الخرطوم: أحمد يونس
andnbsp;التقى وفد من وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيقاد» نائب رئيس حكومة جنوب السودان السابق رياك مشار في مكان غير معلن تسيطر عليه القوات الموالية له، بجنوب السودان، لأول مرة منذ اندلاع القتال بين أنصاره والقوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت منتصف الشهر الماضي. وقبل لقائه مشار، وصل وفد الوساطة جوبا، واجتمع مع الرئيس سلفا كير ميارديت، ولم تتسرب معلومات حول ما دار في اللقاء، بينما أكدت المصادر أن جوبا سمحت للوفد بملاقاة مشار في أحراش جونقلي. وقال المتحدث باسم فريق أنصار رياك مشار التفاوضي، يوهانس موسس، عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء جرى في مكان غير معلن، تسيطر عليه قواتهم، في ولاية جونقلي. وتمسك موسس بشرط إطلاق سراح المعتقلين قبل بدء التفاوض مع الموالين للرئيس سلفا كير ميارديت، بقوله: «إطلاق سراح المعتقلين ليس شرطنا، بل هو شرط وافقت عليه وساطة الـ(إيقاد) في الأجندة»، وأضاف: «اتفقنا في الأجندة التي أجازتها (إيقاد) على بدء التفاوض كل نقطتين على حدة، لكن الطرف الآخر تراجع عن اتفاقه مع (إيقاد)». وتوقع موسس أن يحاول وسطاء «إيقاد» إقناع نائب الرئيس السابق مشار بقبول بدء التفاوض، والتوقيع على جزء من الأجندة، متوقعا أن يكون وفد الوساطة قد عاد أدراجه في وقت متأخر من ليل أمس.
ميدانيا، قال موسس إن القوات الحكومية دخلت بانتيو دون قتال لأن قواتهم انسحبت من وسط المدينة إلى أطرافها وخارجها، وفي الأثناء دار قتال حول منطقة «ميوم»، استعانت فيه القوات الحكومية بقوات تابعة لحركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة ضد حكومة الخرطوم.
بيد أن حركة العدل والمساواة قطعت بعدم مشاركتها في الأحداث التي تدور في جنوب السودان، وأكدت أنها تقف من الطرفين المتنازعين على مسافة واحدة، وأبدت استعدادها للقيام بأي دور لرأب الصدع بين الطرفين، حال الطلب منها.
وقال المتحدث باسم الحركة، جبريل آدم بلال، لـ«الشرق الأوسط»: «الجنوبيون أشقاء وأصدقاء لحركة العدل والمساواة، ومن ثم تنأى الحركة بنفسها بعيدا عن الأزمة».
وأضاف: «الحركة غير موجودة في جنوب السودان، دعك عن المشاركة في أي معركة، نحن موجودون في مناطق تروجي، جاو، أنقولا، الدبكاية، في جنوب وغرب كردفان». وأوضح أن حركته خاضت يومي الجمعة والسبت معارك عنيفة في تلك المناطق مع الجيش السوداني، وهي تبعد مئات الأميال عن المناطق التي يدور فيها الصراع في جنوب السودان، ولا توجد إمكانية لمشاركة قوات من «العدل والمساواة» في تلك المنطقة.
وناشد بلال أطراف النزاع في جنوب السودان التي تطلق الاتهامات ضد حركته، تقصي الحقائق، حتى لا تتهمهم من غير دليل، مجددا تأكيد أن حركته لن تنحاز إلى أي طرف.
ميدانيا، جدد موسس في حديثه للصحيفة، تأكيد أن قواتهم تستهدف بشكل أساسي عاصمة جنوب السودان جوبا، وأن جزءا من قواتهم داخل مدينة جوبا في منطقة «خور ويليام»، بينما تتجه قوة أخرى من «منقلا» باتجاه المدينة.
وحمل موسس وسطاء الـ«إيقاد» مسؤولية تأخر بدء التفاوض بقوله: «وسطاء (إيقاد) فشلوا في إقناع الطرف الآخر بالإفراج عن المعتقلين، مما أدى إلى تعثر التفاوض حتى الآن».
وكان وسطاء «إيقاد» قد غادروا جوبا الأربعاء الماضي بعد أن التقوا الرئيس سلفا كير ميارديت أكثر من مرة، لكنهم لم يحصلوا منه على تعهد بإطلاق سراح المعتقلين، ثم عادوا إليها مجددا أمس السبت.
ويشترط مشار إطلاق سراح تسعة معتقلين من قادة «الحركة الشعبية»، بينهم الأمين العام للحركة باقان أموم، والوزيران السابقان دينق ألور وكوستا مانيبي، بينما دأب الرئيس سلفا كير على رفض هذا الشرط، وجزم بعدم إطلاق سراحهم قبل التحقيق معهم، واقترح إجراء التفاوض في جوبا، للسماح لهم بحضور المباحثات والعودة مجددا لمعتقلاتهم.
وفي دارفور، اتهمت حكومة جنوب دارفور حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، بالهجوم على معسكر نازحين في محلية «بليل» (شرق نيالا)، وقتل أربعة جنود يقومون بحراسة المعسكر وشخص آخر.
وهدد والي الولاية، آدم جار النبي، في تصريحات، بأن حكومته سترد بحسم على المتمردين، وباتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يثبت تعامله مع المتمردين، منتقدا ما سماه اعتداءات الحركات المسلحة ضد المدنيين في المعسكرات.
من جهتها، قالت حركة تحرير السودان مناوي في بيان، إنها نفذت عملية نوعية، قتلت خلالها من أطلقت عليه أحد قادة «ميليشيا الجنجويد» يدعى «أبو البشر»، في منطقة «خور أبشي» شرق نيالا، ولم يتسن الحصول على معلومات حول العملية من الطرف الآخر.