ان للوطن رجال كتب التاريخ اسماءهم بمداد من ذهب وصنعوا تاريخاً حافلا تحكي سيرهم وصورهم البطولية. هامات لا تنحني ولا تنكسر. لم يتزحزحوا عن مبادئهم الأصيلة في تحقيق الغايات العظام التي آمنوا بها وتواثقوا وتعاهدوا لمواصلة النضال حتى تحقيق تلك الاهداف ورددوا جميعهم ان زمن الانكسار و الخنوع قد مضى بلا رجعة ، فاما حياة كريمة وبعزة واما شهادة و من بين هؤلاء الشهداء الابرار سيد شهداء الكرامة والعزة الشهيد د. خليل ابراهيم محمد والشهيد الفارس جمالي حسن جلال الدين والشهيد اللواء ابراهيم محمد الحسن ابورنات رنات و الشهيد القائد البطل ادم كورتي والشهيد نصر الدين يوسف عبد الله والشهيد القائد عبدالله ابكر و الشهيد البطل داؤود يحي بولاد و كل شهداء العزة و الكرامة.
إغتيل د.خليل لانه رفض تجزئة الحلول وإختزال القضية في الصراع حول المناصب دون مخاطبة جذور المشكلة وظل يردد دوماً أن "حركة العدل و المساواة السودانية حركة قومية تنشد الاصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الشامل للوطن كله، و تعمل من أجل إقامة دولة مدنية ديموقراطية عادلة، تكون المواطنة فيها مناط الحقوق و الواجبات، و تقف على مسافة متساوية بين مواطنيها، بغض النظر عن إنتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الجغرافية أو ألوانهم أو خياراتهم السياسية. وطن يفتخر بتنوع ثقافاته، و يجتهد في تنميته، و يحارب النزعات الإستعلائية الأحادية العنصرية التي أدت إلى فصل جنوبنا العزيز، و يسعى لتفتيت ما تبقى من السودان و لذلك إغتالوه حتى لا يحول بينهم وبين مشروعهم العنصري ، الأحادي البغيض. د.خليل إبراهيم مثال للوطني الغيور الذي وهب حياته لوطنه ومبادئه و عمل بصدق واخلاص من أجل الحرية والديمقرطية و العدالة و المساواة حتي وصل الي موت يغيظ الاعداء.
مات واقفا شامخ الرأس، متقدما الصفوف ، عظيم الهمة ، قوي الشكيمة ، شديد العزيمة . وإلتحق بركب عظماء السودان الذين فدوا الوطن بدمائهم وأرواحهم بيانا وعملا لا تنظيرا وقولا من الخليفة عبدالله التعايشي مرورا بعبد القادر ود حبوبة و علي عبد اللطيف و عبد الفضيل ألماظ و عبد الخالق محجوب و محمد نور سعد و شهداء ٢٧ رمضان الى داؤود بولاد.
ان سر خلود د خليل ابراهيم يتمثل فى انه زعيم ثاقب الرؤية، بعيد النظر و رجل دولة من الدرجة الأولى لذلك اسس تنظيم قوي و متامسك و مترابط ، و بنى حركة قادرة على البقاء و العطاء لتحقيق كافة اهدافها حتى إذا أعترى سبيلها جبال من العقبات و مهما حيك ضدها من مؤامرات أو إغتيالات لقادته.
ان خير وفاء لشهدائنا الابرار هو التمسك بالمبادئ التي أستشهدوا من أجلها و قدموا ارواحهم فداءا لها، والمضي في طريقهم حتى تحقيق تلك الأهداف دون كلل او ملل.
إن أيسر سبيل لبلوغ أهدافنا الوطنية هو وحدة الصف الوطني بكل ألوان طيفه السياسي و الثقافي والاجتماعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة