قالت الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالإنابة د. نعيمة حسن القصير، أن خطة الإستجابة الإنسانية للعام 2016م، بين حكومة السودان والأمم المتحدة، تحتوي علي تغيرات هامة رغم أنها تشبه البرامج التي تضمنتها خطة العام الماضي عموماً، وأضافت في إحتفال تدشين الخطة أمس بقاعة الصداقة بأن أول هذه التغيرات هي محاولة تركيزها علي الأشخاص الأكثر إحتياجاً فقط، ما يعني أنها مقارنة بخطة العام الماضي تستهدف 4.6 مليون شخص من أصل 5.4 مليون شخص تم إستهدافهم في خطة العام الماضي، نتيجة للجهد والتنسيق المشترك وليس بالضرورة تناقص الإحتياجات، بالإضافة إلي إعتراف الخطة بتنوع الإحتياجات الإنسانية ، وبالتالي تنوع الأسباب الجذرية بما يمكن الاستجابة لها بمختلف الطرق، وأضافت بأن أهم معالم الخطة هي تقديم المساعدات الإنسانية بصورة أفضل، وأكثر إستدامة للتخفيف من معاناة المتضررين، لافتة إلي أن المجتمع الإنساني سيظل ملتزم بإعطاء الأولية أثناء تقديم المساعدات للأشخاص المتاثرين بالأزمات المستجدة، الناجمة عن النزاعات أو الكوارث الطبيعية. وأشادت القصير بمجهودات الحكومة السودانية والمجتمعات المضيفة تجاه اللاجئين من دولة جنوب السودان ودعمها المستمر للاجئين، وطالبي اللجوء، وقالت "ظل مواطنو دولة جنوب السودان يمثلون المجموعة الأكبر من أولئك الذين يعبرون الحدود إلى السودان طلباً للحماية والمساعدات. وبينما نحن نتحدث كثيراً عن ملايين الدولارات التي قام المجتمع الدولي بتقديمها لمساعدة اللاجئين".
ولفتت القصير إلي تفاقم أوضاع عدم استتباب الأمن الغذائي والأمن الصحي في السودان جراء الظواهر المناخية السالبة مثل ظاهرة ما يسمى بالنينو. وقالت نحن نحاول أن نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة، وخاصةً مع وزارة الزراعة، ووزارة الثروة الحيوانية على تخفيف الآثار الناجمة، ومعالجة عدم إستتباب الأمن الغذائي لنحو 4.6 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد. العديد منهم من النازحين أو اللاجئين ولكن هناك أيضاً العديد من المزارعين والرعاة المعرضين للمخاطر. مشيرة إلي أن المجتمع الإنساني لا يمكنه تقديم حلول للأسباب الجذرية لعدم إستتباب الأمن الغذائي ولكنه يمكن ان يقوم بتقديم المساعدات إلى المجتمعات المحلية لتتحمل مؤقتاً الآثار السلبية، والإستمرار في دعم الحكومة للقيام بذلك.
وقالت القصير أن معدل إنتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتجاوز عتبة الطوارئ في عدة مناطق في أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي لا يوجد فيها نزاع. وأضافت هناك حوالي 2 مليون طفل يعانون من الهزال سنوياً، منهم أكثر 555,000 يعانون من سوء التغذية الشديد. وعزت نقص التغذية لعدة أسباب هيكلية كامنة منها وضع الأمن الغذائي والصحة والمياه والمرافق الصحية، فضلاً عن عدم وجود بيئة وقائية، ومحفزة مما يؤثر بشدة على التنمية المستقبلية، وصحة الأطفال. مشيرة إلي إنضمام حكومة السودان لحركة رفع مستوى التغذية العالمية، وقالت بأنهم لن يألوا جهداً في دعم الحكومة للأشخاص الأكثر تأثراً و بالأخص الأطفال من قضية سوء التغذية.
وأكدت علي أن تعزيز دعم حكومة وشعب السودان لا يحتاج إلي الموارد فحسب، بل أيضاً إلى تسهيل عملية إتاحة الوصول للأشخاص المحتاجين، وعلى هدى الإلتزام بمبادئ الإنسانية من حيادٍ وعدم التحيز، وقالت بأن الشركاء الثمانون في هذه الخطة من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية يسعون إلى تلبية الإحتياجات الإنسانية في شتى أنحاء السودان بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها من ولايات دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودعت القصير الحكومة إلى بذل قصارى جهدها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة. كما دعت الحركات المسلحة لضمان الوصول غير المشروط إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقالت بأن الهدف الجماعي هو حماية الأرواح وتعزيز السلام.
وأطلقت القصير نداءاً إلى الجهات المانحة ومواطني بلدانهم لبذل المزيد من كرمهم الفياض، وقالت بأن هذه الخطة هي نداء من أجل توفير 952 مليون دولار أمريكي لتلبية الإحتياجات الإنسانية لنحو 4.6 مليون شخص: منها مبلغ 581 مليون دولار للنازحين، 225 مليون دولار للاجئين، و146 مليون دولار للسكان المعرضين للمخاطر. ولفتت إلي أن المجتمعات المضيفة هي أيضاً تقع ضمن هذه الفئات المستهدفة.
وأكدت القصير أن المجتمع الإنساني في عام 2016م وما بعده، يتطلع إلى رؤية زيادة في مساعدات التنمية للسودان لمعالجة الأسباب الجذرية للمخاطر الإنسانية، وليس فقط معالجة الأعراض. وقالت أن جامعة الدول العربية ودولة قطر، وغيرها من مانحي التنمية، قد ظلوا يدعمون مبادرات تنمية بالغة الأهمية في مجالات مثل الخدمات الإجتماعية العامة، البنية التحتية، الصحة، وسائل العيش وإصلاح الأراضي وأضافت نأمل أن يستمر تدفق المزيد من هذه المساعدات للسودان. لجهة أن هذا الأمر يتماشى مع أحد النداءات الرئيسية لمؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني الذي انعقد في شهر مايو 2016م، في إسطنبول بحيث يتسنى القضاء على الحاجة حتى يتمكن الأشخاص الذين هم عرضة للمخاطر، وبحاجة إلى المساعدات من الإعتماد على أنفسهم في المستقبل القريب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة