الموقف العربي من قضية دارفور

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2007, 10:45 AM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموقف العربي من قضية دارفور

    Quote: عن الموقف العربي من قضية دارفور
    نديم حاصباني
    أعربت الجامعة العربية عن قلقها من العنف في إقليم دارفور في السودان ولكنها، وعلى غرار أعضائها من الدول العربية، فشلت في دعم تحرّك دولي لحماية المواطنين السودانيين في دارفور. وعلى الرغم من الحدود الضيقة التي تغطى من خلالها قضية دارفور في وسائل الإعلام العربية، فإن أخبار المجازر بدأت تتناهى إلى مسامع الجمهور العربي بحلول نهاية العام 2003. وفي العام 2004 أدانت لجنة تحقيق تابعة للجامعة العربية في دارفور علناً الاعتداءات على المدنيين باعتبارها «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان». غير أن البيان سُحب وأُزيل لاحقاً من موقع الجامعة العربية الإلكتروني عقب رد فعل سلبي من الحكومة السودانية. ومنذ ذلك التاريخ، دعت الجامعة العربية الأسرة الدولية مراراً إلى ضرورة التحلي بالصبر في التعاطي مع الخرطوم على رغم موت أكثر من مئتي ألف مدني في دارفور نتيجة للاستراتيجية العسكرية التي اتبعتها الحكومة السودانية والتي تقوم على استهداف السكان المدنيين.وقد دعمت الجامعة العربية، أقله كلامياً، قوة الاتحاد الإفريقي الضعيفة التجهيز والمنتشرة في دارفور التي وصفتها بانتظام بأنها الحل الأمني الوحيد القابل للحياة لأزمة دارفور. ولكن عملياً، وطوال أعوام، كانت سياسة الجامعة العربية متماشية كلياً مع الموقف الرسمي السوداني الرافض لأي قوة دولية أخرى للمساعدة في وضع حد للمجازر المرتكبة بحق المدنيين المسلمين في دارفور.
    وبعد عامين، وفي خطوة غير مسبوقة تعرضت لوابل من الانتقادات بسبب عدم تحرّكها، استغلت الجامعة العربية قمة الخرطوم التي عقدت في آذار (مارس) 2006 لتتعهد بمبلغ 150 مليوناً لقوة الاتحاد الإفريقي التي هي بأمس الحاجة إليه. غير أنه بعد مضي عام لم تساهم الدول العربية سوى بمبلغ 15 مليوناً أي مجرد عشرة في المئة من تعهدها.
    ومن الجدير ذكره هنا، أن أزمة دارفور المندلعة منذ العام 2003 تتزامن مع ارتفاع أسعار النفط ارتفاعاً قياسياً بلغ ذروته 74 دولاراً للبرميل الواحد في تموز (يوليو) 2006 ما أدى إلى ارتفاع فائض المداخيل العربية الى مستويات قياسية. لكن لم يتلقَ سكان دارفور منها سوى مبالغ ضئيلة. كما لم يقدم العرب الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، على غرار مصر والجزائر، دعماً فعلياً لقوة الاتحاد. وعلى رغم أنهم ما انفكوا يدعمون كلامياً الهيئة الافريقية على الساحة الدولية فإنهم لم يقرنوا قولهم بفعل ملموس، أو بموقف يهدئ من روع النظام السوداني ويساعده في التنصل من الضغط الدولي عبر قوة أصلب عوداً يمكنها أن تحمي السكان المدنيين بفعالية أكثر.
    وهكذا تبقى قوة الاتحاد اليوم تعتمد الى حد كبير على تمويل الاتحاد الأوروبي. ومنذ العام 2004، دعم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء قوة الاتحاد بأكثر من 520 مليون دولار. وقد قدمت كندا وحدها مساعدة إنسانية لدارفور ودعماً مالياً لقوة الاتحاد الافريقي أكثر من كل الدول العربية مجتمعة.
    أما على الأرض، فلم تقدم الدول العربية سوى 76 عنصراً من أصل سبعة آلاف يشكلون عديد قوة الاتحاد. وارسلت مصر 34 مراقباً عسكرياً في حين أرسلت الجزائر 13 وليبيا 9 وموريتانيا 20 بهدف مراقبة أرض توازي بمساحتها حجم فرنسا.ومن جهة أخرى، نشطت الدول العربية على قدم وساق في الأمم المتحدة على رغم أن نشاطها بدا موجهاً لعرقلة قرارات مجلس الأمن والتي كان من الممكن أن تساعد في وضع حد لعذاب سكان إقليم دارفور. فمنذ العام 2004 عمدت آخر دولتين عربيتين غير دائمتي العضوية في مجلس الأمن، أي الجزائر وقطر، اللتين تحدثتا وصوتتا باسم كل الدول العربية إما إلى تخفيف حدة القرارات لمصلحة الخرطوم أو إلى الامتناع عن التصويت بما يشكل رسالة لا لبس فيها مفادها عدم دعم الضحايا المدنيين.كما أن الدولة التي تمثل العرب حالياً في مجلس الأمن، أي قطر، امتنعت عن التصويت على القرار 1706 الذي صدر في آب (اغسطس) 2006 والداعي إلى انتشار قوات الأمم المتحدة في دارفور. وأعلنت الدول العربية أنه كان من المفترض عدم ادخار أي جهد لضمان «رضا» السودان. وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2006 وفي دعم لسياسات الخرطوم، دعا ممثل السودان الأسرة الدولية إلى دعم «السودان الشقيق» في جهوده. ولا شك في أن الإشارة إلى السودان كجار «شقيق» هي إشارة عادلة ولكن من الصعب أن يفهم المرء لماذا يتعيّن على التضامن العربي أن يمتد إلى حد الدفاع عن نظام يشن حملة قتل جماعي ضد مواطنيه.
    وتدعم الدول العربية الحكومة السودانية في رفضها قوة حفظ سلام محايدة تابعة للأمم المتحدة معللة موقفها، شأنها شأن الخرطوم، عبر تكرار الرأي القائل إن وجود قوة دولية في دارفور يمثل تهديداً للسيادة السودانية. والغريب أن أياً من الحكومات العربية لم يلاحظ التناقض في هذا الموقف المشترك نظراً إلى أن النظام نفسه في الخرطوم الذي يرفض قوات حفظ السلام في غرب السودان يرحب بقوة دولية قوامها عشرة آلاف في جنوب السودان ويعتبرها عنصراً أساسياً للحفاظ على سلام لم يجف حبر توقيعه بعد في المنطقة. ولماذا لا يسأل أحد عن سبب اعتبار السيادة مشكلة في غرب البلاد وليس في جنوبها؟فالرئيس البشير صرّح متجاهلاً بعثة الأمم المتحدة في جنوب البلاد أن السودان يعارض أشد المعارضة قوات حفظ السلام في دارفور إلى حد أنه دعا إلى «المقاومة والجهاد» إذا ما وطئت قوة الأمم المتحدة الثانية أرض بلاده. ولا يخدم قبول العالم العربي بسياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الخرطوم انتقاده لسياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، ستثبت الأيام المقبلة مدى قصر نظر سياسة دعم معارضة السودان للامم المتحدة وكيل الاتهامات للأمم المتحدة حول مزاعم غياب حيادها: فدعم وصف قوات الأمم المتحدة بأنها قوات «غازية» لا يهدف إلا الى إضعاف جهود الآلاف من قوات الامم المتحدة في هضبة الجولان السوري المحتل وسيناء المصرية والجنوب اللبناني التي تراقب تطبيق اتفاقيات السلام وقرارات وقف العمليات العسكرية الهشة.وعندما ذهب الممثل الأميركي جورج كلوني إلى دارفور لنشر الوعي العام حول الوضع المزري للنساء المسلمات اللواتي تعرضن للاغتصاب والأطفال المعذبين الذين يعيشون في مخيمات لاجئين بائسة، هاجم أحد الأعضاء العرب كلوني لعدم صواب تشخيصه للصراع السوداني، رافضاً فكرة أن يقوم ممثل بتقديم النصح حول ما يجب القيام به في السودان ومصرحاً: «علينا أن نتوجه إلى طبيب بارع لا إلى ممثل كي يتمكن هذا الطبيب من أن يصف لنا العلاج المناسب».
    والمفارقة أنه عندما عاين طبيب بارع جراح دارفور رفضته الدول العربية أيضاً. ففي العام 2005 عين أمين عام الأمم المتحدة حينها كوفي عنان لجنة خبراء لتقييم الوضع في إقليم دارفور السوداني. وأعد الخبراء مطلع العام 2006 تقريراً سرياً تمت الإشارة فيه إلى ارتكاب 17 سودانياً جرائم ضد الإنسانية في دارفور. وأفاد التقرير أن الجهات كافة في دارفور خرقت حظر السلاح من خلال تزويد الحكومة الميليشيات بالسلاح وتصعيد المتمردين للقتال. غير أن الدول العربية جمدت اقتراحات اختارها معدو التقرير لفرض عقوبات على كل من المسؤولين السودانيين وقادة الميليشيات.
    وعندما كانت الجزائر تمثل الدول العربية في مجلس الأمن عمدت حتى إلى معارضة إنشاء لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة والمكلفة معرفة ما إذا تم ارتكاب عمليات إبادة جماعية في دارفور. وقد بررت الجزائر موقفها بالقول إنه نابع «من الحرص على الفعالية وبغية معالجة الطابع الطارئ والخطير للأزمة». لكن الطابع الطارئ والخطير للوضع لم يدفع العالم العربي لتحريك ساكن طيلة سنوات الصراع.
    وبصفته سفيراً وعضواً غير دائم في مجلس الأمن لسنتين، ما انفك عبد الله بالي يكرر باسم الدول العربية مواقف الحكومة السودانية في دارفور. وفي رسالة إلى مجلس الأمن في أيلول 2004 كتب بالي «إن مشروع قرار الأمم المتحدة رقم 1556 الموجود أمامنا اليوم (والداعي إلى نزع سلاح ميليشيا الجنجويد) يطرح مشاكل (...) وبنظرنا فهو لا يُنصف حكومة السودان التي قامت بمبادرات وأفعال تصب في الاتجاه الصحيح».
    في الواقع، ومنذ القرار 1556، لم يؤد «الاتجاه الصحيح» الذي تتبعه الحكومة السودانية سوى إلى ارتفاع عدد القتلى الأبرياء في دارفور حيث لقي بعضهم حتفه على يد سلاح الجو السوداني الذي قصف قرى مدنية. هذا ولا تزال الحكومات العربية تدعم مرتكبي المجازر بدلاً من الضحايا المدنيين.



    كاتب لبناني ومسؤول في مجموعة الأزمات الدولية - بروكسل






    http://www.daralhayat.com/opinion/03-2007/Item-20070319...694751386/story.html
                  

03-24-2007, 10:58 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: ياسر احمد محمود)

    ياسر

    موقفهم لن يقدم او يؤخر في شيئ فهم ،بحسب ، المقال اعلاه مناصرون للحكومة وبشكل واضح

    اما الدعم المادي .. العرب يعلمون ان السودان اصبح دولة نفطية وان عائدات النفط لو أحسن

    إستخدامها بالامكان إعادة تعمير وتأهيل ما دمرته الحرب في دارفور
                  

03-24-2007, 11:15 AM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الأخ حيدر حسن ميرغني:
    شكراً على المداخلة. ولا أتفق معك في ان الموقف العربي ازاء قضية دارفور لا يقدم أو يؤخر, فالعرب بوقوفهم مع الحكومة السودانية أعاقوا الكثير من مشاريع القرارات التي كان من الممكن ان تساهم في وضع حد لمعاناة المدنيين في دارفور,فهم قد وفروا غطاءً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً للحكومة السودانية التي وظّفته في حربها هناك.
    لولا وقوف العرب مع النظام في مجلس الأمن والجمعية العامة وفي الجامعة العربية وفي غيرها من المحافل ربما تغير الوضع الى حد الآن.

    Quote: اما الدعم المادي .. العرب يعلمون ان السودان اصبح دولة نفطية وان عائدات النفط لو أحسن

    إستخدامها بالامكان إعادة تعمير وتأهيل ما دمرته الحرب في دارفور

    فلماذا التزموا للنظام بالمائة وخمسين مليون دولار في قمة الخرطوم للجامعة العربية ان لم يكن هدفهم اطالة معاناة الضحايا؟.
                  

03-24-2007, 11:21 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: ياسر احمد محمود)

    Quote: فالعرب بوقوفهم مع الحكومة السودانية أعاقوا الكثير من مشاريع القرارات التي كان من الممكن ان تساهم في وضع حد لمعاناة المدنيين في دارفور,فهم قد وفروا غطاءً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً للحكومة السودانية التي وظّفته في حربها هناك.


    اتفق معك هنا

    هذه علة الانظمة غير الديمقراطية التي تسارع بتاييد كل انقلابي عندنا ياتي للسلطة بليل

    بالتكيد معاناة المدنيين في دارفور تظل هي (الوجعة) الدائمة لنا

    وشكرا لردك الوافي
                  

03-24-2007, 12:47 PM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شهدت الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي ، نزوحاً للقبائل العربية الرحل من تشاد وغرب افريقيا الى اقليم دارفور بسبب التصحر والجفاف وقلة المرعى ، ومنذ ذلك الحين كان اقليم دارفور مسرحاً لنزاعات متقطعة محدودة ، بين السكان الاصليين والقادمين الجدد ، نزاعات لم تكن ذات طابع اثني في بداياتها ، رغم التهميش الاقتصادي والاجتماعي المتعمد الذي تعرض له الاقليم من قبل السلطات المتعاقبة في الخرطوم ، وغالباً كان يتم فض تلك النزاعات بسرعة عن طريق اللجوء الى تحكيم النظم العشائرية المحلية ، لكن السياسة المتبعة الخاطئة لخرطوم ، ومحاولاتها الحثيثة لتعريب أقليم دارفور ، بالاضافة الى المكاسب التي حققتها الحركة الشعبية في جنوب السودان ، دفعت السكان الاصليين الى التمرد في محاولة للحد من الخروقات المتكررة للقبائل العربية ، والمطالبة بتوزيع عادل للسلطة والثروة ، وعوض عن ان تقوم الحكومة السودانية في التدخل لفض النزاعات وايجاد حلول سلمية للازمة ، عمدت الى توجيه وتشجيع عصابات الجنجويد ودعمها لتتحول الى قوات شبه نظامية ، تقوم بعمليات تصفية عرقية وأبادة جماعية وفق سياسة ممنهجة .
    " اسوء كارثة في العالم" هذا ما ذهبت اليه الامم المتحدة في وصفها لما تعرض له المزارعين الافارقة من اهل دارفور ، منذ ابريل عام 2003 على ايدي مقاتلي عصابات الجنجويد وغالبيتهم من الرعاة العرب ، بدعم وتمويل ومشاركة من الحكومة المركزية في الخرطوم ، تلك الحملة المنظمة تعتبر بحق جرائم ابادة جماعية من الطراز الاول ، حيث أدت الى مقتل اكثر من 200 الف شخص وتهجير ما يقارب 2،5 مليون من السكان المدنيين في دارفور ، جرائم حرب استخدم فيها اغتصاب النساء بشكل واسع كسلاح مرعب في عملية تصفية اثنية رهيبة ، بالاضافة الى عمليات النهب والحرق والسلب والاستيلاء على الممتلكات ، جرائم فظيعة حصلت على مرمى ومسمع من المجتمع الدولي ، الذي لم يتحرك ولم يستيقظ ضميره الا بعد وقوع الواقعة ، وتحت ضغظ جماعات حقوق الانسان ، وما حصل في أقليم دارفور على مدى ثلاث سنوات متواصلة فعلاً كارثة ومأساة حقيقية ، والامم المتحدة كانت موفقة ودقيقة في وصفها لما حدث في دارفور ، ليس فقط لبشاعة الجريمة وفداحة حجمها وحسب ، بل كونها حدثت ولم يمنع احد حدوثها ، وتدخل الامم المتحدة لم يكن الا تحصيل حاصل ، وصحوة ضمير متأخرة جداً .
    التأخير غير المبرر للمجتمع الدولي في التدخل لوقف جرائم دارفور ، قابله الصمت العربي والاسلامي المريب المخزي ، والضمير العربي والاسلامي الذي مازال غائباً ولم يصحو بعد من غفوته ، كعادته ، لا الضمير الشعبي الساذج ولا الضمير السلطوي الحاكم ، ليستمر ظلم الاخوة في الدين والوطن على اخوة لهم في الدين وشركاء في الوطن ، وتتكرر الجريمة ، من انفال كردستان الى دارفور السودان ، والضحايا بمئات الالاف ، من المسلمين غير العرب ، مدنيين لا حول لهم ولا قوة ، ويتكرر التدخل الغربي لايقاف الجريمة ، وكذلك يتكرر الصمت العربي والاسلامي قبل واثناء وبعد وقوع الجريمة .
    الموقف العربي والاسلامي الرسمي وغير الرسمي ، من تجاهل وانكار تجاه ما حصل من انتهاكات وفظائع ضد الانسانية في اقليم دارفور ، يشير الى أزمة أخلاقية حادة مزمنة لم تعد خافية على احد ، وتستدعي التفكير ملياً في اسباب وخلفيات هذه الظاهرة الغريبة ، لكن من المؤكد اننا كأمة اسلامية نعاني من خلل اخلاقي وقيمي فظيع ، امة لا تبالي حين تجتنب الكبائر وتخرج عن بكرة ابيها للتنديد والرفض والتظاهر حين تقع الصغائر .

    من بعض المفارقات المضحكة المبكية ، التي حدثت بعد صدور لائحة المحكمة الجنائية الدولية بأسماء المتهمين في جرائم دارفور ، ان احد المتهمين الرئيسيين والذي حاز على المركز الاول على لائحة الاتهام ، يشغل حالياً منصب وزير الدولة للشؤون الانسانية ، مفارقة اخرى حصلت عشية صدور تلك اللائحة ، مسؤول سوداني كبير يخرج على هواء احدى الفضائيات العربية ، محتجاً بعدم صلاحية المحكمة الدولية ويقول "ماحدث في دارفور ليس من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لان ما حصل لايشكل خطراً على السلم الدولي "، وكان محلل سياسي سوداني صاحب افضل مفارقة ، عندما وصف تدخل المحكمة الدولية " بالتفاهة والتدخل غير الاخلاقي وغير القانوني ....... " .
    تحرك مجلس الأمن الدولي ، بإيعاز من دول"غربية" كالولايات المتحدة وانكلترة وفرنسا ، أدى الى وقف عمليات الإبادة الجماعية بحق أهل دارفور ولو بشكل غير نهائي ، في المقابل مواقف كل من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي إزاء أزمة دارفور ، لم تصل حتى لدرجة الإدانة اللفظية التقليدية المعهودة ، موقف مؤسف حقاً ، ويا لها من مفارقة عجيبة غريبة .
    الامم المتحدة وصفت مأساة دارفور"بأسوء كارثة في العالم" ، لكنني أعتقد جازماً ، أن الموقف العربي والاسلامي تجاه مأساة دارفور لا يمكن وصفه ، الا باسوء كارثة اخلاقية في العالم الاسلامي ، ولا حول ولا قوة الا بالله ، وبمجلس الامن مع كل مساوءه .




    http://www.kurdroj.com/meqalat/2007/03-04/derwish.mehme-11.03.07.htm
                  

03-25-2007, 07:24 AM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: ياسر احمد محمود)

    *
                  

03-25-2007, 10:15 AM

فدوى الشريف
<aفدوى الشريف
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 5390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: ياسر احمد محمود)

    الاخ ياسر العرب كلهم ماعندهم اي رد فعل تجاه مايحدث في دولة شقيقة اقصد
    عربيه
    واولها قضية فلسطين
    كان في امكانهم يتضامنو مع بعض ويرسلو قوات تقضي علي اسرائيل من خريطة العالم
    لكن هيهات
    ودي وتقديري فدوى
                  

03-25-2007, 12:58 PM

ياسر احمد محمود
<aياسر احمد محمود
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموقف العربي من قضية دارفور (Re: فدوى الشريف)

    الأخت فدوى الشريف:
    شكراً على مداخلتك. وبالفعل فان مواقف العرب مخزية.

    (عدل بواسطة ياسر احمد محمود on 03-25-2007, 01:06 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de