|
عبد العزيز خالد: منظمة امريكية دعتنا لاديس ابابا وهدفنا توحيد المعارضة السودانية
|
عقدنا لجولة تفاوض مع الحكومة بأثيوبيا "غير ممكن" إلا إذا (...) لسنا جزءاً من المفاوضات ولن يكون دورنا البصم فقط اعتقالنا في حال فشل المباحثات وارد حاوره بالهاتف: ماهر أبوجوخ
تحتضن العاصمة الاثيوبية أديس أبابا تجمعاً كبيراً لقيادات سياسية معارضة من الداخل والخارج، وتزامن حضور تلك الشخصيات مع وجود الوفود المفاوضة لكل من الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات المسلحة بدارفور وهو ما جعل السؤال المطروح (ماذا تفعل القيادات السياسية المعارضة في أديس أبابا؟). وأجرت (الصيحة) حواراً مقتضباً مع رئيس المكتب التنفيذي لحزب التحالف الوطني السوداني، العميد ركن (م) عبد العزيز خالد الموجود حالياً بأديس أبابا، حول أسباب وأهداف ذلك الوجود الكثيف لقيادات المعارضة بأديس أبابا هذه الأيام. اعتبر وزير البنى التحتية بالسلطة الانتقالية لدارفور وكبير مفاوضي حركة التحرير والعدالة تاج الدين نيام خلال حديثه في برنامج مؤتمر إذاعي الذي بثته الإذاعة السودانية يوم أمس الأول (الجمعة) وجود ممثلي المعارضة بردهات التفاوض (تطفلّاً) ويخدم أجندة الحركات المسلحة، ولا يصب في مصلحة الحوار الوطني.. ما هو حقيقة الدور الذي تقومون به خلال وجودكم هذا؟ أولاً، الحكومة ظلت تقول هذا الحديث بشكل مستمر بأننا نحرض الحركات ونشجعهم على عدم وضع السلاح، وهذا الأمر ليس صحيحاً. بالنسبة لوجودنا هنا نعتقد أن الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات لديها مهام يجب أن ينجزوها ونحن لسنا جزءاً من عملية التفاوض التي تدور بينهم وبين الحكومة فالحركة والحركات ليسوا أطفالاً أو قصر حتى نملي عليهم ما يجب أن يفعلوه ويقولوه، وبالتالي فإن ما يدور في غرفة التفاوض أمر لا شأن لنا به. ضعنا في خارطة القوى السودانية الموجودين في أديس أبابا؟ الأطراف السودانية الموجودة في أديس أبابا تشمل قيادات من تحالف قوى الاجماع بجانب كل من الحركة الشعبية وحركات المقاومة بدارفور، ومنظمات المجتمع المدني، والحركات الشبابية. وما هو الغرض من وجودكم؟ الغرض من وجودنا هو إعداد ورقة موحدة لكل من وفدي الحركة الشعبية وحركات المقاومة بدارفور التي قمنا بتسليمها لهم. بجانب ورقة ثانية عن توحيد المعارضة السودانية بمختلف أطيافها وسنحيط الشعب السوداني علماً لاحقاً في حال الوصول لنتائج إيجابية بالمخرجات التي توصلنا لها، ونحن هنا من أجل السلام والإنسانية وإيقاف الحرب ولم نذهب للتفاوض مع النظام من خلال الجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال وإنما من أجل التوصل لقواسم مشتركة عبر رؤى واضحة بين الأحزاب الموجودة بتحالف قوى الاجماع والحركة الشعبية وفصائل الجبهة الثورية والأطراف النشطة حالياً خارج إطار تحالف قوى الاجماع ممثلاً في حزبي الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي. هذا يجعل وجودكم الحالي في مسار المفاوضات التي تعقد حالياً بأديس أبابا لأغراض إضفاء الشرعية على ما ستخلص إليه ولن يتجاوز دوركم الحقيقي البصم على المخرجات دون مشاركة فيه؟ لا، هذا الأمر غير صحيح، فحتى إن وصلت الأطراف المتفاوضة على اتفاق وحوى نصوصاً أو قضايا نعترض عليها فسنجاهر برأينا الناقد. وكما ذكرت لك سابقاً فليس لدينا صلة أو علاقة بما يجري في قاعات المفاوضات بين الأطراف المتفاوضة حتى إننا نقيم في مكان مختلف من الفندق الذي تجري فيه المباحثات ولا نتواجد هناك. ما هو طبيعة الدور الأمريكي في هذا التجمع الكبير بأديس أبابا فالبعض يشير إلى أنهم المهندس الأساسي له؟ بشكل دقيق قد يكون هذا الأمر صحيحاً لحد ما، فالجهة التي وجهت الدعوة لنا هي منظمة "الحوار الإنساني" الأمريكية ولديها مكتب في الخرطوم، ولكن الأمر لا يقتصر على الأمريكيين وحدهم إذ يوجد دور أوروبي مماثل سيما مع مطالبة ودعوة الحركة الشعبية لإدراج ومناقشة كل القضايا القومية، ولهذا يبدو أن مسار إيجاد تسوية شاملة بمناقشة القضايا الكلية هو الذي يمضي الآن، وهو واضح جلياً مع ما طرحه رئيس الوساطة الافريقية الرئيس الجنوب إفريقي ثابو أمبيكي. طبقاً لذلك هل نتوقع تشهد أديس أبابا مفاوضات مباشرة بين تحالف قوى الاجماع والحكومة؟ هذا الأمر غير ممكن حالياً، ولدينا شروط يجب أن تنفذ. هذه الشروط مرتبطة بتهيئة المناخ وإطلاق الحريات، ولا زلنا متمسكين بها كاشتراطات واجبة التنفيذ، ولا زلنا مصرين عليها وبعد تنفيذها يمكننا أن نجلس معهم. من خلال متابعاتك لمسار المفاوضات وتقييمك لها.. إلى أين تمضي؟ وهل توجد فرصة للتوصل لاتفاق بين المتفاوضين؟ أم سيكون الانهيار مصيرها كما حدث في الجولات السابقة؟ طبقاً لمتابعتي فإن المحاثات بين الحكومة من جهة، والحركة الشعبية والحركات تمضي حتى اللحظة بطريقة يمكن أن تفضي لتوصلهم لنتيجة، ولذلك فإن فرص إحداث اختراق فيها وارد، ولكن في ذات الوقت فإن انتكاسها وانهيارها في اللحظات الأخيرة بسبب تمسك أي من الأطراف بمواقفه هو الآخر بدوره حاضر. مع ضرورة الإشارة لوجود عوامل ضغط على الأطراف المتفاوضة تتمثل في متابعة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لمسارها بشكل لصيق وإمكانية اتخاذ الأمريكيين والأوربيين لموقف تجاه أي من الأطراف التي قد ترفض بسبب تمترسها خلف مواقفها. أَلا تخشى القيادات السياسية الموجودة في أديس أبابا من ردة فعل الحكومة وقيامها باعتقالهم في حال تعرض المفاوضات للانتكاسة والانهيار باعتبار أن لديهم اتصالات مع الجبهة الثورية؟ اتصالاتنا بالجبهة الثورية مستمرة وجيدة ولم تنقطع. صحيح إنه تجمعنا مناسبات ذات طابع اجتماعي مع شخصيات بالحكومة داخل البلاد سواء كانت أفراحاً أو أتراحاً ولكن لا يوجد أي اتصال على المستوى سياسي معها، وعليه فإذا حدث اختراق فلن تكون هناك مشكلة بالنسبة للحكومة حيالهم، أما إذا حدث العكس وانتكست المفاوضات فإن الحكومة وردة فعلها غير مضمونين، فإذا تعاملت بالأمر بشكل عميق فإنها يستوجب أن تنظر بشكل إيجابي لتلك المشاركة أما إذا تعاملت بالنفس الصغير وضيق الصدر فربما تشرع في شن حملة باتهام قيادات الأحزاب السياسية بإعاقة المفاوضات وجعلها مبرراً لاعتقال كل السياسيين الذين ذهبوا لأديس أبابا، وكما أسلفت لك فإن كل الخيارات متاحة والأمر عندنا سيان ولن تفرق عندنا. من حديثك يبدو أنك لا تخشى الاعتقال على الرغم من اعتذارك عن قبول منصب نائب رئيس "الجبهة العريضة" بسبب خشيتك من الاعتقال وذلك طبقاً لما ذكرته العريضة في بيانها الأسبوع الماضي؟ هؤلاء يتحدثون وهم (برة الصورة)، فالذي يخاف الاعتقال لا يأتي لهذا الاتجاه، وعلى الجبهة العريضة أن تبحث عن الذين يخافون من الاعتقال فأنا موجود في الداخل ولا أخاف من الاعتقال وجربت منذ انقلاب الإنقاذ السجون والمعتقلات وليست جديدة على فلمَ أخافها في الأمس واليوم وحتى غداً واتخذ مواقفي السياسية الصحيحة والمبدئية وبعدها فليكن ما يكون.
|
|
|
|
|
|