في مؤتمر القمة..ماذا تقول للرؤساء

Quote: زهير السراج كُتب في: 2007-03-28 [email protected] * الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبدالله الذي انتخب أول أمس عبر انتخابات حرة نزيهة، فاجأ العالم أمس بأنه لن يحضر مؤتمر القمة العربي بالرياض لأن أقرانه وزملاءه الذين يحضرون هذه القمة لم يجلسوا على كراسيهم عبر صناديق الانتخابات.. ولا يمثلون شعوبهم، ولا يتيحون لشعوبهم ممارسة حقهم في اختيار حكامهم، والحياة التي يريدون أن يعيشوها، والدساتير والقوانين التي تنظم حياتهم!! * ولم يكتفِ الرئيس الموريتاني بذلك.. بل أضاف، بأنه يوجه الدعوة الصادقة لهؤلاء الحكام.. بالاستقالة من مناصبهم.. والدعوة لانتخابات حرة ونزيهة مثل التي حدثت بموريتانيا لاختيار حكام جدد، ليس من بينهم الحكام الحاليون، أو نوابهم أو وزراؤهم الذين قضوا في مناصبهم أكثر من خمس سنوات، ويجب ألا تزيد مدة الحكم عن فترة واحدة مدتها أربع سنوات فقط.. وهي في رأيه كافية جداً.. (لأنو الحكاية ما شبع).. وهذه ترجمة لجملة قالها بالفرنسية.. (L, histoire n'est pas de stisfaire)، وأنه سيعمل جاهداً لإقناع الحكام العرب بهذه الدعوة وسيكون شغله الشاغل الإصلاح الديموقراطي في الدول العربية. * ودعا الجامعة العربية لحل نفسها وجميع هياكلها.. لأنه لم تفعل شيئاً للشعوب العربية غير تكريس الشمولية والديكتاتورية وقهر الشعوب.. وهربت من جميع المشاكل التي واجهتها.. وضرب مثلاً بمشكلة دارفور التي يجب أن تؤرق ضمير الجامعة العربية قبل أي منظمة أخرى، ومشكلة لبنان التي فشلت الجامعة في حلها.. ومشكلة الشعب الفلسطيني.. الذي تعذب كثيراً بدون أن يجد حلاً لقضيته العادلة! وطالب بجامعة جديدة للشعوب يدرس فيها الحكام مبادئ الديموقراطية. * وقال إنه سيدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.. والجمعية العامة للأمم المتحدة.. لتعديل ميثاق الأمم المتحدة ليسمح بالتدخل العسكري في أية دولة لاقتلاع الأنظمة الشمولية، وإرساء الديموقراطية.. أو حماية الأنظمة الديموقراطية من الانقلابات العسكرية والتغول والاعتداء.. وحماية حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وغوث الشعوب المظلومة والأقليات المضطهدة.. تحت قانون (مسؤولية الحماية)! وهو قانون يلزم الجميع بحماية المضطهدين في العالم بدون اللجوء للإجراءات البيروقراطية الطويلة! * واختتم حديثه المثير بالقول انه سيرسل رسالة مختصرة إلى الحكام المجتمعين بالرياض.. تشرح الدرس المجاني الذي أعطاه لكل حكام العالم، وخاصة العرب، الرئيس الموريتاني السابق علي ولد محمد فال الذي أوفى بالوعد الذي قطعه على نفسه عندما استولى على الحكم بانقلاب عسكري في أغسطس 2005، بتسليم السلطة للشعب خلال عام – وها هو قد فعل، وسلم السلطة كاملة غير منقوصة للشعب الذي مارس حقه الديموقراطي في اختيار رأس الدولة الذي سيكون خادماً مطيعاً للشعب، وليس رئيساً عليه – وهو درس يأمل أن يستفيد منه الحكام العرب والشعوب العربية.. قبل فوات الأوان!! * قال الرئيس الموريتاني هذا الكلام بهدوء شديد.. ثم نزل من المنصة بدون هتافات أو تشنج.. وغادر إلى منزله بعربة ملاكي قادها بنفسه، ولم ينس أن يداعبني قبل أن أصحو من النوم.. (انتهى الدرس يا ذكي)!