|
النيل الازرق :عامان من الحرب والقتل والتشريد
|
النيل الازرق :عامان من الحرب والقتل والتشريد تقرير:حسين سعد عامان من الحرب والجوع والقتل والتشريد والجرائم الممنهجة التي فرضتها الحكومة علي شعب النيل الازرق (عامان)مرت علي هذه الذكري المؤلمة والحزينة في وقت مازال فيه أهل السلطنة الزرقاء صامدون في وجه الظلم و(ما بدلوا تبديلا) فالاجراءات التعسفية التي فرضتها السلطة لم تكتفي بذلك بل تم عزل الحاكم المنتخب الفريق/مالك عقار إير الي جانب ممارسة الحكومة لسياسة الارض المحروقة العنصرية والتطهير العرقى. عامان من القتل والاعتداءات المتواصلة شردت من خلالها اعداد كبيرة من المواطنين العزل بينهم اطفال ونساء وكبار السن كما تم اعتقال المئات والزج بهم خلف القضبان والسجون هذه الجرائم والانتهاكات التي ظلت تتكرر بشكل يومي هزت اصحاب الضمائر الحية في داخل السودان وخارجه وكذلك الناشطات والناشطون في منظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية وغيرها لكن خطوات المجتمع الدولي الذي كانت الامال كبيرة نحوه لايقاف هذه الانتهاكات الجسيمة كانت بطيئة حيث مازالت السماء تمطر أهل النيل الازرق وجنوب كردفان باللهب والنيران وأزيز الطيران والمركبات العسكرية والمدافع الثقيلة يملاء الفضاء بزخات الرصاص القاتل حيث حرقت القرى ونهبت وفقد المواطنين كل ممتلكاتهم، وقد أصبح اكثر من 140 الف لاجئا فى دول الجوار و حوالى 100 الف نازح داخل الولاية فى أوضاع انسانية قاسية، بعد ما رفضت الخرطوم فى ان تصل اليهم المساعدات من غذا ودواء، وبالرغم من النداءات المتكررة من قبل الحركة الشعبية شمال ومن المنظمات الانسانية للمجتمع الدولي لممارسة كافة الضغوط علي حكومة الخرطوم للسماح بفتح الممرات الانسانية الامنة لايصال المساعدات الانسانية لولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان/جبال النوبة، لكن الحال ظل كما هو وفي وقت اعلنت فيه الحركة الشعبية وقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة شهر لاجل تطعيم الاطفال. ومطلع هذا الشهر وتحديد في الثالث منه قال الناطق الرسمي للحركة الشعبية شمال أرنو نقو تيلو في بيان له ان طائرة الانتنوف التابعة لسلاح الجو لنظام المؤتمر الوطنى إعتدت يوم 1/9/2013 على مناطق وقرى بولاية النيل الازرق، حيث قامت باسقاط عدد 28 قنبلة إستمر اسقاطها من الصباح الباكر حتى المساء، إستهدفت تحديدا قرى أورا، ودكا، سمرى وشالى الفيل التابعة لمحافظة الكرمك، ادت الى مقتل عدد 2 مواطن وجرح 4 اخرين بجروح متفاوتة، كما قتلت عدد كبير من الماعز، هذه سياسات وإنتهاكات ممنهجة لنظام المؤتمر الوطنى يتبعها باستمرار ضد المواطنين الابرياء بالنيل الازرق منذ ان شن الحرب عليهم فى سبتمبر 2011، تم هذا الاعتداء فى نفس اليوم الذى دخل فية قرار وقف العدائيات الذى اعلنته الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال من طرف واحد حيز التنفيذ.وكان حوالي أكثر من 2500 مواطن قد نزحوا على الحدود ما بين محلية قيسان بولاية النيل الازرق واثيوبيا ،وقال مسئول مكتب الشئون الإنسانية الاستاذ هاشم ورطة جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، ان الذين عبروا الحدود الى معسكر كبرى خمسة حوالى( 3021 ) ابتداء من الفترة ما بين 22/25/ 8/2013م ، تحت ظروف انسانية صعبة ،واكد أورطه أن معظم الفارين هم من مناطق أشمبو ودوكان و المناطق المجاورة لها. الاوضاع في معسكرات النازحين من ولاية جنوب كردفان لا تختلف عن النيل الازرق من حيث البؤس والمعاناة والتراجع والتدهور الكبير وناشدت خالدة السنوسي منسق المراة بمعسكر ايدا للاجئين المنظمات و الهئيات و الجهات ذات الاختصاص والخيرين والمناصرين للاوضاع الماساؤية التي يمر بها سكان المناطق المتاثرة بالحرب ، بدعم مشروع كساء الطفل بمعسكر إيدا للاجئين الذي يضم للاجئين من مناطق ولاية جنوب كردفان / جبال النوبة ، وأكدت وجود أكثر من 31 الف طفل بالمدارس بينهم عشرة ألف وأربعمائة وخمسين طفل موزعين بين 17 روضة معظمهم بلا كساء ، ودعت المنظمات والخيرين تقديم العون العاجل والكساء للأطفال. المسلسل الدامي لقصة المنطقتيين الانسانية مازال مستمراً حيث لقي نحو (80)لاجئياً حتفهم بمعسكرات النازحين بدولة جنوب السودان الفارين من جحيم الحرب من ولاية النيل الازرق بسبب الاصابة بمرض الحمي الصفراء المنتشرة في المعسكرات وسط تحذيرات من كارثة صحية بالمعسكرات وانفجار الاوضاع بشكل اكبرحال عدم تدخل المنظمات الانسانية العاملة في المجال الصحي.وقال مسؤول الأمن الغذائي بمعسكرات لاجئي النيل الأزرق السيماوى عدلان في مقابلة مع راديو تمازج من منطقة المابان أن معسكرات دورو ويوسف باتيل بولاية أعالي تشهد إرتفاع كبير في معدلات الإصابة بالحمى الصفراء.وأكدعدلان وفاة (30 ) لاجئي بمعسكر (دورو) بالإضافة إلي وفاة (50 ) لاجئي أخر بمعسكر يوسف باتيل بينهم أطفال وذلك في يونيو المنصرم ،وقال ان المنظمات الصحية العاملة في المجال الصحي فشلت في السيطرة والحد من إنتشار المرض.وعزا عدلان انتشارالمرض وتسجيل حالات اصابة وصفها بالكبيرة في معدلات الإصابة بالحمى الصفراء إلي تدني معدلات الإصحاح البيئي بجانب وسط إنعدام الوعي الصحي للاجئيين وحذر من كارثية الوضع الصحي بالمعسكرات،وناشد المنظمات العاملة في المجال الصحي بتكثيف الوعي الصحي وتوفير دورات المياه قبل إنفجار الأوضاع في ظل تنامي مخيف لحالات الوفاة بالمعسكرات.في وقت شهدت فيه مناطق كاوناروا ويرني ومناطق اخري متفرقة من جنوب كردفان فرارالعشرات من الاسر بسبب الجوع إلي ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان ،وسط انباء عن أن هنالك مئات الأسر تقطعت بهم السبل في الأحراش في الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان في إنتظار الوصول إلي الأخيرة،وقال عدد من النازحين والسلطات الأهلية من مناطق تجمعات الفارين بأعالي النيل أن الأوضاع الإنسانية للفارين تتفاقم يومياً ،وكشفوا عن غياب مستمر هذة الأيام للمنظمات الإنسانية بدولة جنوب السودان،واشاروا إلي أن هنالك حتى مايقارب ال(600 ) اسرة وصلوا إلي البر الغربي بمدينة ملكال ،وشكاوى وسط الأطفال من إرتفاع معدلات الحميات والنزلات ،كما أشاروا إلي وصول اعداد أخرى من الفارين إلي مناطق فشودة ايضاً يشكون سوء الأوضاع الإنسانية ،بجانب المئات اللذين تقطعت بهم السبل في الأحراش مصيرهم مجهول ،وقالت قيادات ادارية لمنطقتي كاونارو ان اعداد الفارين في إزدياد وسط تحديات تواجه إستقرارهم ،والخاصة في إنعدام المآوى ونقص الغذاء في ظل غياب المنظمات ،وبالرغم من التحركات التي تقوم بها روابط ابناء جنوب كردفان ودارفور بدولة الجنوب لمعاونة الفارين إلا أنها لم تفي حاجة الفارين العاجلة للغذاء والدواء .وكانت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بدولة جنوب السودان؛قد قالت ان أكثر من 230 لاجئ سوداني من الذين فروا من ويلات وجحيم الحرب بالنيل الازرق الي معسكرات اللجوء بأعالي النيل؛ توفوا جراء اصابتهم بمرض التهاب الكبد الوبائي فضلا عن حوالي 10000 اخرين مصابين بنفس المرض.واوضحت المفوضية السامية ان مرض التهاب الكبد الوبائي بدا ينتشر وسط اللاجئين السودانيين بتلك المعسكرات منذ يوليو في العام الماضي ولايزال تتسع رقعته بدرجة كبيرة؛ وذلك نسبة للكثافة السكانية في هذه المعسكرات فضلا عن تدهور البيئة الصحية.وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة في دولة جنوب السودان تيم اروين؛ ان المفوضية تبذل جهودا كبيرة من اجل السيطرة علي الوضع؛ الا ان الكثافة السكانية في معسكر دورو التي تأوي حوالي 45.498 لاجئي تمثل تحدي كبير امام المفوضية؛ موضحا ان هنالك اجراءات تقوم بها الامم المتحدة لترحيل 11000 لاجئ من معسكر دورو الي معسكر كايا للحد من ذلك الازدحام.وقال تيم "أنها بدأت فعلا في الصيف الماضي بين يوليو واغسطس بمقاطعة المابان بولاية اعالي النيل وانها لا تزال قضية كبيرة مؤكدا تسجيل اكثر من عشرة الف حالة اصابة بالتهاب الكبد توفي منهم حوالي 230 شخصاً بسبب ذات المرض وقال انهم يبحثوا عن طريقة لترحيل أكثر من (1100) من اللاجئين من مخيم دورو الي المعسكر الجديد في منطقة اعالي النيل .وفي تقرير لها نشرته في يونيو الماضي أكدت منظمة حقوق الانسان والتنمية (هودو) استمرار المعارك بكافة الجبهات وعدم توقفها بين اطراف الصراع الامر الذي فاقم معاناة المواطنين في غلاء الأسعار نتيجه لإنخفاض سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأخري كما أحوال النازحين تتفاقم بشكل حرج وكبير بسبب منع الحكومة للمظمات الانسانية من الدخول.في اغسطس الماضي أبدت الامم المتحدة مخاوف كبيرة من تدهور الاوضاع الانسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية –قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان نسبة لاستمرار عدم وصول المساعدات الانسانية وغياب مصادر الانتاج.وفي تقرير له بعنوان (الحكومة تحاصر المدنيين فى جبال النوبة بحقول من الالغام) نشر في عدد من المواقع الاسفيرية قال الكاتب عثمان نواي ان القوات الحكومية قامت بتحويل مناطق (الانشجو ) جنوب الدلنج وخاصة فى منطقة مشروع العلف والدليبة والقرى المحيطة بها الى حقل من الالغام الارضية, حيث بدأت فى عملية زرع للالغام على مدى مساحات واسعة بعرض الوادى والذى يشكل طريقا واصلا بين المناطق الشرقية والغربية لجبال النوبة, وتم حفر شريط طولى بعرض 3-4 متر و عمق يصل الى 4 متر فى المناطق الزراعية (الانشجو) وخاصة فى مناطق الدليبة والسقدة وسماسم والرجول ومشروع العلف, وتم زرع الغام فى تلك المناطق التى تمثل المنطقة الحيوية لمناطق الانشجو.الامر الذي ادي الي تعطل الاسواق والانشطة الزراعية والمدارس نتيجة لزرع الالغام بمنطقة (الانشجو )والقرى المكونة لها منطقة كثافة سكانية كبيرة حيث ان عدد السكان فى المنطقة يقدر بحوالى 30 الف نسمة حسب اخر احصاء سكانى قبل الانتخابات فى 2011. و يعيش سكان المنطقة الان فى حالة حصار وعدم قدرة على ممارسة انشطتهم الطبيعية من زراعة وتسوق, مما سيؤدى الى كارثة انسانية حقيقية. كما ان الخطر الاخر متمثل فى قطع الطريق على المواطنين للتبادل التجارى فى اسواق المنطقة ومناطقها الزراعية مثل سماسم والتنقل و دليبة والوطا والرجول, كما ان هنالك عدد من النازحين من مناطق الهدرة وام حيطان يقطنون هذه المناطق فهنالك 2000 نازح يقطنون منطقة الرجول و1200 فى منطقة الكتن و800 فى منطقة الوطا. واشار الكاتب الي ان النازحين لا يتلقون اى مساعدة او دعم من اى جهة بل يعتمدون على اهل المنطقة والنشاط الزراعى بها, وبعد توقف الاسواق والزراعة فى المنطقة فان هؤلاء النازحين معرضين لكارثة انسانية كبيرة تفاقم من وضعهم السىء بالاساس.واوضح الكاتب ان عملية زرع الالغام فى مناطق المدنيين تعد كارثة انسانية حقيقية خاصة وان شهود العيان فى المنطقة اكدوا ان الالغام تمت زراعتها على نطاق واسع وباعداد كبيرة , وحسب الجمعيات الدولية العاملة فى مكافحة زراعة الالغام فان الالغام الارضية والمضادة للسيارات والافراد تعد الاكثر خطورة و كما انها الاكثر كلفة بشرية ومادية فى عملية التخلص منها فى المستقبل. فان ما يحدث الان يعد جريمة سيدفع ثمنها اهل مناطق الانشجولسنوات وربما عقود قادمة. كما ان تعطل الاسواق بسبب ايقاف الطرق يوقف الحياة بالمنطقة تماما. ناهيك عن ان هذه الالغام ستؤدى الى فقد ارواح المواطنين وستسبب لهم فقد اطرافهم نتيجة انفجارها,.لكن مفوض العون الإنساني عبد الرحمن سليمان، أكد استقرار الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان، وعدم حوجة الولاية لتدخلات إغاثية في أي من مناطقها.وقال سليمان لفضائية "الشروق"، ان حكومة جنوب كردفان طالبت المنظمات العاملة بالولاية، بالعمل في مجالات التنمية والإعمار، وتأمين حياة السكان، عبر جملة الحزم، والبرامج المشتركة بين المنظمات الأممية والوطنية، التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في حياة المواطنين، من خلال توفير الدعومات في مجلات الزراعة، والتدريب للنهوض بالمجتمعات، ودعم برامج السلام الاجتماعي. ويبقي السؤال هنا الي متي تظل الاوضاع الانسانية متراجعة ومتدحرجة بشكل كبير بالمنطقتين بعد مرور أكثر من عامان علي الحرب التي راح ضحيتها اعداد كبيرة من المواطنين ونزح بسببها نحو اثنين مليون مواطن ودمرت منالهم وفقدوا ممتلكاتهم فمتي يتحرك اصحاب الضمائر الحية والمجتمع الدولي لاطعام النازحين والسماح بايصال الغذاء لهم لاسيما وان الحركة الشعبية شمال كانت قد اعلنت وقف اطلاق النار من طرف واحد لمدة شهر لاجل تطعيم الاطفال.
|
|
|
|
|
|