الجزء 1 من 2 انعقد في مدينة جنيف السويسرية في الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر العام 2016م، أسبوع السلام الدولي الثالث. وقد حضرته وفود من كل أرجاء العالم خاصة من الدول التي تشهد نزاعات وحروب. وعلى الجانب السوداني فقد نظمت البعثة الدائمة لجمهورية السودان بجنيف التي يترأسها السفير الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي كان يفاوض باسم الحكومة في إتفاق سلام الشرق، ثلاثة جلسات للوفد الحكومي، الأولى في قصر الأمم المتحدة بجنيف، وهي جلسة خصصت لمناقشة إتفاق الشرق، والثانية في سفارة السودان بجنيف وحضرها بعض أعضاء الجالية السودانية بسويسرا، وخصصت لمناقشة مخرجات الحوار الوطني، أما الثالثة والتي كان من المفترض أن تقام في مكتبة بيطار (السوداني الأصل) فقد ألغيت لسفر الوفد. شارك من السودان وفد حكومي يمثل شرق السودان برئاسة السيد موسى محمد أحمد مساعد الرئيس والدكتورة آمنه ضرار وزيرة الدولة بالعمل ووزير الدولة المهندس أبوعبيدة دج مدير صندوق إعمار الشرق والفريق صلاح الطيب المفوض العام لمفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج والعقيد عامر عبدالصادق والسيد حسن كنتيباي مقرر صندوق إعمار الشرق. ومن جانب المنظمات والأحزاب السودانية، شارك من المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً الأستاذ عبدالباقي من بازل بسويسرا، ومن مؤتمر البجا ببريطانيا شارك الأستاذ سليمان صالح ضرار. إنعقد المنشط الأول لمفوضية السودان بجنيف، وكان جلسة لنقاش سلام الشرق وذلك يوم الثلاثاء الموافق الثامن من شهر نوفمبر 2016م، وترأسها السفير الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وحضرها الوفد الحكومي القادم من السودان والذي يمثل شرقه، وممثل لدولة الكويت التي قدمت قروض ميسرة لصندوق إعمار الشرق، كما حضر الجلسة ممثل لدولة إرتريا التي كان إتفاق الشرق برعايتها، بالاضافة إلى أعضاء السفارة بجنيف وعدد من السودانيين المقيمين في سويسرا منهم على سبيل المثال وليس الحصر عبدالعزيز فرج وحرمه وطارق كردي الذي يعمل في مفوضية شؤون اللاجئين بجنيف وهاشم ابوالحسن وحرمه وابنته ونبيل عبدالوهاب وعبدالباقي من المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً، كذلك حضر سليمان ضرار من مؤتمر البجا ببريطانيا، اضافة إلى عدد من الضيوف. استعرض المتحدثون إتفاق سلام الشرق في الجلسة التي ترأسها السفير الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وذكروا ما تم انجازه وما تبقى إلا أن الجميع إتفقوا على أن السلام مطلوب أولاً لتنفيذ أي تنمية. حديث السيد موسى مساعد الرئيس، كان عن ضرورة السلام والمعوقات وذكر أن التمويل والعقوبات أخرتا تنفيذ أولويات عديدة من إتفاق الشرق، وانحصر كل حديث الدكتورة آمنه ضرار في قضية المرأة بعد أن ذكرت بأن كل فصائل المعارضة السودانية شاركت في تدمير الشرق في قتالها مع النظام بما في ذلك الحركة الشعبية التي تهربت بالانفصال من مسؤوليتها بإعادة إعمار ما دمرته بالحرب، ثم قالت الدكتورة آمنه ضرار: إن المرأة هي الأكثر معاناة من الحروب فهي أرملة الشهيد وأخت الشهيد وأم الشهيد وقد خلق لها هذا الوضع غير العادي مشاكل كثيرة اضافة إلى مسؤوليتها الكبيرة في تربية الأطفال وفي تدبير ميزانية المنزل مع شح الموارد وارتفاع الأسعار، كذلك طالبت بتمكين المرأة بالتعليم والتوظيف والرعاية الصحية حيث ذكرت أن وفيات النساء والأطفال دون الخامسة في شرق السودان تشكّل رقما قياسياً عالمياً. وطالبت المنظمات الدولية بتقديم المساعدات العاجلة للشرق. وتحدث بعدها المهندس أبوعبيدة دج مدير صندوق إعمار الشرق وقدم عرضاً بالباور بوينت عن المشاريع التي نفذها الصندوق. بعد ذلك تحدث ممثل دولة الكويت الشقيقة وبعده تحدث ممثل دولة إرتريا الشقيقة. بعد ذلك فُتح باب الأسئلة والنقاش، فتحدث الأستاذ عبدالباقي من المجموعة السودانية للديمقراطية عن التغول الإثيوبي على الحدود السودانية في منطقة الفشقة بالقضارف وترويعهم للمواطنين وقتلهم لهم واحتلالهم لمليوني فدان من الأراضي الخصبة، كذلك تعرض لمسألة الاحتلال المصري لحلايب وطالب بتحرير المنطقتين، اضافة إلى ذلك قام بتوزيع منشور باللغة الإنجليزية للحاضرين عنوانه "إعلان نايروبي للتغيير في شرق السودان" والذي طالبت فيه منظمات المجتمع المدني في شرق السودان بتخصيص منبر خاص للتفاوض لشرق السودان بعد أن فشل إتفاق سلام الشرق في حل مشاكله. تحدث بعده ممثل مؤتمر البجا ببريطانيا المؤرخ سليمان ضرار، فقال إنهم كانوا يريدون تسوية وليس سلاماً فقط لأن السلام يعالج النتائج والآثار ويترك الأسباب قائمة على الأرض مثلما هو حاصل الآن وطالب بتخصيص منبر تفاوض خاص لشرق السودان تأييداً لإعلان نايروبي، وذكر ضرار ثلاثة مشاكل رئيسية يجب حلها بأسرع وقت ممكن وهي من بنود إتفاق سلام الشرق. ذكر أولاً مشكلة المسرحين الذين يجوبون في الطرقات والمقاهي دون حل لمشكلتهم باستيعابهم وإعادة دمجهم، ولكنهم أصبحوا يشكّلون الآن قنبلة موقوتة للنظام وللسودان، كذلك طالب بالإسراع في إزالة الألغام التي تهدد حياة الناس والماشية وتمنع عودة النازحين الذين أصبحوا يعيشون في أطراف المدن الشرقية مثل الغجر وفي ظروف قاسية وغير صحية ولا إجتماعية. وقال إن الحكومة ليس لديها إمكانات لحل مشكلة الشرق فهي تواجه مشاكل اقتصادية وعقوبات وحروب في كل أطراف البلاد وعليها أن تفتح الأبواب لمنظمات الإغاثة الدولية للمساهمة في مساعدة الشرق بدلاً عن طرد هذه المنظمات. وبعد إنتهاء الجلسة قام سليمان ضرار بتوزيع منشور باللغة الإنجليزية على الحضور وهو بعنوان "مناشدة من شرق السودان لضمير المجتمع العالمي" طالب فيه المجتمع الدولي والمنظمات الطوعية العالمية لمد يد المساعدة للشرق، كما دان في منشوره قيام النظام بدعم أوربي بتوطين اللاجئين في شرق السودان دون استشارة أهله، حتى لا يصلوا إلى أوربا، مما يجعل اللاجئين سجناء في الشرق، وقال إن هذا انتهاك لحقوق اللاجئين الذين من حقهم الهجرة إلى أي مكان يريدونه كما أنهم يزيدون من معاناة الشرق القائمة أصلاً والأموال والمساعدات التي يتلقاها النظام من الدول الأوربية وأمريكا لن تصل لا للشرق ولا للاجئين مثل كل موارد السودان التي تذهب لأركان الحزب الحاكم. وقال إن هذا التوطين سيشجع كل سكان القرن الأفريقي على الهجرة لشرق السودان مما يؤدي لزيادة جريمة الإتجار بالبشر الرائجة أصلاً في الشرق. ورفض أن يكون الشرق بوابة توصد لحماية أوربا. نواصل في الحلقة الثانية بإذن الله ما دار في الاجتماع في سفارة السودان في جنيف......
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة