا هولاء القادة أهليهم الى ساحات القتال لكى يقاتلوا معهم جنباً الى جنب. ألم يكونوا اهليهم جزءاً من السودان الذى يريدون تحرير او بنائه حسب الادعاء. السودان الذى يريدون تحريره وبنائه هولاء المستعمرين الجدد يفتقر الى المصداقية و الموضوعية. بل مجرد اوهام وافكار مضللة للأبناء النوبة وبعثرة ارواح شعب النوبة فى عقر داره. فانه من حق منسوبى الحركة الشعبية الخروج من دائرة حرب الوكالة هذه لانها لن تخدم قضيتهم بشى. أذ لن يكن من الممكن لأبناء النوبة المنتسبين الى الحركة الشعبية. او بالاحرى الذين يحاربوا بالوكالة احداث تغيير سياسى وفكرى لأجل أنبعاث رؤية ذات منهجية واستراتيجية لتضع حداً لحرب الوكالة المجنونة. لن يكن من الممكن ايضا للنوبة تصديق ادعى هولاء المستعمرين الجدد بقولهم بأنهم يقودون ثورة لأجل تحرير النوبة من الظلم والاضطهاد واستراداد حقوقهم المشروعة من النظام الحاكم فى الخرطوم. هذا الكلام غير صحيح انما مجرد أفك وافتراء بل مزيداً من السيطرة واستعباداً للنوبة. كيف لياسر عرمان ووليد حامد وعبد العزيز الحلو ان ينسوا ما فعلوا ضد النوبة عندما كانوا داخل الادغال قبل التوقيع على اتفاقية السلام فى نيفاشا عام 2005 . حيث انهم هم الذين قاموا بتطبيق سياسة التهميش والاقصاء للنوبة داخل الحركة الشعبية. كما حاكوا مؤامرات كثيرة ضد ابناء النوبة المحاربين وايضا الاعدامات الميدانية التى نفذت فى حق الكثيرين من ابناء النوبة المثقفين. فان غياب المعلومات الكافية عن النوبة مهد لهولاء المستعمرين الجدد من اخداع وتضلل ابناء النوبة منسوبى الحركة الشعبية بافكارهم السقيمة. سلبوهم الحقوق والارادة واصبحوا وقوداً للحربهم التى لاطائلة من وراء الا بعثرة ارواح النوبة فى البرك والفيفافى والصحارى وسفوح الجبال. قائلين للأبناء النوبة منسوبى الحركة الشعبية ان الحزب الشيوعى سوف يصل الى مقاليد السلطة و سوف يحقق لهم الحزب الشيوعى كل أمنياتهم. انه مجرد شعوذة وخزعبلات ليس الا .لانه لن يكن من الممكن للحزب الشيوعى والوصول الى مقاليد السلطة فى السودان يوماً ما لسبب بسيط جداً هو ان الحزب الشيوعى لايملك قاعدة جماهيرة مؤيدة لأيدولوجياته ولا الارادة الواسعة جداً فى تحريك الشارع السودانى ايضا. ربما كان من الاحسن على هولاء المستعمرين الجدد ياسر عرمان ووليد حامد وعبد العزيز الحلو ان يصارحوا النوبة عن حقيقة اتفاقية نيفاشا التى تم توقيعها عام 2005. لن تكن اتفاقية نيفاشا من اجل استرداد حقوق النوبة او بالاحرى لن تتضمن الاتفاقية جبال النوبة اصلاً. انما من اجل تقرير مصير الجنوب وتقرير مصير دينكا أبيى انها الحقيقة الباقية. لان الاتفاقية وقعت على هذا الاساس نصاً ورحاً ليس الا. فاذا كان هناك من لدية ادنى شك فيما ذكره أتحاد شباب جبال النوبة الحر. فيسأل هولاء المستعمرين الجدد عن حقيقة وجوهر الاتفاقية. سيطرة هولاء المستعمرين الجدد للنوبة مكنهم من أشعال الحرب الثانية فى الثلاثون من يونيو عام 2011 لأجل مصالحهم أجندتهم السياسية. أنظروا اليوم الى الارواح المبعثرة هنا وهناك فى جبال النوبة التى لاتزال جارية على قدم وساق بسبب حرب الوكالة. من أجل من تسحق هذه الارواح وكما الانتهاك الصارخ لعروض النساء والاطفال الذين يموتون جوعاً ومرضاً. وفقاً لأخر أحصائية من الامم المتحدة حول ضحايا الحرب الثانية فى جبال النوبة منذ ان اندلعت قبل عامين بلغ حوالى 88678 قتيل رجال ونساء واطفال. اما الاحصائية الكاملة والشاملة لكل الضحايا منذ ان دخلت الحرب جبال النوبة فى اوائل التسعنييات من القرن الماضى الى الان بلغ حوالى 600000 ألف قتيل. ولكن لن تتضمن هذه الاحصائية الغير نهائية الذين أختفوا تحت ظروف غامضة. وايضا الاطفال الذين تم خطفهم من جبال النوبة الى جنوب السودان واماكن اخرى غير معلومة ولن يعرف عددهم بالتحديد الى الان. جبال النوبة تعيش تحت رحمة ياسر عرمان ووليد حامد وعبد العزيز الحلو هولاء المتسعمرين الجدد. فماذا يعنى هذا عملياً؟ يعنى ببساطة بقاء النوبة تحت العبودية والتخلف بلا قدرات سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية. لا منظومة تعليم ولامنظومة صحة ولامنظومة طرق ولامنظومة تنمية شاملة هى ايضا. جبال النوبة عادت الى العصر الجاهلى للأكثر من ثلاثة اجيال بلا تعليم. لا ادوات ملائمة يمكن ان تساعد فى تحريك جماهير النوبة فى حركة واسعة جداً للنهوض والوقوف فى وجهة الفقر والتخلف والجهل و المستعمرين الجدد المسيطرين عليهم سياسياً وفكرياً وعسكرياً. التخلف والفقر والجهل اصبح عدو النوبة المدمر المبين.الكثيرين من منسوبى الحركة الشعبية من ابناء النوبة لاينظروا الى ما يجرى فى جبال النوبة برؤية ثاقبة. لأجل تحريك العقلية الجامدة والقيام بثورة فكرية واسعة لتغيير حقيقة المأساة المعاشة عل ارض الواقع فى جبال النوبة اليوم. ولكن المشكلة ان الكثيرين من منسوبى الحركة فضلوا قتل وتشريد وتجويع أهليهم. يبدو ان الفراغ السياسى والفكرى سبب نكسة جبال النوبة الكبرى. لان الفوضة والعبث باسم جبال النوبة غيير القضية عن مسارها الحقيقى نتيحةً لهيمنة وسيطرة المستعمرين الجدد للقضية. لذلك قد اصبح من الصعب على جماهير النوبة ان تتوحد وتتحرر من العبودية. أخيراً لابد من وقف الحرب فى جبال النوبة وفوراً. لان بقاءها على هذه الوتيرة أمراً غير مقبول عقلياً ومنطقياً وأدبياً وأخلاقياً. سيصدر أتحاد شباب جبال النوبة بيانأً هاماً جداً فى القريب العاجل فتوقعوه. 17/11/2013
|
|
|
|
|
|