|
لقاء مع القيادية نور الصادق العوض: متمسكون بقيام الحكومة الانتقالية لحل أزمات البلاد
|
لقاء مع القيادية نور الصادق العوض: متمسكون بقيام الحكومة الانتقالية لحل أزمات البلاد الخرطوم - يوسف حمد: قالت نور الصادق عضو اللجنة المركزية، سكرتير الحزب الشيوعي السوداني بدارفور، إن حزبها مصمم على قيام حكومة انتقالية لحل مشكلات البلاد، ويأتي ضمن مهام الحكومة التمهيد لانتخابات حركة ونزيهة تشارك فيها جميع القوى السياسية، وأشارت نور التي تحدثت من مقر إقامتها بنيالا عبر الهاتف إلى مضايقات تواجهها الأحزاب السياسية في دارفور، رغم دعوة رئيس الجمهورية للحوار الشامل. تعد نور واحدة من الدارفوريات القليلات اللائي انتمين إلى الحزب الشيوعي، وتدرجت فيه حتى شاركت ممثلة له في البرلمان الذي انعقد بعد اتفاقية السلام الشامل في 2005م، وكانت للحزب مقاعد ضمن التجمع الوطني الديمقراطي. في هذا الحوار ترى نور أن للحزب الشيوعي دورا سيلعبه في حل أزمة دارفور التي دخلت عامها الـ(11) وهي أكثر تشعبا، وكانت نور في أغلب حديثها عبر التلفون تبشر بمستقبل جيد لحزبها في أوساط الشباب الدارفوريين، وقالت إن المجتمع الدارفوري تخلص من فرضية كون أتباع الحزب ملاحدة وكفارا. * كيف هي الأوضاع السياسية في دارفور بعد دعوة السيد رئيس الجمهورية للحوار الشامل؟ لا جديد، هامش الحريات السياسية في دارفور ضيق للغاية، وما زلنا نعيش في حالة الطوارئ، ونمارس نشاطنا السياسي كأي حزب سوداني مضيق عليه. صحيح أننا نعيش في دارفور ظرفا عصيبا فرضته الحرب في الإقليم، لكن هذا لا يمنعنا من ممارسة نشاطنا السياسي بشكل عادي، ونعتبر العمل السياسي التزاما واجبا تجاه الجماهير في دارفور، كي نبصرهم بما يدور، ونقدم لهم رأينا في جميع المشكلات السياسية والاجتماعية. وصحيح أيضاً أننا في ظل هذه الظروف المضطربة نمنع من إقامة الندوات السياسية العامة، لكننا ما زلنا متمكنين من مخاطبة جمهور محدود، ونعول عليه في بث الوعي في أوساط الجماهير وأصدقاء الحزب الذين ينبني عليهم إصلاح الشأن العام. وفي هذا الشأن نحن بصدد إصدار كتاب يحوي جميع البيانات والمواقف السياسية التي نؤمن بأننا ضمناها حلولاً موضوعية وشاملة لتداعيات الأزمة السياسية في دارفور خصيصاً والسودان بشكل عام، وتفاعلات كل ذلك لحظة بلحظة. * ترى ما هي الحلول الموضوعيّة من وجهة نظر شيوعية؟ الحلول ضمناها في أدبياتنا المذاعة للناس، وفي قولنا إن هذه الحكومة ينبغي أن تذهب، لأنها هي المشكلة عبر سياساتها، وبذهابها ستتبعها المشكلات وتأتي الديموقراطية، وسيكون متاحاً لأهل دارفور، مثلاً، اختيار واليهم. • هل تعيق المسائل الأمنية في دارفور تحضير حزبكم للمؤتمر العام السادس؟ لا، أبداً.. نحن نعمل على مناقشة التقرير السياسي واللائحة وغيرهما من مطلوبات التحضير، ما يعيقنا حقاً هو توفر المال اللازم لقيام المؤتمر، والآن نعمل في جمع ما يمكن من لذلك. * ومتى ينعقد المؤتمر العام تحديدا؟ سينعقد في الثلث الثاني من العام الحالي، وربما اكتمل في شهر أبريل. وللحقيقة، كان مرتبا لقيامه في الثلث الأول من 2014 إلا أن ظروفا مالية وأخرى غير ذلك حالت دون انعقاده. * هل من ضمن الظروف منع النشاط السياسي الجماهيري؟ يمكن القول إننا نستخدم شطارتنا، ونتحايل باستمرار على حجر السلطات للعمل السياسي، وسبق للسلطات أن حذرتنا من استضافة اجتماعات تحالف قوى الإجماع الوطني في دارنا بنيالا، وقالوا لنا: "الدار تخص الحزب الشيوعي، لذا لا تستضيفوا فيها الآخرين". مما يحتم علينا التحرك في نطاق ضيق. لكن في كل الأحوال فإن رسالتنا ستصل، وستجد طريقها إلى الناس. * ما تعليقك على ما يشاع عن انصراف الشباب في دارفور عن العمل السياسي المحض، حتى قيل إنهم يناقشون في تجمعاتهم الخاصة ارتفاع اسعار الذخيرة بسوق نيالا؟ للأسف، أصبح الشباب يناقشون موضوعات يمكن تصنيفها تحت لافتة "العادات الدخيلة"، مثل الذي ذكرته، وكذلك القبلية بحمولتها النتنة. وللأسف، حتى المتعلمين من الدارفوريين دخلوا هذا المعترك. هذا الوضع لم يكن موجوداً في السابق، لكن سيتغير هذا الوضع بتغيير المؤثر. ولم نزل، كشيوعيين، نقول في هذا الصدد كلاماً مسموعاً، ومرحباً به. * هل يعني هذا أن لحزبكم مستقبلا في دارفور رغم الحساسية الدينية التي تصمكم بالإلحاد؟ لن أبالغ لو قلت إن الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي يضمن مستقبله في دارفور، لم تعد وصمة الإلحاد ذات مصداقية كما كانت عليه في السابق، بالإضافة إلى أن ممارسات الأحزاب الحاكمة، ذات الحمولة الدينية، كشفت للناس معنى التدين الحقيقي ومجالات عمله. أما مسألة كفرنا وإلحادنا، فهذه حيلة كسولة، روجت لها الأحزاب لمحاربتنا، وبالطبع من ضمن الأحزاب (الجبهة الإسلامية) بفرعيها الحاليين، والآن لم يعد بإمكان هذه الأحزاب استخدام هذا التاكتيك، لقد فضحتها ممارستها للتدين المخلوط بالسياسة، ووضعت علامة استفهام كبيرة حول معنى الإسلام وماهية التدين المعوج، لذلك نحن نصرّ على إسقاط هذه الحكومة لنجنب شعبنا العراك في غير المعترك. • بشكل شخصي، كيف نجت نور من الحمولة السالبة التي يتهم فيها الشيوعيون بالكفر وإلحاد، في بيئة مثل دارفور، وانضمت إلى الحزب الشيوعي؟ عن تجربتي الشخصية، أنا أنتمي إلى الحزب الشيوعي السوداني منذ أن كنتُ طالبة في الثانوي العالي بمدينة الجنينة، ثم جئت إلى جامعة الخرطوم وأنا شيوعية، وأتممت برنامج الدراسات العليا وأنا شيوعية، ولدي أربعة اشقاء، أنا كبيرتهم، جميعنا ننتمي إلى الحزب الشيوعي السوداني، وجميعنا نعيش في دارفور مع شيوعيين آخرين. وما يقال عن إلحاد وكفر الشيوعيين، ثبت بطلانه بالنسبة للمجتمع في دارفور. بل بالعكس، يستطيع المرء في دارفور أن يقول بكل فخر إنه ينتمي إلى الحزب الشيوعي، ولا تجد من ينظر إليك باستغراب، وقد عرفنا الناس بانحيازنا لمصالح الجماهير، واشتهرنا بأننا (ناس نضيفين) بكل مدلولات هذه العبارة المجيدة. * أعلن رئيس الجمهورية قيام الانتخابات العامة في موعدها، هل ثمة تحضير لها في دارفور، أم أنكم متمسكون بإسقاط النظام كوسيلة للتغيير؟ موقفنا واضح من هذه المسألة، ففي ظلّ هذه الحكومة لن ندخل الانتخابات، ومتمسكون بالحكومة الانتقالية. لن ندخلها لأننا ببساطة سننافس حزبا مندمجا في الدولة ويتحرك بإمكاناتها، أضف إلى ذلك وجود أزمات واضطرابات وحروب في دارفور وفي غيرها. وما لم نسقط الحكومة فلن يستقيم أمر السودان، لا بالانتخابات ولا بغيرها. لذلك، حتى نخوض الانتخابات ينبغي أن نسقط هذه الحكومة الحالية، ونأتي بحكومة انتقالية نتفق على مدتها. وأكرر القول إنه لا يمكن منافسة حزب يتحرك بإمكانات دولة.. لا.. لا مجال لمنافسته .. اليوم التالي
|
|
|
|
|
|