بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2007, 09:13 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !!

    دمـــــــوع






    الغـــــربة




    تاج السر حسين
                  

03-09-2007, 09:16 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    الإهــــــــــــــــــداء

    إلى الأنسانه العظيمه ..

    أمي، (آمنه بنت صالحه)، التي أرضعتني لبن الإنسانية والصبر والتضحية

    وأورثتني عزة النفس ..

    ثم الى امرأة استثنائية لن تتكرر ..

    ألهمتني حب الجمال وعشق الأرض

    وحرضتني على إعلاء قيم الحق والعدل،

    وحضتني على رفض الظلم وأنصاف الآخرين

    حتى من نفسي الأمارة بالسوء ...

    إلى تلك المرآة الاستثنائية ...

    التي كلما سموت إليها عرجت إلى سماء أعلى ..

    أهدى نبض حروفي ورحيق كلماتي.

    (المؤلف)
                  

03-09-2007, 09:20 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    ونة قلب

    يا القضيت عمرك فى غــربة وكل زماناتك غريبه

    ما النسائم الحلوه عدت كيف تعيده وكيف تجيبه

    (ما تكتر الطله وما تطول الغيبه)

    الغـربــة نار حــرمــان يا ربـنـا نسـيبه

    ***

    ناس بتسعد بى حبيبه وقصـــة افراحـم عجيبه

    وناس بتشـقـى وكــل يــوم زايـــد لـهيبـه

    وناس بتقبل بالبصيبه وترضى بالقسمه ونصيبه

    مـر عــيدى وفات وروح والفـراق أكبر مصيبه
                  

03-09-2007, 09:23 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    همســـــة

    إلى المرأة .. (أم وحبيبة وزوجة وبنت وأخت) أروع من

    خلق .. وأبشع من ظلم!!!

    أقدم هذه المحاولة المتواضعة، لعلها تنصفها وترفع شيئا

    من الظلم عنها.

    (المؤلف)
                  

03-09-2007, 09:25 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    خاطــرة

    الغربة الحقيقية، ليست هي غربة المكان والزمان والأبدان

    وإنما هي !!!

    غربة الروح والوجدان ووحشة الفكر والسلوك والمبادئ

    والقيم

    (المؤلف)
                  

03-09-2007, 09:28 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    دعـــــــوة

    من أجل أن تحيا النساء، وهن أجمل مخلوقات الله فى أمن وسلام وطمأنينه ..

    ومن اجل الا تزهق روح طفل برئ أو ان يعاق بسب الحروبات المجنونه ..

    ومن اجل الا تبكى وردة أو تذبل على اوراق الشجر ..

    هذه دعوة من القلب !!

    دعوة للحب وللجمال .. وللسلام والتراحم

    دعوة لنبذ العنف والإرهاب والتطرف

    دعوة للتسامح وللصفح والغفران

    دعوة للعفو،

    عمن ظلمنا أو حرمنا أو أساء إلينا أو أساء فهمنا.

    (المؤلف)
                  

03-09-2007, 09:31 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    اضــــاءات

    - من عشق فعف فمات فهو شهيد

    (حديث شريف)

    ______________________________________

    - أعقل الناس أعذرهم للناس.

    ( الأمام على بن أبى طالب)

    ______________________________________

    - وجودنا الفاني على وجه الأرض، ما هو الأ وجود مسافر في صالة (الترانزيت)، وهذه الدنيا

    بأكملها ليست سوى قاعة إنتظار كبيرة يحل فيها المسافر قادما من حيث لا يدري، يقضي

    ساعات فيها، يحب، يضحك، يقاتل يبكي، يرقص، يكتب الأشعار، ثم فجأة ينادون اسمه، ولا يملك

    الآن أن يطيع ويمضي إلى الأبد مع طائرة أخرى إلى حيث لا يدري... يصعد إليها عاريا إلا من كفن

    ابيض يشيعه محبوه وأعداؤه من نوافذ (صالة الترانزيت) باكين أو شامتين .. ثم ينسونه جميعاً،،

    الكاتبة اللبنانية (غادة السمان)

    _________________________________


    - دنياي انت وفرحتي ومنى الفؤاد إذا تمنى

    أنت السماء بدت لنا

    وأستعصمت بالبعد عنا

    الشاعر السوداني (أدريس جماع)

    ___________________________________


    - لو كنت أعرف أنك تهوي الكتب إلى هذا الحد

    لأشتريت أثوابي من المكتبات

    الشاعرة الكويتية الدكتورة (سعاد الصباح)

    _____________________________________

    - لا تقل أني بعيد في الثرى

    فخيال الشعر يرتاد الثريا

    الشاعر السوداني (صديق مدثر)

    ______________________________________

    - هم البسوك دسار خز .. ناعم الأسلاك منغوم الحفيف

    ودعوك تاج العز.. شمس العز .. مجد العز .. عز العز،

    صبو في دمائك عصارة الكذب المخيف

    الشاعر السوداني (مصطفى سند)

    ______________________________________

    - الحكمة هي أسوأ طبق نقدمه لامرأة نحبها

    الشاعر السوري (نزار قباني)
                  

03-09-2007, 09:33 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    انحناءة تقدير وأحترام

    للدكتوره (نوال السعداوى) ..

    وهى تقنن لوضع اسمها الى جانب اسم بنتها فى سجل المواليد


    متساوية تماما مع أسم ابيها ..

    وفاتحة بذلك التصرف الناضج الباب والأمل لحل مشكلة الأبناء


    الذين لا تعرف اسماء ابائهم وتنجم من وراء ذلك العديد من المشاكل !!
                  

03-09-2007, 09:36 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    استدراك

    الآن فقط، تعرفين لماذا أهرب منك إليك !!!

    (المؤلف)
                  

03-09-2007, 09:47 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    (1)
    كانت صبية .. لم يدخل عامها الرابع عشر ليلة محاقه بعد، كانت كما القمر.. مستديرة الوجه، خمرية اللون معسولة الفاطر، شعرها كليل حالك السواد، ولدت على ضفاف (النيل الأبيض) ألا أنها تشبه الفاتنات من حسناوات منابع (النيل الأزرق) اللاواتى عرفن بجمالهن الأخاذ وقوامهن الفارع الممشوق وفتنتهن الناطقة في صمت قاتل.
    عيناها تحير كل عيون ...
    إذا غضبت زادت فتنة وجمالاً ...
    وإذا ضحكت أصبحت مثيرة لدرجة الدهشة والغليان ...

    تخرج الكلمات من ثغرها الهائم (ناعسة، كسولة) كأنها ترفض الخروج، سمّاها أبوها (عازة) حباً للوطن ووفاء لفنان شبابه (خليل فرح)، أما أهل البلدة فكانوا ينادونها (عزَّة) تخفيفاً للاسم وتدليل لها.
    في خلال إحدى الأيام المتبقية لها لتكملة دراستها المتوسطة وبعفوية أهل المدن القروية قالت لها أمها (حاجة زينب) وهي تداعب سبائب شعرها الحر المنسدله على كتفيها:-

    - بعد كدى يا (عازة) يا بتي كلامك وهزارك الكتير ده بدورك تبطلي مع ود خالتك (علي) اصلو امبارح رسل جواب لي أبوك وطلبك منو.
    ما كان أمام (عازة) غير أن توافق بحركة من رأسها لا تخلو من دهشة وأمتعاض واعتراض مكبوت في داخلها، لا تستطيع أن تفصح عنه، فمثل تلك الأمور عادة ما يتم حسمها بواسطة الأب ومن العيب أن تدلي البنت بأي رأي، رفضاً كان، أم قبولاً.
    كلما في الأمر يصلها الخبر لمجرد العلم والحرص في التعامل مع العريس.

    والعريس هو ابن خالتها (علي) شاب في الخامسة والعشرين من عمره ينادونه في (الحي)، (بمولانا علي) أو (الحاج علي) وذلك قبل أن تطأ أقدامه أرض الحرم المكي أو المدنى، بسبب توجهه الديني المبكر، فقد داوم على ارتياد المساجد منذ صغره وكان يؤدي فريضة الصبح حاضراً.. ولا يفتر لسانه عن الإدلاء بالفتاوى عن (الحرام) و (الحلال) فى كل شئ، حتى أكل (البسكويت) له فتوى فيه.
    وعندما كبر قليلا وفي الوقت الذي انشغل فه أنداده بلعب (كرة الشراب) أو (الورق) أو بتكوين جمعيات أدبية وثقافية، انكب (علي) ينهل من معين الكتب الفقهية بكل فروعها وترك للحيته العنان وأحف الشارب، ومن يومها أصبح لقب (حاج علي) أو (مولانا علي) مرادفً لاسمه.

    أتم (علي) دراسته الثانوية، وفي نفس ذلك العام عين معلماً للغة العربية والتربية الإسلامية بإحدى مدارس القرى المجاورة، وبعد مضي عام واحد فقط لا أكثر، زفت (عازة) زوجا لابن خالتها (علي)، وكما تلتقي أقطاب المغناطيس غير المتماثلة، التقت (عازة) به فهي تحلم بدنيا لا توجد إلا في القصص والروايات ولا تعشعش إلا في خيال الفنانين والشعراء، ويبتعد حلمها عن الواقع أكثر كلما نظرت إلى وجهها في المرآة.. كانت وهي شاردة مع خيالها تهمس لنفسها في (نرجسية) وغرور قائلة:-
    (هل يسـتأهل هذا الجمال إلا فارس ذو أخلاق فاضلة يحبها وتحبه إلى آخر العمر)؟؟

    وكثيراً مالمحتها أختها الصغرى (عديله) على ذلك الحال، فكانت تسخر منها وتناديها ضاحكة .. (يا مجنونة).
    أما (الحاج علي) فكانت كل أماله امرأة ودود وولود يكمل بها نصف دينه .. تجيد الطبخ وغسل الملابس وأطاعه الأوامر.
    رغم ذلك التباين والأختلاف بينهما إلا أن حياتهما مضت في بدايتها على أحسن حال خصوصاً وقد كان بينهما في ماض ليس ببعيد شئ من الألفة والمزاح البريء.
    كانت (عازة) تمازحه قائلة:-
    "بالله شاب قيافة زيك كدا عاملها كلها صلاة وصيام وحلال وحرام وعدم كلام يا خي ما تفكها شويه.. والله هسه أراهنك تقوم تغير جلابتك القصيرة دي وتلبس ليك بنطلون وقميص (شيك) وتمشي الحفلة بنات الحلة كلهن يموتوا فيك"
    فيجيبها (علي) ضاحكاً:-
    "أنكن صويحبات يوسف، اصلو ما ممكن يجي منكن خير".

    حسبت (عازة) أن حياتها سوف تستمر مع زوجها على نفس ذلك الحال، لكنها نسيت بأن الرجل الشرقى يخاصم نفسه وشخصيته التى كان عليها قبل الزواج ويتنكر لها، خصوصاً اذا كان رجلا مثل ابن خالتها (علي) المشهود له بالتزمت والتشدد والذي أضحى لا يروقه مزاح (عازه)، بل أصبح يظهر ضجره لذلك المزاح وصار دائم الانتقاد لكل تصرفاتها وطريقة حديثها، ولبسها، كل شيء تفعله (عازه) اضحى لا يرضيه.
    و(عازة) لا تعبأ لذلك كثيرا بل كانت تسعى لدفعه للاعتدال والمرونة على الأقل داخل بيته ومع أهله.
    وفي مرة من المرات أدارت مؤشر المذياع وغنت مع الفنان بصوتها الجميل:-
    لو بهمسة قول أحبك
    لو ببسمة قول أحبك
    لو بنظرة حتى عابرة
    قول أحبك
    لو بتحلم في منامك قول ...

    وقبل أن تكمل هب (علي) غاضباً وأخذ من يدها بالمذياع فى غلظة وعنف وأوشك أن يضرب به الأرض ويهشمه، لولا تدخل (حاجة زينب) في وقت مناسب حيث أخذت من يده الجهاز طالبة منه أن يهدأ ويلعن الشيطان وأن يصلى على النبى، فما حدث لا يستحق منه كل ذلك الغضب.

    لكن ثورته ما خمدت نيرانها إلا بعد أن تأسفت (عازة) وتعهدت له بعدم فتحها للمذياع مرة أخرى إلا عند ميعاد نشرة الأخبار أو التفسير الميسر، إما (التلفاز) فمشاهدته عند (على) تعد أحدى الكبائر واشد المحرمات، فبحسب رأيه يأتي بالأجانب إلى داخل المنازل غصباً عن أهلها ودونما استئذان منهم!!!

    (عدل بواسطة تاج السر حسن on 03-11-2007, 10:19 AM)

                  

03-09-2007, 06:54 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    (2)
    انقضت أجازة الزواج المعطاة (لعلي) .. ودع زوجته بعد أن تركها حبلي في شهرها الأول ووعد بالمجيء عند كل يوم (خميس) وذلك حتى يتمكن من تأسيس منزله بصورة مناسبة ثم يأتى بها كى تقيم إلى جانبه بصورة دائمة.

    في مرة من المرات عاد (حاج علي) من القرية دون توقع، وطرق الباب ففتحت له خالته (حاجة زينب) وعندما رأته بأن على ملامحها نوع من الارتباك ثم أصلحت من وضع ثوبها على رأسها وقالت له:-
    - أدخل يا عشاي، حمد الله على السلامة، رد عليها التحية ثم دلف إلى داخل
    حجرته ولما لم يجد (عازة) ... خرج مسرعا وسأل عنها (حاجه زينب) وعلى حدة واضحه :-
    أين (عازه) يا حاجه ؟؟
    - أزداد ارتباك (حاجة زينت) ترددت ثم ردت عليه متلعثمة:-
    - والله يا ولدي بعد ما (عديله) روحت المدرسة مشيت أعزي في وفاة حاج (أحمد سيد الطاحونة) القدام، تعيش أنت مات البارح بالليل وخليت معاها بت (الطيب سميرة) ولمن رجعت ما لقيتهم ، تكون ساقتها (سميرة) معاها ولا يكونن مشن بيت جاره من الجارات ... تمتم (على) بكلمات غير مفهومة لم تسمع عنها غير كلمة واحده رددها بغضب شديد، مع هزة من راسه الذى يربطه بعمامه مميزه (سميرة) ؟ .. (سميرة)؟؟

    "(سميرة) تلك التي لا يرتاح لها (على) بل يمقتها كثيراً، امرأة تشقف لها قلوب رجالات البلدة جميعا ودون أستثناء في سرهم (فهي جميلة وفاتنة وتنز أنوثة)، لكنهم يظهرون عدم ارتياحا لها في جهرهم لبعضهم البعض ولا يحبذونها صديقة لزوجاتهم أو أخواتهم، لأنها جرئية وعنيدة ومتمردة، (فهي تخالط الرجال وتحاورهم وتجادلهم وتتفوق عليهم وتنتصر لبنات جنسها وترفض أى مظهر من مظاهر التفرقة أوالتعالى الذى يمارسه الرجال عليهن تحت أي ذريعة كانت وتتصدر الندوات الأدبية والسياسية وتحارب الطهارة الفرعونية وتتعرض إلى سلبياتها، الجنسيه والبيولوجية، وهي لا تقف عند ذلك الحد بل تتابع مباريات كرة القدم من خلال (الراديو) أو (التلفاز)، وتقرأ بنهم الصحف والمجلات المحلية والعربية وتتابع أخبار العالم من خلال اذاعة (لندن) وتلقي الشعر وتترنم بأغنيات (محمد وردي) وتطرب لسماع اغنيات (أم كلثوم وعبد الحليم حافظ) .. أنها امرأة شاملة ومثقفه لا يخفى عليها شئ، رغم كل ذلك فأنها لا تأوي إلى فراشها إلا بعد أن تصلي الشفع والوتر، وتغفو قليلا لتستيقظ لتقوم الليل وتقرأ حزباً أو حزبين من القرآن الكريم ثم تستغفر ربها وتطيل في دعائها متضرعة منكسرة حتى تدمع عينيها باكية خصوصاً عندما تقف على الآية القرآنيه (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ..) وذلك حينما تستشعر وتتخيل حجم العنت والمعاناة التي عاشها سيد البشر من اجل أن يوصل رسالته الخالدة الزكيه".

    الرجل الوحيدالذى يحترم (سميرة) ويقدرها تقديرا تستحقه، هو العجوز (عم صابر)، رغم ادمانه للخمر منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلا أنه يكره الكذب والنفاق والأضرار بالناس، وفي كل ليلة يعاتب نفسه على شرب الخمر ويبكي ويتعذب ويستغفر ربه حتى تتورم عيناه ويقرر أن يتوقف عن شربها لكنه يفشل .. ما أن تأتي سيرة (سميرة) إلا ووقف يدافع عنها حتى تظهر عروق رقبته قائلا:-
    (سميرة بت الطيب)، (علي الطلاق بالثلاثة أرجل من مية راجل، الحمل الشايلاه يشرد الفرسان).

    (عدل بواسطة تاج السر حسن on 03-11-2007, 01:47 AM)
    (عدل بواسطة تاج السر حسن on 03-11-2007, 10:21 AM)

                  

03-10-2007, 01:14 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    Tag Alsir iam so sorry cause ihvent Arbic key board come on man u have magic lantern just go a head
                  

03-10-2007, 01:20 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: محمود الدقم)

    الاخ التاج
    تحياتى اليك..
    والى كل نساء بلادى
    مودتى وتقديرى
                  

03-10-2007, 03:56 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: محمد عكاشة)

    العزيز الصديق محمد عكاشه
    تحياتى
    تفتقدك مصر كلها خاصة شارع شر يف.
    يا اخى انت زول بركه .. من يوم ما غادرت ومصر تفتقد لمحنة زول حنين زيك.
    يا محمد الزول البيسأل من الناس زول ما عادى.
    اتابع نجاحاتك على قناة النيل الأزرق .. وسمعت انك طبعت (المرأة اللعوب)!
    ارجو ذلك فأنت انسان حرى بكلما هو جميل.
    وفقك الله فى اى مكان كنت فيه.
                  

03-10-2007, 03:49 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: محمود الدقم)

    أخى محمود الدقم
    تحياتى
    أشكرك على احتفائك بكلماتى.
                  

03-10-2007, 04:09 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    الاخ التاج
    شكرا جزيلا على تحيتك الرقيقة
    وكنت ارجو ان اكون بينكم هذه الايام
    تحياتى للجميع
    وللمرأة السودانية حيثما كانت..
    ولنصراءها
    وتمنياتى للهلال العظيم بالفوز
    مودتى وتقديرى
                  

03-10-2007, 09:09 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: محمد عكاشة)

    (3)
    (عم صابر) له ألف حق فيما يقول عن (سميره) التى توقفت عن مواصلة تعليمها الجامعي بعد وفاة والدها وتركه لها خمسة من الأخوان والأخوات، كانت متفوقة فى دراستها لكنها توقفت ولم تكملها وفضلت بدلا عن ذلك أن تعمل سكرتيره تنفيذية بإحدى الشركات الاستثمارية الكبرى .. ومنحوها راتبا جيداً بسبب اهتمامها بعملها وإتقانها للغة الإنجليزية .. وعند الأمسيات كانت تجمع أطفال (الحي) وتعطيهم دروس تقوية بمقابل مادي بسيط وتنفق ما تحصل عليه من مال على أمها وأخوتها لذلك يحترمها (عم صابر)، العجوز (الأمي المثقف)!! وخير ما قاله عنها:-
    "الرجالة ماها عضلات .. الرجالة مواقف .. الرجاله حرم ياها رجالة سميره دى" .. ثم يضيف :-

    "(سميرة) دي (جابداها) حبوبتها (ست الكل) الله يرحمها، كانت امرأة جميلة تبيع الشاي في موقف (البصات) وتسمع (الزين والشين) من (الصعاليك) وضعاف النفوس، ورسخ في أذهان أهل (البلدة) أنها امرأة سيئة السمعة بل أصبحت مضربا للأمثال ومجالا للتهكم والسخرية والأستهزاء وتنسج حولها القصص والإشاعات، حتى جاء ذلك اليوم الذي تم فيه افتتاح (الجامع) وخرجت البلدة عن بكرة أبيها، كباراً وصغاراً، رجالا ونساءاً .. أنه يوم لا ينسى، أحضر (حاج الصافي) الذي بني المسجد معه مصحفا وخاطب الناس جميعاً قائلاً:-

    "يا ناس هووى كلكم أسعمو الكلام الداير اقولو ليكم ده .. حرم أنا نذرت نذر بالا يحمل حجر افتتاح هذا المسجد الآمن يضع يده على هذا المصحف ويحلف بأنه لم يفعل فاحشة فى يوم من الأيام ولم يتعمد الخطيئة ولم يؤذ أحداً من خلق الله".

    كان علية القوم يتأهبون لأداء ذلك العمل وقد ارتدوا فاخر الثياب وتعطروا بأطيب العطور، لكنهم تراجعوا واحدا بعد الأخر (المحافظ والقاضي الشرعي والضابط الإداري وناظر المدرسة)، لم يتقدم أحد سوى (ست الكل)، التي وضعت يدها على المصحف وأدت القسم في ثبات مهيب، ومن بعد أخذت الحجر ووضعته في المكان المحدد له ثم رجعت أدراجها بخطى ثابته، وسط دهشة جميع الحاضرين، الذين الجم الصمت ألسنتهم و فتحوا افواههم فاغرة من شدة الدهشه وعم السكون أرجاء المكان حتى تشعر وكأن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة وتوقفت الحركه تماما .. وكأن المسيح نزل من سمائه كى يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا!! إلى أن هد جدار ذلك الصمت صوت الدرويش (سعد الله) صائحاً:-
    (هو.. هو.. هو .. حي ... حي... حي.. حي .. مدد .. مدد).

    وعلق (حاج السماني) المنتمي للطريقة القادريه قائلا:-
    (سبحان الله .. سبحان الله .. كرامه يا قوم .. مدد.. مدد.. جلت قدرتو).

    (عدل بواسطة تاج السر حسن on 03-11-2007, 10:22 AM)

                  

03-10-2007, 10:44 AM

osly2
<aosly2
تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 3541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    مرور للتحيه

    ووعد بالعوده



    تحياتى يا ابو ذر
                  

03-10-2007, 12:14 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: osly2)

    شكرا اوسلى
    بزيارتك بيتنا نور .. ابقى معنا.
                  

03-10-2007, 11:33 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    شكرا محمد عكاشة
    نتمنى أن نراك بيننا خصوصا خلال لقاء الهلال بالزمالك.
                  

03-11-2007, 00:56 AM

osly2
<aosly2
تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 3541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    Quote: الرجل الوحيد إلى يحترم (سميرة) ويقدرها تقديرا تستحقه، هو العجوز (عم صابر)، رغم ادمانه للخمر منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلا أنه يكره الكذب والنفاق والأضرار بالناس، وفي كل ليلة يعاتب نفسه على شرب الخمر ويبكي ويتعذب ويستغفر ربه حتى تتورم عيناه ويقرر أن يتوقف عن شربها لكنه يفشل .. ما أن تأتي سيرة (سميرة) إلا ووقف يدافع عنها حتى تظهر عروق رقبته قائلا:-
    (سميرة بت الطيب)، (علي الطلاق بالثلاثة أرجل من مية راجل، الحمل الشايلاه يشرد الفرسان).
                  

03-11-2007, 02:30 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: osly2)
                  

03-11-2007, 05:28 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: Balla Musa)

    لك الشكر أخى (اوسلى) اعادتك لجزء من الرواية جعلنى أصحح خطأ مطبعى لم انتبه له.
                  

03-11-2007, 09:55 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    الأخ/ اوسلى
    نسيت فى بداية هذه الروايه أن اذكر معلومات اضافية عن شخصى:-
    العمر: 50 سنه
    احد ابناء دفعتى: العميد شرطه (معاش) صلاح كجنكى .. ومن عمره اليوم 50 دون شك سوف يصبح فى الغد 56
    من طباعى: مؤدب مع من يستحق الأدب والأحترام (متكابر على المتكبر)، ولا اترك حقى لا من أجل نفسى وانما لكى يعيش العالم فى أمن وسلام.
    حكمتى المفضله: لا تعتدى على الآخرين حتى لا يعتدوا عليك .. والا فعليك أن تتحمل.
    وجهة نظرى حول منابر الحوار: أسست من أجل المثاقفه وتبادل الأراء والأفكار والأتفاق والأختلاف حولها، لا من اجل الأساءة للأعضاء الذين لا تهمنا شخصياتهم.
    الأنتماء: لم انتم الى اى حزب من قبل .. محب وعاشق للفكرة الجمهورية، وأعتبر نفسى أكثر من صديق.
    اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
    نواصل .. فصول هذه الروايه بعد هذا التوضيح.
                  

03-11-2007, 10:40 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    (4)
    ومن بين صفوف الحاضرين خرجت (التومه الوداعية) وأتجهت نحو (ست الكل) كان شخصا آخر فى داخلها يجر ها فى حالة من الأضطراب والأهتزاز مشوبة بشئ من الخوف .. احتضنت (ست الكل) لفترة طويلة من الوقت وقبلتها على مقدمة راسها باكية بدموع غزيرة، طالبة منها (العفو والعافيه) وأن تسامحها على ما أشاعته في حقها بالكذب، وأعتذرت عن ذلك بأن الشيطان قد ضللها!!

    فعلا (التومه) أعماها الحقد وملأ قلبهاالحسد وتملكتها الغيرة من (ست الكل) التي تفوقها جمالاً منذ الصغر وقد كانت من أكثر الناس الذين رددوا الإشاعات المختلفة والكاذبة حولها، وذلك لأن زوجها (عبد الله) كان يغيظها بها ويقارن جمالها بقبحها ويتحسر على عدم زواجه منها.

    ومن وبعد (التومه الوداعية) ركض نحوها (فضل السيد) كمساري (البص) الذي نسج حولها كذلك العديد من القصص والإشاعات المختلقه، قبل يديها وتوسل لها أن تسامحه وتغفر له عثرات لسانة.

    أما (علي) فقد كان الشخص الوحيد بين اؤلئك القوم الذى ظل يتابع ذلك الأمر بنظرات امتعاضيه ولم تهتز له شعرة ولم يتحرك فيه احساس، فهو لا يعترف بمثل تلك الكرامة التي حدثت خلال حفل افتتاح المسجد !!

    وعلى اى حال اعترف ام لم يعترف .. بعد أن وضعت (ست الكل) حجر الأساس هبت نسائم لم يعهدوا مثلها من قبل وتجمعت السحب وهطل المطر غزيرا دون رعد أو برق وفي غير موعده، وكأن السماء في ذلك اليوم قررت أن تغسل خطايا أهل الأرض جميعاً، أما (علي) فلا يهمه ذلك الأمر فى قليل أو كثير ويعتبر كلما جرى نوع من البدع والدجل والشعوذة وكأن هذا العالم قد شيد وبرز إلى هذا الوجود عن طريق الصدفة وحدها، وفي رأيه الذى يصعب تغييره أن امرأة تخالط الرجال وتجادلهم يجب وأدها حية .. وكأنه لم يسمع قط بالآية التي تقول (وفوق كل ذي علم عليهم).

    وما جعله أكثر كراهية (لسميرة) هو رأيها الواضح في حرب الجنوب الذي يخالف رأي الكثيرين من أهل البلدة فهي تعتبرها حرب بلا نهاية تستنزف المال والرجال والقتلي في الأخر سودانيين مهما اختلفت رؤاهم أو دياناتهم وكانت تقول:-
    (أهل الجنوب ليسوا بغزاة جاءوا كى يخرجوننا عن ديارنا أو إكراهنا على تبديل ديننا بل هم مواطنين لهم حقوق وواجبات متساويه مع كافة ابناء السودان) .. وهي تشعر بالراحه وتنفرج اساريرها عند قراءة الآيات القرآنية من سورة النحل، التي تقول:-
    (أدع إلى سبيل ربك الحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو بالمهتدين، وأن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذي اتقوا والذين هم محسنون).
                  

03-12-2007, 06:56 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    ترى (سميره) في صلح (الحديبية) نموذجاً رائعاً يبين عظمة الإسلام وأعجازه الذى لا يدركه كثير من معتنقيه وتعتقد أن مثل ذلك الفهم الذي تم به، يبرئ المسلمين على نحو شامل من التهم الجائرة التي تربطهم بالإرهاب، الذى ينجم عن تصرف خاطئ لفهم خاطئ!
    وتضيف سميره:-
    (اذا فهم الأسلام جيدا لأدرك الناس أنه دين المحبة والسلام).

    تلك هي (سميرة) الأنسانه الخلوقه المثقفه الواعيه التي يمقتها (علي) ويرفض أن تصادقها زوجته، ويتمنى لنفسه الموت عوضا عن أن يلمحها تسير على بعد فى الطريق العام دعك من أن تصادق زوجته!!
    جلس (علي) محاولاً الهدوء لكنه تشنج فجأة وصاح غاضباً:-
    (البت دي ابدأ ما عاجباني وأنا مانعها مية مرة ما تختلط بينها)، ثم اضاف:-
    (يظهر أنها ما بتسمع الكلام) .. في تلك الأثناء وقفت عربة (تاكسي) أمام باب المنزل نزلت (عازة) متثاقله وبعدها نزلت بنت الجيران (سميرة) فاستقبلهما (علي) والشرر يتطاير من عينيه ثم قال:-
    أين كنتما؟
    أجابته (سميره):-
    (أرجوك دعها تدخل الآن فهي متعبة قليلاً، ثم نخبرك بالمكان الذي كنا فيه).
    أغتاظ (علي) فتحول ناحيتها صائحاً:-
    اصمتى يا أيها الشيطان الرجيم، فأنا لم اوجه لك سؤالا.

    تحاملت (عازه) على نفسها وعضت بأسنانها على شفتيها ثم قالت لزوجها:-
    أرجوك لا تسئ الظن بنا فكلما حدث هو انني شعرت بألم مفاجئ أخذتني على أثره (سميرة) للمستشفي المركزي، ولما لم نجد طبيبا ذهبنا لعيادة خاصة فقد كاد الألم أن يقتلني ويفتك بى.
    كرر (علي) السؤال مرة أخرى مستهجنا، أين كنتما؟!
    ثم قال مخاطبا نفسه في صوت مسموع:-
    زوجتي أنا تذهب لمقابلة (دكتور) في عيادته الخاصة لوحدها ودون علمي وأخذ الأذن مني؟ ومع سميرة؟ ثم واصل (والله ده الفضل) ثم التفت ناحية (عازة) وقال لها:-
    (طلقانة) يا (عازه) طلقانه .. وكان هذا فراقا أبديا بين (عازة) وابن خالتها (علي) رغم المحاولات المتواصلة من جانب الأهل لإصلاح ذات البين بينهما وجمع شملهما من جديد لكن تعنت (علي) وتصلبه وقفا عائقا أمام ذلك!!
    (مولانا) على لجأ الى أمر يبغضه الله .. سريعا ولسبب تافه وبسيط .. غير عابء بما يحدثه من ضرر بأنسانة من لحمه ودمه!!

    انقضت أربع سنوات منذ انفصال (عازة) عن زوجها، لازمها خلالهن إحساس قاتل بالوحدة خصوصاً بعد نجاح (عديله) وانتقالها للمرحلة الثانوية مما اقتضي تواجدها المستديم بداخليه المدرسة، إضافة للقيود التي تفرض على المرأة المطلقة في مثل تلك المدن القرويه فهى دائماً مذنبة ومشكوك فيها حتى تثبت العكس، والخطوات محسوبة والسؤال مستمر دائما وأبدا:-
    "إلى أين تذهبين ومع من ومتى تعودين؟"
    ومما خفف عنها ذلك العذاب والألم والوحشة لحظات الأنس والملاطفة التي كانت تمضيها مع طفلتها الحلوة (سماح)، والأطفال في مثال ذلك العمر يتصفون بشقاوة محببة كمحاولة تقليد الكبار في أحاديثهم وطباعهم.

    في تلك الفترة ظهر بالبلدة (لؤي) ابن عم (لعازة) يسكن مدينة (الخرطوم) ويعمل والده بالتجارة .. سافر (لؤي) إلى (امريكا) لدراسة الطب ومنذ أن غادرت طائرته مطار الخرطوم أصبح والده (حاج عبد الله) ينادي عليه (أبو الدكتور) ولا يرضي عن أي أنسان إذا لم يناديه بتلك الكنية والسؤال الدائم على الشفاه ماذا فعل (الدكتور) وما هى أخبار (الدكتور)؟
    و(حاج عبدالله) يضحك مسرورا ثم يجيب سائله :-
    والله (الدكتور) من نباهتو وشطارتو من أول شهر عمل عمليه زايده عليك أمان الله قربت تنفجر .. (والله حير الخواجات فى نفسهم) ثم يعلق بزهو ويعدل عمامته :-
    (يعنى الدكتور ده كان تم سنه فى قراية الطب حرم كان سوه عملية زراعة كلى)
    ويضيف :-
    (الجنا ده الشطاره دى وارثها من ابوهو)!!
    ثم يكمل:-
    (والله ابوهو كان اتعلم كان عمل البدع وكان صنع القنبله الذريه ذاتها)!!
    واصحابه يضحكون ويمازحونه قائلين:-
    (والله خائفين الدكتور يبقى ليك بتاع نساء وولاده) وكانه مجل من العيب أن يشغله رجل !!
    الى أن عاد (لؤى) ذات يوم وبعد مضى ثلاث سنوات فشل خلالهن أن يتعدى المرحله الأعداديه فى دراسة الطب ، لكنه رجع بشعر يصففه على نحو كريه .. وعشق لأغانى (البوب) ولغة انجليزيه (شوارعيه) لا باس بها يقحم مفرداتها بين كل كلمة عربية وأخرى ، مستعرضا بها عضلاته ونافخا صدره!!
    وعندما أدرك والده (الفنجرى) الذى كان يعتز ويفتخر به حقيقة أمره أصيب فى الحال بصدمة سكرى وارتفاع شديد فى ضغط الدم ، خصوصا بعد علمه بأن (لؤى) كان قد تزوج خلال تلك الفترة من فتاة أمريكيه طلقها لصعوبة الحياة بينهما وقد كان يمنى نفسه لتزويجه من بنت أحد اصدقائه تجار السمسم الأغنياء .. وبما أن لؤى كان متعثرا فى دراسته وانتقاما منه تقدمت زوجته ببلاغ للسلطات اتهمته فيه بالكذب والتزوير وادعائه بأنه تعرض الى ظروف قاهرة حولته الى (لاجئ سياسى)، وهو لم يشتغل بالسياسة فى يوم من الأيام ولم يدخل السجن فى حياته ولم يتعرض للتعذيب كما أدعى من أجل أن يحصل على (الأقامة) وبعد أن فحصت مستنداته من جديد واكتشف كذبه تم ابعاده الى وطنه.
    وحينما رجع (لؤى) اصبح يتحاشى الجلوس مع انداده خوفا من نظراتهم الشامته والسؤال الصامت داخل كل منهم عن حقيقة أمره ، وكثيرا ما غمزه احدهم قائلا:-
    (عندى حمى يادكتور عندك لى علاج)؟؟
    وينفجر الباقون فى ضحك وسخرية واستهزاء منه ، بينما يحاول (لؤى) تصنع عدم الأكتراث ببسمات باهته والحزن يمزق احشاءه تمزيقا ، ثم يذهب بعد ذلك الى بيته ليجد سلوته فى العزف على آلة العود وترديد الأغنيات الحزينه.
    فكر (لؤي) في طريقة يهرب بها من عيون أهل منطقته وكذلك ليهرب من أحساسة بالذنب تجاه كل ما حدث لوالده من مرض وأكتئاب، لذلك عندما مر على أعلان عن وظائف شاغرة في أحدى (مشاريع النيل الأبيض) الاستثمارية الكبرى، فرح فرحا شديدا وقرر أن يذهب ويتقدم بطلب يجعله يحصل على وظيفة من تلك الوظائف ويستغل تلك الفرصة كى يزور عمه (سالم)، والد (عازة)، الذي ما حدث أن رآه منذ صغره، وذلك بسب خصام قديم بينه وبين والده في ارث تنازعاً عليه لفترة طويلة، وكانت المياه قد عادت إلى مجاريها بعد تدخل من الأهل عند وفاة جدة (لؤي) وأثناء فترة غيابه بأمريكا.
                  

03-13-2007, 00:29 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    فوق بناء على طلب عزيز لشخص لا يشارك فى المنبر حتى نستعد لأنزال الجزء الخامس من الروايه.
                  

03-13-2007, 00:07 AM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    خلال سير القطار نحو الجنوب الغربى استرجع (لؤي) شريط حياته خلال السنوات الماضيه .. وأدرك أنها مليئة بالفوضى وعدم الجديه أو المسوؤليه.. لذلك قرر أن يبدأ عهدا جديدا ينسى فيه كلما مضى وأن يغير من أسلوبه وسلوكه وأن يبدأ بحلاقة شعره على نحو مقبول يمنحه قدرا من الوقار والأحترام.

    وعندما وصل (لؤي) إلى منزل عمه، رحب به الجميع خير ترحاب، وفرحوا به كثيرا وأكرموه بالصورة التقليدية المبالغ فيها (عصائر، شاي، قهوه، ذبائح، وولائم مستمرة .. !!
    "عجيب أمرأولئك القوم يتغير كل شيء فيهم ألا الكرم .. تسمع عن المجاعة وعن قوافل الإغاثة لكن ما أن تحل عليهم ضيفاً حتى تحسبهم اثري أثرياء العالم"!!

    حاول(لؤي) أن يقلل من ذلك الوضع في بيت عمه وخلال إحدى جلسات شرب "شاي المغربيه"، خاطب (حاجة زينب) و (عازة) تتابع بأذنيها بالقرب من أمها:-
    (يا والده بصراحة كدا عاوز أقول ليكم أنا ما ضيف والبيت دا بيتي وأنا في الحقيقة جيت عشان أشوف لي شغل في مشروع السكر الجنبكم دا يعني من هنا ورايح وقتي كله حيكون معاكم وافتكر حقو تعاملوني زي أي واحد من ناس البيت).
    ردت عليه (حاجة زينب):-
    "يا ولدي نحنا ما قاعدين نسوى ليك حاجة زيادة وياهو دا الموجود".
    تدخلت (عازة) مضيفة:-
    "خلاص أنت ح تكون ضيفنا لحدي ما تستلم شغلك وبعد داك ليك على نعاملك كسيد بيت واكتر شويه اتفقنا"؟
    ضحك (لؤى) ونظر اليها مليا ثم قال:-
    "خلاص اتفقنا، وعشان أكون سيد بيت من بكره حأمشي أقدم طلبى لإدارة المصنع".

    فعلاً تقدم (لؤي) بطلب تعيينه، وقبل طلبه والحق بوظيفة مترجم ليكون وسيطاً بين العمال والخبراء الأجانب.
    رغم توفر السكن الملائم له وبعد المسافة قليلاً بين منزل عمه وبين المصنع ألا أن ارتباطه بمنزل عمه صار كبيرا جدا، خصوصا بعد إحساسه بانجذاب شديد نحو بنت عمه (عازة) وطفلتها الحلوة (سماح) التي ما أن تسمع صوت محرك سيارته حتى تسرع إليه في مودة وفرح غريبين.
    (عازة) نفسها لم تستطع اخفاء ارتياحها لا بن عمها خصوصا طريقته البسيطة في الحياة فهو دائم الابتسام وبلا هموم وكما يقال:-
    ( الفى قلبو على لسانو).
    حقيقة لم تجد فيه ذلك الحلم القديم الذى تبحث عنه فى صمتها وحزنها، لكنه يمتاز بكثير من الصفات الطيبة، أما أكثر ما يخيفها فيه، هو تعلقه الشديد (بأمريكا) رغم كل ما حدث له فيها من مشاكل إلا أنه وما أن ترد أي مناسبة إلا وحكي عنها بانبهار شديد يظهر على عينيه خصوصا المرأة (الأمريكية) ثقافتها، واقعيتها، جديتها تحررها واندفاعها كما يحلو له وصفها.

    وسط ذلك الجو المشحون عاطفة وميل في المشاعر خوف وتردد، تطور الأمر إلى إعلان الزواج الثاني لكل من (لؤي) و(عازة) وتوالت الأيام والشهور الأولى بينهما في سعادة وحب وهناء ومودة ووئام .. يستيقظ (لؤي) عند الصباح الباكر .. يقود عربته (الأندروفر) متجها إلى موقع عمله ثم يعود عند وقت الظهيرة ليجد زوجته وابنتها في انتظاره فى لهف وشوق شديدين .. يتناول طعام الغذاء معهن وينام قليلا ثم يستيقظ بعد العصر ليأخذهن بالسيارة في جولة مرة حول البلدة ومرة لرؤية أقسام المشروع وتارة على ضفاف (النيل الأبيض) يشاهدون مياهه القادمة من أقصى الجنوب متدفقة بين اندفاع وخمول لتواصل السير شمالا حتى تلتقي بمياه (النيل الأزرق) المعكرة بفعل الطمى فى مدينة (الخرطوم) الساحرة البديعة وبالتحديد عند منطقة (مقرن النيلين) ويمتزجان فى تلك المنطقه ليكونا نيلا واحدا.. في مشهد أسطوري رائع وبديع وساحر يأخذ لباب كل فنان أو شاعر أو رسام أو أى مبدع فى أى مجال من مجالات الفن ويستمر جريانهما حتى المصب، وكأن النهرين في تلك الرحلة يمثلان قصة الحياة أو قصة حياة الأنسان.

    استمرت الايام بينهما على ذلك الحال، مليئة بالمرح والبهجة والسرور وفيها كثير من الرضاء والقبول، وفي قمة انبساطه كان (لؤي) كثيراً ما يمازح (عازة) قائلاًٍ:-
    "زمان يا (عزة) كنت بجيب لي (سماح) قوالب السكر من المصنع وهسة بشيل لي ناس المصنع سكر من البيت، الله يستر بكره ما يقفلوا المصنع وبندأ نصدر من سكرن"ا.
    فتضحك (عازة) لذلك المزاح وتظهر (النونتان) القاتلتان، لكنها سرعان ما تتوقف وفي نبرة حزن تقول له:-
    (أنا خايفة بكرة تنسانا وكلامك ده كلو تشيلو الريح).
    فيجيبها (لؤي):-
    معقول أنساك يا (اعز الناس) ؟
    يبتسم لها ثم يأخذ (العود) فى يده و يردد مقاطع من تلك الأغنية التي تقول:-
    (يا أعز الناس حبابيك نحنا زدنا قليل حنان ....).
    تنفرج اساريرها منتشيه وهى تتابع معه مقاطع تلك الأغنيه الرائعه، وبعد أن يضع (العود) على الطاوله تصمت وتنظر الى الأرض مليا ثم تقول له:-
    (ما عارفه ليه عندي إحساس ذي دا، وأنو الفرح ما بطول معاي كثير).
    فيعاتبها (لؤي) على ذلك الحديث بحنيه ولطف ويتواصل المشوار بينهما حب وسعاده.
    لكن !!
    فأن إحساس المرأة لا يخيب ابدا، فقد بدأ غياب (لؤي) عن منزله يزداد يوما بعد يوم بأسباب معظمها واه ومكذوب، أما الحقيقة فكانت هي نوع من الفتور والملل أصاب (لؤي) من طريقة الحياة الروتينية في الريف.
    "الحياة هناك لا يطيقها إلا أهلها المشبعين بالصبر والجلد وحب الأرض، أما الدهشة التي يظهرها الوافدون القادمون من المدن فما هي إلا لحظات لكسر الروتين، سرعان ما تتحول لضيق وتذمر".
                  

03-21-2007, 05:21 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    بمناسبة عيد الأم نواصل فى سرد هذه الروايه.
                  

03-21-2007, 06:15 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    ومما جعل (لؤي) يكثر من ابتعاده عن بيته، تكوينه لشلة أصدقاء من الخبراء الأوربيين والآسيويين الذين يعمل معهم أو يعملون في مشاريع مجاورة للمصنع الذى يعمل فيه، وكأن الحنين قد عاوده لحياة الفوضى و (العربدة).

    كانت (عازة) تتحاشى مضايقته بالأسئلة والأستفسارات عن سبب غيابة المستمر وتقول في نفسها:-
    ربما تغير الحال فى الغد أو بعد الغد .. فقط كانت تكتفى بتذكيره في لحظات الهدوء والصفاء بأيامهما السابقة وحديثه عن السعادة والسكر والكلمة التي يرددها دائما (يا عسل) عند مناداته إلى أي شخص خصوصاً عند منادته (لعازة).
    وأغنيته المفضلة التي يشدو بها و العود بيده:-
    يا عسل رايق مصفى ويا عيون زايدانا الفه
    فيك شفا للناس ونحنا بالقليل منك بنشفي

    لكن الكيل فاض بها عندما أصبح (لؤى) فى بعض المرات ينام خارج المنزل دون أكتراث لها أو احساس بمشارعرها، وتارة أخرى يعود في وقت متأخر من الليل ورائحة الخمر تنبعث من فمه كريهة ومنفرة فيهوى على سريره والدمع بعينيها ثخينا يابي السقوط.

    وفي يوم من الأيام دعي (لؤي) شلته بالمنزل وطلب من (عازة) أن تشاركهم الجلوس حسب (الأوتوكيت) الغربي وعندما رفضت بحجة أنها لا ترتاح لذلك ولا يمكن أن تجالس رجالاً أغراباً مهما كانت الأسباب، انطلقت الثورة المكبوته دخل صدر (لؤي) طيلة تلك الفترة صائحاً فى وجهها:-
    (أنت أصلك ما ممكن تتقدمي أو تتحضري أصلو الرجال ح يأكلوك .. عاوزاهم يقولوا زوجتى متخلفه).

    وعندها شعرت (عازة) بجرح عميق وكبرياء مهزوم لكنها صمتت دون أن ترد عليه .. ويوما بعد يوم بدأت تتسع الفجوة الفجوة ووصل النهر إلى مصبه ولم ينفع غير الانفصال الذي أشعل نيران الخصام القديم من جديد بين الأسرتين.
    "هكذا الحياة، مرة تطلق (عازة) من أبن خالتها لسبب بسيط هو خروجها لمقابلة الطبيب بعد شعورها بمرض مفاجئ في عدم وجود زوجها، وفي المرة الثانية تطلق من ابن عمها لدفاعها عن كرامتها وعزتها وما تراه صحيحاً، ومن جانب زوجها يعتبر ذلك الأمر تخلفاً ورجعية، هكذا الحياة الوانا متعددة من التناقضات يضيع خلالها كثير من الأبرياء".
                  

03-21-2007, 06:23 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة يوم المرأة العالمى .. روايتى .. (دمـــــــوع الغــــربه) !! (Re: تاج السر حسن)

    مرت الأيام .. فتبدلت الأحوال كثيرا .. هاجر (لؤي) من جديد هذه المرة نحو ديار المستعمر القديم (انجلترا) بعد أن صعبت عليه حياة الريف ومن قبل حياة العاصمة، وواصلت (عديلة) مسيرتها التعليمية حتى التحقت بالجامعة منتسبة لكلية القانون، أما (عازة) فلم يتبدل حالها إلا بعد وفاة والدها (حاج سالم) وانتقالها مع أمها وبنتها (سماح) إلى منزل جدها (حاج عمر) والد (حاجه زينب) بمدينة أم درمان، رافضين طلب عمها (عبدالله) غير الجاد للذهاب والعيش معه وقد وصفت أمها طلبه (بعزومة المراكبية)!!.

    والجد كان في الأصل مزارعاً ترك زراعته بعد أن زوج بنتيه وتوفيت امرأته وتقدمت به السنين، فرفض أن يعيش عالة على أي بنت من بناته، لذلك جمع ما تبقى له من مال وباع مزرعته ثم نزح إلى مدينة (أم درمان) حيث اشترى منزلاً بحي (الموردة) العتيق وفتح بالمنزل دكانا صغيراً يوفر له احتياجاته الضرورية وعندما انتقلت (عازة) وأمها والصغيرة (سماح) إلى العيش بجانبه، فرح بهن فرحاًٍ شديدا غير مهتم أو عابء بالمسوؤليه أو الصرف المادى الباهظ الذى سوف يقع على عاتقه، وصار الجد يغلق دكانه مبكراً حتى يجد فرصة للتمتع بالأنس والحديث معهن وما يرويه لهن من حكم وحكايات خلال فترة صباه وما يحفظه من شعر الفروسية والحماسة ولا ينسى أن يحكى بعض الأحاجى (لسماح) قيل أن تنام ويذهب بعدها كذلك لينام مبكرا وحتى يستيقظ لأداء ضلاة الفجر.

    كان (لحاج عمر) صديق يصغره في السن هو المقاول أو المعلم (سيد) تعرف عليه بحكم تردده على (الدكان) لشراء السجائر و(الصاعوط) ... و(المعلم سيد) كما ينادونه رجل بدين في بداية الستينات من عمره، تظهر عليه علامات الغباء والبله، وحينما يتحدث يسيل ماء من الناحية اليمنى من فمه .. توفيت زوجته دون أن تنجب له طفلا بعد زواج دام أكثر من سبع عشرة عاماً ولم يفكر بعدها في الزواج مرة أخرى !!

    كان البعض يشيد باخلاصة ووفائة لزوجته والبعض الأخر يتهامسون بخبث مؤكدين أنه رجل غير فحل ولولا ذلك فلماذ لم ينجب طيلة تلك الفترة ثم كيف يعيش دون امرأة بعد وفاة زوجته الأولى والرجال هنا تعودوا أن يتزوجوا (مثني وثلاث ورباع)، والأجهزة الرسمية تطالبهم بذلك!! وتشجعهم عليه، وتدعمهم بالفتاوى والإرشادات والمغريات والحوافز!!

    حياة (المعلم سيد) تتخلص فى نهج وممارسة (معلبه) ومحدده ومحفوظه، يبدا يومه منذ الصباح الباكر بمراجعة (الأسطوات والعمال) الذين يستخدمهم فى بناء حجرة دراسة تهدمت أو (باب من الحديد) تم تغييره أو توسعته بعد أن أحضر أحدهم عربة فارهة من ديار الغربه او فى بناء حمام أو هكذا من الأعمال التى تدر عليه مقبلا جيدا، يتجه بعد ذلك إلى اقرب مطعم لتناول طعام الغداء ثم يقود دراجته المميزة الشكل ليحضر مباراة من مباريات كرة القدم على ملعب (دار الرياضة بأم درمان) ذاك المبنى الأثرى الذى تحول الى ملعب (لكرة القدم) وتلعب فيه المباريات عند وقت العصر ولمع من فيه مشاهير وكبار نجوم كرة القدم السودانيه .. و(للمعلم سيد) ركن محدد وشلة معينة يدخلون الملعب ويجلسون في مكان خاص بهم على مقاعد المتفرجين ولا يتجرأ أى كائن من كان أن يجلس في مكانهم حتى لو غابوا جميعا فى يوم من الأيام .. (شلتهم) لا تهتم كثيرا بأسماء الفرق المتبارية، ويضعون أمامهم (جرادل) الماء البارد وتمر عليهم (أقداح) الشاي (السادة)(مثنى وثلاث ورباع) بين كل فترة وأخرى وإثناء ذلك يتبادلون النكات والقفشات والسخرية من بعضهم البعض وتدبير المقالب الطريفة ويضحكون بصوت عال وعلى نحو متواصل وكثيرا ما خرجوا من ذلك الملعب دون أن يتذكروا من كان يلعب ضد من أو كم كانت نتيجة مباراة حضروها بأجسادهم ولم يتابعوها بأعينهم.

    ومن ثم يودع المعلم (سيد) شلته ويمتطي دراجته وقبل أن يصل كنتين (حاج عمر) يصيح مناديا له من بعيد:-
    (أنا هنا يا حاج حضر الضمنه)، ثم ينزل من دراجته ليلاعب (حاج عمر) جولة أو جولتين يغلق بعدها (حاج عمر) (بقالته) متجها إلى داخل المنزل ويقود (المعلم سيد) دراجته بعد أن يتزود بعلب (السجائر) وأكياس (الصعوط)، عابرا كبري (النيل الأبيض) قاصدا منزله (بحي المقرن) المؤسس على أحسن طراز .. وفي لحظات تغمض عيناه ويرتفع صوت شخيره.
    وهكذا تدور عجلة سنينه بغير أحلام أو طموحات، رغم وضعه الميسور وماله الوفير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de