|
|
 الى الاخ / التجانى عبد القادر - فتى ام دم النشمى
|
قلة هم المفكرون السودانيون الذين يتمتعون بحس مرهف ونفس ادبى طويل وبحرص كبير على نشر ارائهم السياسية وتضمينها جراة ومتانة نقدية عاليتين -ويعد الصديق التجانى واحدا من هؤلاء الكتاب النادرون الذين يحسون دوما انهم المعنيون بالشان العام فهو لايتوانى عن نشر مقالات الية ليدل على حضوره الرمزى فى الحقل الثقافى والسياسى والانسانى السودانى والعربى والافريقى -
وعفوا اخى التجانى ان نخاطبك من خلال هذا الفضاء الاسفيرى لان جرائد الخرطوم لا تعيرنا اهتماما ومن شابه محيطه فما ظلم - وما دام الشىء بالشىء يذكر اول مقال فى حياتى كتبته حملته واتجهت به الى جريدة الصحافة وقابلت عمنا المرحوم شريف طمبل فاخذ منى المقال ووعدنى بنشره اما فى جريدة الصحافة او جريدة الايام -وكان يومها الرجل الاول فى جريدة الصحافة موسى المبارك الحسن بينما كان ابراهيم عبد القيوم يتسنم صحيفة الايام - وطلبى منى فى خلال اربعة ايام ان لم ار المقال منشورا فى احدى الجريدتين ان امر عليه لاخذ مقالى ويعنى هذا انه فشل فى نشره - وفعلا لم ينشر المقال ومريت عليه وما ان رانى خاطبا ضاحكا يا ابنى اعترف انى فشلت فى نشر مقالك فى صحف ابراهيم وموسى -وكان المقال بعنوان - اتحاد طلاب جامعة الخرطوم -بيت الجدرى ولا بيت النقرى - وذلك عقب الاحداث الدراماتيكية لتجميد اتحاد المرحوم الشهيد داوود بولاد -ووعدنى عمنا شريف بانه سوف يحاول نشر المقال لانه سمع ان النميرى عين رئيس تحرير جديد للصحافة السفير جعفر ابو حاج واضاف عمى شريف ويقال ان جعفر عين جعفر لكى يضرب به جعفر -جعفر الاول هو نميرى وجعفر الثانى هو السفير جعفر ابوحاج وجعفر الاخير هو جعفر بخيت -
فى مقالك الاخير ذكرت اخى تجانى ان هؤلاء القوم يريدون تجميل الواق لا دراسته ومخادعة النفس لا محاسبتها وهى الامارة بالسوء وطمر الحقيقة لا كشفها -
انهم اخى التجانى يريدون لنا ان نصبح امة تعيش على البطولة الفردية تعشقها وترضعها مع حليب الامهات وتتعلم اهمية البطل المنقذ الفرد قبل ان تتعلم الحبو والمشى واحرف الابجدية - بين بطل الاسطورة الشعبية وبطل الانترنت تظل الامة فى انتظار فارسها الذى سياتى على فرس ابيض ليملا الارض عدلا بعد ان ملات ظلما وجورا وليقضى على الفقر ويوحد الامة ويحرر فلسطين - البطل فى امتنا ياتى على ظهر دبابة ويعلن البيان الاول ويؤكد فيه انه البديل للظلم و الفوضى والهزائم ومحرر الارض فازداد الناس معه فقرا وازدادت الامة تخلفا وتجزئة - مع كل ذلك ما زالت الامة تصفق لابطالها وكلما خرج كذاب يحمل شعار العروبة او الحرية او الاسلام ونطق بكلمة فلسطين زورا وبهتانا وادعى الاسلام تجارة وشعارا ونطق بالحرية والعروبة تحقيقا لمصلحة ذاتية او حزبية وجد جماهيرا جاهزة للتصفيق - جماهير محبطة ما زالت تعتقد اننا نعيش عصر عنترة العبسى وما زال البطل ياتى الى مضارب القبيلة على حصانه الابيض فتنحنى له الرؤوس وترقص له الارواح -
متى اخى التجانى نتحرر من عقدة ابطال دفعنا ثمنا باهظا لجنون عظمتهم ولكذبهم ولشعاراتهم الزائفة ولخطبهم التى تشحن العواطف وتستهزىء بالعقول وهم يقتلوننا ويشوهون سمعة امتنا وديننا وقضيتنا العادلة ويجدون مع كل ذلك جماهير مخدوعة منفعلة تركد وراءهم كانها تركض وراء جنازة لامة اعلن موتها بعد ان تخلت عن عقلها راضية مرضية -
اخى الاكبر تجانى عبد القادر لابد ان نتذكر اننا اذا اردنا ان نخرج من هذا المستنقع ونتقدم ان الفرق بين الانسان الذى اعطاه الله العقل والحيوان - هو ان الانسان يتعلم من اخطائه ولديه تراكم لخبرات تاريخية ولاحباطات ونجاحات تجعله لا يلدغ من الجحر الواحد الف مرة فما بالنا اخى تجانى نصفق لابطال مزيفين ونستمر فى حفلة الزار كالمجانين - طول الله عمرك اخى التجانى -
|
|
 
|
|
|
|
احمد حماد ادريس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست