|
معلومات مثيرة بشأن تسفير السودانيات كخادمات
|
03:40 PM Aug, 23 2015 سودانيز اون لاين صحيفة الانتباهة-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 23 آب/أغسطس 2015 14:10
هنادي عبد اللطيف- ما تطالعه عزيزي القارئ خلال هذه الأسطر قد لا تصدقه في البداية لبشاعة القصص ولكمية المآسي التي تحدث لبنات وحرائر وطنك اللائي اخترن الاغتراب باعتباره المخرج الأول للهروب من ضيق العيش في هذا البلد. آملات أن يأتيهن الاغتراب بكل ما يتمنينه. لكن ما حدث لهن عزيزي القارئ جعل من إحداهن تصرخ منهارة أثناء حديثي معها أنها لن تعود إلى المملكة إلا لزيارة بيت الله. وما سردت من حكايات لمعاناتهن كشف عن وجود عصابات وعمل منظم داخل وخارج السودان للتجارة بهن وبيعهن بعد خداعهن بمهن حسب تخصصهن إلا أنها بعد أن تصل إلى المملكة تفاجأ بأنها «مشرفة منزل» أو «سفرجية منزلية»، وحتى تأشيرة الفيزا تحمل هذه الوظائف بعد وعدهن بأن يتم تغيير هذه المهن عقب وصولهن إلى المملكة، لكن ما يحدث بمجرد وصول الفتاة إلى أرض المملكة، تنقطع الاتصالات بهؤلاء لتتفاجأ بأنها قد بيعت بهذه الوظيفة ولا يحق لها الخروج إلا بعد دفع كل التكاليف التي صرفت عليها وينال النصيب الأكبر للذي أحضرها. قصص وروايات حقيقية تحكيها أبطالها من خلال إفادات لـ«الإنتباهة». عصابة منظمة تبدأ عملية استقدام السودانيات عن طريق مكاتب استخدام واستقدام أو عن طريق وسيطين أحدهما يقيم في المملكة والآخر في السودان. ومن خلال إفادات السودانيات لـ«الإنتباهة» هناك أكدن أن في هذه القضية طرفين مسؤولين عن كل هذا وما يتم من خداع لهن. فالطرف الأول وهو السمسار الذي عادة يكون موجوداً في السودان الذي يعرض الوظائف المغرية بمبالغ زهيدة لا تتعدى 5 آلاف جنيه وبين المملكة التي يتفق مع الكفيل الذي بدوره يعطيه آلاف الريالات، ويقوم الكفيل بكل الإجراءات من إقامة وكرت عمل وغيرهما، وبحسب إفادات إحداهن فإن الكفيل لا يتفاهم معها فهو يجبرها على العمل أو دفع كل ما صرفته ودفعته لهؤلاء السماسرة والذى يصل إلى آلاف الريالات والتي لا يستطيع أحد أن يوفرها، فتضطر إلى العمل على مضض وتتحمل كل الذلة والإهانة ومنهن من تلوذ بالفرار إذا حالفها الحظ ومنهن من يخالفها ويتم القبض عليها وإرجاعها. وما وضح من خلال إفادات تطالعها خلال هذا الملف يكشف عن شخصين أخ وأخت ينظمان هذا العمل مقابل آلاف الريالات. وثائق مزورة؟ فاطمة، دخلت المملكة العربية السعودية بوثيقة زواج مزورة وتم تسليمها الجواز مع وعد بأنهم سيعالجون الأمر وكرت الإقامة. فاطمة أخذوا منها 10 آلاف ريال إضافة إلى جوازها، بعدها أصبحت بلا هوية ولحسن الحظ أن لديها صورة من الجواز وصورة من التأشيرة وعن طريق هاتين الورقتين تم استخراج جواز لها.. عن طريق سوداني مقيم بالسعودية يدعى «محمد سليمان» هو الذي أحضرها وكل ما يخص إجراءات السفر والذي قام بإجراء هذه الإقامة عن طريق وكالة تتبع للمغتربين ودخلت كمباشرة منزلية «خادمة». بعد أن دفعت 18 مليوناً مقابل هذا العقد وبعد وصولها الى السعودية طلب منها 10 آلاف ريال لعمل إجراءات كرت الإقامة بعد ان أخذ منها جوازها لتضطر للعمل فى هذه الوظيفة ولا تستطيع أن تخرج من المملكة، بعدها رجع إلى السودان ليتم خداع واحدة أخرى من بنات بلده. فاطمة مكثت سنتين في منطقة العتيقة ورفضت العمل ومكثت في منزل أحد السودانيين وعملت في مشغل لتوفير هذه الـ«10» آلاف ريال لعمل الإقامة. صرخة من داخل القصر سميرة عبد الرحمن عبد الكريم التي تحمل ماجستيراً في إدارة الأعمال عملت في جامعة كردفان وقدمت استقالتها من الجامعة وهي فى الدرجة الثالثة كرئيسة لعمادة شئون الطلاب. دخلت المملكة العربية السعودية بتاريخ 21 سبتمبر 2014 بواسطة شخص يدعى «نادر موسى كابو» له أخت تعمل مع أميرة تدعى «سلوى ناصر عبد الرحمن الثنيان» منذ 16 عاما الذي مكث فترة في السعودية ومن ثم رجع السودان بعد الاتفاق معها على إحضار عمالة من السودان أخبرنى نادر أننى سأدخل المملكة بفيزا تحمل وظيفة «سفرجية منزلية» ومن ثم بعد وصولى المملكة سيتم تغيير المهنة بحسب شهاداتي وخبرتي في الإدارة كمديرة لأعمال هذه الأميرة بحسب وعده لي. وقبل وصولي الى المملكة أخبرته أن هذه الفيزا لن تحفظ حقي لكنه أكد لي ان الأميرة هناك ستقوم بكافة الإجراءات وعلى اتفاق معها. وبعد وصولى الى المملكة العربية السعودية وفي المطار كان في استقبالي السائق الخاص بالأميرة وذهبت معه وفى طريقنا من المطار تم إبلاغه بواسطة مكالمة تلفونية ان يتم نقلى الى منزل زوجة اخ الأميرة المتوفى التي كانت موجودة في لندن وقتها. في البدء استقبلتنى استقبالا طيبا لكن فى اليوم التالى تفاجأت منها باخباري ان أذهب مع خادمة اندونيسية في المطبخ لأساعدها ظناً منها اننى أتيت الى هنا للعمل كخادمة، ولم أكن لدي اي هاتف للتواصل مع أهلى هنا فى السودان. وكان أهلى يتواصلون معى من خلال هاتفهم وفي اول اتصال استغثت بأهلى وأخبرتهم ان يتصلوا بنادر كابو فى أقرب وقت لان العمل الذي ورطني به ليس كما وعدني لكن حتى يومنا هذا لم يتصل بي ولم يعرف مصيري. وتضيف سميرة: مكثت في هذا البيت حوالى شهر وعشت معاناة لا يعلم بها إلا الله لأن الخادمة افتكرت انى سأحل محلها لدرجة انها حاولت ضربي فأخبرتها أني لم أأت إلى هنا للعمل كخادمة بل لعمل آخر. هروب بالبرميل تواصل سميرة سرد قصتها المأساوية وتضيف أنه بعد وصولها الى القصر الذى تملكه أرملة احد الأمراء وهى الأميرة «سلوى الثنيان» وجدت عددا كبيرا من السودانيين واعتقدت انهم احسن حالاً منها لتستنجد بهم إلا أنى تفاجأت بان الوضع فى القصر أكثر ألماً ومأساة مما اعتقد بل تفاجأت بأنهم يتمنون الخروج من القصر الذى هو بمثابة سجن لا أكثر وأنهم حاولوا الاتصال بى لإقناعى بعدم المجيء الى المملكة وجميعهم فى وظائف منزلية وفيهم عدد كبير من الخريجات. وبدأنا في سرد تفاصيل مآسينا. وجميعهم يعانون من هذا السجن ونأمل أن يكون طرح الموضوع فى الإعلام بمثابة فرج لهم من هذا السجن. ومنذ أول يوم تأكدت تماما أن هذا ليس مكاني ولكن أصبح الخروج من هذا القصر هو المهمة المستحيلة. أولاً لن أستطيع تخطي أسوار القصر بحكم أن عملي داخل المنزل بعكس أخريات اللائي يذهبن مع أطفال الأميرة خارجاً. وطوال فترة مكوثى لشهر و10 أيام كان هدفي كيفية الخروج من هذا السجن. وفى القصر لولا وجود الرجال السودانيين داخل القصر الذين اخبرونا أنهم على استعداد لتهريب كل من تريد الهرب وذلك للحالة المسأوية التى وصلنا اليها. وأنا لم يكن لدى حل غير اننى أهرب فى برميل «نفايات» ومنها مباشرة توجهت الى السفارة بالرياض وأبلغت السفارة بكل ما جرى وكانت السفارة على علم بكل ما يحدث فى هذا القصر فقد اتضح انه قبل مجيئي بثمانية شهور ان احدى السودانيات هربت اثناء خروجها مع طفلة الأميرة الى المستشفى ومن ثم توجهت للسفارة وخلال شهر تم إعادتها الى السودان. قابلت القنصل وتم إبلاغى ان أمكث مع خالي حتى يتم إخطارى هذا بتاريخ 11 ديسمبر 2014 مكثت ثلاثة شهور ولم نجد اى اتصال من القنصل، فذهبنا مرة اخرى إلى القنصل الذى اخبرنا أنهم خاطبوا الاميرة التى لم ترد عليهم. والحل ان ننتظر فقط.. تم إبلاغنا ان نصبر فى انتظار رد الاميرة . وفي هذا الاثناء تم تغيير القنصل وقابلتهم قبل عيد رمضان وأخبرنى ان آتى بعد العيد واجتمع مع المستشار القانونى وتجمعنا فى مكتب العمل لعمل شكوى واستلمنا جوازنا خلال أسبوع. ذلة و شتائم عنصرية «ن» قصتها لا تختلف عن سابقاتها لكنها كشفت عن حجم الإهانة والمذلة التى تعرضن لها وتبدأ بسرد قصتها أنها أتت الى السعودية بعد ان أحضر لها المدعو نادر كابو عقد عمل في وظيفة مرافقة للأميرة لكن عليها الدخول الى المنزل كمشرفة منزلية ومن ثم يتم تغيير مهنتها ودفعت له اربعة آلاف جنيه وحينما وصلت إلى المملكة العربية السعودية فى مارس الماضى وجدت نفسها داخل قصر لنفس الأميرة «سلوى الثنيان» التي وصفت بالعجرفة والتكبر وشتى أنواع الظلم . «ن» سردت قصتها وسط دموعها فهى عانت مرارات وإهانات لا تخطر على البال وتواصل «ن» قائلة: إن نادر كابو هذا له شقيقة تدعى صفاء هى التى تنسق مع اخيها لجلب بنات بلدها الى هذا السجن بحسب ندى التي تصف الحياة في القصر كالجحيم، فالجميع ليس في يدهم شيء سوى الصبر او الهروب لان الأميرة تشترط علينا دفع آلاف الريالات حتى تعطينا أوراقنا الثبوتية، وفى مرة تم جمع مبلغ لإحداهن ولكن صلف وتعجرف الأميرة جعلها ترفض وتصر على بقائها. ضرب ونزيف تقول «ن» إن الحياة فى قصر سلوى الثنيان ليس كما وصفه لنا كابو، فقد وعدنا ان كل مستلزمات العلاج ومصاريف وكل ما نحتاجه سيوفره القصر لكن منذ اول شهر حتى إذا مرضنا لا نستطيع الذهاب الى المستشفى بل نرسل زملاءنا الخدم لشراء الأدوية حتى صابون الحمام نشتريه من هذه الألف ريال، وتواصل «ن» سرد قصتها مضيفة أن الأميرة سلوى الثنيان قد ضربتها ثلاث مرات مما أدى الى نزيفها. وتضيف ان احتقار وذلة وإهانات وشتائم هو ما نسمعه منها لدرجة انها تأخذنا معها إلى الحمام ومن تتضايق من رائحة الحمام وتغطى أنفها باي شيء لن تنال سوى الصفعة والإهانة. ولم يكن لدينا اتصال بأهلنا لانها لا تسمح لنا بل فى مرة من المرات قالت لي ان أنسى كل اهلي فهى اهلي وامي وابي وهي التي خلقتني حينها لم أملك غير ان استغفر وأتوجه الى الله لصرف هذا الظلم مني ومن بني وطني الذين لا يملكون سوى الصبر أو الهرب. وتؤكد «ن» أن ظلم الأميرة سلوى الثنيان لم يتوقف حتى خلال الشهر العظيم ففى رمضان تجلسنا تحتها وبعد ان تفطر وتنتهى من إفطارها تأمر بإعطائنا فضلتها لنحلل الصيام. قصة الهروب من القصر تواصل «ن» سرد قصتها التي امتدت لأكثر من عام تحملت كل هذه المعاناة وسط الدعوات منها ومن كل من فى القصر لصرف هذا الظلم من هذه الأميرة، واتفقت «ن» مع زميلتها «و» للهرب من القصر بمساعدة بعض الناس خارج القصر «لم تفصح عنهم حتى لا يتأذوا من ظلم الأميرة» بعد هروبهما توجهتا الى السفارة بوصفها الملاذ الآمن والتى تعنى بحماية رعاياها لكن «ن» تختلف عن الأخريات فهى حتى كتابة هذه السطور لم تنجح السفارة فى عمل شيء طوال 8 أشهر وهى الآن مقيمة فى جدة مع شقيقتها وقالت أنا أملك اى أوراق ثبوتية لأغادر بها لكن بجهود بعض السودانيات تم اخباري ان أتوجه بشكوى لمكتب العمل ومن ثم ستتخذ الإجراءات اللازمة خاصة ان مكتب العمل السعودي قد منح كل من فروا من هذا القصر جوازاتهم. الحلقة القادمة:andnbsp; andgt; ماذا قالت السفارة السودانية بشأن هذه القضية؟andnbsp; andgt; تفاصيل جديدة في هذه الحكاية ترويها متطوعة سودانية!andnbsp; andgt; «الإنتباهة» تحاول استنطاق جهاز المغتربين حول قضية هؤلاء السودانياتandnbsp; andgt; ما حكاية السودانية «المحاسبة» التي تفاجأت بأنها «خادمة»..؟ أحدث المقالات
- الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضيه المشهد السياسي الراهن ( 2/3 ) 08-23-15, 03:07 PM, صديق منصور الناير
- آخ ياوطن المرهقين الحزانى ! بقلم على حمد إبراهيم 08-23-15, 03:04 PM, على حمد إبراهيم
- لم نجدكم !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-23-15, 02:59 PM, صلاح الدين عووضة
- وهل يطاع لقصير أمر؟! بقلم الطيب مصطفى 08-23-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
- عالم الدقيق ..(2) بقلم الطاهر ساتي 08-23-15, 02:55 PM, الطاهر ساتي
- ثلاثة خميسات كادت تغير تاريخ السودان ؟ بقلم ثروت قاسم 08-23-15, 06:42 AM, ثروت قاسم
- ونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-23-15, 06:24 AM, حيدر احمد خيرالله
- حرية التظاهر في العراق بين الواقع والطموح بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات 08-23-15, 01:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الاتفاق النووى الايرانى ... حرب الصين الباردة بقلم هيام المرضى 08-23-15, 01:55 AM, هيام المرضى
- ربيع العراق الإصلاحي.. الفرصة التاريخية بقلم عدنان الصالحي/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 08-23-15, 01:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- السجين رقم 161 في احداث عنبر جودة عمي يوسف احمد المصطفي: دخري الغلابة وحواشة للضعاف مزروعة 08-23-15, 01:52 AM, حسين سعد
- الاتفاق النووي الإيراني في الميزان بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاسترات 08-23-15, 01:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (5) صور مشوِّهة للعاصمة .. بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور 08-23-15, 00:28 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- التضامن المهني والأخلاقي معهم ومعنا بقلم نورالدين مدني 08-23-15, 00:22 AM, نور الدين مدني
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات بقلم د. أحمد الخميسي 08-23-15, 00:20 AM, أحمد الخميسي
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (5( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-23-15, 00:17 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- أطلقوا سراح الحركة الإسلامية في السودان بقلم محمد مجذوب محمد صالح 08-23-15, 00:13 AM, محمد مجذوب محمد صالح
|
|
|
|
|
|