فى خطبة الجمعة التي ألقاها آدم أحمد يوسف:الصادق الرزيقي حديثه أنتن من الجيفة وأنكر من صوت الحمير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2016, 10:22 PM

اخبار سودانيزاونلاين
<aاخبار سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 4571

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى خطبة الجمعة التي ألقاها آدم أحمد يوسف:الصادق الرزيقي حديثه أنتن من الجيفة وأنكر من صوت الحمير

    09:22 PM February, 14 2016

    سودانيز اون لاين
    اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الحكومة جعلت المواطن مصدر جباية
    زين فرضت على المواطن (دقنية)

    قال مولانا آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الانصار أن الحكومة جعلت المواطن مصدرا للجباية وكلما دارت عليها دائرة وضاق بها الحال تلجأ لفرض ضرائب على التجار واضاف ان السودان يعتبر الدولة الوحيدة في العالم كلما أشرقت شمس جديدة تجد زيادة في أسعار كل السلع الضرورية
    وعن زيادة شركة زين قال انها وفرضت علي المواطنين (دقنية) أشبه بالتي كان يأخذها الأتراك عندما كانوا محتلين للسودان وفيها نوع من الاستخفاف بالعملاء
    ووصف الصادق الرزيقي صاحب مقال تحت عنوان (أراضي الجزيرة أبا).بان حديثه أنتن من الجيفة وأنكر من صوت الحمير
    أدناه نص الخطبة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
    12 فبراير 2016م الموافق 3 جماد أول 1437هـ
    الخطبة الأولى
    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم، قال تعالى: ) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء( .
    نام إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضن أمه مارية، وكان عمره 16 شهرا، والموت يرفرف بأجنحته عليه والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إليه ويقول له: يا إبراهيم أنا لا أملك لك من الله شيئا، ومات إبراهيم وهو آخر أولاده، فحمله الأب الرحيم ووضعه تحت أطباق التراب وقال له يا إبراهيم إذا جاءتك الملائكة فقل لهم الله ربي ورسول الله أبي والإسلام ديني فنظر الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه، فسمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ينهنه بقلب صديع.. فقال له ما يبكيك يا عمر؟ فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله! ابنك لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم وليس في حاجة إلى تلقين فماذا يفعل ابن الخطاب وقد بلغ الحلم وجرى عليه القلم ولا يجد ملقنا مثلك يا رسول الله. وإذا بالإجابة تنزل من رب العالمين جل جلاله ردا على سؤال عمر (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء). نعم يثبت الله الذين آمنوا ونحن في ساعتي الإجابة بعض صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس وبعض صلاة العصر وقبل غروب الشمس نقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على الدين والإيمان. وفي الأثر (قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه أنى شاء) أو كما جاء في الأثر. وها نحن الآن في يوم الجمعة وفي ساعة الإجابة نقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الدين والإيمان فيا أيها الناس اتقوا الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. وتذكروا:
    كــم مدائن في الآفاق قد بُنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها
    ودوننا بلاد الشام التي كانت تُقصد للنزهة والسياحة ودوننا اليمن ذات الآثار الحضارية القديمة وليبيا وكم من مدائن في آسيا أفناها الزلزال وقديما اختفت مدينة مسينا جنوب إيطاليا حتى تساءل شاعر النيل حافظ إبراهيم قائلا:
    نبئاني إن كنتمـــــا تعلمان ما دهى الكون أيها الفرقدان
    غضب الله أم تمردت الأرض فــانحنت على بني الإنسان
    وتلك هي الحياة الدنيا أيها الأحباب والتي وصف الله نهايتها بقوله: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) وقوله (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) وقوله (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ) ولكنا نحن بني آدم قبل هذا مطالبون بعمارة الأرض حيث قال تعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، أي جعلكم عمارها والعمارة هنا حسا ومعنا وعلى الإنسان المؤمن أن يعمل في كل من الجانبين الحسي لعمارة الأرض التي هي معودة بالزوال وعمارة الجانب الروحي الذي به يكتمل الإنسان. فلا إفراط في الحياة الأخرى ولا تفريط في الحياة الدنيا. قال تعالى: (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ). وقال (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ). وكيلا ننسى نصيب الدنيا كان لا بد لنا من دولة ترعى أمور دنيانا حتى نتفرغ لشؤون آخرتنا وهكذا بين ابن الخطاب مهام الحكام حيث قال (ولينا على أمة محمد لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم) فالحاكم هو مطالب بتوفير الخدمات للمواطنين وتسهيل سبل العيش لهم وهو خادم الشعب وهو الذي يسهر لتنام الرعية وهو الذي يوفر المهنة ويُسد رمق العيش وهو الذي يراقب الأسعار ولكنا في بلادنا السودان أُبتلينا بحكام هم التجار وهم السماسرة في لقمة عيش المواطن وهم الذين يعيشون على جماجم وأجساد المواطنين وهم الذين يمتصون دماء شعوبهم بل ويقتلونهم قتلا السودان هو الدولة الوحيدة في العالم كلما أشرقت شمس جديدة تجد زيادة في أسعار كل السلع الضرورية التي يستخدمها الإنسان يوميا زيادة في سعر اللحوم والخضروات والتوابل والخبز والوقود وغاز الطهي زيادة في الدواء وتعرفة الكهرباء والماء وتذكرة المواصلات الداخلية والإقليمية زيادة في الاتصالات زيادة في كل شيء والغريب في الأمر آخر زيادة لغاز الطهي كانت بنسبة 200% وترتب على ذلك زيادة في استخدام النت بالنسبة لشركة زين والتي تستخدم الغاز في تشغيل ماكيناتها حسب ما علمنا وكانت زيادة شركة زين فيها نوع من الاستخفاف بالعملاء حيث قسمت الشركة العملاء إلى طبقات واستخرجت جدول لكل فئة على حسب تعاملها وفرضت أسعار خرافية لاستخدام النت وأصبح النت محدود وكل هذا تم في غياب للعميل وعدم أخذ رأيه وهكذا الإنسان في بلادنا لم يؤخذ رأيه حتى في أخص الأمور التي تخصه في شئونه المالية. فشركة زين كتبت عقدا باسم عملائها دون أن تأخذ آرائهم وفرضت عليهم (دقنية) أشبه بالتي كان يأخذها الأتراك عندما كانوا محتلين للسودان. وثالثة الأسافي الحكومة التي جعلت المواطن مصدرا للجباية وكلما دارت عليها دائرة وضاق بها الحال تلجأ لفرض ضرائب على التجار الذين هم يأخذون تلك الضرائب من المواطن المغلوب على أمره. وعلى المواطنين أن يعوا ويحسوا وينتبهوا وذلك بمقاطعة تلك السلع التي يمكن الاستغناء عنها فمثلا هناك سلع كثيرة يمكن للمواطن ألا يستخدمها ويعيش بدونها وحتى بعض الفواكه والخضر يمكن أن يستعيض الإنسان بغيرها. وأيضا شركات الاتصالات التي لا تحترم عملائها والتي تعتمد على سمعتها الماضية يمكن للمواطن إيجاد بديل خيرا منها. إذا استعمل المواطن هذا السلاح سلاح المقاطعة يمكنه أن يجبر كل الطغاة على التخلي عن أعمالهم الإجرامية والتي أهلكت الحرث والنسل. والمدبر لكل هذه الأعمال الخبيثة هو النظام الذي لن يراعي للمواطن حقوق ولا احترام فيفرض الجمارك المغلظة على المستوردين والضرائب الباهظة على المنتجين فينعكس ذلك على المستهلكين الذين لا حول ولا قوة لهم. إن الإنسان في بلادنا السودان أصبح لا قيمة له ولا حقوق له واستبد المسئولون وفرضوا جبايات لا تطاق وحولوا دنيا الناس إلى جحيم مما جعل كل شاب يفكر في خلاص نفسه فكثرت مغامرة الشباب في الهجرة غير القانونية فركبوا البحار وقطعوا الفيافي والصحارى بحثا عن مستقبل بدلا من بلادهم التي أصبحت طاردة لبنيها. نقول للذين جثموا على صدور المواطنين المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة، (اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) ونقول لهم (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ). كفى ظلما للعباد فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
    لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا الظلم ترجــــــع عقباه للندم
    تنم عينـاك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
    الحديث:
    قال صلى الله عليه وسلم: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها كاملة يوم القيامة حتى أن الشاة الجلحاء يقاد لها من القرناء) أو كما قال
    الخطبة الثانية
    أيها الأحباب
    في الأسبوع المنصرم أطل علينا عبر الصحف السيارة أحد الخفافيش الذين ظهروا في عهد الإنقاذ ألا وهو المدعو الصادق الرزيقي بمقال تحت عنوان (أراضي الجزيرة أبا). فكان حديثه أنتن من الجيفة وأنكر من صوت الحمير لذلك نقول كما قال الله عز وجل (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ). حيث كال السباب والشتائم لإمام الأنصار الإمام عبد الرحمن المهدي دون أن يعرف حقيقة الجزيرة أبا ومن هم أهالي الجزيرة أبا ولماذا تركوا ديارهم وأهليهم في كل مكان. والغالبية الذين جاءوا من غرب السودان. جاءوا للجزيرة أبا نقول للذين لا يعرفون الجزيرة أبا وأهلها إن الجزيرة أبا هي أرض هجرة لطرد الغزاة الذين جثموا على صدر الوطن بعد تحريره الأول في 26 يناير 1885م. جاء الغزاة للمرة الثانية في 2 سبتمبر 1898م وقضوا على الدولة المهدية التي أُسست على تقوى الله وإحياء الكتاب والسنة ومكثوا زُهاء الخمسين عاما كان الأنصار فيها يعملون في عدة جهات للخلاص من الغازين فكانت الثورات التي بلغت أكثر من 19 ثورة مسلحة انتظمت أنحاء السودان فكان على سبيل المثال ثورة السُحيني في نيالا وثورة السيد حامد في سنجة وثورة ود حبوبة في الحلاوين وكانت وكانت ثورات وجولات للأنصار حتى بلغت 19 ثورة مسلحة ضد الغزاة وكلها باءت بالفشل لماذا؟ لأن القوة لم تكن متكافأة والله عز وجل يقول: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ) فكان الإمام عبد الرحمن الذي شهد كرري وهو ما زال طفلا ابن الثالثة عشر كان حاضر الذهن فعلم أن القوة هي قوة الدبلوماسية والرأي لا قوة السيف ضد السلاح الناري لذلك اتخذ من أبا مقرا له وجاء الأنصار طوعا وتحلقوا حوله للجهاد فحول هذا الحماس إلى جهاد مدني والجهاد المدني يحتاج إلى أدوات ومن أدواته المال لذلك كانت دائرة المهدي فدائرة المهدي هي التي كانت تمول وفود الاستقلاليين الذين يذهبون ويجيئون من وإلى مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لحضور المؤتمرات والمباحثات ليقولوا السودان للسودانيين في مقابل الوفود الاتحادية التي كانت تنفق عليها مصر الرسمية حتى يكون السودان تحت التاج الخديوي. إذن دائرة المهدي والتي وقودها الأنصار لم تكن سُخرة لآل المهدي كما يزعم الجهلاء بل كانت مال فداء لكم أيها الغافلون حتى تتحرروا من الاحتلال الثاني واذهبوا إلى دار الوثائق واذهبوا إلى درم وغيرها من خزائن مكتبات التاريخ لتجدوا شهادة المؤرخين المنصفين أمثال البروفيسور حسن أحمد إبراهيم عميد كلية آداب الخرطوم الأسبق وعميد كلية آداب جامعة ماليزيا الآن حيث قال وبالحرف الواحد (اتسمت البيئة التي نشأت فيها بالعصبية والتشيع لدرجة وصمت الإمام عبد الرحمن المهدي بموالاة نظام الحكم على أقل تقدير. ووصلت المبالغة أحيانا بوصفه خائنا وتابعا ذليلا لبريطانيا المستعمرة. وطوال فترة طفولتي الباكرة ثم مرحلة الشباب كنت مقتنعا شخصيا ومعي الكثيرون من أبناء جيلي بتلك الإدانة على ما فيها باعتبارها مسألة مسلم بها. ولا غرو فما زالت فكرة "الخيانة" تلك عالقة بأذهان بعض الدوائر في السودان وغيره وحين عركتني ميادين الدراسة وأتيح علي الإطلاع على الوثائق والمخطوطات البريطانية التي تقتنيها خزائن كتب الخرطوم ولندن ودرم وغيرها استقر عندي أية سذاجة وبطلان وتعسف تلك التهم التي تجعل من أقاويل العامة نماذج حقيقية تعلو على النقد والنظر الدقيق. وقد استخلصت بالإتكاءة على منهجية التمحيص في تلك الوثائق، أن العديد من الموظفين البريطانيين بالخدمة المدنية في السودان وفي مقر الإدارة البريطانية بالقاهرة وفي وزارة الخارجية بلندن كانوا ينظرون للإمام بشك وحذر شديدين منذ البدايات الأولى لظهوره على المسرح السياسي، بل انهم كادوا له بعدوانية واضحة في كثير من الأحيان ليس ذلك فحسب وإنما ظلوا يتحينون الفرص لتحذير حكومتهم بأنه من أشد المعادين للحكم البريطاني وما كان ولاؤه الحقيقي إلا لدينه الإسلام ووطنه السودان وقد حذر أحد هؤلاء ومنذ العام 1915م وكأنه قد استقرأ التحليل الأخير في ذلك التاريخ المبكر بأن السيد عبد الرحمن سوف يقلب البلاد رأسا على عقب ضد البريطانيين متى وجد الفرصة سانحة لذلك وهذا عين ما فعله الإمام العصامي في نهاية المطاف ولكن بأسلوبه الخاص في المناورة والدهاء لذلك ليس من المبالغة أن نتحدث عنه في هذا الكتاب بوصفه مهندس استقلال السودان وأهم شخصية سودانية في القرن العشرين. ذلك أنه لولا حكمته وحصافته لكان بعض أتباعه قد جنحوا إلى الانفلات والعنف في بعض لحظات اليأس معرضين أمن وسلامة البلاد للخطر الداهم وحينها ولات ساعة مندم) انتهى حديث البروفيسور.
    أما حديثك يا الصادق الرزيقي أن الجزيرة أبا قُسمت إلى أحياء بأسماء القبائل حتى تسهل إدارتها فهذا جهل منك بأبا وبأهل أبا فأبا أحياءها هي (الرحمانية والرحمانية تنقسم إلى أربعة رحمانيات شمالا وغربا وشرقا وجنوبا وفي داخل هذه الرحمانيات سمى المواطنون أحياء بأسماء قبائلهم لأن في تكوين الرحمانيات كان الناس يأتون ويبحثون عن أقاربهم وذويهم فكانت تلك الأسماء للتعارف لا للتباهي والتنافر امتثالا لقوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). أما باقي أحياء الجزيرة أبا فهي (أرض الشفاء ودار السلام وطيبة وقُباء) فتلك هي أحياء أبا لمن لا يعرف أبا. أما عن التخطيط المزعوم فإن أبا خُططت منذ زمن بعيد حيث أحضر الإمام عبد الرحمن أحد المهندسين المساحين المصريين اسمه بيومي وكانت هناك علامات تعرف عند أهل أبا القدامى وهي علامات من الأسمنت تحدد التخطيط ولكن نسبة لظروف السكان وخاصة في داخل الرحمانيات أزيلت تلك العلامات فكان هناك بعض الخلط أما في بعض الأحياء الأخرى مثل أرض الشفاء وطيبة ودار السلام فما زالت آثار التخطيط القديمة باقية أما عن الأوراق الثبوتية فإن شأن أبا هو شأن كل القرى التي تحيط بها لم يكن لها أوراق ثبوتية ولكن كان لأهل أبا الحق في التصرف في البيع والشراء وما إلى ذلك. أما عن المرافق التعليمية فأبا كانت بها أوائل المدارس وكانت مدرسة الرحمانية الأولية في بداية العشرينيات في القرن الماضي عندما كانت في السودان مدارس أولية لا تتعدى أصابع اليد الخمسة وكانت مدرسة النظام التي خرجت الفنيين والمهنيين في المهن الوسيطة والتي تشهد بها المناطق الصناعية في أنحاء السودان اليوم. فكانت أبا رائدة التعليم الفني في السودان فتلك هي أبا ولكن القرار الذي صدر في بداية انقلاب الإنقاذ كان الهدف منه وضع يد الحكومة على أبا لتغيير ديمغرافية المنطقة التي عصت على الأنظمة الشمولية وظلت في عقيدتها وأنصاريتها تدافع عن حقوق السودانيين ممثلة في إعادة الديمقراطية والحكم الرشيد فقد كانت أبا في طليعة الثوار في أحداث مارس 1954م ضد الاحتلال وكانت أبا هي التي وقفت غُصة في حلق النظام المايوي البغيض وأبا كانت الساعد الأيمن للحبيب الإمام الصادق المهدي في الديمقراطية الأخيرة وستظل أبا وفية لمبادئها وحارسة لمشارع الحق ولو كره الإنقاذيون ولو كره الشموليون ولا بد من صنعاء ولو طال السفر. وكان على الذين يريدون أن يسيئوا للإمام عبد الرحمن ولآل بيت الإمام المهدي كان عليهم أن يبصروا الناس بفساد الإنقاذ الذي أزكم الأنوف وكان عليك أن تذكر الناس بمرتبات ومخصصات الوزراء والدستوريين والمسؤولين الحكوميين تلك المبالغ التي بلغت أرقاما فلكية والتي تأخذ أكثر من ثلاثة أرباع الميزانية وما تبقى من الميزانية للاحتفالات والتشريفات أما الوزارات الخدمية من صحة وتعليم فقد أصبحت كالأصبع الملحوس والعبد الذي يخدم سيدته دون أجر فتلك هي السخرة لا الذين جاءوا بكامل قواهم العقلية تدفعهم مبادئهم الروحية ليكونوا سندا لمنقذ الشعب السوداني من الاحتلال. فعليكم يا أبواق الشموليين أن تكفوا عن إساءة الصالحين والمصلحين الذين بنوا أبا المدينة الفاضلة وليتك أيها المسيء للإمام عبد الرحمن ليتك كنت حاضرا أيام مجدها التليد ليتك صليت التراويح خلف الفكي رشيد أو الفكي آدم الزين أو الفكي مهدي هارون أو سيدنا عبد الرحمن آدم برة ليتك كنت حاضرا تلاوة سورة الكهف ليلة الجمعة وسمعت الحبيب الراحل المقيم محمد ود الدومة وهو يرتل القرآن ترتيلا ليتك كنت حاضرا حلقة راتب الإمام المهدي ذلك المأثور الذي يُتلى صباح مساء مقدمة لحزب القرآن لكريم ولكن هيهات هيهات مثلك أن يكون من القوم ولا حتى جليسهم فأولئك الذين جاء في حق سلفهم وإن نشاء الله سيكون في حقهم (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) فأولئك هم أهل أبا فجئني بمثلهم أيها المسيء.
    أيها الأحباب.
    في الاسبوع المنصرم أُغلقت بعض شوارع العاصمة الخرطوم لبضع ساعات وذلك لمرور المسيرة التي أُعلن عنها أنها احتفالاً بختام الحوار المجتمعي. وجزا الله الأستاذ صلاح الدين عووضة الذي لخص تلك المسيرة مقارنا بها المسيرات التي تكون دائماً في العهود الشمولية، حيث قال: كنتُ في سبعينيات القرن الماضي إبان الحكم الشمولي للنظام المايوي طالباً في المرحلة الابتدائية فخرجت في مظاهرة ضد أمريكا وكنتُ أقول لا أمريكا ولا دولاب، فقال عندما كبرتُ علمت أن الشعار لا أمريكا ولا دولار. وما أشبه الليلة بالبارحة حتى أقسم أن أغلب الذين خرجوا في مسيرة الاسبوع الماضي لا يعرفون ما هو الحوار المجتمعي. انتهى حديث الأستاذ صلاح الدين عووضة.
    وأقول إنها مصائب الزمان التي سلطت علينا هؤلاء الأقوام الذين لا هم لهم إلا أن يعيشوا على أجساد وجماجم المواطنين الأبرياء ففي الوقت الذي خرجت فيه هذه التظاهرة احتفاءً بالحوار الذي توصل لحلول مشاكل البلاد كان الطيران يقذف على سفح جبل مرة وكانت أجساد الأبرياء تتطاير أشلاءً على الأرض حتى أن الأسرة الدولية اجتمعت لتدين هذا العمل الإجرامي الذي يمارس ضد المواطنين العزل. إنها المأساة بعينها فيا أهل النظام اتقوا الله وقولوا قولا سديدا.
    ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور.
    وهذه الأيام قصيرة وغداً الأيام طويلاً والشؤون مختلفة والخطوب جليلة وكفى قوله سبحانه وتعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ). هذا مقدار يوم واحد وفي ذاك اليوم (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وقتل النفس من أكبر الجرائم في الأرض فمن قتلها (فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). اتقوا الله يا حكام وفوقوا من سكرات الحكم وملذات الدنيا الفانية فالموت أقرب للإنسان من غمضة العين. توبوا إلى الله قبل فوات الأوان وقبل (أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ).
    أيها الأحباب. ما زال الحبيبان عروة الصادق وعماد الصادق خلف القضبان، من هذا المنبر نطالب بإطلاق سراحهما فوراً.
    اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين، اللهم أهدنا واهدي أبنائنا وبناتنا وارحمنا وارحم آبائنا وأمهاتنا يا رب العالمين.


    أحدث المقالات
  • علِّمُوا أولادكم عقيدة شيخنا حاج الماحِي... بقلم جمال أحمد الحسن
  • حزب الاصلاح يفتقد الأهلية لأصلاح( ذاته),فما بال الوطن بقلم المثني ابراهيم بحر
  • حسفان على الآخر! بقلم على حمد ابراهيم
  • المناهضة جمعت النوبيين على قلب قضية واحدة.. فماذا بعد؟؟ بقلم د.حسين حسن حسين
  • رؤية جادة لعملية الاصلاح بقلم سميح خلف
  • ( عُقدة الجمل ) بقلم الطاهر ساتي
  • خم الرماد في البرلمان..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • متى (نشد وسطنا)؟! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أتانينا بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • إنها المسخرة ورب الكعبة ! بقلم الطيب مصطفى
  • ضرورة التخلص من الحصانات بقلم نبيل أديب عبدالله
  • سقوط مفهوم السيادة الوطنية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ياسر سعيد عرمان (٢) العُطب المركزي للمعارضة و كولسترول أوعية الشعبية بقلم سيد علي أبوامنة
  • احذروا زوهر هدروم الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (92) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الصويرة وأَكَلَةُ المَضِيرَة من المغرب كتب مصطفى منيغ























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de