|
بيان من التجمع الوطني الديمقراطي للدبلوماسيين السودانيين في الذكرى الثلاثين لإستشهاد الأستاذ محمود
|
ما زال ذات الليل قائماً الخرطوم، 2 فبراير 2015-تمر علينا الذكرى الثلاثين لإستشهادالأستاذ محمود محمد طه وشعبنا ويا للمفارقة لا يزال يرزح تحت تحت ظل المنافقين والمتكذبين والمتكسبين بأسم الإسلام ، وتحت ذات الوجوه والقضاة الذين إغتالوا سيد شهداء السودان قبل ثلاثين عاماً . يا جماهير شعبنا الأبي لن تكون هذه الذكرى ذكرى للنواح والإستسلام للحزن بل هي ساعة للتأمل وإستنهاض الهمم وإسترجاع إرث المقاومة الذي تركه لنا سيد شهداء الوطن وهو يواجه الموت كي ينعم أطفال بلادنا بحياة أفضل . إن الثلاثين عاماً التي مرت على إستشهاده البطولي النبيل أكدت أن محمود المحمود قد إستشهد ولكنه لم يمت وأن الذى مات في صباح البطولات ذاك هو الخوف الذى أسس له الإسلاماويين السودانيين بالمحاكم الناجذة وبمحاكم التفتيش والردة الخارجة من كهوف القرون الوسطى لإرهاب شعبنا. يا جماهير شعبنا البطل لقد قضى سيد شهداء الوطن جل حياته يقاوم الإستعمار والفاشية الدينية مُؤمناً بأن الكلمة الحرة سوف تنتصر، مُوقناً بأن شعبنا لن يرهبه القادموين من العصور الوسطى ، ولن ترهبه سجون الطغاة ، ولم يترك الشهيد خلفه سوى تراث المقاومة وكسر الخنوع ، ساخراً من جحافل المتطرفين المدججين بالسلاح والقضاة الكذبة ، كاسراً رهبة الموت ليهبه الله الحياة الأبدية ويخلده شعبنا رمزاً للمقاومة وكرامة الأمة بل الإنسان أينما كان . لقد آمن سيد شهداء الوطن بهذا الشعب ووصفه بالكريم ، وآمن بحق القوميات والأقليات في الحياة وبارك التعددية الدينية والثقافية والسياسية في السودان ، وعلم تلاميذه وشعبه إحترام هذا التنوع والحفاظ عليه رافعاً شعاره الإنساني الطليق الحرية لنا ولسوانا . يا جماهير شعبنا المكلوم والصابر لقد ظل سيد شهداء الوطن يقدم الدروس ويتصدر المقاومة مُؤمناً بإنسان هذه الأرض مُوقناً بإنتصاره ، مُحتقراً كما قال الدكتور منصور خالد " المتاجرين بالدين والمطمورين بالخرافة والمبخوسين حظاً بين الناس يوم قُسمت العقول " . لقد كان آخر دروس الشهيد لأجيال السودانيين القادمة درس إستشهاده النبيل حراً وهو مقيد ،ومنتصراً وهو يرسم إبتسامته الصافية تلك في وجه خصومه المهزومين . يا جماهير شعبنا لتكن هذه الذكرى إذن حافزاً لتشديد المقاومة ضد السلطة الراهنة التي أفسدت بإسم الدين الحياة السياسية في البلاد ومزقت وأفقرت شعباً كريماً ، وليستمد المقاومين في كل شبر من ما تبقى من هذا الوطن صمودهم من تراث المقاومة الذى تركه خلفه الشهيد . ولنسدد الضربة تلو الضربة للنظام المترنح ولنستعيد تراث المقاومة الشعبية المجيد الذى خبره شعبنا في 21 أكتوبر 1964 ومارس – أبريل 1985 حتى إسقاطه غير مأسوف عليه . يا جماهير شعبنا الأبي تأتى ذكرى إستشهاده والقوى الوطنية والديمقراطية في السودان في أفضل حالاتها فقد إتحدت تحت لواء نداء السودان وعزمت ثم واجهت النظام في قلب الخرطوم بل تقدم أباء وشيوخ مناضلين أجلاء مثل الأساتذة فاروق أبو عيسى وأمين مدني وفرح عقار ومحمد الدود الصفوف لكسر عنجهية النظام مدشنين معركة شعبنا الفاصلة ضد مضطهديه وسارقي قوت أطفاله . لقد صادف ذكرى إستشهاده هذا العام صعوداً كبيراً للحركة الجماهيرية ، إذ خرجت جماهير شعبنا في كل مكان تقريباً من أرض الوطن في مواجهة مفتوحة وبصدور عارية لتواجه نظاماً لا يعرف سوى لون الدم ولغة القتل . فها هو شعبنا يشدد الضربات ويعزز المقاومة وتمتد اليوم المواجهة الشعبية مع النظام من جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق جنوباً ، ودارفور ونيالا ووادى هور غرباً ، وفي أقصي الشمال في دلقو المحس والمناصير ، وفي وسط الخرطوم وفي برى وفي بحرى والحلفايا . أذن لقد دشنت جماهير شعبنا مرحلة جديدة فى معاركها مع النظام أكثر إتساعاً وأشد جسارة . يا جماهير شعبنا الأبي فى ذكرى إستشهاد سيد شهداء الوطن يدعو التجمع الوطني الديمقراطي للدبلوماسيين السودانيين للآتي : - لقد لعبت حركة الجمهوريين تأريحياً دوراً مهماً في عملية التنوير والمقاومة في السودان ، وعلى الحركة أن تعود بفاعلية كما كانت في السابق لتنشر الوعي وسط الجماهير . إننا ندعو شباب الجمهوريين الوسيمين والجمهوريات الماجدات للعودة مرة أخري لشوارع الوطن لمخاطبة شعبهم كما علمهم أستاذهم العظيم ، فالحركة الجمهورية حركة شعب وليس حركة صفوة . - على الجمهوريين أن لا ينتظروا قراراً بتسجيل حزبهم أو منح السلطة الراهنة نشاطهم مشروعية فقد منحهم معلمهم بإستشهاده البطولي شرعية وعلمهم كيف يقاومون . - أن تتبنى منظمات المجتمع المدني وتفعل إقتراح الأستاذ الحاج وراق لتأسيس جائزة دولية سنوية بأسم جائزة الأستاذ محمود محمد طه لحرية الضمير ،تمنح للأشخاص والمؤسسات المستحقين لها . - يدعو التجمع الوطني الديمقراطي للدبلوماسيين السودانيين القوي السياسية والقوي الديمقراطية وخصوصاً المفكرين والناشطين السودانيين ومنظمات المجتمع المدني السودانية والأكاديميين لتنظيم في حدود هذا العام مؤتمراً أكاديمياً وفكرياً كبيراً حول فكر الشهيد وسيرة حياته ونضالاته وغيرها من المحاور وتقديم أوراق عمل لإحياء الذكرى الثلاثين لإستشهاده . وعاش نضال الشعب السوداني ولنشدد النضال حتي تحرير الوطن كل الوطن من الفاشية الجديدة التجمع الوطني الديمقراطي للدبلوماسيين السودانيين
|
|
|
|
|
|