بسم الله الرحمن الرحيم شهد مسرح نادي الضباط مساء امس أحد أيام السودان التاريخية التي لا تنسي والجموع الغفيرة تتقاطر لاستقبال الأسري العائدين وسط أهازيج الفرح والزغاريد والدموع ... لقد كان المشهد مؤثراً بحق والأسر تحمل بنيها البالغ عددهم حوالي 125 رجلاً علي الأعناق وهي تطوف بهم جنبات المسرح العريض الذي تردد صداه حمداً لأنعم الله وآلائه بالتهليل والتكبير. ونحن إذ نحمد الله تعالي علي وصول الأسري سالمين لوطنهم وذويهم نترحم علي أولئك النفر الذين انتقلوا الي رحاب العناية الالهية أثناء فترة الأسر ، ونعزي أسرهم المكلومة سائلين الله ان يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته، وأن يدخلهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. إطلاق سراح الاسري من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال لم يكن بالأمر السهل وإنما جاء نتيجة جهود ومضنية اسهم فيها العديد من المؤسسات والافراد داخل السودان وخارجه. علي المستوي الوطني نتوجه بالشكر والتقدير الي مؤسسة القوات المسلحة السودانية، والاجهزة الامنية، وجماعة السائحون أو ما يعرف ب (مبادرة الاصلاح والنهضة) ، الذين واكبوا قضية الأسري في سائر مراحلها بصبر ودأب وأناة ، كل حسب موقعه ووفق اطار اختصاصه، حتي توجت العملية بعودة الأسري سالمين الي ديارهم وذويهم . إن الجهود المتصلة التي بذلتها جماعة السائحون ابتداءا بالسودان ومروراً باثيوبيا وكينيا ويوغندا فضلا عن مدينة جنيف السويسرية لهي جهود عظيمة قمينة بالتقدير والعرفان، ونحن اذ نستحضر هذه الجهود لا ننسي ان ننوه بالمساعي الحميدة التي بذلها الإخوة فتح العليم عبد الحي، وعلي عثمان، وأنور شيبة، وراشد عبد القادر ، وعبد الله عبد الوهاب عبد الصمد، وغاندي معتصم، وأبوبكر يوسف، وجميل الله وما سواهم في مجموعة السائحون ممن لم يسعفنا المقام لذكرهم ، ذلك أن جهودهم الطيبة امتدت علي نحو موصول في السر والعلن لبلوغ هذا الهدف الوطني النبيل. ونحن في مجموعة مدافعون عن حقوق الانسان اذ ننوه بالجهود المخلصة لمجموعة السائحون فيما يلي اطلاق الاسري نؤكد بأن جهودنا سوف تتكامل مع هذه المجموعة إعمالاً لمبادئ الشراكة والتعاون بما يخدم السودان في مختلف المجالات السياسية والفكرية والانسانية بالتركيز علي فض النزاعات المسلحة وتحقيق السلام وتعزيز حقوق الانسان وبناء مستقبل أكثر تقدما لبني السودان. أما علي المستوي الاقليمي والدولي فنجد لزاماً علينا أن نتوجه بالشكر والعرفان الي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ممثلة في المندوب الدائم والاطقم العاملة معه من سودانيين وأجانب ذلك أنهم عملوا في صمت وجدية لضمان اطلاق سراح الاسري وفق اطار اختصاص معلوم قائم علي رعاية انفاذ مبادئ القانون الانساني الدولي واتفاقيات جنيف والبروتوكولات المصاحبة لها . والشكر موصول علي نحو خاص الي الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ومساعديه علي دورهم في تيسير اطلاق سراح الاسري والمساهمة في ترتيب أمر عودتهم الي السودان عبر يوغندا ، فهذا مما يحمد للرئيس اليوغندي آملين ان تعد هذه البادرة مدخلا طيباً لتطوير العلاقات السودانية اليوغندية والدفع بها للامام لمصلحة الشعبين السوداني واليوغندي. وفي الوقت الذي نحتفي فيه باطلاق الاسري نتوجه بجزيل التقدير للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال علي بادرة حسن النية هذه ونخص بالشكر السيد مالك عقار رئيس الحركة والاستاذ ياسر عرمان الامين العام والاستاذ مبارك اردول الناطق الرسمي ، كما لا ينبغي أن يفوتنا الإشادة ببادرة الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة المتمثلة في اطلاق سراح الاسري لدي حركة العدل آملين أن تشكل هذه المبادرات حافزا لاطلاق سراح أسري الحركات لدي حكومة السودان. ونود أن نغتنم فرصة الاجواء الايجابية هذه لدعوة أطراف النزاع لبذل المزيد من الجهود للتوافق علي بلوغ صيغة مرضية تضمن وقف العدائيات وتيسير انسياب المساعدات الانسانية للمنكوبين في مناطق النزاع المسلح مستصحبين في ذلك حزمة الافكار التي وردت في سياق المبادرة التي سبق ان تقدمنا بها من قبل لفك جمود التفاوض بين مختلف الاطراف المتنازعة ، الامر الذي من شأنه أن يؤدي الي تهيئة المناخ للشروع في حوار وطني جاد يفضي في نهاية المطاف الي تجاوز حالة الاحتراب ويكفل تحقيق السلام والامن والتنمية في ربوع البلاد. ويبقي أن نشير في خاتمة البيان، من باب تقرير الوقائع، بأننا في مجموعة مدافعون عن حقوق الانسان قد ظللنا نتابع عملية اطلاق سراح الاسري في مختلف مراحلها بالتنسيق مع مجموعة السائحون واللجنة الدولية للصليب الاحمر ، حيث اسهمنا علي نحو مباشر في تنسيق وحضور اللقاءات بين السائحون واللجنة الدولية عبر مكتب السودان ، ثم اشرفنا علي تنظيم اللقاء الذي جمع الاستاذ فتح العليم عبد الحي الامين العام للسائحون بمسئولة السودان وجنوب السودان في اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالمقر الرئيس للجنة بمدينة جنيف السويسرية، فضلاً عن مواكبة الاتصالات والاشراف علي المخاطبات الفنية التي جرت بين مجموعة السائحون والحركة الشعبية قطاع الشمال في شأن الأسري ، علماً بأننا آلينا علي انفسنا ان نقوم بهذه الجهود في صمت بعيدا عن اجهزة الإعلام نسبة لخصوصية القضية وحساسيتها حتي تكللت الجهود باطلاق سراح الأسري بحمد الله. وما التوفيق الا من عند الله العزيز الحميد،،، د. فتح الرحمن القاضي ، رئيس جماعة مدافعون عن حقوق الانسان الخرطوم في 6 مارس 2017 TEL: 00249912219666 / E – mail: [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة