ولايات: عواطف هبة عبد الرحمن اتسمت الحركة في شوارع العاصمة في الساعات الأولى من الصباح بقليل من الحذر مع ميقات العصيان المدني المضروب من قبل ناشطين وقوى معارضة، وفيما بدت الاستجابة للعصيان شبه معدومة ومحدودة، عادت الحركة لطبيعتها المحدودة واكتظت الشوارع بالعربات بطريقة أكثر من المعدل اليومي، وكان اللافت في أحياء الخرطوم انتظام طلبة المدارس خلافاً للمرة السابقة حيث تعطلت الدراسة في جزء كبير من المؤسسات التعليمية بالعاصمة. اما المرافق الحكومية وأجهزة الدولة فداوم العاملين فيها بشكل كبير، دون ظهور أي تأثير على سير العمل، وفي ذات الأثناء صوب نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن انتقادات لاذعة لدعاة العصيان ونعتهم بالمخربين والعملاء لأسرائيل وأن لا مكان لهم في السودان، وفيما جزم عدد كبير من القوى السياسية بالبرلمان بفشل دعوة العصيان المدني، سخرت تيارات الأمة من الدعاوى التي تقوم بها المعارضة من أجل القيام بعصيان مدني بالبلاد، ونعتت الأحزاب التي تدعو للعصيان بأنها فقيرة وفاشلة ودعت لمحاسبة كل دعاة العصيان، وبالمقابل أكدت حكومة جنوب دارفور أن الحياة تسير بصورة طبيعية ولا وجود للعصيان في كافة منشآت ومرافق ومؤسسات الولاية، إلا أنها أكدت أن الأجهزة الأمنية بالولاية ترصد محركي الشائعات الذين يحاولون زعزعة أمن واستقرار البلاد، بينما أكدت ولاية الجزيرة أن دولاب العمل يسير بصورة طبيعية في الشارع العام وكافة مؤسسات الدولة، مبينة أن التقارير الواردة من الوزارات والمحليات أكدت حضور جميع الموظفين والعمال بمختلف دواوين الحكومة. وفي ذات الأثناء أكد معتمد الخرطوم أحمد علي عثمان أبو شنب انسياب العمل بشكل طبيعي في جميع المرافق العامة والخاصة والمدارس والمستشفيات والأسواق ومحطات الوقود والمخابز ومواقف المواصلات. وفي غضون ذلك أعلنت وزارة التربية بالخرطوم عن انتظام الدراسة بجميع مدارس الولاية الحكومية والخاصة وفقاً للتقارير الواردة للوزارة والجولة الميدانية التى قامت بها مع حكومة الولاية على عدد من المدارس، وجزمت الوزارة بعدم وجود حالات للغياب، في وقت أقر فيه رئيس حركة تحرير السودان عبد الوحد محمد نور بفشل العصيان المدنى. لا مكان للعملاء وقال حسبو مخاطباً الاحتفال بذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان بتشريعي الخرطوم أمس لدعاة العصيان، إن عصيانهم لا يتماشى مع الاستقلال، وجزم بعدم وجود أي مكان للعملاء في البلاد، وقال من الأفضل لهم الجلوس مع مستعمرهم في بلاده، وعبر عن استغرابه للدعوة للعصيان، وقال إن الأفضل أن تكون الدعوات للإنتاج والعمل وليس للتخريب والدمار، وأضاف قائلاً: (لماذا نجلب لبلادنا الخراب، ولمصلحة من ندمرها ونكسرها؟)، وطالبهم بالرجوع إلى البلاد، وأكد أن الحل هو الحوار والتراضي وليس خيانة الوطن والعمالة، وقال: (السودان للسودانيين الوطنيين ويسع الجميع).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة