|
|
 كارثة
|
وضع الفريق سلفاكير ميارديت، النائب الأول لرئيس الجمهورية، حداً فاصلاً مابين الحقيقة والخيال في تعامل الحركة الشعبية مع القضايا الوطنية، وأطلق بنفسه رصاصة الرحمة على أدني شك يمكن أن يكون في نفوس الناس من ثقة في الحركة الشعبية.. فتصريح الرجل، لقناة الجزيرة أمس، حول وجوب وضرورة مجئ القوات الدولية إلى دارفور بعد فشل الحكومة في حل الأزمة، هو أكبر إدانة له كمسؤول وأضخم دليل على أن الحركة الشعبية هي مجرد بيرق في لعبة الشطرنج الدولية في المنطقة. من يصدق أن نائباً أولاً لرئيس الجمهورية والرجل الثاني في قيادة الدولة، يعلن على رؤوس الأشهاد فشل حكومة هو في قيادتها، وينادي صراحة بدخول قوات أجنبية إلى بلاده؟.. من يصدق أن الرجل الثاني في الدولة، وهو شاهد وشريك أصيل وصانع في عدد من القرارات التي أصدرتها مؤسسات الحكم (مجلس الوزراء، المجلس الوطني، ينقض غزله بيده ويتبرأ من مواقفه السابقة ويتنكر لها، ويناقض نفسه بمثل هذا القول البائس، مبنى ومعنى؟! { السؤال الذي يستحق الإجابة: لماذا قال سلفاكير ما قال؟ وماذا وراء الأكمة!؟ { الإجابة سهلة للغاية.. اولاً: الحركة الشعبية لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام ــ كما دلت التجربة ــ مكوناً حقيقياً من مكونات اللحمة الوطنية التي تصنعها مواقف وأفكار ومشاعر وبرامج وأهداف.. فهي حركة سفاح وُلدت هكذا تحت رعاية الدوائر الاستخبارية الغربية لتخدم أهدافاً أجنبية، فسرقت قضية جنوب السودان وتبنتها.. وها هي الآن تتكشف للناس وتسقط عنها أوراق التوت!! ثانيا: بعد افتضاح مشروع السودان الجديد وانسحاق مراميه، عمدت القوى الدولية إلى توظيف الحركة الشعبية في تمزيق عرى السودان، وصب الزيت على نيرانه المشتعلة في الغرب والشرق، وكان للحركة دور محوري وأساس في أزمة دارفور، فقد وُلدت الحركات المسلحة (حركة تحرير السودان من بويضة الحركة الخبيثة، وأرضعت هذه الحركات من ثديها المكتنز بالحرام والتآمر، ولذا فإن أيَّ موقف للحركة يُتخذ بناء على هذه الاعتبارات والمعطيات والحقائق.. ثالثا: أوحت القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للحركة الشعبية منذ توقيع اتفاقية السلام بتأزيم حل قضية دارفور، وكل مواقف الحركة وجهودها كانت كاذبة.. وفي آخر زيارة لرئيسها للبيت الأبيض تم الاتفاق معه على شق الصف الوطني وتبني فكرة إرسال قوات دولية.. والحركة الشعبية الآن تسدد الفواتير اللازمة الدفع عليها، فكل الذي تفعله هو عملية سداد لازمة، وإضافة الى أنها تلعب بجدارة دورها كترس صغير في آلة المؤامرة الدولية على السودان. رابعاً: يوجد تخطيط قديم لدى الحركة وهو في حالة استحالة تطبيق مشروع السودان الجديد فإن على الحركة ان تنكفئ على الجنوب تمهيداً لفصله مع العمل الدؤوب لتفجير الأوضاع في الشمال بزرع الفتن والصراعات وإضعاف مؤسسات الحكم وتخذيل الدولة وإحباط كل برامجها ومشروعاتها الرامية لحفز البناء الوطني والتعبئة لمواجهة التحدي الخارجي. خامساً: في خطوة لا تخلو من سوء النية والقصد وفي تزامن مع الخطوات التي تجري في الخارج أرسلت الحركة وفداً الى دارفور، وعاد هذا الوفد بعد أن أوقع الفتنة هناك بالتشكيك في برامج الدولة وسياساتها وبعد التحريض الوقح للمواطنين وخاصة النازحين في مشروع السلام والاستقرار. ولما عاد الوفد ورفع تقريره لرئيس الحركة الشعبية الذي تقمص دور المحايد والوسيط، كان التصريح الكارثة.. الكارثة.. { نحن هنا في »الانتباهة«.. نقول قولة واحدة.. فلتُفض هذه الشراكة القائمة لأنها ليست شراكة أصلاً ولايحق أن يطلق عليها »حكومة وحدة وطنية«، لأن أولى اشتراطات الحكومة الواحدة والموحدة والمتحدة لا تتوافر فيها، وما تم من قيادة الحركة الشعبية لا علاقة له بالوطنية.. { هذه دعوة منا، نحن أهل السودان جميعاً لذهاب هذه الحكومة المتشاكسة، وإنهاء الملهاة السياسية.. الحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها وندعو الناس إليها.. هي فك الارتباط النهائي حتى نعرف مصيرنا بوضوح دون أن يقرر لنا فيه سلفا أو غيره.
نداء اليقظة الانتباهة
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست