|
الشاعر والفنان النوبي صالح ولولي (ابداع ونجاح لا يتكرر)
|
جمعية التراث والثقافة النوبية في الرياض تقيم محاضرة عن الفنان والشاعر النوبي(صالح ولولي) الرياض:-أحمد علاء تحقيقا لقيمة الوفاء لأهل العطاء وتحت شعار(ولولي إبداع ونجاح لايتكرر)نظمت قاعة البروفسير نجم الدين محمد شريف بجمعية التراث والثقافة النوبية في الرياض أمسية الجمعة الماضي محاضرة فنية قيمة عن عميد الفن النوبي الأول الفنان والشاعر صالح محمد موسى المعروف(صالح ولولي) وذلك وسط حضور مميز يتقدمهم بعض رؤساء الروابط والاتحادات والجمعيات النوبية بالإضافة إلي مجموعة مقدرة من الشعراء والأدباء والفنانين والمبدعين النوبيين,وحملت كلمات المحاضرة أسلوبا رائعا ومعبراعن قيمة الوفاء والعرفان والتقدير لعميد الفن النوبي الذي أحدث نقلة في الفن النوبي الأصيل سيظل خالدا في وجدان النوبة ليذكر ثم يشكر. وقد أدار المحاضرة التي قدمها الأستاذ والباحث رمضان محمد موسى ولولي(شقيق الفنان)والتي بدأت بالقرآن الكريم الأستاذ حمدي كاشف نائب رئيس جمعية التراث والأستاذ ممدوح الليثي رئيس اللجنة الفنية لرابطة أبناء حلفا الجديدة في الرياض الذي قدم المحاضر بجمل معبرة وعبارات سلسة وواصفا الفنان بالجبل الشامخ في أرض النوبة وبمن أحب ارض النوبة وتغنى لها. وبدأ المحاضر الرئيسي الأستاذ رمضان محمد موسى ولولي شاكرًا لجمعية التراث التي آلت على نفسها تحمل راية التراث والثقافة النوبية وداعيًا الحضور والمجتمع النوبي إلي نبذ الخلاف وجمع الكلمة وتوحيد الهدف من أجل أن ترفرف علم النوبة عاليًا في سماوات السودان ومؤكدا بأن النوبة لوحدها امة تحمل في قسماتها كل معاني التاريخ وهي التي منحت للسودان علماءها(البروفسير نجم الدين محمد شريف البروفسير ابوسليم والدكتور محي الدين صابر وعبد اللطيف عبد الرحمن وغيرهم) وفنانيها(خليل فرح,أحمد المصطفى,محمد وردي وغيرهم) ومبدعيها ومضيفا عن اعتزاز النوبيين بوطنهم السودان الكبير والذين يهمهم نمولي كما تهمهم حلفا وهم أول من تغنوا(أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا) وعبر عن وصف النوبيين من البعض بالعنصريين بأنه يراد تحطيم النوبيين لشيء في نفس يعقوب, ووصف اللغة النوبية بأنها لغة الأمهات والعربية بأنها لغة القرآن, مستهجا في ذات الوقت بإطلاق اسم الرطانة على اللغة النوبية,وعاب على المؤرخين والكتاب على إنكارهم لتاريخ النوبة قائلا بأن(تاريخ السودان مختزل تماما من تاريخ النوبة كما في كتاب طبقات ود ضيف الله والمؤرخ مكي شبيكة الذي مر على تاريخ النوبة مرور الكرام في كتابه السودان عبر القرون) وطالب بأن يكتب تاريخ السودان من أول وجديد للرجوع للأصالة والأسرة ومضيفا بأن تاريخ النوبة لا يقل عن دستور السودان الذي كتب ألف مرة, وبين الأستاذ رمضان بأنه وشقيقه الفنان صالح قد تأثرا شديدا وتحسرا عندما وجدا ترجمة كلمة(نب) النوبية بأنها كلمة مصرية قديمة وذلك في المتحف القومي السوداني وأوضح بأن الفن النوبي جزء أصيل من الثقافة النوبية, ومن لا فن له ليس له جذور. ومن ثم تحدث الأستاذ رمضان ولولي عن شقيقه الفنان والشاعر صالح ولولي قائلا :-بأنه ولد في قرية أشكيت بمدينة وادي حلفا عام 1936م,ثم هاجر إلي مصر مشيا على الأقدام من حلفا إلي أسوان في رحلة استغرقت 21يوما ثم عاد إلي حلفا عام 1957م وامتهن الغناء بل وهو أول من ادخل أسلوب الرقص في الأغنية النوبية التي كانت قاصرة على الغزل ومنها أغنية أسمر اللونا, حيث أحدثت نقلة كبيرة في الأغنية النوبية في أشكيت ود بيرة ومناطق المحس الأخرى, و أوضح بأن اسم (ولولي) ومعناه الشيمة للنيل باللغة النوبية وأطلق عليه من قبل أبناء حلفا دغيم , وقد قسم الأستاذ رمضان أغاني شقيقه الأستاذ صالح ولولي إلي 3مجموعات وهي أغاني ما قبل الهجرة من حلفا وأغاني أثناء الهجرة وأخرى ما بعد الهجرة مقدما نماذج طيبة لكل فترة من هذه الفترات ومضيفا بأن الفنان صالح كان ولا يزال يشارك بكلماته وأغانيه حتى في القضايا القومية والاجتماعية والثقافية والهجائية والفلكلورية وظل يجاهد ضد التيار إلي يومنا هذا على الرغم من أنه لم ينل قسطا وافرا من التعليم وكان بسيطا إلا أنه ظل رمزا للفن النوبي وللجمهور النوبي قرابة 50عاما, وبالإضافة علي أنه قد خرج بالفن النوبي إلي مصاف العالمية حيث زار فرنسا مرتين وتربطه علاقة قوية بالملكة مارغريت ملكة الدنمارك التي كانت تدرس الآثار وزارت منطقة أشكيت في عام 1964م . واختتم الأستاذ رمضان محاضرته داعيا النوبيين إلي الاهتمام بكتابة تراثهم النوبي بواسطة جهات متخصصة,ومنوها النوبيين بان يعيدوا النظر في علاقة أبنائهم مع النوبة ولغتها وأمن على ضرورة أن يقوم النوبيون بتكريم روادها حتى وهم أموات ودعا إلي التكاتف والتعاضد والتماسك بدون تصنيفات حتى يظلوا أسرة نوبية واحدة , وفي استراحة بسيطة قدم الأستاذ والشاعر محمد أحمد حاج ماجد قصيدة شعرية نالت رضا واستحسان الحضور, ومن ثم فتحت فرص المداخلات للحضور وتحدث كل من الأساتذة ممدوح الليثي وعمر احمد طه وسيد إبراهيم محجوب والدكاترة منيب إبراهيم وشريف عثمان, حيث امنوا في مداخلاتهم بأن الفنان النوبي المبدع صالح ولولي قد أثرى الساحة النوبية بفنه الجميل كما أشجى الوجدان النوبي بألحانه العذبة, واختص بإنتاجه الفني الغزير, وأدائه المتميز فاستطاع بذلك أن يتربع على عرش فن الغناء النوبي لمنطقة وادي حلفا الكبرى, فكان فنان النوبة الأول بلا منازع. ووفق تقاليدها كرمت الجمعية الأستاذ والباحث النوبي رمضان محمد موسى ولولي,إذ قام الأساتذة سمير على دياب رئيس الجمعية ونائبه الأستاذ حمدي كاشف,بتقديم شهادة تقديرية, كما تقدم الأستاذ سيد إبراهيم محجوب بتقديم شهادة تقديرية أخرى باسم دار أبناء جزيرة صاي التي أنجبت الخليل للفنان صالح ولولي وذلك تعبيرا عن الامتنان والعرفان بالجميل.
|
|
|
|
|
|