|
صدور كتاب نخلة لاتنبت والأبنوس للكاتب بسودانيز اون لاين تاج السر حسن محمد الملك
|
صدر عن Bookmasters الحجم 6x9 Pages 244
نسخة موقعة، أسبوعين بالبريد: https://sites.google.com/site/elmeliksite/nakhla
تقديم يؤخر ولا يقدم بقلم بشرى الفاضل
نخلة لا تنبت والأبنوس مجموعة قصص من نوع جديد ومفارق لجهة إبداعيته والمفارقة تبدأ من العنوان ففي قصة (في حضرة النجمة التي هوت) نقرأ "فضحكنا كلنا وبدا لنا أبونا مثل نبيّ يجوز له ما لا يجوز لغيره من البشر ، كان أبي مثل نخلة لا تنبت والأبنوس في تربة واحدة." وهكذا أخفى الكاتب عن عمد نصف الصورة القلميّة حتى من العنوان؛ وهو يفعل ذلك في نواح كثيرة من سرده الممتع في لغته الجديدة الجذابة التي رأى فيها قارئ مستنير صديق، ما أطلق عليه (خفة روح). وأقول لغته الجديدة لأنها تفاجئ القارئ بتبديلاتها وتنقلاتها لدى أي غفلة. ففي قصة (حضرة النجمة التي هوت ) تاريخ العنف الثالث حين أن المجموعة بها قصتان تحملان تاريخ العنف (1) وتاريخ العنف (2)؛ يحكي الراوي بطريقة محايدة طقوس القتل التي قام بها أبوه بتواطؤ مع الراعي وهي طقوس تختفي تفاصيلها وتبين. حوت المجموعة سبعة وثلاثين قصة وبذا فهي مجموعة كبيرة وبها أخيلة متشعبة. يختلط الزمان بالمكان في هذه المجموعة اختلاطاً عجيباً جديداً؛ ففي القصة الأولى التي جاءت بعنوان (الجزيرة أبا) ، لا نقف عند حدود هذا الأرخبيل من الجزر بل ننطلق مع الراوي من أبا ونيلها وعبق تاريخها إلى كركوج ولا ننسى الشكينيبة عبر سياحة في كل السودان أما المكان فيتحول فجأة إلى زمان وإلى مستقبل " تلك قرية سعيدة ، ترقد في استرخاء قريباً من النهر الآخر الأزرق ، الذي يلتقي بالشاحب الحسائي في مستقبل مؤكد) أما النيل الأبيض يتم وصفه بصورة بليغة . في نص (عقدي وعقد الجلاد) يقف القاريء محتاراً هل هذه قصة أم خواطر وذكريات فالشخوص كلها فاعلة في الحياة الثقافية والفنية في عالم اليوم في بلادنا ، لكن الفوارق بين النصوص حالة كونها حكياً إبداعياً وغير إبداعي تتقارب في السرد الحديث ودونكم صنع الله إبراهيم في (بيروت بيروت )؛ وغابرييل غارثيا ماركيز في (حالة اختطاف) والطيب صالح في (منسي). حسب الكاتب تاج السر الملك، أنه سرد لنا قصة بدايات عقد الجلاد وكيف أنه ساهم بقلمه عبر حوار في إضاءة بريق ذلك (العقد) في ذلك (العقد) " ساعتان والخرطوم تفتح أجفانها على فصل جديد. نقطة تحول أصيلة في الفن السوداني." تاج السر الملك حكاء مبدع تنتقل أخيلته في هذه المجموعة الباهرة من أرض السودان وسمائه ،ومركزية قصصه هي ودمدني السني، وتنداح الأخيلة والصور إلى الدنيا الجديدة مع سياحات في مختلف بقاع العالم لكنها قد تخرج من شاشة حاسوب ومن وديان ومن غابات ويقول تاج السر قولة الراحل عمر الطيب الدوش الشهيرة (ومني أنا). وهي سياحة في أزمنة مختلفة تمتد لعقود تصحب معها أحياناً (توب الزراق) في لباس نساء السودان ، لكنها لا تغفل رسم الصور البديعة للصبايا الجديدات في دنيانا التي نعرف وفي الدنيا الجديدة وعلاقات الراوي معها. قبل: القاص والمبدع في ضروب إبداعية عديدة تاج السر الملك كاتب متمكّن و سينطلق القراء معه في هذا السرد في أزمنة وأمكنة مختلفة وسط غلالة من الواقعية السحرية أصل شجرتها في حكي السودانيين مكين منذ طبقات ود ضيف الله ؛ و من قبل الأدب الشفاهي السوداني الضارب في القدم بشتى لغات أهلينا الشعوب بصيغة المفرد في سيرورتهم ، التي لم تصل إلى منتهاها بعد. ومثل هذا الحكي لبنة جرانيتية صلدة في عمران ثقافتنا من أجل تمتينها وتمتينه. وبعد : في السودان ساردون عظام؛ لم يكن الطيب صالح أولهم، وربما كان أبدعهم (حتى إشعار آخر!).وتاج السر الملك أحد هؤلاء الساردين العظام وهو ليس أولهم بداهة ولا أبدعهم لكنه من كبارهم. هذه الحكايات والقصص والصور أمتعتني وآمل أن تمتع القارئ الكريم . بشرى الفاضل – جدة نوفمبر 2012م
|
|
|
|
|
|