أخيرا..وبعد تردد طويل..معتصم حاكم عضوا بالحركة الشعبية..مبروك.هل هو تصرف بلا جدوى ؟أم له مابعده

Quote: الاربعاء12يوليو2006م كلام في السياسة لماذا نرفض التدخل في بلادنا محمد المعتصم حاكم إن رفض التدخل الأجنبي في بلادنا مسألة مبدأ وتربية وطنية سودانية تلقائية لم نحصل عليها بالتعليم بل هي جينات تعيش في الجسم السوداني وموروثات تعلمناها عبر تاريخ طويل من الكفاح والتضامن من أجل الحرية والحفاظ على هوية الأمة ذات التعدد الثقافي والأثني، وقد كان الدرس الأول في التضامن غير المسبوق حينما استطعنا تحقيق الاستقلال وطرد المستعمر من بلادنا عبر دبلوماسية هادئة ومنطق صاحب الحق دون أدنى حروب أو اقتتال، حيث كانت القوى الضاربة للشعب السوداني في ذلك الوقت هي تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الهدف والمصير. ان وسائل رفض التدخل الأجنبي متعددة ولكن أفضلها والأكثر ايجابية في تحقيق الهدف هو الحوار والدبلوماسية الشعبية البعيدة كل البعد عن التهديدات والمواجهات العسكرية خاصة واننا نملك منطقاً قوياً نابعاً من قرارات ومواثيق الأمم المتحدة التي تؤكد عدم التدخل في شؤون الدول عسكرياً إلا بموافقة حكوماتها أو بطلب منها. وبالأمس القريب انتظرت الأمم المتحدة قرارات البرلمان الصومالي في مسألة ارسال قوات أجنبية والسودان الذي يراه كل العالم ليس هو الصومال وما يجري فيه اشكالية محدودة يمكن معالجتها. إن الشعب السوداني وحده هو الذي يملك قرار التدخل الأجنبي. فالأمم المتحدة مجتمعة لا تستطيع فرض القرار بالقوة حسب مواثيقها كما ان مساعي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان التي وعد فيها بأنه سيلتقي الرئيس عمر البشير في القمة الأفريقية لاقناعه بالموافقة على القرار هو مسعى مرفوض من حيث المبدأ لأن الرئيس وحده لا يملك الموافقة على القرارات المصيرية التي تتعلق بحياة شعب بأكمله يرفض بالاجماع مبدأ وجود قوات أجنبية في بلاده. إن الموقف المحير للغاية هو موقف دول الاتحاد الافريقي التي صمتت وهي تعلم جيداً مغبة الصمت على مثل هذه القرارات التي يمكن ان تكون سابقة خطيرة تتيح للأمم المتحدة التدخل في شؤون أية دولة دون موافقة حكومتها. ضاربة أرض الحائط بكافة المواثيق والأعراف الدولية. وإذا كانت البداية السودان فعلى الدول الافريقية ان تبحث عن من يكون الثاني إن لم تأخذ موقفاً رافضاً للقرار المجحف قبل فوات الأوان. يقول البعض هنا في امريكا ان (U.N) قد اصبحت ( U.S) بمعنى ان الأمم المتحدة في عهد كوفي عنان قد اصبحت مطية في الأيدي الأمريكية تحركها كيفما تشاء حسب مصالحها وهذا بدوره يتطلب تنشيطاً حقيقياً للدبلوماسية السودانية الشعبية داخل أمريكا نفسها عن طريق مراكز البحث والمنظمات والشخصيات المؤثرة في الكونجرس الأمريكي خاصة وان الحكومة السودانية قد حققت قدراً من النجاح في معالجة أزمة دارفور بدءاً من توقيع الاتفاقية في أبوجا وحتى نزع السلاح في الاقليم الذي شهدناه عبر المحطات الفضائية. ان الموقف ضد التدخل الأجنبي في بلادنا أكرر سيظل مسألة مبدأ نرفضه بشدة ونحول دونه عبر الحوار والدبلوماسية الشعبية الشاملة لكافة الدول خاصة في افريقيا والدول العربية وأوروبا وفيما بعد يجب ان نجلس جميعنا لمعرفة المتسبب الحقيقي في تلك الأزمات التي ما خرجنا من أحداها إلا وقعنا في الأخرى