شدد خبراء وختصيين علي ضرورة اجراء تحقيق شامل حول ما اعلنته اللجنة الزراعية بالبرلمان عن (تلف) ستة الف طن ذرة مخزنة بباطن الارض بالمطامير بولاية القضارف وطالبوا بتوضيح المعلومات للرأي العام وكشف الحقائق،وتعود تفاصيل القضية الي الاسبوع الماضي حينما أكد رئيس لجنة الشؤون الزراعية والثروة الحيوانية عبد الله مسار تعرض (6) آلاف طن من الذرة للتلف، نسبة لتخزينها بصورة غير سليمة، مشيراً إلى أن لجنته ستحقق في الأمر. لكن مساعد المدير العام للمخزون الاستراتيجي بالبنك الزراعي بالقضارف مساعد محمد احمد أكد سلامة المخزون بالمعايير المطلوبة،والبالغ سعتها (4) ملايين و(24) الف ذرة جوال ذرة زنة (90) كيلو مخزنة في (224) مطمورة بالقضارف نافيا حدوث اي تلف للذرة بتلك المطامير، وقال الخبير الزراعي البروفيسور فاروق محمد ابراهيم في حديثه مع الايام امس ان هناك نوعان للتخزين الاولي خاصة بالبذور والتقاوي وهذه تجري لها معالحة كيمائية ويمنع تناولها كغذاء اما تشييد المطامير التي تستخدم لتخزين الذرة فهي تحتاج الي مواصفات محددة لانشائها وحفظ وتخزين المحاصيل بداخلها لمنع اصابتها بالافات اوالامطار،وتعرضها للتلف.ومن جهته قال القيادي بتحالف المزارعيين حسبو ابراهيم ان هذه الازمة توضح بجلاء عمق غياب التخزين الفني وغياب المساءلة والمحاسبة وردد(من يحاسب من) واوضح حسبو ان الخاسر الاخير من هذه الفوضي هو الشعب السوداني والمزارع المنتج الذي تلاحقه الديون وفشل الموسم الزراعي والالتزامات الاسرية الخاصة بالتعليم والصحة وغيرها وشدد ابراهيم علي ضرورة اجراء تحقيق شامل في (تلف) هذه الكمية من الذرة التي اشارت لها اللجنة الزراعية بالبرلمان.وقال ان النظام ومؤسساته المختلفة مسوؤل مسوؤلية مباشرة عن ذلك سوء ان كان بالقصور او التلاعب اوالتساهل وعدم المراقبة والمساءلة التي بسببها تقع أخطاء قاتلة.
وفي المقابل اكد الهادي حسن للايام ان التخزين بالمطامير التي تصمم بطريقة تقليدية جيدة وذلك خلال ترميم اطرافها وارضيتها بعينات محددة من التربة وخلطها بحشائش يطليق عليها (الدبلماب) ومسح كل اطراف وجنبات المطمورة بها لمنع تسرب المياه او الحشرات والافات للفساد المحصول المخزن. واوضح ان تلك المطامير مجربة وكان يعتمد عليها في التخزين طوال الفترة الماضية. بينما قال عدد من المواطنيين بالقضارف ان بعض المطامير التي شيدت مؤخراً تم (حفرها) وتخزين الذرة بداخلها بعد وضع مشمعات ثقيلة لمنع تسرب الامطار.غير ان اخرين رجحوا إمكانية (تلف) المحصول بسبب الرطوبة وتسرب المياه للمحصول وحملوا الجهات المختصة مسؤولية تلف المخزون، وشددوا على ضرورة إجراء تحقيق عاجل حول أسباب التلف، وقالوا هناك فترة زمنية محددة للتخزين حال إنقضائها يجب إخراج المحصول ونظافته من جديد، الجدير بالذكر ان البنك الزراعي كان قد أعترف بنقص في الاوعية التخزينية في البلاد مشيرا الي انه لديه مخزون يقدر بحوالي مليون طن مخزن منها (700) الف طن مخزنة بالمطامير تحت الارض،موزعة علي (316) مطمورة منها (224) مطمورة بالقضارف و(45) مطمورة بسنار و(47) مطمورة بربك ، وأقر مدير البنك الزراعي صلاح الدين حسن بوجود مشكلة في قلة الاوعية التخزينية في البلاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة