أحمد هرون: إدانته تمت قبلا ً بحيثية الواقع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 12:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2007, 08:51 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحمد هرون: إدانته تمت قبلا ً بحيثية الواقع

    أحمد هرون: إدانته تمت قبلا ً بحيثية الواقع

    صلاح شعيب
    [email protected]

    إذا صحت الاتهامات التي تواجه السيد أحمد هرون فإن المسألة برمتها ستكون أدعي للنظر من الزاوية السياقضائية ـ إن جاز التعبير ــ أكثر من الجانب القضائي وحده الذي يلفها. فلاهاي فوقا عن إنها تخص شريحة من عالم الانسانية عموما، فهي تخص الشرائح الدارفورية المتظلمة خاصة والسودانية عامة، تلك الراضية بوضع السيد الوزير في المحاكمة المنتظرة نتاجا لحيثية الاتهام بالتدبير للقتل والاغتصاب وما شابه ذلك في مأساة دارفور، وهي تخص ايضا هؤلاء الذين لا يعترفون بمبدأ محاكمة أجساد وأرواح سودانية خارج الجهاز القضائي السوداني المخول، ولكن لاهاي تخصنا كذلك نحن الذين نحاول أن نري الواقع من الزاوية السياثقافية.
    وبدء ً لا يمكننا أن نتجرد من الحس بمأساة دارفور السياسية المعالم والتي قادتنا إلي المحكمة التي ينظر لها الزملاء المعارضون بفرح، ولكن فلتكن الرؤية للمحكمة بمنظور أشمل من منظوري الفرح تجاه الوضعية الحالية للسلطة الاسلاموية التي تركتنا في عراء هذا المازق النتن، حيث ينتهي المشروع الحضاري الاستلابي برمته إلي مجال للاشتباه بإنه أوجد الابادة بدلا من إيجاد الاشادة بكونه الترجمة الحرفية لمعاني لمعاني القرآن الكريم وسنة نبينا الكريم"ص".
    إن الذين يفرحون لهذه الوضعية الذليلة التي جابهت بني جلدتنا المتهمون, مع الاعتبار للضيم الكثيف الذي لحقهم من أفاعيل السلطة ـ إنما يعبرون عن مدي عمق الكره لاصحاب الاجراءات السياسية التي بدأت منذ ليلة الثلاثين من يونيو. وإن الذين يغضبون للوضعية نفسها وفي داخلهم شئ من حتي المكابرة والمغامرة ــ مع الاعتبار لفكرهم الضحية ــ إنما يعبرون عن فشلهم في فهم المآزق التي تقود إليها سلطة الاحادية الشمولية.
    الاستاذ هرون ــ طبعا حتي الآن ــ برئ من كل التهم التي تطاله طالما أن إنعقادا لمحاكمته لم يحدث في الزمان والمكان المحددين، ولكن بالحيثية السياثقافية، أي الثقافية والسياسية معا، فإنه مدان حتي أقمص قدميه في خلق الشبهة . إنه كان موظفا، متوسطا أوكبيرا، نافذا ضمن موظفين آخرين صغار وكبار يشكلون مدارا سياسيا عازلا لاحقاق العدل والمساواة والابداع، الحسبة الادارية فيه هي التي تختص لصالح أهلها، والعدالة الناجزة عنده هي التي تكون من أعمال قضاة متأدلجين ومسيسين أفرغوا المؤسسة القضائية من مهنيتها وهيبتها، وأطر البحث لعلامات الاجرام والافساد داخل هذا المدار المعني لا تنشبك ملحميا لا مع المجرمين الحقيقين ولا مع المفسدين الذين يطاولون في البنيان، وقبل هذا وذاك لا يكون هذا المدار السياسي نفسه بريئا في قياد نفسه نحو محراب القضاء العالمي الواقف. إذن فإن الطبيعة المنغلقة لنظام قائم علي جبر الكسر للذي إتهم بإفساد من عضويته بدلا من تحريك سيف الاقتصاص جبالة علي عدم الاختشاء من لاهاي وجبالة علي حرق ذاتها.
    الكتاب الكريم يقول" ولايجرمنكم شنئان قوم علي ألا تعدلوا" ولكن يبدوا من الخطل إذا كانت أدوات الكاتبين تسعي للاستناد علي آي من الذكر الحكيم لمحاكمة قلة من الناس فهمت بل تعمدت فهم معاني القرآن الكريم خطأ منذ أول يوم تم فيه تفريغ الدولة من كوادرها بحجة إختلاف رأيها الذي رأته مشيناً لا يستحق عدلا معه في قسمة الارزاق والعلاوات، وفي هذا تم النظر لكل السودانيين بوصفهم مجرمين حتي يثبتوا براءتهم. وأدوات البراءة يمكن أن تكون حتي في شكل صلاة صورية أمام سدنة الحال أو في شكل مد اللحي أو الاكثار من تذكية العبارات الدينية وإظهار برق الولاء المستبطن بضده.إلخ تلك المزايا التي لا توقفك أمام محكمة لاهاي الصالح العام" إن وجدت لها قاعات.
    هذا الوضع اللاهي لايقود إلي لاهاي فحسب وإنما إلي جهنم الفناء لما تواضع عليه السودانيون من وطن كان يسعي للتكون بخطئه وصوابه بوعده وخيبته, ولذلك فإن المدار الذي قاد إلي لاهي هو ضدنا كلنا مهما غضبنا أو فرحنا, هذا الراي يكون بإحساس أن القادة السودانيين تواطؤا دون إنفاذ البراح الاجتماعي الذي يحمكهم ويمنع حدوث مثل هذه الخروقات الانسانية .
    إنه لا جدال أن سلطتنا تتحمل تسويقنا إلي لاهاي ولكن في المقابل فإن بل الرؤوس سيشملنا نحن هؤلاء السودانيين الذين أحسوا بالخزي والعار لهذه السمعة التي ستلاحق تاريخنا. إن الشجاعة وحدها تقتضي القول أن قسما من مبلولي الرؤوس اصلا لم يفكروا في صيغة مرنة لتفادي وقوعنا في فخاخ مشاركتهم ببل الراس أيضا يا سيدنا الصادق المهدي.
    نعم إن الاتهام الصريح بمعايير العدالة من دون إنجاز السبيل للعدالة لا يعني حدوث الاجرام الحقيقي بالنسبة لهرون وخلاف هرون..ولكن الاجرام الحقيقي كان حين لحظنا بأمهات أعيننا أن هذا البلد يتدحرج للوراء كل صباح، بينما اسس الضحك علي عقول العباد تتم علي "عينك يا تاجر" كما يقول العامة، فإذا قال الحمكاء من أهلينا أن الطريق إلي لاهاي عبدته صنوف المكر السياسي المحيق بالناس أجمعين تم عدهم من قبل المكابرين إنهم الشرذمة والدهماء الذين يحققون للاجنبي مشاريعه, وإذا حق للبعض أن يطالبوا بإيجاد حكومة قومية حقيقية عدهم سادة القوم إنهم سفهاء المدينة أما إذا تجرأنا وقلنا أن الماكينة الانقاذية معطوبة منذ فترة حسبنا إننا اقل في الوطنية والدين وإذا طالب الناس بإن تكون الحلول لقضايانا العامة وفق مائدة مستديرة يشارك فيها كل ابناء السودان كان الاتهام أن هؤلاء الناس تتجني علي نفسها، إذن فلماذا لا تأتي لاهاي إلينا في هذا الخضم من التضعضع الوطني الذي يكاد المواطن البسيط يحسه دون إعمال النظريات السياسية..؟
    وجانبا من المسألة هي أن الثقافة التي تجلب هيبة لاهاي إلينا هي ثقافة الانانية التي تستاثر بكل شئ مها يكلف ذلك من حرق لكل قري وحضر الوطن، هي الثقافة التي إمتلأت باسس الرفض للاخر وحاكمته بايديلوجيا النفي والبتر، وتذكروا أن الإنقاذ لم تنتجها وإنما حافظت عليها ووظفتها ضد الذين أسسوها حتي. وتسألني ما هي عناصر هذه الثقافة .؟ فأقول إنها ثقافة السلطة المركزية التاريخية التي عمشت ذاكرة الشعب بالوصايا حين إجتهدت لتدعيم جذور داعميها ونظرت للواقع من موقع تحقيق المصلحة الخاصة للشذور العشائرية والجيلية والجندرية والطبقية والاقتصادية والتجارية التي ظلت عند كل تغيير تتحايل علي ممثلي السلطة المركزية وتجندهم لصالحها بعيدا عن عيون المراقبة الشعبية، ولكل ذلك لا يستغرب الناقد العارف لتفاصيل هذا الواقع أن لاهاي كانت في فترة حضانة داخل هذه الافعال فأيقظها الزمن المناسب, ولو أن الشيطان في التفاصيل، فإن أبليس المجابهة مع العالم كان يكمن في أوردة وشرايين الارث السلطوي المركزي، وكما نعرف أن ابليس لا ياتيك بغتة فهو أنت عندما تتأبلس.
    والغريب في امر هرون إنه ظن أن المواقف التي إتخذها صدام حسين اثناء محاكمته يمكن أن يكون مثلا أعلي له في الاستشهاد إن دعي الامر، ونسي وهو القاضي السابق أن ملابسات القضيتين ــ قضيته وقضية صدام ــ تختلف إحتلاف الليل والنهار، ومع ذلك لم يكن مستغربا أن يذكرنا مولانا السابق أن الايديلوجيتين يمكن أن تتعاونا حتي في كيفية ممارسة طقوس الموت، بل وأن عقله الباطني يحركه سياسيا فيما يتعلق بشأن يحتاج عقله الظاهري أن يتعامل معه قضائيا، وهو الذي لايعدم ابجديات عدم التسييس في مقارعة حجة المقاضاة بمرافعة المحاماة، ولو أن تصريح مولانا هرون كان قد غمرنا ماؤه قبل شسوع إسمه بين الوري كله بأن السيد صدام يمثل مهرا غاليا للاسلام بشقائقه السلفية والصوفية والشيعية والازهرية وغيرها فإنه لا محال محق علي ضوء قناعاته السياسية، ولكن أن يستجلب نموذج "إستشهاد صدام" دون نماذج من الارث الاسلاموي الاصولي، فإن الشئ المنطقي هو أن الايديلوجيا بغير تمطيطها للواقع لتري فيه ذهنيتها فقط ، فإنها لا تستنكر إمكانية مجاورة "ايديلوجيات ضد" وتوظيفها بأحكام العقل الباطني لمقتضي الحياة.
    عموما أن الذي يخلص مولانا هرون وسدنة فكره النظامي وهؤلاء المتعاطفين معه والفرحين بالقصاص، وكذا نحن الذين نمسك عن الغضب والفرح تجاه موضوع لاهاي بسبب المعرفة المسبقة لطبيعة مسرح الانقاذ والذي هو "مسرح الرجل الواحد" مع الاعتذار لبريخت ــ هو جعل العقل نافذاً لا العاطفة، علينا أن نقر أن إعانة السلطة في التخلي عن مكابرتها حول موضوع السيد هرون وغير هذا الموضوع, والخطو في الاتجاه المعاكس للاحادية هو السبيل لانقاذنا وانقاذها من المستقبل المظلم.
    إن الجرح الزطني لغائر، ولكن كل إحتمالات المعالجة الشافية متوافرة بكثرة إذا ما جعلنا من أمر لاهاي الذي ايقظنا في الساعة الخامسة والعشرين كما قال الزميل فيصل محمد صالح في مقالته الحكيمة هذا الاسبوع ــ سببا للاعتراف أن كل قضايانا خاسرة إذا كان فريق الدفاع يتكون من عوامل المزايدة والمكابرة أو المناطحة للصخر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de