يُعرب التحالف العربي من أجل السودان والشبكة العربية لإعلام الأزمات عن بالغ أسفهما للإجراءات التعسفية التي قامت بها هيئة المصنفات الأدبية والفنية، بمصادرة عدد 6 مطبوعات، صادرة عن دار أوراق "المصرية " للنشر والتوزيع يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2015م، ومنعت تداولها في فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب، بينما أحالت أربعة أخريات للفحص والتدقيق لحين البت في جواز نشرها من عدمه. وصادرت هيئة المصنفات رواية "سيرة قذرة" لمحمد خير عبدالله، "ساعي الريال المقدود" للكاتب مبارك أردول، كتاب "هل أخطأ السلف" و"سوق الدعارة المصنعة" للكاتب د. محمد بدوي مصطفي، إضافة إلى روايتي "أسفل قاع المدينة" لإيهاب عدلان و"بستان الخوف" لأسماء عثمان الشيخ.
ويندد التحالف والشبكة بهذه الإجراءات التعسفية التي ظلت تتكرر مع بداية كل دورة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، بحجج واهية وغير منطقية بأن المطبوعات تتضمن موضوعات مخلة بالأداب وخادشة للحياء، كان يجب أن يترك الخيار للقارئ. إن عملية التعتيم وحجب المطبوعات ومحاربة الفكر والوعي والثقافة ما عادت تجدي في ظل ثورة المعلوماتية وتطور وسائل التقنية الحديثة التي سهلت عملية نقل المعلومة عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر النشر الإلكتروني في هذا الفضاء الإسفيري، وجعل كل شئ متاح ووضعت بين يدي أي مواطن جهاز تقني صغير يحركه كيف يشاء وبحرية تامة ودون رقيب، للإطلاع والقراءة.
إن مسيرة العمل الثقافي والأدبي وحرية التعبير تتعرض لهجمة شرسة من قبل السلطات السودانية، فلا يمر يوم أو أسبوع وإلا تشهد الخرطوم مصادرة مؤلفات أو إغلاق مركز ثقافي، أو إلغاء فعالية وما أسهل وأيسر إلغاء الفعاليات ومنع الحوار والتضييق على الحريات. فقد أغلقت السلطات السودانية مراكز ومؤسسات حملت في رسالتها نشر الوعي وإثراء حوار الثقافات والتوثيق للتراث السوداني، خاصة وأن السودان دولة متعددة ومتنوعة عرقياً ودينياً وثقافياً، كان يجب الإستفادة من هذا التنوع في إثراء الحوار وإتاحة حرية الرأي والتعبير والنشر، وإشاعة ثقافة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني، إلا أن ذلك ظل ممنوعاً بأمر السطات، ومن بين المؤسسات التي تم إغلاقها مؤخراً مركز الدراسات السودانية، مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية، النادي الثقافي الإعلامي، منتدى محمود محمد طه الثقافي، معرض "مفروش للكتاب" لبيع الكتب المرتجعة. إضافة إلى إغلاق دار إتحاد الكتاب والأدباء السودانيين وتعليق نشاطه بداية هذا العام ، وذلك دون إبداء أي أسباب قانونية ولازالت هيئته تنتظر قرار الإستئناف عبر مراحل التقاضي المختلفة دون تحقيق نتائج.
إن التحالف العربي من أجل السودان والشبكة العربية لإعلام الأزمات إذ ينددان بالهجمة الشرسة والمتواصلة على الأنشطة الثقافية، ومنع الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير والنشر، يطالبان كل المهتمين والحادبين على أمر الثقافة بالدفاع والتصدي لهذه الأساليب القمعية بالوسائل السلمية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة