تعقد لجنة حقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية دورتها الثامنة والتي تناول أوضاع حقوق الإنسان في السودان وذلك يومي التاسع والعاشرمن هذا الشهر ،ويتم في هذه الدورة تقديم التقرير الرسمي للسودان حول هذا الموضوع وتقرير مواز يقدمه التحالف العربي من أجل السودان.
الحكومة السودانية أكدت مشاركتها في هذا المؤتمر ،وعبّرت عن رغبتها الصادقة في التعاون مع لجنة حقوق الإنسان العربية «لجنة الميثاق» باعتبارها آلية تهدف لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في العالم العربي. وأعدت الحكومة السودانية تقريرا بواسطة لجنة من وزارة العدل، وقالت إن التقرير يعكس جهودها في مجال إلتزامها بميثاق حقوق الإنسان الواردة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان وتم فيه التشاور مع منظمات المجتمع المدني المختلفة من خلال عقد العديد من ورش العمل.
وقال مسؤول الإعلام في التحالف العربي من أجل السودان سليمان سري، إن إنشاء لجنة تعنى بحقوق الإنسان في الدول العربية، وتناقش التقارير عن حالة حقوق الإنسان المقدمة من الدول الأعضاء، والتقارير الموازية من منظمات المجتمع المدني، يمثل خطوة إيجابية في طريق تعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان، مؤكداً أن التحالف سيتعاون مع هذه اللجنة وسيمدها بالتقارير التي تعكس الأوضاع في السودان على أرض الواقع بمصداقية ومهنية، مصحوبة بالوثائق والمستندات، لكنه أعاب على اللجنة التي أنشئت في العام 2008، وبدأت نشاطها عام 2015 أنها حددت مرة كل ثلاثة أعوام للمناقشة التقارير المقدمة من للدول الأعضاء «بحسب الميثاق»، وقال:» المؤسف أن هذه الفترة الطويلة تعتبر ضعفا في عمل اللجنة وهو ذات الضعف التي تعاني منه الجامعة العربية في معالجتها للقضايا في المنطقة. وليست لديها آلية للضغط على الدول الأطراف لتحسين حالة حقوق الإنسان في البلدان العربية».
ويقول إن الانتهاكات تحدث في السودان باسم العروبة والإسلام، مرتكزة على تمييز أٍساسه اللون والعرق والدين، وعلى الرغم من أن النظام يدعي أنه رافع شعار الإسلام لكن ممارسات أجهزته الأمنية تتعارض مع قيم الإسلام السمحة وتتنافى التقاليد السودانية الحميدة.
وعبر عن إرتياحه لكون أن التحالف العربي قد واجه تحديات كبيرة في سبيل الوصول لهذه المرحلة، وقال ان التحالف ظل يعكس ما يحدث في السودان للدول العربية وللجامعة على وجه الخصوص ويحاول أن يعمل على كسر الصمت العربي، خاصة وأن الإعلام العربي يغض الطرف عن ما يحدث في السودان من إنتهاكات في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق من قتل وإغتصاب وتشريد للمدنين، وتابع « على الرغم من أن ما يحدث في السودان لا يقل عن ما يحدث في سوريا ،اليمن ،العراق، ليبيا بل حتى فلسطين وكل تلك الدول مجتمعة رغم إعترافنا بما تواجهه من نزاعات مسلحة».
وأضاف: « ولكن في السودان قتل أكثر من 300 ألف في دارفور وحدها وهذه إحصائيات الأمم المتحدة في الفترة من 2003 ـ 2008 ولا توجد إحصائيات مرصودة في حين يعترف النظام بمتقل عشرة آلاف وكأن هذه الإحصائية بسيطة أو هذا العدد قليل… وبالفعل فهو يحسب ذلك بإشعاله نيران الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق». وقال إن هذه فرصة للتحالف العربي من أجل السودان، الذي يضم 145 منظمة مجتمع مدني منتشرين في 19 دولة عربية، من بينها مجموعة منظمات سودانية، لتقديم تقرير مواز عن حالة حقوق الإنسان في السودان يعكس الوضع الحقيقي، واضاف: « يحمد للجامعة العربية أن أنشأت هذه اللجنة للإطلاع بدورها بعد أن كانت الجامعة معنية بالحكومات، والآن جاء الوقت لسماع صوت الشعوب التي تمثلها منظمات المجتمع المدني»، وأشار سري إلى أن تشكيل لجنة معنية بحقوق الإنسان تتبع للجامعة العربية يفنّد إدعاءات الحكومات بأن حقوق الإنسان آلية غربية، ويرى أن هذه اللجنة صارت مرصداً ومعياراً يقيم حالة حقوق الإنسان في الدول الأطراف بالإستناد على التقارير الموازية التي تدفع بها المنظمات وأكد تطلعهم لإنتقال الجامعة العربية إلى مراحل أخرى تصل إلى تكوين لجان تقصي حقائق وتلقي الشكاوى ومن ثم تشكيل هيئة قضائية على نسق المحكمة الإفريقية.
وأعرب مسؤول الإعلام في التحالف العربي من أجل السودان عن أمله بان توقف الجامعة العربية عبر هذه اللجنة التي تم تشكيلها سياسات الإحتواء للرؤساء والحكومات والإطلاع بدورها، بإتخاذ موقف صلب وقوي تجاه تلك الحكومات والتدخل لحماية الضحايا في كل الدول، وقال إن هذه اللجنة تعتبر خطوة أولى تتبعها خطوات بتشكيل محاكم عربية، ومنع الإفلات من العقاب وهروب وإيواء الزعماء كما كان يحدث في السابق، مشيراً إلى ان ما يحدث من إنتهاكات جسيمة يغض الإعلام العربي عنها الطرف، وقال ان التحالف العربي يحاول أن يوصل صوت المواطن وما يعانيه من أجهزة النظام في السودان، بكسر الصمت العربي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة