خارج النص : رئيس الجمهورية عندما التقى بشباب الفولة

Quote: خارج النص الرئيس وشباب الفولة صحيفة آخر لحظة – يوسف عبد المنان قبل دخول رئيس الجمهورية لقاعة المجلس التشريعي لولاية غرب كردفان السابقة، كان المناخ مشحوناً بالتوتر وشباب الفولة في غاية الثورة والهياج والغضب.. سيطروا على مداخل وأبواب القاعة وفرضوا إجراءات استثنائية بأنفسهم، ولكنهم تفادوا الدخول في احتكاكات مع طاقم حراسة الرئيس عمر البشير، الذي أمر بنفسه بتقليل عدد الحراس المرافقين له وهو يتوجه بثقة شديدة في نفسه وفي شباب الفولة نحو القاعة التي احتشد فيها ما لا يقل عن مائة من الشباب إختلفت مشاربهم الفكرية وتباينت أحزابهم السياسية التي جاءوا منها، ولكنهم اتفقوا على قضيتهم. وصل لقاعة المجلس التشريعي قبل الرئيس بربع ساعة الفريق بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والأستاذ عبدالباسط سبدرات قبل إعطاء إشارة لقدوم الرئيس.. أحد الشباب دخل في مشادات كلامية مع الفريق بكري ولكن سبدرات صب ماءً بارداً في وجه الشباب الذين اتفقوا مع السفير الدرديري مسبقاً على أن يتحدث نيابة عنهم، ثلاثة من الشباب عن قضيتهم دون سقف أو إتفاق على ما يتم طرحه أمام الرئيس، وترك للشباب إختيار ممثليهم في الحديث أمام الرئيس دون تدخل من حكومة الولاية أو فعاليات المسيرية الأخرى من نواب ووزراء. دخل رئيس الجمهورية القاعة، والوفد المرافق له في غاية التوتر، لأن المناخ مشحون ضد الحكومة المركزية وتخوف الجميع من حدوث انفجار الوضع داخل القاعة، ولكن ثقة الرئيس طمأنت حتى الوفد الصحافي المرافق له وطاقم التأمين والمراسم والوزراء، فرفع الرئيس عصاه عالياً فانفجر بركان الهتافات التقليدي ونفس وحرارة الإنقاذ القديمة «سير سير يا بشير» وانقلبت الأوضاع داخل القاعة بين فينة وأخرى لمناخ داعم للإنقاذ ولرئيس الجمهورية شخصياً، وكان الأمر مدهشاً، والأسئلة تترى «شنو الحصل».. لماذا الإنتقال من حالة أشبه بالتمرد على الدولة الى حالة داعمة لرئيس الدولة شخصياً؟؟ بدأ لقاء الرئيس بشباب الفولة وجلس على المنصة، الرئيس على يمينه اللواء اسماعيل جلاب وعلى شماله د. عيسى بشرى نائب الوالي الذي أدار اللقاء، وقال للشباب لقد حددتم ثلاثة شباب للحديث نيابة عنكم، فاحتج البعض على محدودية الفرص، فأمر الرئيس بزيادتها وقال للشباب «تحدثوا عن أي شىء بلا حواجز أو خوف، قولوا كلامكم وأنا جئت هنا لأستمع اليكم».. عادت الهتافات للبشير وكاد الشباب أن يحملوه على أعناقهم. ثلاث قضايا هي جوهر مطالب شباب الفولة وهي ذات القضايا التي أُثيرت في لقائه في المجلد وبابنوسة وكيلك، وبدا واضحاً أن ثمة إتفاق غير معلن بين قيادات المنطقة الغربية التي تمثلها في الخرطوم وفي حكومة الولاية، وبيَّن هؤلاء الشباب القضايا وفقاً لترتيب الأولويات ، وهي رفض مطلق وشامل لتقرير لجنة خبراء أبيي. القضية الثانية المطالبة بعودة ولاية غرب كردفان السابقة مع استثناء منطقة حمر التي أُستتبعت لولاية شمال كردفان، أي أنهم يريدون ولاية جديدة تضم مناطق المسيرية فقط. والمطلب الثالث نصيب المنطقة في التنمية وعائدات البترول. وما دون ذلك لا قضية تستحق الذكر في غرب كردفان، مع وجود تنافس ومحاولات إقصاء متبادل ما بين المؤيدين لدكتور عيسى بشرى، وهؤلاء يسعون لإقصاء احمد صلوحة ومؤيدين للأخير لا يتورعون في توجيه الإتهامات والنقد للدكتور عيسى بشرى.. رئيس الجمهورية أيد مطلب الشباب الخاص بتقرير لجنة الخبراء، وحدد موقفاً نهائياً برفضه تماماً وهذا الموقف حل نصف الأزمة وجعل الوضع في طريقه للإنفراج، ثم تناول قضية التنمية وبسَّط للشباب معلومات بالأرقام عن حجم المال الذي دفعته المالية لمشروعات التنمية عبر هيئة التنمية لغرب كردفان وحكومة الولاية، وهنا حل الرئيس النصف الآخر من الأزمة، أما المطلب الثالث بعودة الولاية فقد إلتزم الرئيس بالإتفاقية وترك الباب مفتوحاً لعودة الولاية في حال إتفاق الشريكين على ذلك.. وانتهى اللقاء بالإتفاق وتبادل كلمات الشكر واستطاع البشير تنفيس بالونة الأزمة.