|
البشير يُجمد التفاوض مع أمريكا (90) يوماً
|
04:50 PM July, 13 2017 سودانيز اون لاين صحيفة الانتباهة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
واشنطن: الخرطوم: هيثم - هبة - هنادي تصاعدت وتيرة الأحداث بطريقة حادة بين الحكومة وأمريكا، ففيما أصدرت واشنطن قراراً مخيباً للآمال بتأجيل البت في العقوبات المفروضة على السودان لمدة (90) يوماً, للتقصي والتأكد من إنفاذ الخرطوم للمسارات الخمسة, دافعة بثلاثة شروط جديدة للرفع،
أصدر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، أمس، قراراً جمهورياً فورياً بتجميد لجنة التفاوض مع أمريكا (90) يوماً, والتي تضم وزراء (الخارجية، والدفاع، والمالية، ومدير جهاز الأمن، ومحافظ البنك المركزي)، وفيما أغلقت الحكومة الباب رسمياً أمام تقديم أي شيء فيما يخص المسارات الخمسة لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية، سارعت الخارجية لاستدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم. وبعد ساعات من إعلان أمريكا تمديد فترة رفع العقوبات لثلاثة أشهر أخرى, وصفت الخرطوم قرار الرئيس دونالد ترامب بـ(الأمر المؤسف), لجهة التعاون الذي أبدته باعتراف كل الجهات الأمريكية, أن الحكومة أوفت بما عليها. قصة التمديد ومددت أمريكا مهلة مراجعة قرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان لـ (90) يوماً، وذلك بعد انتهاء فترة الستة أشهر التي منحتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للحكومة، كان يفترض خلالها أن تلتزم الخرطوم بحزمة اشتراطات ممهدة لرفع العقوبات كلياً. وأجرى الرئيس دونالد ترامب، تعديلات على الأمر التنفيذي الذي أصدره سلفه أوباما، بأن تكون المهلة المقررة للبت في رفع العقوبات (12) أكتوبر بدلاً من (12) يوليو، لإجراء مزيد من التقصي والتقييم والتحليل لتصرفات حكومة الخرطوم. إقرار وشروط وأقرَّت الخارجية الأمريكية بأن السودان أحرز (تقدماً كبيراً ومهماً في الكثير من المجالات)، لكنها قالت إن الأمر يحتاج إلى ثلاثة أشهر أخرى، للتأكد من أن السودان عالج بشكل تام مخاوف واشنطن، وأفادت الخارجية الأمريكية بأن رفع العقوبات سيتم إذا جرى تقييمها (حكومة السودان)، بأنها تحرز تقدماً مستمراً في هذه المجالات بنهاية فترة المراجعة الممتدة. وقالت في بيان, إن واشنطن ملتزمة بتكثيف المشاركة مع الحكومة بشأن مجموعة من القضايا الحيوية، بينها تحسين أوضاع حقوق الإنسان وكفالة الحريات الدينية، بجانب ضمان التزام السودان بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص العقوبات على كوريا الشمالية، وأضافت: (سترفع أمريكا العقوبات إذا أحرزت الحكومة تقدماً مستمراً في هذه المجالات بنهاية فترة المراجعة الممتدة). غير مبرر وأفصح وزير الخارجية إبراهيم غندور, عن خشيته من تكرار أن الجانب الأمريكي لا يصل إلى نهاية المطاف أبداً, ويحاول قطع المسيرة في منتصفها. وجزم غندور للصحافيين أمس, بأن ملف حقوق الإنسان ليس جزءاً من المسارات الخمسة. لافتاً إلى أن مجموعات ضغط تستفيد من عدم رفع العقوبات والحرب في دارفور, وترفع شعارات وتقارير عفا عنها الزمن, وفي بعض الأحيان نرى تقارير مضحكة ومفبركة عن البلاد. وقال غندور إنهم لا يرون سبباً لهذا التمديد. وأضاف: (لا نرى سبباً لهذا التمديد, لذلك نحن نتطلع لرفع العقوبات). رفض الابتزاز ومضى غندور قائلاً: (ما التزمنا به سننفذه، ولكن ليس لدينا المزيد وتعاونا في كل الملفات إقليمياً ومحلياً ودولياً, وبالتالي نأمل أن يراجع هذا القرار). ونبه غندور, إلى أن بند حقوق الإنسان ليس ضمن الأجندة التي تناقش مع أمريكا وفق المسارات الخمسة, وأبدى أسفه تجاه اتخاذ القرار بعد هذه الفترة الطويلة من الحوار مع أمريكا وفقاً لخطة المسارات الخمسة. وتابع بالقول: (باعتراف أمريكا والمجتمع الإفريقي والدولي, قام السودان بالإيفاء بما عليه وكل المؤسسات الأمريكية أكدت على ذلك في حواراتنا الثنائية). الصبر بدوره, أعلن رئيس الهيئة التشريعية القومية إبراهيم أحمد عمر, عن مناقشة قرار تمديد رفع العقوبات خلال اجتماع هيئة قيادة البرلمان اليوم. بينما طالب رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان علي محمود, الشعب بالصبر على المدة الجديدة التي حددتها واشنطن، وتوقع اتخاذ الدولة إجراءات وتدابير اقتصادية لإدارة الشأن الداخلي، ووصف محمود في تصريحات أمس الفترة بـ (البسيطة) رغم عدم قبولها، وقال: (صبرنا الكتير). وأضاف: (العلاقات الدولية تحتاج إلى طولة بال وطولة نفس)، وتابع: (تأجيل القرار أفضل من أي وضع آخر, وعلينا الاجتهاد في ترتيب أمرنا الداخلي)، ولم يستبعد محمود, تأثر سعر الصرف بالفترة إلا أن الأثر سيكون محدوداً.الخيانة من جانبه, اتهم رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان محمد الحسن الأمين, دولاً وجهات بالضغط على واشنطن لمنعها من رفع العقوبات عبر تمليكها معلومات مضللة حول السودان، وتأسف على مطالبة أفراد سودانيين, أمريكا بعدم رفع العقوبات, ووصف الأمر بـ(الخيانة). وأكد أن الأزمة الخليجية ألقت بظلال سالبة على القرار بالرغم من موقف السودن الحيادي. تراجع الأسهم تراجعت الأسهم السودانية المدرجة في أسواق المال الإماراتية، بنحو ملحوظ خلال تداولات أمس عقب القرار الأمريكي, وبحلول الساعة (10: 09 تغ)، انخفض سهم (مصرف السلام السودان)، المدرج في سوق دبي المالي، بنسبة (3.85) بالمائة متصدراً قائمة الأسهم الخاسرة في السوق، وطبقاً للأناضول, فإن أسهم مجموعة (سوداتل) للاتصالات، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، انخفضت بنسبة (3.64) بالمائة، وسط تداولات بقيمة (1.24) مليون درهم (337.6) ألف دولار. جهات مشبوهة وألمح رئيس حزب التحرير والعدالة القومي التيجاني السيسي، في تصريحات لقناة (الخرطوم) الفضائية أمس, بوجود جهات كثيرة داخلية وخارجية لم يسمها، قال إنها غير راغبة في رفع العقوبات عن السودان، داعياً الدبلوماسية السودانية للتحرك أسرع خلال الفترة المقبلة لحشد التأييد لرفع العقوبات نهائياً. إحباط رجال المال من جهته, عبر اتحاد أصحاب العمل, عن أسفه لقرار أمريكا بإرجاء البت في مسألة رفع العقوبات. ودمغ الأمين العام للاتحاد بكري يوسف، القرار بأنه غير صائب وأصاب قطاعات ورجال الأعمال بإحباط, باعتبار أنهم كانوا يبشرون بين القطاع الخاص إقليمياً ودولياً ومحلياً بخيارات, يحتل فيها خيار رفع العقوبات الخيار الأول, مع استبعاد أي خيار آخر نظراً إلى ما قدمه السودان, وأوفى به من التزامات في مختلف المحاور والمسارات
|
|
|
|
|
|