|
سماسرة الأزمات!!
|
سماسرة الأزمات!! ما أن اعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن اسماء اثنين من المشتبه فيهم بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور حتى أنبرت جهات عديدة للتقرير وتلقفته وبدأت في إعداد الندوات وحلقات النقاش ومنابر الجدل السياسي والقانوني، بصورة لافتة للنظر، وهو اتجاه جيد ان تقوم بعض الجهات بهذا العمل الذي يدفع بعملية التنوير والتثقيف القانوني وتبصير الناس حول تقرير المدعي العام والمحكمة الجنائية الدولية نفسها. لكن الغريب في الأمر ورغم أهمية مايتم، أن هذه الجهات بدا لها وكأن الناس لأول مرة سمعت بالمحكمة الجنائية الدولية، وكأنهم لم يسمعوا ولم يعرفوا أن وفود المحكمة في الادعاء العام زارت السودان خمس مرات وطاف اوكامبو ولجانه العالم في أكثر من ست وعشرين دولة بغرض إيجاد البينات والخيوط التي تدين مواطنين سودانيين، حتى وصل تخوم الحدود السودانية التشادية في زيارة قادته لإنجمينا ومنها لمعسكرات اللاجئين من دارفور، وكأن الناس أيضا لم تتابع كل المؤامرة منذ بداياتها حتى شوطها الأخير. هذه الجهات التي تعد الندوات وتملأ الصحف بالإعلانات عنها، تريد استثمار الأزمة في الإعلان عن وجودها وتسهيل جريان الدم في عروقها، فكل مؤسساتنا البحثية ومراكز الدراسات والهيئات والاتحادات والنقابات متكلِّسة حتي يرحمها الله بأزمة غاشية من صحن هذا الوطن فتخرج من متاهاتها، وتتبع الحدث ولا تصنعه وتعيش في ظلاله دون أن يكون لها قصب السبق في المبادأة والمبادرة التي تجنِّب الناس المزالق.. ثم إن هذه الندوات التي تنظم هنا وهناك، لا تعطي المتابع رأياً مشبعاً، فهي تتمحور في أغلبها حول الخطاب السياسي العام ولا تقدم حججاً قوية ومقنعة تدرأ عن هذا البلد الخطر الداهم الذي يتهدده. وفي مثل هذه القضايا يوجد سماسرة يجيدون توظيف هذه النكبات فيحولونها لميزانيات وأموال، لتغطية التكاليف وفرصة لمباشرة أعمال أخرى، وهذه آفة من آفات العمل العام الذي لا يستنكف مبتدعوه عن العويل على الرصيف دون الخوض في لباب الأزمة. وقد يقول قائل إن كثرة الندوات والمحاضرات وحلقات المدارسة والبرامج الإذاعية والتلفازية مهمة للغاية في توضيح معائب التقرير للمدعي العام للمحكمة، وإزالة الغشاوة التي تغلِّف حقيقة أنه مجرد تقرير سياسي، هذا القول قول صحيح لكن في سياق معالجات شاملة وليست جزئية. فإذا كانت الدولة قد أوقفت التصريحات والتعليقات حول هذا التقرير وتركت الحديث فقط لوزيري العدل والخارجية، فإن الواجب يحتم البحث عن وسيلة أنجع وفعالة أكثر من معالجة الأزمة كلها من مداخلها الصحيحة والناجحة دون شحن الرأي العام وتضخيم الأمر عليه كما تفعل ندوات هذه الأيام. هذا الأسلوب الاحتفالي المعرضي بالأزمات يسهم في تغبيش الرأي العام، فأهل الاختصاص تتلخص آراؤهم في محددات واضحة حول المحكمة، لكن أهل السياسة وسماسرة الأزمات يحولونها إلى مجرد منابر صاخبة وتعميمات بلا فائدة وجدل منبري عقيم.. والنهاية أن الدولة والرأي العام يتأثران بالصخب الدائر، وتتم الغفلة عن الدواء الناجع وهو اتخاذ تدابير عملية وموضوعية بلا جلبة حتى نخرج من هذه الرمال المتحركة. كلمة.. أخيرة.. هذا الحديث لا يعني قطعاً بعض الجهات المحترمة.. خاصة لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني التي قدمت عملاً وطنياً خالصاً يوم الأربعاء الماضي من خلال السمنار الجاد والمفيد الذي استمر لساعات ولم نفهم أبعاد القضية إلا منه.. وهذه اللجنة لا يشملها الاتهام الوارد أعلاه. كما أنه لا بد من الإشارة الى أن السمسرة في هذه الأزمة، لن تفيد أحمد هرون ولا كوشيب إلا بالقدر الذي تعلي فيه من حجم القضية، الأفيد لهما أن نترك الدولة تعالج القضية بروية وحكمة وتعقُّل وصمت
الصادق الرزيقي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سماسرة الأزمات!! (Re: waleed500)
|
الحبيب ود قسم لك التحية
Quote: تحياتى اخى عاصم احتقر الرجل ولا تحتقر ما يكتب ما بعرف الرجل لكن بعرف ما يكتبه والذى يصب فى خانة الوطنية الخالصة... |
اخى اختقر بمعنى الكلمة واحتقر ما يكتبه لانه لا يعى معنى الوطنية جيدا بل كل همه ان يعيش هو ولا يعرف معنى الوطنية .. اخى الوليد ليس كل من يرفض لاهاى وطنيا وليس كل من يقبل لاهاى وطنيا نعم هو وطنيا بحكم انه ينتمى الى المؤتمر الوطنى ولكن ليس وطنيا بمعنى ان يكون وطنيا خالصا ...
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سماسرة الأزمات!! (Re: عاصم ابوبكر حامد)
|
اخى عاصم خوالص التحايا
Quote: بل كل همه ان يعيش هو ولا يعرف معنى الوطنية .. |
هى الوطنية فى منظورك شنو صدق انا ما بقدر اصنف ده وطنى وده غير وطنى وهنا ما بقصد مؤتمر وطنى طبعا قد يكون الشخص بيحمل كمية من الوطنية فى مواقف وفى مواقف لا وقد تجد مثلا تراجى وطنية واجدها انا غير ذلك وقد اجد انا القلب النابض قمة الوطنية وتجدها انت العكس وكل واحد بيشجع الفريق البعجبو هلال كويس مريخ مرض وهكذا دواليك
| |
|
|
|
|
|
|
|