|
دارفور تشتعل بانتهاكات الجنجويد
|
أظهرت صور مشروع القمر الصناعي "سنتنيل" يوم 17 مارس 2014 تدمير نحو 150 منزلا على الجانب الغربي من مدينة سرف عمرة، إذ هناك يعيث مقاتلو الجنجويد فسادا في الأرض مرة أخرى. فضلا عن ذلك فإن أنماط الدمار قادت محللي الصور إلى خلاصة مؤداها أن الإضرار الذي لحق بسرف عمرة كان متعمدا، وليس من قبيل الصدفة. إلى ذلك يعاني أهالي دارفور مرة أخرى من تنافس ميليشيات للسيطرة على الأراضي، والموارد. فالهجمات في سرف عمرة أدت، وفقا لتقارير إخبارية، إلى مقتل 19 شخصا، وجرح 60 وتشريد نحو 65،000 وفقا لمنظمات إنسانية دولية. أما الهجمات القاتلة على المناطق المحيطة بسرف عمرة فهي تتصاعد في وقت يتنافس بعض القيادات من أجل السيطرة على ولاية شمال دارفور. ويبدو كذلك أن الجديد في هذه التطورات هو أن الاقتتال الداخلي بين القوات المتنافسة المدعومة من الحكومة صار أكثر كثافة، مع اندلاع الاشتباكات القبلية. فاستراتيجية الخرطوم طويلة الأمد لمكافحة التمرد بناء على قاعدة "فرق تسد" لا محالة تتضح في أحداث العنف الأخيرة. فالدعم المالي من الحكومة السودانية للمجموعات المسلحة التي تهاجم المدنيين يثبت قبول الحكومة بالسلوك الإجرامي لهذه الميليشيات التي تمولها. إذ إن ثقافة الإفلات من العقاب قد شجعت جميع الجهات الفاعلة المسلحة بما فيها الموالون و غير الموالين للحكومة على تفاقم العنف في الإقليم. موسى هلال والضلوع في أحداث سرف عمرة ويقول شهود عيان إن الهجمات القاتلة التي شهدتها سرف عمرة، والتي بدأت صبيحة يوم 3 مارس كانت بفعل الميليشيا الموالية للزعيم الدارفوري الأكثر تأثيرا موسى هلال، والذي عاد مؤخرا من الخرطوم بهدف السيطرة على السلطة في شمال دارفور وقد ساعدت تحركاته في المنطقة على تأجيج المخاوف من تجدد العنف. ففي أواخر فبراير، تقدمت ميليشيات هلال نحو سرف عمرة، وقامت بتمشيط الطرق هناك، وإبعاد الميليشيات الموالية للحكومة نحو أماكن حول جبل عامر في محاولة للسيطرة على المنطقة. وعند بلوغ موسى هلال سرف عمرة يوم 3 مارس حاول مقاتلوه إقالة معتمد عينته الولاية، والذي فر خلال الاشتباكات التي تلت ذلك والتي أسفرت عن مقتل العديد من مقاتلي هلال. مصادر مشروع كفاية أشارت إلى أن مقتل عدد من مجموعة هلال والخلاف حول مدفوعات الدية في نهاية المطاف أثارت الاشتباكات القبلية في سرف عمرة وسط الأبالة، والقمر، والتاما. وتضررت عدة أحياء، وأحرقت منازلها، وقامت المليشيات بنهب السوق يوم 7 مارس. مثلما منعوا المواطنين من الوصول إلى مصدر المياه الوحيد في المدينة، ما دعا ذلك إلى فرار الآلاف منهم، غير أن بعضهم لجأ إلى مقر بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور (يوناميد ). وقد أجلت قوات يوناميد العديد من أولئك الذين فروا إلى الفاشر، بمن فيهم معتمد المنطقة. وصرح هلال بأنه استولى على منطقة سرف عمرة، وثلاث مناطق أخرى مجاورة، وأعلن تكوين إدارات جديدة في هذه المناطق، بالإضافة إلى مجلس من 100 شخص من القبائل المتوطنة هناك، وذلك بعد أن أقال جميع السلطات المحلية التابعة للوالي كبر. غير أن والي شمال دارفور انتقد المجموعات غير المنضبطة لضلوعها في زعزعة استقرار الأجزاء الغربية من الولاية. كذلك حذرت الحكومة أن القوات المسلحة سوف تعيد السيطرة قريبا على سرف عمرة والمناطق الأخرى. ولكن هناك تقارير متضاربة أشارت إلى أن مليشيات هلال قد غادرت سرف عمرة. هناك تفسيرات متعددة لما أقدم عليه موسى هلال والاشتباكات بين الوحدات المسلحة التي ارتبطت بقواته. فالصراع على السلطة بين الزعماء من أجل السيطرة على شمال دارفور كامن وسط الاشتباكات بين المسلحين هناك. وتقول مصادر إن محاولة اغتيال دبرها والي شمال دارفور للقضاء على هلال في سرف عمرة في 6 مارس، وفي ذات الوقت هناك تقارير أفادت بأن الوالي محمد عثمان يوسف كبر نفسه قد نجا من محاولة اغتيال في 16 مارس، ذلك على الرغم من أنه نفى صحة هذه الأنباء. ويقول مراقبون إن هلال يسعى إلى إظهار قوته في محاولة لزيادة نفوذه السياسي لتعلية سقوف مساومته لحكومة الخرطوم. وبعض الآخر يقول إنه غير راض بشدة عن عجز الخرطوم عن الوفاء بالتزامات مالية نحو قواته. إن علاقات هلال مع سماسرة السلطة المركزيين والمحليين لا يمكن التنبؤ بها بينما العنف في دارفور يتصاعد بسرعة والمشهد العام للجهات الفاعلة عسكريا في دارفور ينمو بشكل أكثر تعقيدا، لا سيما مع ظهور مجموعة الجنجويد الموالية للخرطوم. فهذه المجموعة التي اتخذت مسمى قوات الدعم السريع، ساهمت مع القوات المسلحة عبر حملتها العسكرية على الحركات المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد قتلت تلك القوات عددا من المواطنين وخلفت وراءها الكثير من المنازل المحروقة، ولاحقا تحركت نحو شمال كردفان واثارت الفزع هناك قبل ان تنتقل الى دارفور. وفي أواخر فبراير الماضي أسفرت هجمات قوات الدعم السريع على أكثر من 35 مدينة في جنوب دارفور عن مقتل مواطنين واغتصاب النساء وحرق المنازل بالكامل. وقد دمرت سلسلة من هجمات القوات المسلحة في شمال دارفور خلال الأسبوع الماضي 16 قرية غرب مدينة مليط، و25 أخرى شمال كتم. وتقدر المنظمات الإنسانية أن نحوا من 215،000 نزحوا جراء العنف في دارفور منذ بداية عام 2014. إلى ذلك فإن سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سامانثا باور، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان نيفي بيلاي، قد أعربوا عن قلقهم إزاء تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في شمال وجنوب دارفور، ذلك بالتزامن مع سعي قوات يوناميد، والمنظمات الإنسانية إلى الوصول إلى المنكوبين وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
DPs gathered outside UNAMID camp
Imagery Date: March 17, 2014 Location: Saraf Omra, North Darfur State, Sudan Report Date: March 25, 2014 Report Title: Darfur in Flames with Janjaweed's Return This image is free and may be used with credit given to DigitalGlobe (capital D, capital G, one word).
|
|
|
|
|
|