|
حوار مع عبد العزيز حسين الصاوي ( 1- 2 ) هناك استحالة في نشوء نموذج تونس او تركيا في السودان
|
حوار مع عبد العزيز حسين الصاوي ( 1 – 2 ) محمد نجيب محمد علي وعامر محمد احمد حسين 3 ابريل 2014 ==اصحابنا هؤلاء لم يسقطوا علينا بمظلة عمرالبشير وعدم التركيز علي اسقاط اسباب وجود الشمولية تجريب للمجرب. == لاديموقراطية بلا ديموقراطيين .. ولاديموقراطيين دون تعليم جيد. == هناك استحالة في نشوء نموذج تونس او تركيا في السودان. == انا علماني كامل الدسم وسأبذل مافي وسعي لتجسير الهوة بين الديموقراطيين الاسلاميين والعلمانيين
(×) في حوار سابق معك كانت لديك رؤية حول تطبيق ماأسميته "خيار زيمبابوي" والذي يرتكز على صيغة معايشة بين الحكم والمعارضة من أجل انتقال ديمقراطي سلس.. ألا زال الخيار قائماً؟ (=) ليس قائماً فقط بل هو الان اكثر ضرورة مما كان عليه سابقا والبلاد تتفتت بين ايدينا. كتبت حول هذه الفكره منذ يوليو 2009 وشاءت الصدف ان التقى العام الماضي أحد مساعدي "ثابو مبيكي" .. ولو تذكر فإن فكرة الخيار هي استثمار خبرته في استخدام مزيج الضغوط الاقليمية والدولية ووزنه الخاص لانقاذ زيمبابوي من الانهيار الكامل، للتوصل الي مخرج من المأزق السوداني. (×) ماذا قلت لمساعد امبيكي؟ (=) شرحت له الفكرة وهي بأختصار ان التوازن السياسي السوداني ليس في مصلحة المعارضة لأسباب تاريخية ادت لانتشار الخطاب الديني وضعف القوي الديموقراطية ولأسباب واقعية حالياً، وان جهودكم المشكورة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والعلاقة مع الجنوب لن تثمر باضطراد اذا لم تتطور الاوضاع الداخلية نحو الاستقرار بتعديل التوازن السياسي لمصلحة وفاق وطني يستحيل دون ، على الأقل ، اجراء انتخابات نزيهة تقنع المعارضة للاشتراك فيها. هذا يمكن ان يطلق ديناميكية ذات مردود ديموقراطي وانفتاح سياسي علي المدي الابعد. بغير ذلك كل مايتحقق في مناطق النزاع معرض للانهيار بل ان الخرق قد يتسع (×) ماذا كان رد فعل مساعد امبيكي؟ (=) استمع بصبر وانتباه ولم اتوقع منه اكثر من ذلك فأنا لاأمثل وزنا او جهة ما .. والالية التي يرأسها مبيكي ليست مفوضة لمعالجة شأن داخلي، كما كنت اعتقد عندذاك . (×) ماذا حول ما يدور عن وجود تنازلات من النظام وخصوصاً خطابه الأخير حول الوضع السياسي؟ (=) من الممكن ان تترتب عليها تنازلات وبعض الانفراج ولكن الحقائق الصخرية حول اختلال التوازن لمصلحة النظام لن تتغير بين يوم وليله وكذلك مشاكل النزاعات المسلحة والمعيشية الطاحنة وغيرها.. نحن بسبيل الانتقال السريع من حالة الدولة الفاشلة الي حالة المجتمع الفاشل حيث تتصارع القبائل، حتي العربية منها، حتي الموت بالمئات ولابد من مخرج قد يوفره دور افريقي، يقوده مبيكي. (×) ألا تعتبر مثل هذه التدخلات تدخلاً في الشأن الداخلي السوداني؟ (=) سيكون غريبا قبولنا التدخل الاجنبي في دارفور بما في ذلك وجود قوات اجنبية ومساس بأمور سيادية، ونرفض تدخل لامثال "مبيكي" قد يخرج البلاد من حروبات داخلية تهدد كيان الدولة السودانية.. (×) هل النظام له قابلية لقبول الضغط ؟ (=) اقتراحي المتكامل يفترض دعما عربيا وامميا وغربيا لاي صيغة او جهد تقوم به الالية الرفيعة المستوي بقيادة تابو مبيكي . وفي ظروف ضعف الضغط الداخلي لتعديل التوازن فأن الدول التي يثق فيها النظام لانها تتعاون معه اقتصاديا، وبالذات قطر في الاستثمار الزراعي والعقاري والصين في السدود وغيرها، من مصلحتهما استقرار الاوضاع في السودان ويمكنهما لعب دور في هذا الخصوص وانا لاأستبعد ان " الوثبة " لها علاقة بهذا الموضوع فمثل هذا الضغط لن يمارس بشكل علني .. بعض اوساط النظام، خاصة رجال الاعمال الحديثي التكوين الذين تتضرر مشاريعهم بالحصار اشتد عودهم ومن ثم تأثيرهم في سياسات النظام قد يلعبون دورا وكذلك اوساط اخري تخشي علي مصيره ومصيرها من الانشقاقات المتوالية التي وصلت العظم بمحاولات الانقلاب من داخله. (×) وماذا عن القوى الدولية الأخرى مثل امريكا؟ (=) في تقرير مشهور للمبعوث الأمريكي الأسبق للسودان برنستون ليمان توصلوا الى نفس الفكرة فيما يتعلق بدور لثابو امبيكي والالية الرفيعة المستوي في التحول الديموقراطي وليس التدخل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق فقط.. الغرب عموما والقوى الدولية ليس من مصلحتها تفتيت وتفكيك السودان إن لم يكن لاي سبب فبسبب حرصهم علي الجنوب وكذلك مصر فالاستقرار في كليهما مرتبط باستقرار أوضاع السودان. لاأتصور ان اجهزة المعلومات والاستخبارات الغربية غير مطلعه علي حقيقة وجود تيار سلفي سوداني قوي يمكن ان يتضخم ويؤثر اكثر من الان إذا لم تتصلح احوال السياسة السودانية. (×) هل التقط الأمريكان الفكرة السابقة التي طرحتها حول خيار امبيكي؟ (=) لااعتقد ان قدرة المتابعة الامريكية الهائلة تصل درجة التقاط مايقوله كاتب مغمور .. ما طرحته كان سابقا بحوالي اربعة شهور لما طرحه "ليمان" ومنشور في صحيفة الحياة الدولية التي اكتب فيها مقالا شهريا وداخليا وكذلك في مواقع اسفيرية. الايجابي في مقال ليمان انه تضمن معلومة تؤكد ان تفويض الالية الرفيعة المستوي يغطي دورا في التحول الديموقراطي بعكس معلوماتي ولكن عيبه الكبير انه لايفسر كيفية اقناع او اجبار النظام على تقديم التنازلات من جانبه.. في تصوري الذي طرحته ان الضغط يمكن ان يأتي عن طريق الصين وقطر التي لديها استثمارات ضخمة بالاضافة الى دورها في موضوع دارفور .. والصين تدعم النظام سياسياً ومعنوياً بالاضافة لمشاريعها الكبيرة في البترول والسدود المائية.. (×) المعارضة لا زالت ترفع شعار اسقاط النظام؟ (=) في الحقيقة هي معارضات وليس معارضة واحدة ، توجد معارضة رسمية يمثلها الاجماع الوطني تتعرض الان لانقسامات نتيجة استعداد أطراف رئيسية .. حزب الأمة والمؤتمر الشعبي للتعامل مع وثبة النظام وكذلك حركة الاصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين. بينما بقية الأطراف لها مواقف متباينه بين درجة الرفض المطلق والقبول المشروط لمبدا الحوار مع النظام (×) هل لازال خيار اسقاط النظام عند هذه القوى السياسية قائماً؟ (=) ايضا بدرجات متباينة .. ولكن وسط القوى النشطة حركيا لاسيما وسط الشباب، هي الاعلي صوتا وتضحية ، مطلب الاسقاط الفوري هو السائد وهي تتمشي بذلك مع المزاج الساخط نتيجة مصاعب الحياة الجبالية ولكن ليس بالسخط وحده تسقط الانظمه. الشبابيون لهم تصدعاتهم ايضا .. قطاع كبير محافظ وانصار سنه الخ.. واقرب للاسلاميين الحكام واخر انصرافي مع الحوت محمود عبد العزيز الخ.. والنشطون قسم منهم مرتبط بالحركات المسلحة وهؤلاء يتأثرون بتكتيكات الحركات التي لاتنسجم مع تكتيكات غير المرتبطين في كل الاحيان. (×) اسقاط النظام سيجلب الديمقراطية؟ (=)، تجربة الربيع العربي اثبتت ان اسقاط النظام في حد ذاته لا يأتي بالديمقراطية ويمكن ان يأتي بعكسها بالفوضي غير الخلاقة وقيصر جديد من اسمائه السيسي, والحديث عن اسقاط النظام من غير تركيز مواز ومصاحب على اسقاط أسباب وجود الشمولية تكرار وتجريب للمجرب ولن يؤدي الى النتيجة المنشودة.. (×) ماهو بديل المعارضة سوى رفع شعار اسقاط النظام؟ (=) لابد من مراجعة كيفية اسقاط النظام وإعادة النظر على ضوء التجربة السياسية السودانية والعربية.. البديل هو عدم تجريب المجرب. هل هذا كثير علي العقل السياسي السوداني؟ ..يعني ذلك العمل علي اسقاط النظام باعتباره تجسيدا للشمولية وانعدام ثقافة الديموقراطية فأصحابنا هؤلاء لم ينزلوا علينا بمظلة عمر البشير ..هذا ليس مجال تفاصيل وكتابي " الديموقراطية المستحيلة " يطرحها. (×) ماهي الأسباب التي أدت لحالة الشموليه وازمة ضعف الديموقراطية؟ (=) السبب هو ان القوي الحديثة يعني التي تفتحت علي الاستقلال من شباب ومتعلمي الخمسينيات وكان عندها رغبة حقيقة في التغيير عاشت في جو الصراع العنيف والمشروع للتحرير الوطني ضد الغرب وفي جو الظهور القوي والايجابي للمعسكر الاشتراكي الذي قدم الدعم اللامحدود لحركات التحرير الوطني ولكن ايضا البديل الاشتراكي للنموذج الغربي الرأسمالي للبناء والتغيير .. فاخترنا الاشتراكية وهذه تركزعلي الديموقراطية الاجتماعية وليس السياسية هذا ماأ ضعف جانب الثقافة الديموقراطية لدي القوي الحديثه .. الاشتراكية كانت نداء العصر .. حزب العمال البريطاني كان ماركسيا.. والاسلاميون كذلك تبنوا شعارات اشتراكيه .. لذلك لايمكن ان نلوم شباب تلك الفترة ..وميول القوي الحديثة كانت طبيعية ولكن هذا كان سببا رئيسيا لهشاشة قاعدة الديموقراطية وقاعدة المجتمع المدني التي تستند اليها ) أسباب تمدد ليل الانظمة الشمولية في السودان؟ (=) الأسباب التي ذكرتها حول غياب الديمقراطية والايمان بها, تعني ان ظهور الانظمة الشمولية يكاد يكون هو الشئ الطبيعي .. يعني هي لاتأتينا من فراغ او نتيجة مؤامرات عسكريين أو مدنيين, المجتمع نفسه لا يعتبر الديمقراطية حق من حقوقه يجب عليه الحفاظ عليها .. حتي النخب وسكان المدن ومناطق الوعي، لذلك تقع الانقلابات (×) التعليم والديمقراطية؟ (=) لاديموقراطية بلا ديموقراطيين ولاديموقراطيين سودانيين دون تعليم جيد .. الديموقراطيون الاوروبيون ولدوا من رحم الثورة الصناعية ونشوء الطبقة الوسطي والاصلاح الديني وفلسفة وفكر التنوير . عملية استغرقت قرنين او ثلاثه أدت الي ترسيخ ثقافة الديموقراطية في الاذهان والتصرفات التلقائية بحيث يتعذر علي الانسان العادي في الغرب ان يفهم معني تغيير السلطة بغير الانتخابات مثلا، ناهيك ان يحرض علي ذلك كما يحدث عندنا حيث نزهج من الديموقراطية بعد شهور من اسقاط النظام الشمولي فنمهد الارض لعودتها مرة اخري. تاريخ السودان مختلف جدا لذلك فأن تكوين مثل هذه العقلية والتصرفات لن يأتي الا عبر نظام تعليمي حديث يخدم هذه الغاية وعبر تنشيط المجتمع المدني كوسيلة لتحقيق الاصلاح التعليمي وتربية الانسان علي خدمة مصالحه في اطر غير قبلية او جهوية .. النظام التعليمي الراهن هو الاداة الرئيسية في يد الشمولية الحاكمة الان والقادمة حتما إذا لم نبدأ منذ الان معركة إصلاحه .. يواجهونني دائما بأن ذلك غير ممكن الان .. حتي اذا افترضنا جدلا صحة ذلك، وهو ليس صحيحا، اليس نشر الوعي بالعلاقة بين اصلاح النظام التعليمي وحماية الديموقراطية بعد سقوط النظام هو التغيير بعينه. هل هناك تغيير لاي شئ دون إعداد قوي قادرة علي تتحمل مسئولية ذلك؟ (×) ما الذي ينقص السودان حتى تلتحق حركته الاسلامية بالقطار التركي والتونسي؟ (=) لكي تنمو حركة ديموقراطية التوجه يتطلب الامر وجود مجتمع مدني حي ومزدهر تضعف تحت تأثيره الانتماءات القبلية والاثنية وكذلك الافكار المتطرفة والجامده. في السودان هذا المجتمع فقد حيويته التي اكتسبها بالتدريج منذ اواخر القرن التاسع عشر مع تأسيس التعليم الحديث وبدأ يفقدها مع نشوء أول نظام شمولي العام 1958م وتفاقم الامر منذ السبعينيات متصاعدا مع الشموليتين الثانية والثالثة التي نعيش فصولها الآن..الحقيقة هي ان الحركة الاسلامية عندما استلمت السلطة كانت تشبهنا .. تشبه واقع استنزاف حيوية المجتمع المدني لذلك لم تتعرض لاي مقاومة جدية. (×) اسلاميون سودانيون كانوا ينظرون الى نموذج "اردوغان" وكيفية تطبيقه في السودان, الآن ظهر الى السطح من يروج لنموذج النهضة بزعامة الغنوشي ونجاحها في جمع الأضداد؟ (=) لا.. لا هنالك استحالة في أن نموذج تركيا أو تونس يتحقق في السودان, يمكن نشوء جيوب .. ولكن الجسم الرئيسي للحركة الاسلامية السودانية نشأ في ظروف تمنع ذلك بعكس ظروف تونس وتركيا . في تونس مثلاً النظام الدكتاتوري كان غربي العلاقات والتوجه وهذا ترك اثره في المجتمع والعقل العام..يعني في فرق بين دكتاتورية كوريا الجنوبية والشماليه. الاولي بسبب سندها وتداخلها مع الامبريالية الامريكية والغربية، اسست تعليم حديث، وحدث فيها نمو اقتصادي، لذلك تحولت ديموقراطيا بسلاسه .. الثانية ستنتج عن نهاية نظام وريث الوريث فيها كوارث قبل ان تتحول ديموقراطيا. التطلع للنموذجين ضروري ومفيد ولكن الطريق لتطبيقهما طويل .. طويل (×) تأثير ارتباطها بالغرب على تونس؟ (=) رغم القمع والتغريب القسري التعليم في تونس منفتح وحديث . اللائحة المتعلقة بالمرأة تعتبر انجازاً تاريخياً من زمن بورقيبة لذلك المجتمع المدني في تونس ظل حيا رغم منع الحياة الحزبية وتعريض منتسبيها للقهر وهذا ماساعد الحركة الاسلامية علي التخلي عن جمودها الايديولوجي وتزمتها رافضة اسلوب العنف ولم تأخذ مواقف الانقطاع الكامل مع منجزات النظام السابق وحتي مع بعض رموزه وقياداته بعد سقوطه , أما تركيا فأردوغان ورث مجتمع "معلمن" مئة بالمئة, لذلك تأسيس الديمقراطية اسلامياً كان ممكناً في مجتمع أقام بنيانه اتاتورك على أسس علمانية في كل مجالات الحياة.. (×) ماهو موقع التيار الاسلامي السوداني من منظومة التيارات الاسلامية في الوطن العربي؟ (=) الحركة الاسلامية الآن منقسمة على مجموعة تيارات وكذلك حركة الاسلام السياسي في الوطن العربي, الحركة الاسلامية السودانية، مثل الحزب الشيوعي في الستينيات، كان هناك تطلع عربي لها حتي خزقت عينها بأصبعها بالانقلاب فهي كانت اقوى حركة سياسية في السودان منذ أواخر سبعينيات القرن المنصرم وحتى وصولهم الى السلطة انقلاباً هي اقوي تيار حتي الان ولكنه اضحي مفتتا تنظيميا وسياسيا ..انظر الي هذه الجلاليب والعمم علي اجساد ورؤوس الجميع حتي اليساريين والليبراليين تري مدي صحة هذا القول .. هذا هو الحجاب الرجالي . (×) حركة التغيير داخل النخبة الاسلامية السودانيه؟ (=) الانسان لايولد شموليا .. مثقفو الحركة الاسلامية الكبار اتجهوا منذ مده نحو نظر نقدي ومراجعه حقيقية للماضي البعيد والقريب, واسماء امثال الأفندي والطيب زين العابدين والتجاني عبدالقادر، وحتي غازي صلاح الدين والمحبوب عبد السلام، علامات ثقافية واكاديمية بارزه ويمكن ان تقدم الكثير لحركة التقدم والديموقراطية إذا تحسن المناخ العام. اعني بذلك ان احد العراقيل مصدره بعضنا من اهل اليسار والمعارضين الذين يتصرفون وكأن المعارضة حكر لهم ويطالبون الاخرين بما يشبه تفتيش الضمائر لتقرير إذا كانوا يقولون غير مايفعلون .. هذا ضرب من الغرور المضر..إذا جئنا للحق من منا نحن اليساريين يستطيع ان يحلف صادقا انه لم يكن شموليا في يوم من الايام. الفرق فرق درجة وليس فرق نوع بين الشموليين السودانيين أيا كانت خلفيتهم. هناك عوائق اخري طبعا وبعضها ذاتي ولكن هذا العائق لايرد ذكره .. لذلك ضروري التطرق له. ( + ) علاقتك مع الحركة الوطنية للتغيير تثير كثيرا من علامات الاستفهام في اوساط العلمانيين لان العناصر الابرز في الحركة اسلاميون. هل هذا التصور هو مادفعك للتعامل معها؟ ( = ) نعم وهو امر غير مفاجئ بالنسبة لمن اثارت كتاباتي اهتمامتهم . أنا علماني كامل الدسم تربية ووعيا وفوق ذلك لدي قناعة راسخة بأن استيحاء الارتباطات الموروثة في العمل السياسي في بيئة مثل البيئة السودانية خطر للغاية .. بيئتنا فقدت كل رصيدها الاستناري واصبحت ارضا خصبة للتعصب والفهم المتخلف للموروثات بما لاينتج إلا سياسة عقيمة مدمرة. ينطبق هذا علي كافة الارتباطات بما فيها القومية العربية وحتي الماركسية لانها قابله للاستيحاء شموليا ولكنها تنطبق علي الارتباط بالدين بشكل خاص لانه الاكثر تغلغلا في كيان الانسان. ولكنني ايضا اعتفد بأن الاسلاميين الاصلاحيين وهم العاملون في الحركه يمثلون خلاصة تجربة نقدها فكرا وسياسة في كتابات ومواقف واضحة ولست مفتشا للضمائر والنوايا والحركة لها موقف فكري مؤسس تفصيلا ضد الانقاذ في بيانها التأسيسي مع انها ليست حزبا. من يستيقظ عقله وضميره علي الفظائع التي ارتكبها نظام الانقاذ عندما يكون ايضا عنده قدرات ذاتية واتيحت له فرصة تعليم جيد وامكانيات مثل تلك التي اتيحت للاسلاميين اكثر من غيرهم كما اوضحت من قبل وشرحت في كتاباتي، فأن التفاعل معه مفيد للحركة الفكرية والسياسية الديموقراطية غض النظر عن اي اختلافات حول موقع الدين في الحياة العامه. قبل فترة قصيرة كتب د.محمد وقيع الله وهو حامي حمي الاسلام التقليدي في الفكر والاكاديميا سلسلة مقالات حول كتاب عبد الوهاب الافندي عن الدولة الاسلامية خلص فيها الي انه علماني مستتر وشن عليه هجوما عنيفا.. لك ان تعجب إذا علمت انه حتي بعض الشباب من تيار " سائحون " الاكثر تمثيلا في الذهن العام للاسلام التقليدي الجامد وقادهم بالعشرات للدفاع الاستشهادي عن النظام الحالي، يتجاوبون مع تحليلات نشرتها لبعض وثائقهم تنم عن فهم عقلاني وحديث للاسلام الي درجة انهم طلبوا توسيعها ونشرها.... هل من المصلحة تجاهل كل ذلك ونحن الفقراء فقرا مدقعا للديموقراطيين ؟ الحركة الوطنية للتغيير هي بالاساس مجموعة فكرية اعتبرها مجالا للتفاعل مع كافة المنزاحين نحو الديموقراطية من صناديقهم الايديولوجية المغلقة وبعضهم بالمناسبة غير اسلاميين. ليس لي وزن خاص ولاأمثل حزبا لذلك لاأتوقع نجاحا كبيرا ولكنني سأبذل مافي وسعي لتجسير الهوة بين الاسلاميين والعلمانيين الديموقراطيين .. المعيار كما قلت سابقا هو الاستعداد لممارسة النقد الذاتي بلا حدود
|
|
|
|
|
|