|
حوار صحفى مع القيادى المسيرى محمد عبد الله ود أبوك
|
الأستاذ محمد عبد الله ود أبوك القيادى بقبيلة المسيرية : الحكومة السودانية متساهلة وسلوكها يغرى المجتمع الدولى بالتحرك السالب فى ابيى حوار / منى البشير
كان يمكننا استغلال الصراع والضعف فى الجنوب وخلق وضع غير طبيعى فى ابيى حكومة الجنوب عدو يريد ان يسيطر ويغتصب الارض على اللجنة الاشرافية وحكومة السودان ان تفهم ان ابيى شمالية قاعدة التعامل بالمثل فى القضايا المصيرية مطلوب ، وابيى ليست مسألة اموال ونفط ، ابيى ارض وتاريخ ووجود اليونسفا تتجاوز تفويضها وتنحاز الى طرف دون طرف فى ابيى
تحدثت انباء صحافية عن أعلان د. رياك مشار ضم منطقة أبيي إلى الخارطة الجديدة لحكومته وجعل المنطقة ولاية جنوبية وذلك بعد تشكيله حكومة موازية لحكومة الرئيس سلفاكير فى جوبا . وضمت خارطة الولايات ال(21) التابعة لحكومة رياك مشار منطقة ابيى كولاية جنوبية الأمر الذى أثار حفيظة قبيلة المسيرية التى تقطن تلك المنطقة . أزمة ابيى التى دخلت حيزا ضيقا ، بعد الاستفتاء الآحادى لدينكا نوك ، مرشحة للعودة للواجهة اآن خاصة بعد اعلان مشار ، ورغم ان مشار نفى الحديث عليه لكن نسبت له احاديث فى اوقات سابقة ان سيرتدى الكاكى لتتبع ابيى للجنوب ، وهاهو الآن مشار يلبس الكاكى ولكن تراجعه محض تكتيك سياسى وليس موقف استراتيجى فالجنوب لن يتنازل عن ارض ابيى ، وبحسب الاستاذ محمد عبد الله ود ابوك فأن موقف الحكومة المتراخى هو الذى يغرى دولة الجنوب بالطمع فى ابيى . المستقلة التقت الاستاذ محمد عبد الله المحامى والقيادى بقبيلة المسيرية ، وأمين القطاع السياسى لمجلس سلام حركات دارفور فى حوار شامل عن الراهن السياسى ولكن كان لقضية ابيى النصيب الاكبر فالى مضابط الحوار : * ماتعليقكم على اعلان مشار لأبيى ولاية جنوبية ، ومن المقصود بالرسالة؟ - انا اعتقد انه اعلان ليس له قيمة حقيقية ، لأن مشار الآن يعيش صراعا مع حكومة الجنوب ورئيسها سلفاكير ، ولذلك انا اعتقد ان رسالة ضم ابيى ليست لسكان ابيى ، ولا لشمال السودان الذى ابيى جزء منه ، وانما هى رسالة موجهة تماما للداخل الجنوبى والى سلفاكير نفسه ، وأنا اعنى بذلك ان مشار هو الذى تولى كبر المسؤولية لتبنى الاستفتاء الآحادى فى ابيى عندما تطرفت قيادات دينكا نوك البارزة والمعروفة والمسيطرة على القرار فى دولة الجنوب هذا الاستفتاء الذى مات ونحن حكمنا بموته وعدم ترتيبه لأى أثر ، هذا الأعلان ايضا سيموت ولن يكون له تاثير على الارض ، لذلك مشار يغازل بعض قيادات دينكا نوك التى هى المحرك للحرب فى الجنوب الآن وهى التى انضمت لمشار فى حربه وخالفت الراى الغالب للدينكا فى الجنوب ’ ولذلك دينق الور ولوكا بيونق وادوارد لينو وكل هذه القيادات وجدت نفسها فى عزلة عن الجنوب وقبيلة الدينكا ولذلك الآن مشار يخشى من عودة هذه القيادات الى سلفا ولذلك يريد مغازلتها لابقاءها بجانبه باثارة موضوع ابيى ليواجه بها غريمه سلفاكير . * بمعنى انه يريد تجريد سلفا من اهم معاونيه ؟ - هذه القيادات وجدت نفسها معزولة ، وانا اربط مابين الاستفتاء الأول الذى تبناه مشار وقيام الحرب ، اعتقد ان اجندة الحرب كانت حاضرة ابان الاستفتاء ، الآن بعد هذه العزلة وجدوا نفسهم اقرب الى النوير او بعض القبائل ولذلك يريدون العودة وحتى يحتفظ بهم مشار دائما يلوح لهم بموضوع ابيى ، ايضا هنالك شىء مهم ان قيادات ابيى المتعايشة مع المسيرية فى ابيى هؤلاء اعلنوا صراحة وباعداد كبيرة انخراطهم فى الشمال ورغبتهم فى الحصول على الجنسية السودانية والرقم الوطنى ، وراوا ان الجنوبيين بعد الحرب اصبحوا يتوافدون على الشمال باعداد كبيرة فمن باب اولى انهم يعيشون فى بلدهم بكرامة ، ولهم حقوقهم الكاملة وهذا منطق فرض عزلة على قيادات دينكا نوك ومشار عزلة كبيرة وصفعهم بشدة . * الاتفاق الأخير بين حكومتى الشمال والجنوب بتعيين اللجنة الاشرافية لأبيى ، هل تعمل هذه اللجنة بتنسيق تام ، ام ان هنالك عقبات ومشاكل واضحة على الارض ؟ - المشاكل موجودة ، لأن اللجنة تمثل الحكومة فى البلدين ، وانا اعتقد ان كل التجارب التى مرت فى السابق وقفت فيها كل اللجان وكل المسؤولين عن الملف عاجزين فى التواصل مع المواطن على الارض ، وفى تقديم خدمات وتعزيز وجود المواطن وهذا حق المواطن الطبيعى الذى كفله له القانون والدستور ، ولذلك على اللجنة الاشرافية وحكومة السودان ان تفهم ان ابيى شمالية ، ولذلك فان وجود اجهزة الدولة السودانية ووجود الخدمات ووجود التنمية والعلاقة اللصيقة مع المواطن هو المطلوب فى هذه الفترة وفى الفترات القادمة ، وهذا حق طبيعى ولا يستطيع احد ان يمنعه ، وعندما اقول ان لا احد يستطيع ان يمنعه فانا اقصد قوات اليونسفا التى حاولت ان تمنع المواطن من الجانب الشمالى لا اقول قبيلة ، لان موضوع القبلية هو الذى ورط ملف ابيى وتم توريط قبيلة المسيرية فيه لان ابيى ارض سودانية ، ولذلك قوات اليونسفا منعت المواطن الشمالى فى ابيى من ممارسة ابسط حقوقه فى ابيى وهى منطقة شمالية ، وكانت لغة الحكومة فى هذا لغة هشة ضعيفة بعيدة عن الواقع وخائفة ، ولا ادرى مما تخاف ، ولذلك نريد تغيير هذه اللغة وهذا السلوك ابتداء عند حكومتنا وعند من يتولون ملف ابيى ، وان يتحول الى سلوك حكومى مسؤول محور اهتمامها الأول انسان المنطقة ، وتمنع التدخلات والتصرفات السالبة لقوات اليونسفا والتى لها وظيفة محددة ويجب ان تكون محايدة وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف .
* من الواضح ان لديكم تحفظات كبيرة على قوات اليونسفا ، وماهى الحقوق التى منعت المواطنين من ممارستها ، وماهى تصرفاتها السالبة ؟ - نعم منذ وقت طويل ، اليونسفا اليوم تمكن طرف واحد من ممارسة حياته الطبيعية فى الدخول والخروج والتنقل كمايريد وبحرية تامة ، فى الوقت الذى تمنع حركة المواطن الشمالى الذى بدون الحركة والتنقل لن يستطيع ممارسة نمط معيشته الذى يعتمد على الحركة ، فالحياة فى ابيى بيئتها واحدة ونمط الحياة واحد وتتشابه مع الدينكا، ولذلك تمكن طرف على حساب طرف آخر وهذا انحياز واضح وعلى اليونسفا ان تمكن كل الاطراف من الحركة بحرية ، وانا اقول ان المسيرية الان يمارسون خاصة فى حرب الجنوب ضبط نفس عالى جدا ، وحسن نوايا ، الآن المسيرية بامكانهم ان يقولوا ان دولة الجنوب الان تعانى حربا وتمرد وعاجزة ، كان يمكننا خلق وضع غير طبيعى فى ابيى وهذه ممارسات يشهدها اغلب العالم عندما يشعر ان الطرف الآخر ضعيف يستغله لصالحه ، لكننا لا زلنا نتعامل بموده كبيرة مع اهلنا فى الجنوب ، ووفرنا لهم معابر للاجئين من الجنوب الى الشمال ، ووفرنا لهم الماوى والغذاء والكساء ولم يتعرض لهم احد وهذا حسن نية كبير ، وكان يمكن ان يحدث العكس ويتحرك الناس تحرك سالب بفرض واقع مغاير لهذا الواقع ، لكننا كنا هادئين وملتزمين جدا ، وقلنا ان هذه محنة ويجب ان نساعد الجنوبيين على تجاوز محنتهم ، ولذلك اقول على الآخرين تقدير مثل هذا السلوك الذى يكرس للأخوة والتعايش والحرص ، وليس بالمفهوم الآخر وانا اعتقد لو كانت هذه الحرب فى الشمال ليسطر الجنوبيون على الارض ولاستغلوا الوضع ، ولكننا لا نريد التعامل بهذه الصورة مع اهلنا فى الجنوب ولا مع اهلنا فى دينكا نوك وهم الآن موجودون فى الخرطوم ويعيشون بحرية تامة فى كل البلد . * لماذا تنحاز اليونسفا للجنوب ماهى الأسباب برايكم ؟ - اليونسفا تقف وراءها بعض الجهات اقليمية ودولية ونحن بالطبع نعلم مواقف هذه الاطراف وهى صاحبة المصلحة فى وضع البروتكولات المفخخة ووضعت الاتفاقيات التى مكنت الجنوب من الانفصال ، ووضعت البروتكولات التى خلقت الحرب فى مناطق النيل الازرق وجنوب كردفان فى الشمال ، وكانت نتيجة لقوانين هشة وغير محكمة مطاطة وحمالة اوجه وبدلا من ان تخلق الانسجام والهدوء خلقت الحرب والتوتر . *لماذا لم تخاطبوا الجهات المختصة مثل الاتحاد الافريقى بتجاوزات اليونسفا ، وانحيازها لدينكا نوك ضد المسيرية وتحديد حركتهم ؟ - لا المواطن بنفسه واجه اليونسفا على الارض واوصل رسالة قوية منذ فترة طويلة ، الحكومة نفسها بدات سلوك جديد، والذين يمثلون الجانب الحكومى ابلغوا اليونسفا بوضوح واعتقد ان تاريخ الابلاغ قريب انه عليها ان تعدل من هذا السلوك وان تمكن المواطن اى كان اتجاهه بممارسة حقه دون تضيق ، وانا اعتقد ان هذا الاتجاه صحيح ، وعلى اليونسفا ان تعلم انها تعمل وفق اتفاقيات واضحة ووظيفة محددة واعتقد ان هذه الرسالة وصلت اليونسفا تماما . * استاذ محمد فى اكتوبر من العام المنصرم احتفل ابناء ابيى من دينكا نوك بمرور عام على الاستفتاء الآحادى مما يعنى تلقائيا اصرارهم على جنوبية ابيى ما موقفكم ؟ - بعد عام كامل لا نتيجة ، وموقفنا واضح ان هذا حديث سياسى ليس له علاقة بالواقع ، وابيى معروف هنالك بروتكول يحكمها الى ان يصل الناس الى حل نهائى فى الموضوع . * الخطاب المتشدد من جانب الجنوب بجنوبية ابيى يقابلة حديث متراخى من جانب الحكومة السودانية ماتاثير ذلك على مستقبل المنطقة ؟ - نحن لا نعير اهتمام كبير لمواقف حكومة الجنوب . * لكن موقف حكومة الجنوب يوشك ان يتحول الى موقف دولى بعد قليل وسيتبناه المجتمع الدولى كيف لاتعير اهتمام ؟ - هذا صحيح لان الموقف الدولى على الدوام منحاز لحكومة الجنوب وهذا امر لا يتخلف فيه اثنان ، ونحن نقول حكومة الجنوب غير ملتزمة باشياء كثيرة جدا ، كذلك الحكومة السودانية كانت متساهلة وسلوك حكومتنا هو الذى يغرى حكومة الجنوب وسلفاكير ويغرى حتى المجتمع الدولى ان يتحرك حركة سالبة ويتبنى بعض المواقف الواضحة ضدنا فى موضوع ابيى ، ولذلك نحن نعرف ان حكومة الجنوب عدو يريد ان يسيطر ويغتصب الارض ، ونعرف ان المجتمع الدولى نفسه هو وراء ظهور بروتكول ابيى وطرحه فى التفاوض وهو مقترح من دانفورث وليس من الحكومة السودانية ، وحتى فكرة المنطقتين هى فكرة اطراف دولية واقليمية ورطوا فيها الحكومة السودانية ، ولذلك لا نستبعد مواقف متطرفة من الجنوب فى موضوع ابيى ولا نستبعد من بعض الاطراف فى المجتمع الدولى ، ولكننا نركز على وجودنا كاصحاب حق فى الارض وعلى الحكومة السودانية ان تتصرف وفق هذه القراءة ، وان تترك المواقف المترنحة غير الواضحة وغير الحاسمة التى ستشجع الجنوب على التمادى فى موضوع ابيى . * بعد تقييمك عاليه لموقف الحكومة ، هل تشعرون ان ابيى يمكن ان تكون ثمن لصفقة لتحسن العلاقات مع الجنوب ، كما حدث مع حلايب وشلاتين ؟ - وماذا تكسب حكومة السودان ان فعلت ذلك ، بل العكس ، ستخسر الحكومة ان هى فكرت بهذه الطريقة ، لان الشعب السودانى كله لن يقبل ، وانا اعتقد ان قضية ابيى يجب ان تكون للحكومة مسألة حياة او موت ، والشعب السودانى الان لايعجبه موقف الحكومة من حلايب وشلاتين ، وعلى الحكومة ان تثور وان تترك التعامل الدبلوماسى طالما ان الطرف الآخر لايحترم العمل الدبلوماسى ، ولابد من التعامل بالمثل فى حلايب او فى ابيى ، ولذلك قاعدة التعامل بالمثل فى القضايا المصيرية مطلوب ، وابيى ليست مسألة اموال ونفط ابيى ارض وتاريخ ووجود وجزء من سيادة البلد وانتقاص الارض انتقاص للوطن والوطنيه وتهديد للأمن القومى ، وحكومة السودان الآن تساهم فى تآكل اطراف السودان بسبب الازمة السياسية المركبة التى تعيشها البلاد واشتعال الحروب فى اجزاء مهمة من السودان .
* بحسب مقترح امبيكى فان ابيى ذاهبة جنوبا لامحالة ولكن المسألة مسألة وقت ولذك رأى بعض حكماء السياسة ان على قبيلة المسيرية توفيق اوضاعها وفتح حوار حول مستقبل مصالحها فى المنطقة مع جنوب السودان مارايكم ؟ - كل المقترحات التى لا تخاطب الواقع مخاطبة سليمة تسقط بمافيها بروتكول ابيى نفسه ، وهذه ازمة حقيقية ان تقوم الاطراف بعمل شى ليس له علاقة بالواقع ، والوسطاء مثل ثامبو امبيكى وبدلا من يقوموا بتيسير الامور ويطرحوا طرح يلامس الواقع ويخاطب قضايا الناس ويوحدهم ، يحاولون الانحياز لبعض الاطراف ، لكن نحن نقول اننا من حيث المبدأ ندعم فكرة تواصل اهلنا المسيرية والدينكا ، وفكرة ان يتحاوروا ويتناقشوا لوضع اسس سليمة تمكنهم من كيفية الاستمرار والتعايش وادراة حياتهم وهذه هى الحلقة المفقودة فى مشكلة ابيى ، والحكومة تستمع الى اشخاص معدودين فى الاصابع وقد ورطوا الحكومة ، وبالمثل حكومة الجنوب تتبنى آراء المتطرفين من ابناء دينكا نوك من امثال دينق الور وادوارد لينو ، وقد ورطوا حكومة الجنوب ايضا فى التعاطى مع مسألة ابيى ولذلك فالحكومتان اصبحتا متورطتان فى قضية ابيى ، ولذلك اذا كان هنالك اتجاه عاقل يتبنى تمكين القبيلتين من الحوار والتواصل لوضع صيغة للتعايش وتامين حياتهم ومعالجة الاختلالات الموجودة فى العلاقة بينهما ، انا اعتقد ان هذا هو الاتجاه السليم ، ونحن ندعو كل الاطراف حكومة السودان وحكومة الجنوب وندعو ثامبو امبيكى والاطراف الاقليمية الدولية لدعم هذا الاتجاه ، وانا اعتقد انه اذا تم تجريب هذا الاتجاه فسيحدث اختراق كبير جدا فى قضية ابيى ، قد يرى البعض ان هذا الحديث غير منطقى لأن ابيى اصبحت ملف دولى ، فانا اعتقد ان هذا الحديث ايضا غير منطقى لأن الناس فى النهاية نريد حل يمكن الاطراف المعنية من التعايش واى حل غير ذلك سيعمق الازمة والمشكلة . * استاذ عبد الله ننتقل الى شئون سياسية اخرى ، وبوصفك قانونى مارايك فى التعديلات الدستورية الأخيرة خصوصا تضمين الدوحة فى الدستور ومستقبل الحوار مع الحركات المسلحة الرافضة للدوحة ؟ - أولا الدوحة وثيقة وليست اتفاقية ، وانا اقصد من حيث القانون ان الاتفاقية اقوى من الوثيقة ، لأن الاتفاقية بين اطراف محددة وبنودها وشكلها والالتزام بها مقصود به اطراف محددة ، اما الوثيقة ليست لديها اطراف محددة وهى مفتوحة ومرنه وعندها آجال محددة ، وطبعا اجال ضم الاطراف الرافضة انتهت منذ زمن طويل ، ولذلك عمليا الدوحة نفسها انتهت ، لأنه بعد الانتخابات لن يكون هنالك حركة اسمها حركة التحرير والعدالة ، والحركة نفسها الآن منقسمة على بعضها ، وهى فى اصلها مجموعة قيادات من حركات كونت الحركة ، ولذلك الاختلال التنظيمى والهيكلى فى الحركة قديم ، والآن عند اقتراب نهاية الاتفاق وبداية مرحلة جديدة ، تبرز مسالة الترتيبات الامنية التى فيها عجلة واضحة ، ولذلك انا اقول الدوحة وثيقة وليست اتفاقية واهم بنودها الوضوعة ضم واقناع آخرين ، والى الآن هى فشلت فى اقناع هؤلاء الآخرين الحقيقيين المقصودين ولازالوا خارج اطار الدوحة . * أذن ما المقصود والمغزى من تضمينها فى الدستور واعطاءها حصانة ؟ - عمليا عندما تنتهى الدوحة يمكن ان يفتح الباب على مصراعيه لاتفاق جديد ، وانا اتوقع هذا الجديد . * تصورى ان الدوحة لم تضمن فى الدستور وتعطى الحصانة والقدسية للبحث عن بديل لها مارايك ؟ - هذا حديث لا يلامس الواقع وحديث خيالى ، والحكومة عمليا غيرت منبر الدوحة واصبح الآن هناك منبر فى اديس ابابا ، وهذا يعنى ان منبر الدوحة سينتج عن اتفاقية جديدة ، لكن غرض الحكومة من ذلك هدف سايسى والحكومة تريد ان تكون لديها وثيقة فى يدها ومضمنة فى الدستور حتى تساعدها فى الاستهلاك السياسى . ، وحتى الدستور لايجيزه او يعدله برلمان اغلبيته من حزب واحد ، والحكومة تعرف ان السودان لديه فقهاء قانونيون وخبراء فى وضع الدساتير . * هنالك اتجاه لبعض القانونيين للطعن فى الدستور امام المحكمة الدستورية ، مامستقبل مثل هذا الطعن ؟ - الذين اثاروا هذه النقطة ليدهما سانيدهم الواضحة فى كيفية تعديل الدستور والقراءات التى تتم ، هنالك نصوص واضحة حول تعديل الدساتير ، ومؤكد سيكسبوا هذا الطعن وهذا حديث قانون وليس قانون سياسة ، وحتى بدرية تعرف ذلك وتعرف المراحل التى يتم بها تعديل الدساتير ، والدليل على ذلك ان هنالك من استقال من لجنة الدستور مثل عواطف الجعلى وهى خبيرة قانونية التى اقرت بوجود تجاوزات فى تعديل الدستور وهذا حديث واضح ، لكن فى بعض بنود الدستور وتعديله فنحن مثلا كقوى سياسية نؤيد وندعم بعض التعديلات الخاصة بالولاة الى ان تصل مرحلة ان يختار الناس الوالى بعيدا عن القبلية والعنصرية ، وتعزيز معايير الكفاءة والنزاهة ، رغم ان الحزب الحاكم هو من كرس القبيلة والممارسات العنصرية والجهوية المسؤول الاول عنها هو الحزب الحاكم نفسه ، والقوى السياسية منذ العام 1989 ليس هنالك حزب عنده والى ولذلك الحزب الحاكم هو المسؤول عن هذه الامراض التى اطاحت بالتجربة ، يبقى المطلوب من الحزب محاولة علاج آلياته ووسائله والمعالجة داخل الحزب وان يبتعد عن التكتلات القبيلة ، ولذلك نحن قبلنا ذلك لان الحزب قال انه اراد التعافى من القبلية ، وفى النهاية انا اثق عندما يصنع الشعب دستوره الدائم بخياره قطعا سينحاز الى اختيار الولاة عبر الانتخاب . * التعديلات الدستورية الأخيرة لم تنل رضا معظم القوى السياسية المعارضة ، ما تاثير ذلك على مستقبل الحوار الوطنى ؟ - انا شخصيا ارى ان الحوار الوطنى ورغم مرور عام علي طرحه وبنيت عليه امال كبيرة وطموحات لكن للأسف الشديد ان اطراف الحوار الى اليوم غير معروفة ، لكن فضيحة السودان ومصيبته ان احزاب المعارضة نفسها والتى قبلت الحوار انقسمت على نفسها حتى ان الرئيس ينتظر هذه الاحزاب لتحسم خلافاتها ليجلس معها ، انا اعتقد ان هذه اشارات سالبة وغير مسؤولة ونسفت بعض الاشياء البسيطة الايجابية ، وبالنسبة للجنة ال7 من الذى حدد انها تمثل المعارضة ، اعتقد ان هنالك اختلالات ، وخلاصة القول ان الحوار العام حال عليه الحول وليس هنالك اى تقدم ، ولكن هذا لا يعنى ان نقول ان الحوار فشل ونحتكم للحرب هذا غير صحيح ، ولذلك سنظل نبنى حتى الوصول الى مرحلة اقناع النظام ان الحوار الحقيقيى هو الافضل للبلد . * الآن المؤتمر الوطنى يصر على قيام الانتخابات فى موعدها ما تاثيرها على الحوار الوطنى خاصة وان معظم الاحزاب ستقاطعها ؟ - قبل الدخول فى انتخابات 2015 علينا ان نتذكر النتائج الكارثية التى ترتبت على انتخابات 2010 وهى قيام الحرب فى جنوب كردفان والنيل الازرق والمخاطر التى لازالت تحيق بالبلد واصبحت معضلة وتشكل خطر على البلد ، ولذلك نريد انتخابات لاتخلف المزيد من الحرب والمرارات والتوتر وتخلق المزيد من عدم الثقة ، وعدم تشتيت القوى التى قبلت بالحوار الوطنى . ولذلك الانتخابات فى الوضع السياسى الراهن لن تضيف شيءا بالعكس يمكن ان تزيد تعقيد المشاكل على المستويين الاقليمى والدولى ، والمجتمع الدولى لم يدعم انتخابات 2010 لسواد عيون المؤتمر الوطنى ولكن لان عينهم كانت على فصل جنوب السودان ، وانا اعتقد ان انتخابات 2015 ربما تكون فخ ولن يعترف بها المجتمع الدولى وستتحرك كل القوى لاسقاط الحكومة لعدم الشرعية ، ولذلك علالمؤتمر الوطنى يمكن ان يمدد آجال مؤسسساته من خلال الحوار والتراضى ، وانا متاكد ان هنالك بعض القوى المسلحة ليس لديها مانع ان يستمر الرئيس لفترة اربعة سنوات اخرى ، ولذلك الانتخابات ستنسف كل مايقوم الحزب الحاكم ، والانتخابات لن تغير المشهد ، ولا يعنى اننا امام واقع جديد وممارسة سياسية جديدة . * مستقبل الحوار مع القوى المسلحة الدارفورية والجبهة الثورية فى ظل قراءاتك السياسية ؟ - طبعا مايحدث فى الداخل يؤثر على سلوك هذه الحركات ، وانا اعتقد محاولة الجبهة الثورية ان تاتى كتلة واحدة فهى لاتمثل الشعب السودانى ، ولذلك مسار دارفور يجب ان يكون مختلف لانه له بداياته ومحطاته منذ ابوجا انتهاء بالدوحة ، ايضا المنطقتين لها مسار مختلف بدا من نيفاشا ولها مرجعيات من بينها اتفاقية نافع عقار ، ولذلك لابد ان يستمر مسار الحوار الوطنى الشامل ، يبقى اذن بعد التقدم فى كل المسارات ناتى بكل القضايا لطرحها بطريقة واضحة للوصول الى تراضى وطنى .
|
|
|
|
|
|