تود الجبهة السودانية للتغيير أن تخاطب الشعب السوداني العظيم في بيانها الثاني منذ إضراب الأطباء الذي أكد بأنهم طليعة وطنية رائدة، كما أنها تثمن عالياً المقاومة الجماهيرية الجارية اليوم في بلادنا بشتى صورها – إضرابات مهنية، إعتصامات، مظاهرات، إضرابات سياسية، أياً كانت شكل المقاومة – لذلك نود أن نؤكد مجدداً أن الجبهة السودانية للتغيير هي أول من أقرت عدم التفاوض مع هذا النظام الحاقد على كل الشعوب السودانية بلا إستثناء، بدليل أنه صنع حروبات أهلية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان وكجبار في الشمالية، لذلك مارس الإبادة الجماعية في كل أرجاء السودان، لم يكتف هذا النظام باستخدام الأسلحة العادية، بل استخدم الأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ودفن النفايات النووية في غرب النيل من أجل حفنة من الدولارات مما تسبب في ظهور أمراض سرطانية وسط سكان شمال السودان. وفوق هذا وذاك قام هذا النظام الحاقد على شعبه ببيع الأراضي الزراعية الخصبة في كل من الجزيرة والشرق والشمالية، لأجانب مما يعني أن ملاك الأراضي الأصليين عليهم الرحيل إلى الصحارى أو العمل كعمال مزارعين لدى الملاك الجدد. لذلك فإن الجبهة السودانية للتغيير قد قرأت الخارطة السياسية السودانية بصورة شاملة، وخلصت برؤية وطنية للتغيير، التي لا تفاوض فيها مع هذا النظام، بل يجب رميه في مزبلة التاريخ. المقاومة السياسية الجارية اليوم في السودان، هي نتاج لتراكم المقاومات العديدة التي سبقته، وتواصل لها، إلى أن يتم التغيير الحقيقي، لذلك لن تقف هذه المقاومة حتى إذا تم توفير مجانية الدواء أو تم تعديل وزاري شامل أو حتى تم إنقلاب قصر بتنحي البشير، كل ذلك لن يفيد لأن الهدف هو التغيير. فالمقاومة قد بدأت منذ السنة الأولى لنظام الجبهة الإسلامية بالإحتجاجات المحدودة لسياسات الفصل التعسفي من الخدمة المدنية والعسكرية، تبع ذلك المقاومة المسلحة في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان ودارفور، ثم المقاومة ضد سياسات السدود في الشمالية، تلاها ثورة الطلاب في عاصمة البلاد في سبتمبر العام 2013، ولا ننسى إحتجاجات مزارعو الجزيرة. والتواصل الأخير بدأ بإعتصام كامل من أهالي الجريف بشرق، ثم إضراب الأطباء من أجل تردي الخدمات الطبية، مما أزاح بشكل أساسي حاجز الخوف من القمع المفرط، إذاً المقاومة في تطور مضطرد، لذلك جاءت المرحلة الحالية هذه أكثر تقدماً، إذ خرجن طالبات المدارس وقدن مظاهرات عارمة، وهذا تغيير نوعي في المقاومة، وكذا تم إعتصام عن العمل لمدة ثلاثة أيام مما أضاف عمل نوعي للمقاومة. لذلك من المؤكد أن المراحل القادمة للمقاومة سوف تشهد عصيان مدني شامل في كل أرجاء البلاد في آن واحد يطيح بنظام الجبهة الإسلامية، وإقامة نظام ديموقراطي حر على هدى التعاقد الاجتماعي برضاء كل أهل السودان. وأخيراً نؤكد مجدداً وجود شباب وشابات الجبهة السودانية للتغيير في قيادة شارع التغيير بفعالية، فاثورة مستمرة ولن تقف، لأن الثورة تعني التغيير. عاش كفاح الشعب السوداني الأبي. الجبهة السودانية للتغيير. 10/ديسمبر/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة