الخرطوم: إبتسام حسن أغلقت في الخرطوم عشرات الصيدليات أمس (السبت) لثماني ساعات متواصلة، احتجاجاً على تحرير سعر الدواء، مما تسبب في مضاعفة أسعار بعض الأدوية، وارتفاع بعضها بنسبة 150 في المائة.وأوضحت جولة لـ"الصيحة" على الصيدليات في الخرطوم، التزام عدد كبير منها بقرار الإغلاق الجزئي، في حين أن نسبة قليلة لم تلتزم بالخطوة الاحتجاجية. وعلّقت صيدليات عدة لافتات كتبت عليها أسباب الإغلاق ومدته، والإشارة إلى أن الخطوة في خدمة المواطن، على اعتبار أن الأسعار الجديدة للدواء لن يكون في مقدور المواطن تحملها. فيما كشف الخبير النفسي د. علي بلدو عن إقدام ثلاثة أشقاء من أسرة واحدة يعانون من اضطرابات نفسية على وضع حد لحياتهم انتحاراً مساء أمس الأول في إحدى أحياء أمدرمان العريقة ، مرجعاً سبب انتحارهم إلى تفاقم حالتهم الصحية بعد عجز أسرهم عن توفير الأدوية اللازمة لهم. وقال بلدو المتابع لحالة الأشقاء في تصريح لـ(الصيحة) إن الأسرة عجزت من توفير الدواء لأبنائها وبعد ذلك تدهورت حالتهم الصحية ما دفعهم ذلك للانتحار، وتوقع بلدو الزيادة في مثل حالات الانتحار هذه نتيجة للسياسة الاقتصادية الجديدة وارتفاع أسعار الدواء منوهاً إلى أن أسرة المرضى الثلاثة نزحت من إحدى الولايات القريبة بسبب عدم الاستقرار وأقامت بمنزل تحت التشييد مؤكدًا معاناة الأشقاء من اكتئاب نفسي حاد خضعوا خلاله للمعالجة وتحسنت حالتهم بصورة كبيرة، لافتاً إلى أن حالتهم بدأت تسوء بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الدواء والأدوية النفسية بشكل خاص، مطالباً الدولة ووزارة الصحة بالالتزام بمجانية الأدوية النفسية. ووصف أصحاب صيدليات الزيادات بالمخيفة في أسعار أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وغيرها، إلى جانب الأدوية الخاصة بالتهابات المعدة والقولون، والالتهابات الرئوية، مضيفاً "هل يعقل أن يرتفع سعر دواء من 120 جنيها إلى 400 جنيه". وكشف رئيس شعبة الصيدليات د. نصري مرقص عن ندرة في عدد من الأدوية المنقذة للحياة تمثل نسبة 10ـــ 20% من جملة الأدوية مشدداً على أن دواء الصرع ظل معدوماً في الصيدليات لمدة 20 يوماً. وقال مرقص في تصريح لـ(الصيحة) إنه لا معنى لوجود دواء بأرفف الصيدليات يبلغ سعره ثلاثة أضعاف السعر الحالي ويعجز المواطن عن الحصول عليه وأكد أن ذلك يضع الدواء في خانة المعدوم تمامًا مشدداً على أن الحد الأدنى للأجور والبالغ قيمته ألف جنيه يمكن أن تصرفه الأسرة على روشتتين لمريضها في الشهر وأضاف "فكرة الاحتجاج التي نفذتها الصيدليات تقود السلطات الى التراجع عن القرار". ومن جهته انتقد الأمين العام لحماية المستهلك د. ياسر ميرغني غياب الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة وتوفير منشطات جنسية وفايتمينات ومستحضرات تجميل واستنكر ياسر ميرغنى غياب غرفة مستوردي الأدوية وعدم التحقيق في حديث وزير المالية السابق الذي اتهم مستوردي الأدوية بالتلاعب بالدولار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة