|
سلام شامل الخرطوم:حسين سعد
|
سلام شامل
الخرطوم:حسين سعد
قبيل تعليق الجولة الرابعة من المحادثات بين الحكومة والحركة الشعبية شمال لمدة عشرة ايام بسبب تباعد مواقف الطرفان توقع عدد من المختصين والمراقبين فشل الجولة،مشيرين الي الهوة والواسعة لفهم مرجعيات الحوار ومطالب كل طرف والغريب ان وفد الحكومة الرافض لمقترح الحوار الشامل لحل أزمات البلاد الذي دفعت به الحركة الشعبية لطاولة المفاوضات وبمشاركة الجميع،يأتي في ذات الاجواء التي دعا فيها رئيس الجمهورية عمر البشير لحوار (الوثبة) الذي وجه للناس كل الناس ،في يقيني هذا تناقض واضح لسلوك الحزب الحاكم وهذه النقطة قد أشار اليها رئيس قوي الاجماع الوطني فاروق ابوعيسي واشار لها ايضا القيادي بالحزب الشيوعي وعضو لجنته المركزية المهندس صديق يوسف بقوله:المؤتمر الوطني غير راغب في الحوار لافي الخرطوم ولا أديس ابابا. حسناً دعونا نقف علي رؤية الحركة الشعبية التفاوضية حيث قال رئيس وفدها وأمينها العام ياسر عرمان (نحن طبعا ذاهبون للحوار وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2046، وسوف نختبر هذه الدعوة، إذا كان المؤتمر الوطني جادا في عملية الحوار، أم هي أحد تكتيكاتهم التي يريدون بها كسب الزمن)وأضاف عرمان حسب تحليلانا و تاريخنا في التعامل مع المؤتمر الوطني،هم غير جادين في أية حوار يغير شكل الدولة القائمة، هم فقط يبحثون عن الوسائل التي تجعلهم يسيطرون أكثر علي الدولة، و قال نحن مقتنعين إن الحوارات الثنائية لا تحل المشكلة، و يجب حل مشكلة المنطقتين من خلال حل شامل لمشاكل السودان، و بالتالي نحن ما نزال ندعو لمؤتمر جامع تحضره كل القوي السياسية لحل جميع مشاكل السودان، أما تجزئة القضايا و الحوارات الثنائية هي تسكين مؤقت للمشاكل.
هذا الحديث لياسر عرمان، يوضح الإستراتيجية التي دخلت بها الحركة الشعبية التفاوض في أديس أبابا، و هي إستراتيجية تخالف تماما إستراتيجية المؤتمر الوطني، القائمة علي تجزئة المشاكل، و تعدد موائد الحوار، حتى يتسني له القبض علي كل الخيوط، و التحكم في سير الحوار الوطني، و هي إستراتيجية يشتغل عليها المؤتمر الوطني ربع قرن، و لم تورثه غير الفشل، و مزيدا من الحروب و النزاعات، و لكنه ما يزل مصرا عليها، و كما قال المبعوث الأمريكي السابق في ورقته، إن المؤتمر الوطني يعاني من عقدة المحكمة الجنائية الدولية، حيث أغلبية قياداته مطلوبة في جرائم حرب و إبادة لجزء من الشعب السوداني، و خاصة في دارفور، هذه المشكلة لا تجعلهم يدخلون في حوار جاد يفقدهم السيطرة علي الدولة، و بالتالي هم يبحثون عن طمأنة، و لا اعتقد هناك قوي سياسية تستطيع أن تقدم هذه الطمأنة منفردة، فهي مشكلة المجتمع كله، لآن الضرر وقع علي كل المجتمع، فلا يمكن أن تناقش إلا في مؤتمر دستوري عام،
تمسك الشعبية بالقرار الاممي وتفهمها لطبيعته ومرجعيته التي اشرنا لها اتفق معها وساندها السياسي عبد الرسول النورالحاكم الاسبق لاقليم كردفان في مقال له بصحيفة الراي العام الخميس الماضي بعنوان(صناعة التوافق ماذا حدث في اديس ابابا) ان القرار الاممي 2046 هو المرجعية كما انه يحدد التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية شمال وهذا أمر له اهميته ودلالته وللحركة الشعبية شمال الحق ان يناقش اي قضية لانه يعتقد نفسه موجود في كل منطقة دارفور الشمالية نهر النيل دارفو روغيرها وبالتالي يتحدث عن قضايا السودان وليس المنطقتيين فقط والدليل ان رئيس الوفد المفاوض عرمان ليس من المنطقتيين وتابع(ان اختلاف مرجعية التفاوض بين الطرفان هو ما اسهم في خلق هذا البون لشاسع)وهذا يفرض علي الخرطوم ان تحددهل ستوافق علي اساس مرجعية القرار 2046 كما اعلنت ام مع اهل المنطقتيين الشعبية تناقش بزاوية قومية ويجب كذلك ان يكون مدخل الحكومة.
وبدورنا اذا عدنا لمواقف كافة القوي السياسية فيما يتعلق بالحل الشامل نجدها متفقة تماما مع هذا الطرح بل ظل موقفا واضحا لها وهذه هذه الرؤية ظلت تدعو لها الجبهة الثورية بكل فصائلها والقوي السياسية المعارضة،لاسيما قوي الاجماع الوطني التي يترأسها المحامي فاروق ابوعيسي الذي مازال يدعو وبشكل واضح لحوار منتج بمشاركة كافة السودانيين لانقاذ بلادنا، ات الرؤية التي دعت لها الشعبية بأديس أبابا أكدها الدكتور الترابي عقب إجتماعه مع سفراء الاتحاد الأوروبيالاسبوع الماضي حيث قال للسفراء إن مشكلة دارفور و ولايتي النيل الأزرق و جنوب كردفان ،لا تحل إلا في إطار قومي شامل، وبدوائر حزب الامة القومي مازال الصادق المهدي يكررفي كل خطاباته، لتفكيك دولة الحزب لمصلحة دولة التعددية، من خلال مؤتمر جامع لأهل السودان،
ويصف المحلل السياسي والصحفي زين العابدين صالح عبد الرحمن في مقال له (الحركة الشعبية تختبرحوار المؤتمر الوطني ) إصرار الحركة الشعبية، علي أن يكون حل قضية المنطقتين ضمن حل كل مشاكل السودان، بانها رؤية صائبة جدا، باعتبار إن تاريخ الإنقاذ في حل المشاكل ثنائيا قد فشل، و هي إستراتيجية أدت إلي إنفصال الجنوب و يمكن أن تمزق السودان، ويتسأل المحلل السياسي صالح عبد الرحمن إين مشكلة الحركة الشعبية في ذلك، إذا هي أصرت علي مؤتمر قومي لحل مشكلة السودان وهي رؤية تتفق عليها كل أحزاب المعارضة، و كل الذين يسعون بصدق للبحث عن حل.
عموما تبقي حوالي أسبوع من الموعد المحدد لاستئناف المحادثات بين الطرفان والي حين حلول ذلك الميعاد تظل الحقيقة التي لاجدال فيها وهي ان المؤتمر الوطني هوالمتسببب الأول في الأزمة الشاملة التي تضرب البلاد من أقصاها لأقصاها، منذ ربع قرن من الزمان لذلك هذه الأزمة الشاملة لن تحل(بالقطاعي) ولا بسياسة الإستوزار،وتوزيع كراسي الحكم وإنما يجب ان يكون الحل شاملاً ،والإجابة علي سؤال (كيف يحكم السودان) ودليلنا الذي نحمله في يدنا ونلوح به للجميع حول صحة موقفنا هذا هو(إنقلاب المؤتمر الوطني وتملصه) من كل الاتفاقيات التي وقعها مع طرف أو آخر قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به والنمازج عديدة منها(نيفاشا-أبوجا-الدوحة- جدة- القاهرة-اسمراء) كل ذلك يحدث من المؤتمر الوطني لكسب الوقت من أجل البقاء في السلطة.
|
|
|
|
|
|