|
تعليق من الإمام الصادق المهدي حول ردود الأفعال لتكريمه من قبل رئاسة الجمهورية
|
6 يناير 2014م آثار التكريم الذي نلته عشية عيد الاستقلال زوبعة كبيرة. بلغني أن رئيس الجمهورية يقدر جائزة السلام التي مُنحتها، وأنه سوف يضيف صوته لهذا التكريم الدولي. فوجئت بأن تكريم رئيس الجمهورية لم ينطلق من نفس حيثيات جائزة السلام وهي لدوري في الدفاع عن الديمقراطية، والسلام، والحنكة والسياسية، ولإحياء الإسلام، والحوار بين الحضارات. التكريم السوداني لم يتخذ التكريم الدولي مرجعية كما توقعتُ، بل كان في إطار طائفي ضمن ما صار يعرف في السودان بمصنف السيدين، وهو مصنف سوداني قديم ما زلنا نتطلع أن يتجاوزه الرأي العام السوداني ليحاسب كلاً بأدائه وعطائه. أدهشني للغاية التناول الذي اندفع فيه أصحابه الذين وجدوا في إطار تكريم النظام الخاطئ ذريعة للإساءة لموقفي. مشاعر لا تفهم إلا في إطار الكيد الشخصي والسياسي. ليعلم هؤلاء أنني فوجئت بالإطار الطائفي للتكريم، وكنت أتوقع أن يكون في إطار حيثيات التكريم الدولي. ومع أنني لا أنكر الخلفيات التاريخية أتطلع لتطور فكري وسياسي يتجاوزها، ولولا سوء النوايا لاعتبر هؤلاء الحاقدون أن ما فعله النظام لمن انقلبوا ضده هو خطوة في طريق الاعتراف بخطأ الانقلاب على الديمقراطية تأتي حتماً إن شاء الله في الطريق لتسليم السلطة للشعب عبر آلية مناسبة. إن تعاملنا الأقل خشونة مع النظام جزء لا يتجزأ من خطة النظام الجديد المنشود عبر آليات الضغط المدنية وآلية المائدة المستديرة. ومن العجب العجاب أن ينال من مواقفنا من كانوا جزءً لا يتجزأ من النظام لفترات معلومة شاركوه القمع والظلم والفساد والاستبداد. أدهشني كذلك أن غرق كثيرون في جزئية صغيرة مثل هل دم البرغوث يبطل الوضوء مع أن الدماء في بلادنا وحولها تسيل أنهاراً، ما يوجب الاهتمام بأولويات المصير الوطني، وحرائق الجيران التي حتماً تتعدى الحدود الدولية وتوجب التركيز على تلك الأولويات. كما أدهشني، بعد غيبة يومين في لقاء جامع لكل تيارات الفكر والسياسة في منطقتنا ناقش التحديات الحقيقية الضخمة التي تواجه المنطقة ما أتاح لنا فرصة تاريخية لخطاب وجد تجاوباً منقطع النظير بينما انصرف اهتمام كثيرين لأولويات لا وزن لها في ميزان الفكر والسياسة. صحيح: الفاضي يعمل قاضي. وويلٌ للشجىِّ من الخلىِّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|
|
|
|
|
|