|
كلمة منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، السيد علي الزعتري بمناسبة يوم ا
|
كلمة منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، السيد علي الزعتري بمناسبة يوم الأمم المتحدة- 24 أكتوبر 2013. أصحاب المعالي والسعادة.... أسمحوا لي أن أقدم الشكر لحكومة السودان وشعبه اللذان ما فتئا على الأحتفال بيوم الأمم المتحدة وفي هذه المظاهر السارة للعين والقلب والروح. ولعلي وأنا في موقع المتكلم ولدي حظوة إنتباهكم الكريم أن أذكر ولو في عجالة ملاحظاتٍ لي تعكس عملي خلال الأشهر الثمانية العشر الماضية منذ وصولي للسودان في مارس 2012. 1. أن السودان والأمم المتحدة أصدقاء والخلاف لا يفسد للود قضية وكل ما يتعلق بالتعاون المشترك هو قيد النقاش العاقل الساعي للحل بطريقة ترضي الجميع، ومالم نستطع الإتفاق بشآنه نسكنه بوداعةٍ لزمن ومكان يمكنانا من حله. 2. لقد تعاظمت الحاجة للتعاون التنموي والإنساني برغم الجهود المتكاتفة لكن أخوة فرقاء يقتتلون في أرجاء مختلفة من السودان على أسس قبلية بحتة لم تدع للحكيم مكاناً فأسعرت نار الثأر وألهبت جذوة الدم فأصبح القتيل لا يدرى لم قُتل والقاتل لا يدرى لم قَتل ونتج عن ذلك آلام التشريد للابرياء وإنقطاع سبل الحياة الكريمة لهم وأدى ذلك لإندفاع الدولة بإمكاناتها والشركاء بإمكاناتهم لمد يد عون مؤقت لكنه يطول، ولا حل لذلك إلا عبر ترجيح العقل والعقلاء على الجهل والجهلاء وتمكين السلام القبلي والعشائري. 3. لقد طال امد الخروج على الإطار السلمي للأختلاف وبرغم ما تحمله الرغبات السياسية ومواطن الأوجاع وما تقابله الدولة بكل ما تحمله من تقدير لمسئولية الحفاظ على الوطن، فالسودان يتقاتل ويجب أن يصل لمرحلة الأستقرار السياسي والتنموي. هذه الطاقة التي تُهدر في القتال يجب أن تجير للتنمية فتعيد بريقاً يكاد يختفي، فالسودان هو كل قرية ومحلية ومدينة ترنو للخدمات المتكاملة المطلوبة لعزة النفس ورفعة العقل وإنتباهة الطالب للعلم وأساس المعتمد الجاهد بالُمقدرات الموجودة لتنمية بلده. 4. لا شك أن الكثير من العمل جار في مجالات مختلفة لنمو السودان ولو عددنا لطالت القائمة بتلك الإنجازات المختلفة من إمتداد الإتصالات والهواتف والشوارع ووصول الكهرباء وغيرها، ولكنه يبقى أمتداداً مقيداً بروتين قاتل وبموارد تأتى ثم تخشى ثم تهرب وبإستنزاف متواصل في نفقات الدولة. هناك برأيي حاجة للنظر في إعادة هندسة الروتين من أجل التسهيل، وتشجيع المستثمرين لإبقائهم وزيادتهم وترشيد الموارد الحكومية ونفقاتها، ثم بعد ذلك ومعه نظرة لإعادة تخليق المؤسسات التعليمية على نسق القرن الثاني والعشرين، وإستلهام روح الشباب للإبتكار دون قيود وفتح الروح السودانية المعطاءة على مصراعى التقدم المسؤول. إن هناك حاجة لإستنهاض الههم بفزعة أو نفير منتظم نحو سودان المستقبل الذي لن يكون سلة غذاء فقط ولكن ينبوع علم وكنز إبتكار وجسر تواصل وميناء عالم، ودوحة أديب وملجأ متعب. 5. مني لكم السلام، ليس فقط بوصفي في الأمم المتحدة وهي تدعو للسلام دوماً فتنجح أو تخفق حسب معطيات الدول، وليس لأن اليوم هو يوم السودان للأمم المتحدة ولكن بوصفي مواطناً في هذه المنطقة التي تأن وتتألم منذ عقود والتي آن لها أن تركن لطمأنينة المستقبل الذي لن يتأتى الإ بالعلم الحر والمشاركة المسؤولة وسماحة لا تنتهي وقبول للأخر كان دليلنا عندما أزدهرنا وغريبنا عندما أندحرنا. لنكن الأمة التي وُصفت. والسلام عليكم. ************************* القيت الكلمة صباح اليوم الخميس 24 اكتوبر في الاحتفال الذي نظمته ولاية الخرطوم بمناسبة يوم الأمم المتحدة. وخاطب الاحتفال السفير عزالدين حامد ممثل الجمعية السودانية للامم المتحدة والسفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية ووالي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر. مرفق كذلك كلمة الأمين العام للامم المتحدة بالمناسبة.
|
|
|
|
|
|