|
بعد تبادل التهديدات الخرطوب جوبا ... الحرب أولها وآخرها كلام
|
تقرير / منى البشير ديسمبر 21, 2014-دخل الصراع بين الخرطوم وجوبا مرحلة متقدمة وصلت الى تهديدات أعلان الحرب ، ذلك عندما جدد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى الفريق محمد عطا تحذيراته لدولة جنوب السودان من مغبة الاستمرار في دعم وتمويل الجماعات السودانية المتمردة ، وقال عطا : ان السودان صبر كثيرا على إيواء جنوب السودان للمتمردين السودانيين، ولوح بملاحقتهم "في أي مكان حتى ولو داخل الاراضى الجنوبية . واضاف عطا : على دولة الجنوب الكف عن إيواء الحركات المسلحة المعارضة للحكومة وتحديدا حركة العدل والمساواة، التي تتواجد في "خور شمام "و"ديم جلاد" بشمال بحر الغزال. وأشار مدير الأمن الى "أن أي تحركات عدائية لحركة العدل والمساواة أو أي مجموعة مسلحة أخرى من داخل الأراضي الجنوبية، ستكون بمثابة اعتداء من جوبا". وامتد اتهام عطا الى بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان بانها متواطئة مع جوبا في إنكار تواجد الحركات المعادية للخرطوم في أراضي الجنوب مؤكدا انها تنفذ العمليات العسكرية انطلاقاً من داخل أراضي الجنوب. بحسب حديث الفريق عطا عاليه فان الخرطوم باتت متاكدة بما لايدع مجالا للشك بأن جوبا ـاوى متمردى حركة العدل والمساواة ، وزيادة فى التاكيد فقد حدد عطا حتى اماكن تواجدها ، وبحسب مراقبين فان حديث الخرطوم لابد ان تتبعه اجراءات عملية لحمل جوبا عن التخلى عن دعم المتمردين السودانيين ، لكن قطعا الحرب لن تكون ضمن هذه الاجراءات العملية . تهديدات متبادلة بدورها لم تقف جوبا تستمع لتهديدات الخرطوم دون ان تنبرى للرد فقد وصفت تحذيرات عطا باجتياح اراضى الجنوب بحثا عن المتمردين اعلان حرب ومسألة شخصية ، ووصف جيش جنوب السودان تحذيرات الحكومة السودانية بإمكانية دخول أراضي الجنوب لمطاردة المتمردين بأنه "إعلان حرب"، وأكد المتحدث باسم الجيش الجنوبي أن بلاده تتعامل مع تصريحات المسؤولين السودانيين بجدية نافياً وجود حركات التمرد السودانية ببلاده. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير: أن الحكومة السودانية ظلت تسعى منذ وقت طويل لإعلان حرب ضد بلاده، مضيفاً "الآن أعلنت الخرطوم الحرب ضد جنوب السودان ونحن نتعامل مع تصريحات المسؤولين الحكوميين بجدية ومستعدون لحربهم ضدنا". ونفى أي وجود لحركات التمرد السودانية على أراضي بلاده، معتبراً أن "هذه الاتهامات محاولة لتبرير إعلان الحرب ضد دولة ذات سيادة والعالم كله يشهد على أن الخرطوم هي التي تساعد جماعة نائب الرئيس المقال رياك مشار المتمردة منذ بدء الحرب قبل عام". وأشار أقوير إلى أن معلومات قواته "أكدت وجود ترحيل لقوات التمرد ضد بلاده من مواقع مختلفة من السودان في اتجاه جنوب السودان". شواهد واثبات فى الوقت الذى تنكر فيه جوبا دعمها لقوات حركة العدل والمساواة وتتهم الخرطوم بدعم نائب الرئيس السابق رياك مشار تنقل مواقع اسفيرية خبرا عن عمليات إنزال جنود يوغنديين بولاية الوحدة بهدف مساندة قوات العدل والمساواة وقطاع الشمال التي تقاتل حكومة السودان. وبحسب المركز السودانى للخدمات الصحفية فقد اتهمت المعارضة الجنوبية، حكومة جوبا باستمرار تلقي الدعم اليوغندي لمحاربة القبائل غير الخاضعة لسيطرتها، كاشفة عن عمليات تدريب يقوم بها ضباط يوغنديون للمتمردين السودانيين مع حركة العدل والمساواة والحركة الشعبية – قطاع الشمال، الذين يقاتلون إلى جانب حكومة الجنوب. وتوعد قائد منطقة أعالي النيل الكبرى اللواء قبريال تانج فى تصريح للمركز حكومة بلاده بهجوم متواصل وفتح الجبهات القتالية على مستوى الولايات الثلاث انتقاماً لمقتل الآلاف من مواطني النوير، مشيراً إلى أنهم يمتلكون صور توثيقية للجيش اليوغندي والضباط المشاركين في القتال ومساندة الحركات الدارفورية المتمردة. أعلان الحرب الحرب اولها كلام كما يقال ، لكن فى حالة دولتى السودان وجنوب السودان فان اول الحرب وآخرها كلام ، وبحسب مراقبين استراتيجيين فان تجدد الحرب بين الشمال والجنوب هو آخر سيناريو متوقع خلال السنوات القريبة لاعتبارات كثيرة سياسية واقتصادية وعسكرية ، ولذلك فان تهديدات القادة فى البلدين لا تعدوا عن كونها اخراج للهواء الساخن ولن تمضى الى ابعد من ذلك ، وقد استدرك ذلك محمد عطا فى معرض تحذيراته وتهديداته عندما اشار الى رغبة السودان فى جوار آمن مع دولة الجنوب لكن بشرط تجريد حركة العدل والمساواة من أسلحتها مثلما جردت الحكومة السودانية القوات التي غزت منطقة هجليج. لاعتبارت اخرى فان كلا البلدين الشمال والجنوب مشغول بازماته الداخلية المتمثلة فى الحروب الاهلية والازمة الاقتصادية الطاحنة والتى لاتحتمل اضافة بند حرب جديدة بين الشمال والجنوب ، اضافة الى ان جيشا البلدين قد أُنهكا فى الحروب الاهلية الداخلية ، كما ان جيش جنوب السودان يستعين بقوات يوغندية لمواجهة قوات مشار ، ولذلك فان السيناريو المتوقع بدلا من ذلك بحث هدنة يقدم فيها الطرفان تعهدات بعدم دعم المتمردين وطردهم من اى البلدين وعدم تقديم اى دعم لهم ريثما تهدأ الأمور لتعود من جديد الى المربع لأن علاقة السوان وجنوب السودان منذ الانفصال فى 2011 لم تضيف سيناريو جديد غير هذا ، ولذلك فسيناريو الحرب الماثل الان مستبعد ايضا . تمديد مهمة امبيكى الحرب بين دولتى السودان امر يحاول المجتمع الدولى تداركه لجهة الأوضاع الامنية المتردية التى يعانى منها البلدان والتى افرزت اوضاعا انسانية متردية ، خاصة فى جنوب السودان ، وكنتيجة لذلك مدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي مهام الآلية الأفريقية رفيعة المستوى حول السودان وجنوب السودان لعام آخر ينتهي في 31 ديسمبر 2015. وحث المجلس الخرطوم وجوبا على مواصلة جهودهما من أجل حل القضايا العالقة. وقدم فريق الآلية إحاطة للاتحاد الأفريقي حول موقف تنفيذ اتفاقات التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان. وحث المجلس كل من الخرطوم وجوبا على مواصلة جهودهما من أجل إتمام القضايا العالقة تحت رعاية لجنة أمبيكي، ودعا فريق الآلية إلى تقديم تقرير عن أنشطتها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، على أن "تبقى المسألة قيد النظر الفعلي". لاجئين الجنوب فى الخرطوم رغم التهديدات المتبادلة والظروف الاقتصادية للسودان فان الخرطوم تستضيف مايقارب 206 ألف لاجئ فى نوفمبر المنصرم مع توقعات بأن يصل عددهم إلى 165 ألفاً بحلول نهاية هذا العام 2014. وكرسالة تحذيرية لدولة الجنوب تضاف الى الاولى كانت الرئاسة السودانية قد وجهت خلال هذا الشهر كل من مفوضية العون الإنساني ومعتمدية اللاجئين والهلال الأحمر، ، بحصر وتسجيل اللاجئين الفارين من جنوب السودان ، كما أشار مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن 350 ألف شخص أصلهم من جنوب السودان لم يغادروا السودان بعد الانفصال من خلال برنامج العودة الطوعية ، واذا ماصدقت التهديدات وقامت الحرب فان اول ماستفعله الخرطوم هو ترحيل هؤلاء الجنوبيون الى بلادهم ، فليس من المنطق ان تقوم الحرب بين دولتى السودان فيما يتمتع رعايا الجنوب بكامل الحقوق فى الخرطوم .
|
|
|
|
|
|